أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة حمد أبوديكار - التوربينات.. ومشروع تهويد الجولان















المزيد.....

التوربينات.. ومشروع تهويد الجولان


أسامة حمد أبوديكار

الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
واقع الحال يؤكد، بأن إسرائيل تسعى إلى تهويد الجولان، والأمر ليس بجديد، فقد خرج الجولانيين ومنذ العام 2020، في احتجاجات واسعة على مشروع التوربينات، خاصة أن أهالي الجولان يرون فيه مخططاً استعمارياً تهويدياً، يطال الجولان بأكمله، لكن الخطوة الإسرائيلية الأولى تقتضي الإستيلاء على الأراضي الزراعية، ضمن مساحة تتعدى 6 آلاف دونم، ليكون واضحاً لدى الجولانيين بأن هذه المساحة المُراد إغتصابها، إنما تهدف إلى تغير وجه الجولان، وتحويله إلى مستوطنة، وهذا الأمر يُعد انتهاكاً للاتفاقيات الخاصة بحماية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، وانتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، الذي يؤكد أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الجولان المحتل لاغية وباطلة.

"الإضراب حتى النصر"..

الجولان المُحتل منذ العام 1967 نكسة حزيران، حيث أُطلق على تلك الحرب، حرب الأيام الستة.
تم تلاها في العام 1981 قرار الحكومة الإسرائيلية بضم هضبة الجولان السوري المحتل الى أراضيها.
في أوائل شهر شباط من العام 1982، عُقد اجتماع شعبي في خلوة مجدل شمس، أُعلن فيه أنه اعتباراً من تاريخ 14 شباط 1982 فإن أهالي الجولان في حالة إضراب عام وشامل حتى تتحقق مطالبهم المتجسدة في «رفض تطبيق القانون المدني الإسرائيلي، ورفض فرض الجنسية الإسرائيلية، واعتبار الجولان منطقة محتلة تنطبق عليها قوانين جنيف، ورفض استبدال الهويات العسكرية بأخرى مدنية، والإفراج عن المعتقلين الإداريين.
وفي 30 آذار 1982، أصدرت القيادة العسكرية لجيش الاحتلال قراراً بالاستعداد التام للبدء في توزيع الهوية الإسرائيلية، موكلة تنفيذ المهمة لـ 16 ألف جندي إسرائيلي، ليقتحموا في الأوّل من نيسان القرى المحتلة، ويستولوا على مباني المدارس، ويحوّلوها إلى مراكز للتحقيق والاعتقال.
في المقابل، أعلن أهالي الجولان «إضراب الهوية والانتماء»، متحدِّين قوات الاحتلال، عبر صدورهم المفتوحة والأيادي والعصي، واشتبكوا مع مئات الجنود في الساحات العامة، وأصوات الأهالي تصدح بـ«الإضراب حتى النصر».
وهو ما كان، إذ تعهّدت السلطة المحتلة عدم فرض الجنسية وعدم فرض التجنيد الإجباري، وإقامة الجسور المفتوحة بين الجولان وسوريا، وعدم مصادرة أراضي السكان، وإعطاءهم حقوقهم المائية لري مزروعاتهم.
سعي إسرائيلي لتهويد الجولان..
من الواضح أن إسرائيل تسعى جاهدة إلى تهويد الجولان، وفك ارتباط الجولانيين بـ سوريا، لطمس معالم الجولان هويةً وأرضاً وتاريخاً، وذلك تمهيداً للإستيلاء على الجولان وجغرافيته بشكل كامل، وهنا لابد من التنويه إلى الأحداث التي شهدتها سوريا خلال سنوات الحرب، وتمرير مصطلح "سوريا المفيدة"، وتواجد الجيوش الأجنبية على أرضها، وأيضاً اقتراحات "الادارات الذاتية"، والمشاريع الكثيرة التي تُسَوّق في الزواريب الدولية، وبالتالي حديث "التقسيم" فَتَح شهية إسرائيل لركوب موجة أن سوريا ستُقسم، أو مُنشغلة بمشاكلها، وبالتالي ترى إسرائيل ومن خلال توقيت مشروع التوربينات، أن الفرصة مواتية ولا تُفوت في محاولة الإستيلاء على الجولان كاملاً، وطمس هويته الوطنية السورية.

