النرجسية...

هيفين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 10:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

أين يحطًّ به الترحال و كأنه يبحث عن نفسه بين جدران الزمن وبين سطور وصفحات ماضٍ أليم .. إنه النرجسي ..
كم اشفق على ذاك النرجسي لما حلَّ به من قسوة النفس والروح بحق ذاته قبل أن ينقل العدوى لضحاياه
هو خيطٌ رفيع يربط بينه وبين جيروت الاهٍ من آلهة الارض والسماء .. وحشٌ على هيئة ملاك .. ما يكمن في سجون صدره فجوةٌ كالحجارة او اشد قسوة من صخور الجبال .. جلاّدٌ يجلد بسوطه أقرب الأرواح إلى نفسه .. يأبى النزول من عرشه المتعالي بالعجرفة والغطرسة الممزوجين بشيئ من جنون العظمة

حتى ان شعر بنوع من الذنب .. ذاك الذنب يوقظ فيه افعى سامة يغرز انيابه بتأني وصبر ليبث سمومه إلى روح ضحيته ويتلذذ بتعذيبها وتخبطها بنفسها
الخوف من الفقد يجعله أسير الانعزال مع خباثة الذات
تظن انه يستطيع ان يمسك بيدك كلما أوقعتك صخرة اليأس ف يعود بك إلى الاطمئنان .. إنما هو ليس الا حيلته وسحره المفضل أن يجعل منك فريسة سهلة لمآربه وقناعه البريئ الذي يرتديه
تظن يده الحانية سوف تسبق شكوتك كلما تضيق بك الدنيا .. فلا تتعب يداه على احتضانك وملامسة شعرك إنما لا تدرك اوصاله متجمدة وفؤاده فارغ منك وبك
يستطيع انتشالك وسط جحيم الهموم وشراسة القلوب والخذلان ويوقع بك في جحيم سطوته وبراثينه ليعلن لك في النهاية أنا من أبحر بك إلى شواطئ الأمان .. أيُ أمان تأخذني حيث السُحب ولا تُخبرني انها ستعصف وترعد .
يخشى النرجسي من الوحدة لأنه يعتبر نفسه سلطان والسلطان بحاجة إلى حاشية ورعيّة
لذلك فإنه يسقطك في بئر الشك والخوف وتحطيم للمعنويات لدرجة انك تخشى من الاقتراب حتى من الذين تحبهم .. يرسم لك طريق الأمان وبساطاً أحمراً على طول الطريق مفروش بالورد وما ان يتجدد عهد ثقتك بنفسك يبدأ بتحطيمك وتهشيمك
اختلاف النرجسيين باختلاف ظروفهم والظروف المحيطة بهم ..
بمنظوري النرجسية هي أخطر الأوبئة فتكاً لأنها تستهدف العقول الحالمة والقلوب التي لم تمسها الخباثة والأهم في ذلك الكرامة التي لا تأبى السقوط ..
رسالتي إلى النرجسي ..
إنطفاء الروح : ان تقف على عَتَبَة الحياة تسترقي النظر لنجاحات الغير وانت واقف تبيع عمرك بأرخص الأثمان
الحياة لا تقف إنما انت من تموت وانت على قيد الحياة..

#هيفين_عمر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل