أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - حدود القوة الإسرائيلية وانقلاب الشيء إلى ضده














المزيد.....

حدود القوة الإسرائيلية وانقلاب الشيء إلى ضده


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 13:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



تملك إسرائيل وحدها من أنواع السلاح والعتاد وكمياتهما ما يفوق مجموع ما يملكه خصومها وأعداؤها الحقيقيون والمحتملون، بما في ذلك الدول العربية المحيطة بإسرائيل والتي دخلت في دوائر التطبيع، وأقامت علاقات سياسية ودبلوماسية واحيانا أمنية واستخبارية معها. وتشمل الترسانة الإسرائيلية تفوقا حاسما لسلاح الجو الذي يواكب أحدث منتجات الصناعات العسكرية الأميركية، إلى جانب القدرات التكولوجية والسيبرانية ومنظومات الدفاع الجوي والبحرية والقوات البرية والأجهزة الاستخبارية. كل ذلك من دون أن احتساب الأسلحة الأكثر فتكا وخطورة، والتي لا تعترف بها إسرائيل علانية ولكنها تلمح لها بطريقة أو بأخرى وتعتبرها أهم أدوات الردع لديها، وهي امتلاكها لما بين 90 إلى 200 راس نووي، بالإضافة لتمتع إسرائيل بالحماية الأميركية والغربية المطلقة، واستناد قوتها العسكرية إلى قوة اقتصادية تضعها في مرتبة متقدمة عن دول أكبر منها بكثير مثل باكستان ومصر والجزائر والعراق.
لكن هذه الترسانة العسكرية الهائلة كلها تبدو عاجزة عن حسم معاركها والتصدي للتحديات المصيرية التي تواجهها علاوة على فرض شروطها السياسية على أعدائها.
ففي المواجهات الأخيرة التي أحاطت بالتعديات على المسجد الأقصى في القدس وانتهاك حرمته والتنكيل الوحشي بالمصلين والمعتكفين، بدت الحكومة الإسرائيلية مربكة في اتخاذ قرارها بالرد على مطلقي القذائف والصواريخ، سواء من جنوب لبنان أو من قطاع غزة، مع أن مطلقي هذه القذائف هم الذين بادروا إلى خرق "قواعد الاشتباك" في رسالة واضحة مفادها أن المسجد الأقصى لن يكون وحده، وأن تجاوز الخطوط الحمر من قبل إسرائيل كفيل بإشعال المنطقة.
كثيرا ما هددت إسرائيل بأن أي خرق من جانب حزب الله فإنها سترد على لبنان البلد، وليس فقط على منشآت الحزب وقواعده كما فعلت في حرب تموز 2006، وهي تراهن بذلك على توليد قوى ردع لبنانية داخلية تلجم أي رغبة في التصعيد لدى الخصم اللدود الذي لا ترى فيه إسرائيل سوى أداة في يد إيران. ولكن ما الذي تستفيده إسرائيل من تدمير لبنان، وإعادته إلى "العصر الحجري" كما يردد القادة العسكريون؟
من الناحية النظرية، تستطيع إسرائيل تدمير محطات الكهرباء والصرف الصحي ومصافي النفط والطرق والجسور والأبراج السكنية، وإخراج المطارت عن الخدمة وغيرها من مرافق مدنية وعسكرية، ولكن بماذا يفيدها كل ذلك طالما أنه لا يضمن وقف إطلاق الصواريخ التي باتت قادرة على الوصول إلى أي هدف في إسرائيل؟
بحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية يمتلك حزب الله نحو مئة وخمسين ألف قذيفة صاروخية، من بينها صواريخ فائقة الدقة تستطيع أن تصيب اهدافها بهامش خطأ لا يزيد عن ثلاثة أمتار، إلى جانب مئات الطائرات المُسيّرة، فضلا عن إمكانية تحقيق اختراقات حدودية تمكن مقاتلي الحزب من احتلال بعض المستوطنات مؤقتا وربما أخذ رهائن، واحتمال نجاح الحزب خلال السنوات الماضية من بناء وتكوين خلايا نائمة يمكن تحريكها وقت الحاجة، وهو احتمال كبير في ضوء حالة الشحن والتعبئة التي يعيشها الفلسطينون داخل الأراضي المحتلة.