منذ العام 2020، يخرج سكان المنطقة الشمالية من الجولان المحتل في مظاهرات احتجاجاً على مشروع التوربينات، الذي يرونه مخططاً استعمارياً تهويدياً يستهدف مناطقهم، والسلطات الإسرائيلية تعمل على تنفيذه تحت ذريعة توليد الكهرباء من طاقة الرياح.



وربطاً بما سبق، فإن إسرائيل تسارع إلى فرض مشروع التوربينات وإلى عملية الأسرلة في الجولان، ومحاولة إقناع الجيل الجديد من شباب الجولان، بأن سوريا الأم انتهت وعليهم الرضوخ والقبول بالجنسية الإسرائيلية، وهذا الأمر وفق المنظور الإسرائيلي، سيساعد إسرائيل في بلورة رأي عام عالمي، للإعتراف أممياً بضم الجولان.

رفض قاطع للمشروع
بدأت فكرة المشروع المكون من 32 توربينة ( مروحة ) رياح، بارتفاع 220 مترًا للواحدة، في كانون الثاني 2020، عندما أقرت اللجنة الوطنية للتخطيط والبنى التحتية الإسرائيلية المشروع، وبات له صفة قرار حكومي.
وفي الشهر ذاته قامت شرطة الاحتلال بحماية الأعمال التي بدأت الشركة تنفيذها، ومنعت كثيرين من الوصول إلى أراضيهم على مدار ثلاثة أيام متواصلة، واعتدت على عشرات المزارعين، مستخدمة القوة المفرطة، ما تسبب يومها في تعريض حياة السكان للخطر، وإصابة عشرات الأشخاص جراء استخدام الرصاص المطاطي والحي وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
يرفض الأهالي في الجولان المحتل تركيب المراوح، وهي التوربينات الأكبر حجمًا المستخدمة في العالم على اليابسة حتى الآن، ضمن أراضيهم الزراعية وعلى مقربة من أماكنهم السكنية في بلدات مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، لا سيما أنها ستستحوذ على مساحة كبيرة، ما يعني تهديد صحتهم والقضاء على حياتهم الريفية وقطع أشجار الكرز والتفاح التي يعتمدون عليها في حياتهم المعيشية وتشكل جزءًا كبيرًا من اقتصادهم.

من جهتها كانت 17 منظمة حقوقية، قد حذرت عبر بيانٍ لها، في نيسان 2022، من خطر المشروع، رغم مئات الاعتراضات التي تقدمت بها مؤسسات زراعية وأفراد من الجولان، لافتة في بيانها أن المشروع سيتسبب حال إقامته بآثار خطيرة ومدمرة على سوريي الجولان، وسيفضي إلى تدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة، خاصة التفاح والكرز، بالإضافة لأضراره على صحة السكان التي ستنجم عن التعرض للضجيج وللموجات تحت الصوتية والوميض، الأمر الذي سيتسبب باضطرابات سمعية.
ومما سيزيد من مخاطر المشروع على السكان أن المزارعين وأفراد أسرهم يمكثون معظم أيام السنة في الأراضي الزراعية التي ستقام عليها توربينات الرياح، حيث تنتشر مئات المنازل الصغيرة، ما سيزيد من احتمالات تعرضهم للأذى، فضلًا عن إجبار المزارعين على هجر آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، التي تشكل ما يقارب ثلث أراضيهم الزراعية.
كما ستؤدي إقامة المشروع إلى تقييد التوسع العمراني لثلاث قرى سورية محتلة من أصل خمس قرى تبقت في الجولان بعد الاحتلال عام 1967، هي مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا، وهذا سيفاقم أزمة السكن الخانقة التي يواجهها سكان هذه القرى السورية، بالإضافة إلى تشوه المشهد الطبيعي للجولان المحتل، وتعريض الحياة البرية للخطر.

