محمد سخاوت حسين البشري
الحوار المتمدن-العدد: 7650 - 2023 / 6 / 22 - 18:50
المحور:
الادب والفن
عند ما كنت طالباً في المدرسة الثانوية كان معنا اُستاذ ، وهو دائماً يوصينى بالتقوى، ويحذرني من الوقوع في سحر السحرة (الممثلين والممثلات)، والإحتفاظ بالمسافة الضروية عند قراءة الدعاية الاعلامية للافلام، -بجميع أنواعها وجنسياتها- وعلى راسها "أفلام باليفود" بعد ما كانت الأفلام في التسعينات من القرن الماضي على أحسن صورة ؛ تقدم صورة المجتمع الأصلىية بدون أي سياسة وخجل.
وأنا الطالب المدرسي كأي إنسان آخر، لا يستطيع إعتقال مشاعره وهو في عنفوان شبابه في ثلاجة، والحق أنني أعجبت ب"باليفود"، وكانت قصتها تهويني وتراودني ، وصورة الممثلات في الدعاية تغلغل مشاعري، وتداعبنى وتهزني من الداخل ، وألاحق اخبار الافلام من خلال الصحف والجرائد الهندية خارج أسوار المدرسة ، وبعد ما كنت بعيداً كل البعد عن صالة الافلام ، وأتظاهر بتحريم الفيليم على نفسي امام الاساتذة ، كان صديق يحكي لى ما جاء في الفيلم بعد كل جديد يشاهده في الصالة بدون أدنى عوض، وذالك في أوقات المدرسة وبالضبط داخل الفصل أحياناً.
كان صديقي يواجه مشاكل عديدةً كالإقصاء والتهميش في الفصل، ويعانى من معاملات قاسية غير المبررة في بعض الأحيان ، ولما كانت العلاقة بيننا علاقة حلف وليس مجرد الصداقة ادافع عنه واقدم له الرطب واليابس.
مرت سنوات كبرتُ أنا وكبرت الأشياء ، وتجاوزت مرحلة البكارليوس والماجيستر، وما غادر ذهني سوال لماذا مُنعتُ من روية الأفلام في تلك الأيام ؟ وماذا يحدث لو شاهدت الافلام؟ وهل تغيرني من الداخل سلوكاً ؟ وهي ليست أكثر من وسائل لمتعة ذهنية وقتية ، والبضاعة المقدمة فيها زيفة لا حقيقة لها في أسواق الأصالة وهذا يومن بها الجميع فأين المشكلة إذن؟
على مدى عقدين شاهدت كثيراً من الأفلام وحاولت الفهم بدون اي فائدة ، واليوم وفي خضم الأفلام المشوهة للتأريخ ، يلازمنى الندم لعله يحاول الرد على سوالى المذكور أن الأفلام إلى حد المتعة صحيحة ولا حرج فيها ، لكن الرجوع من خلالها إلى الوراء اعنى التأريخ والتعرض لصفحاته ثم تقليبها من فوقها إلى أسفلها لا يباح قط ويُعد منعاً باتا.
#محمد_سخاوت_حسين_البشري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