من جانبهم لا يملك الفلسطينيون وبخاصة في الضفة الغربية الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها حزب الله لأسباب عدة من بينها عدم وجود ظهير سياسي وجغرافي، والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على الحدود والمداخل والأجواء وأنظمة الاتصالات، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وتجزئتها إلى مناطق صغيرة يمكن اجتياحها والسيطرة عليها بسهولة، ولكن رغم كل ذلك ورغم الترسانة العسكرية الهائلة التي تملكها إسرائيل يمكن لفلسطيني شاب منفرد مثل الشهيد خيري علقم أو الشهيد عدي التميمي أن يقلب كل معادلات القوة الإسرائيلية ويخترقها ويكشف نقاط ضعفها وهشاشتها وهذا ما تؤكده يوميا وقائع المواجهات في الأرض المحتلة. فكل ما تملكه إسرائيل من تفوق ومن قدرات لم يمكنها من حسم الصراع وفرض النتائج السياسية التي تريد، لا بل يتمكن الفلسطينيون كل يوم من تطوير قدراتهم وإمكانياتهم، والثابت عمليا هو وجود علاقة طردية بين شدة القمع الإسرائيلي وبين ازدياد عمليات المقاومة.
إذن كل مقدرات القوة تبدو محدودة في قدرتها على حسم الصراع وإخضاع الخصم وفي المقابل تبدو قدرات المقاومة غير محدودة ولا مسقوفة لأنها في الأساس تعتمد على إرادة الناس وإيمانهم بعدالة قضيتهم، وهي معادلة ليست محضورة بالفلسطينيين بل يشهد التاريخ الإنساني على كثير من حالات المواجهة بين الضعيف المسلح بقناعاته وإرادته وبين القوي المدجج بالأسلحة الفتاكة، إنها إذن معادلة الإنسان في مواجهة الفولاذ وآلات القتل والدمار.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد نزال الشهيد الحاضر دائما
- الموقف الأميركي وانفلات جيش الاحتلال والمستوطنين
- خذلان الحركة النسوية الفلسطينية
- على السلطة الفلسطينية العمل للفكاك من المصيدة
- صعود المقاومة ردا على جرائم الاحتلال
- أوهام الحسم العسكري
- صورة المرأة في الإعلام: فلسطين نموذجا
- إسرائيل تستثمر الجريمة للسيطرة على فلسطينيي الداخل
- أبعد من هدم بناية وترويع مدينة
- عن المغيّر وجالود وترمسعيا وأخواتها
- بين الكلام والفعل
- عقيدة إسرائيل العسكرية: قتال لا يتوقف (2 من 2)
- عقيدة إسرائيل العسكرية: قتال لا تتوقف (1 من2)
- ليس بالصواريخ وحدها...
- ثأر الأحرار واستحالة إلحاق الهزيمة بالشعب
- عوامل خارجية وذاتية لإطالة أمد الانقسام
- الدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين
- أصابع إسرائيلية تحرك الحرب في السودان
- عن رسالة محور المقاومة في يوم القدس
- العالم يتغير من حولنا


المزيد.....




- شاب يهرب من الشرطة بسرعة ويتسبب بحادث مروري.. شاهد أين استقر ...
- مصر.. وزارة الأوقاف تعلن حظر تصوير الجنائز نهائيا وقت دخولها ...
- الجيش الإسرئيلي يعلن توسيع نطاق إخلاء الأحياء في شرق رفح، وت ...
- الاضطرابات النفسية في اليمن ـ بين المسكوت عنه وغياب الإمكاني ...
- علماء ألمانيا يقولون لك -اسمع كلام أمك- يطول عمرك!
- المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة ...
- الإمارات تقدم لمشفى ميداني في غزة سيارة إسعاف وجهاز أشعة
- الجيش اللبناني يشتبك مع مهربين على الحدود مع سوريا ويقتل ويص ...
- ارتفاع حصيلة قتلى حرب غزة إلى 34971 فلسطينيا
- الحكومة المصرية: 80? من إجمالي المساعدات الإنسانية إلى قطاع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - حدود القوة الإسرائيلية وانقلاب الشيء إلى ضده