من مصادرة للأراضي وهويتها العربية السورية.. الى الأسرلة
استطاعت سلطات الاحتلال إقناع العديد من أهالي المنطقة في الجولان بتوقيع اتفاقيات معهم لتأجير بعض المساحات داخل أراضيهم لإقامة التوربينات مدة 25 عاماً على أساس أنها طاقة خضراء ونظيفة وستوفر الكهرباء لنحو 50 ألف أسرة، فيما تتضمن العقود غرامات جزائية كبيرة في حال تراجع أصحاب الأراضي.
يقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور ثائر أبو صالح المنحدر من الجولان المحتل: "بدأنا بمحاولة فهم هذا المشروع وأبعاده، وبعد استشارة المختصين والخبراء بهذا المجال تبين أن المراوح مضرة جدًا لصحة الإنسان وقاتلة للطيور والنحل والحشرات التي تعمل على تلقيح شجر التفاح والكرز المزروع في الجولان، كما أن هذا المشروع سيصادر نحو 4800 دونم من أجل شق طرقات للوصول إلى مناطق إقامة التوربينات، إضافة إلى الحد من توسع الخرائط الهيكلية للقرى".
وتراجع العديد من السكان الموقعين على اتفاقية المشروع مع الشركة بسبب مخاوفهم أيضًا من مصادرة أراضيهم مستقبلًا، لكن تبين أن الاتفاقات غير قابلة للتراجع.
يضيف أبو صالح، "أن نضال أهل الجولان ضد هذا المشروع بدأ في أروقة المحاكم، إلا أن حكومة "إسرائيل" أعلنت أن المشروع هو مشروع قومي لا يمكن إلغاؤه، مما عقّد المشكلة أكثر وكشف أن هذا المشروع يستهدف التضييق على قرانا والقضاء على الزراعة بحجة إنتاج الكهرباء".
وتسعى "إسرائيل" إلى تهويد الجولانيين وأرضهم وذلك من أجل إقناع دول العالم بالاعتراف بضم الجولان كما فعلت أمريكا في عهد ترامب 2019، لذلك سعت "إسرائيل" بكل قوتها - حسب أبو صالح - لاستمالة الجيل الجديد وإقناعه بأخذ الجنسية الإسرائيلية بحجة أن سوريا ستتقسم وانتهت كوطن، خصوصًا بعد سماع مصطلحات التقسيم وسوريا المفيدة وغيرها، وفي حال تحول هؤلاء الشباب لإسرائيليين فهذا يعني أسرلة الجولان وتقوية موقف "إسرائيل" لمطالبتها دول العالم بالاعتراف بضم الجولان إليها.
في السياق ذاته، يتفق الناشط السياسي المنحدر من الجولان المحتل، هاني زهوة، مع الباحث أبو صالح في أنه لا يمكن عزل مشروع المراوح خارج سياق الأسرلة ومحاولات تغيير المناخ الاجتماعي والوطني للأهالي في الجولان، بدءًا بالتهديد الديموغرافي ومصادرة آلاف الدونمات لصالح هذا المشروع التهجيري، وصولًا إلى قتل الزراعة والمحاصيل الزراعية التي تشكل ركنًا أساسيًا في رزق ومعيشة الجولانيين عامةً، والتهديد الحيواني والتنوع البيئي الذي يميز المنطقة.
وكان مجلس الأمن قد أصدر القرار 497 الذي رفض قرار "إسرائيل" عام 1981 بضم الجولان إليها، ونص القرار على أن "قرار إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة باطل ولاغ ودون فعالية قانونية على الصعيد الدولي".

يبدو أن سلطات الاحتلال ماضية في مشروعها القومي، متجاهلة كل التوقعات ببدء احتجاجات أشد عنفًا، لا سيما أن قضية التوربينات ليست الوحيدة التي تثير استياء أهالي الجولان المحتل، فمن قانون التجنيد الإلزامي للدروز، واقتصار التجنيد تطوعًا على بقية الطوائف، إلى سياسة التمييز خاصة فيما يتعلق بالتخطيط والبناء في التجمعات السكنية، في خمس قرى لم يطلها التهجير، وهي:
مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية والغجر، ولم يتبق منها إلا 47.000 دونم للأهالي.
أخيراً..
في ظلّ استمرار إسرائيل لتهويد الجولان، مُستَغلِة انشغال العالم في مشاكل كثيرة ليس آخرها الحرب الروسية في أوكرانيا والتي أرخت في ظِلالها على كل العالم سياسياً واقتصادياً، والأزمة التي لا تزال دائرة في سوريا..
يبدو أن أهل الجولان صامدون في أرضهم، يُقَدمون للعالم أجمع أبهى صور المقاومة وتحدي الاحتلال.



#أسامة_حمد_أبوديكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة حمد أبوديكار - التوربينات.. ومشروع تهويد الجولان