أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - كفاءة شرطي العالم














المزيد.....

كفاءة شرطي العالم


خالد العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 09:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يواجه الشعب العراقي بكل طوائفه تحديات كبرى و خطيرة وشائكة فهو يئن من استراتيجية العنف التي بدأها صدام ونظامه البائد من جهة و كذلك بعد زوال النظام من ستراتيجية العنف التي تمارسها منظمة القاعدة المتمثلة في الزرقاوي والتي تواصل عملية الجز والقطع والسلخ دون ذرة من الانسانية ولا هوادة من جهة اخرى .
الا انه من المستغرب حقا ً ان يعجز شرطي العالم عن اداء الدور الذي جاء من اجله, فأين ستراتيجية السلام التي تريدها الولايات المتحدة وهي يوما بعد يوم تثبت عدم فعالية في اخماد هذه النار المشتعلة , فأين دور شرطي العالم الذي تمارسه الولايات المتحدة على دول العالم , وهي عاجزة عن ايقاف نزف هذه الدماء التي لم تخمد بعد ولم تبرد وهي ما زالت غير قادرة على ان تحل القانون وان تنشر الامن والطمأنينة في ارض العراق الجريح ?
فمن ناحية نجد العراق يئن من ستراتيجية القاعدة فيها والتي تعلن كل يوم عن ميلاد عملية اغتيال وعملية قتل وعملية جز رقبة ومن ناحية اخرى ترد الولايات المتحدة و القوات العراقية الجديدة على ستراتيجية القاعدة بالعنف المقابل , و الضحية هنا الشعب العراقي العزيز , فجميع الضربات والعمليات والمعارك تدور على ارضه واذا ما عقدت مقارنة بسيطة بين عدد القتلى العراقيين وعدد القتلى الاميركيين وعدد القتلى التكفيريين من القاعدة لوجدت ان عدد الضحايا من العراقيين فاق حد التصور والخيال.
هذه الستراتيجية تخلق خسائر باهضة وخطيرة ومكلفة للشعب العراقي على الصعيد السياسي والاجتماعي فهي مثلا تجعله يفعل ما لا يريد ان يفعله ويتبنى ما لم يكن راضيا في يوم من الايام ان يتبناه , تجده يتعامل حسب ردود الافعال وحسب ما يخلق له من ظروف موضوعيه يحركه من خلالها المقاتلون سواء من الجانب الاميركي او من جانب القاعدة دون ان يشعر , تجده ضائعا لا يعرف ماذا يفعل سوى ان يدافع عن نفسه حتى لو قتل طفلا لمجرد ان الطفل ذو ملامح لا تسر الناظر , فبعد ان حلت الفتنة بين الشعب العراقي وحل الدم و القتل فقد تم فقدان الثقة والطمأنينة , فالفتنة أشد من القتل واكثر خطرا من الطاعون , فهم لا يعرفون عدوهم من حبيبهم , من معهم وممن عليهم , اخوانهم في الدين والعرق ام الحليف الاميركي ام البقية الباقية من نظام صدام البعثي ام قاعدة الزرقاوي , فهم وسط دخان اسود يعمي العيون والبصائر عن معرفة القريب من البعيد والحبيب من العدو , ومن جهة اخرى تخلق هذه الستراتيجية المثلثة التي تمارس على العراق مازقا روحيا ونفسيا واجتماعيا قاتلا ومدمرا , فالجرح العراقي سيكون غائرا جدا حتى ان رجعت الامور لنصابها , سيكون اكثر عمقا و اكثر ألما واكثر تلفا , بل ان كل ما يمارس على العراق الان سيحدث في افراده هوة روحية من الصعب ان تخرج النفس منها بسهولة, فما يترسب في الانفس الان من هذه الستراتيجية سيتعدى نطاق المعركة ليدخل في حياتهم وثقافتهم الاجتماعية والفكرية والنفسية والاقتصادية , وما يحدث سيضع محاذير عند الشعب العراقي على كل الاشياء وسيضع الشكوك فيما بعد والريبة وسوء الظن حتى في القريب الذي يريد ان يساعد وفي الحبيب الذي يريد ان يطبب الجرح .
ونتساءل هنا: اين شرطي العالم من كل هذا? فهل هو عاجز عن فعل شيء مؤثر حتى الان , الولايات المتحدة الاميركية تجد نفسها متورطة بالستراتيجية التي اقرتها وعملت بها وتجد نفسها متورطة في حرب لم تخطط لمخرج لها . فاستراتيجية العنف مستمرة بالانفلات وخرجت عن نطاق السيطرة والقمع والحد, والامر الاخر البعيد المنال هو رغبة واشنطن بان تسيطر القوات العراقية على الفوضى التي عمت العراق وان تحقق النصر في المعارك التي تدور على الارض العراقية دون السماح له بالتزود باحدث المعدات العسكرية لذلك, فكيف لوحدات عراقية حتى وان تمكنت من التدرب الكافي ان تخمد هذا التسونامي الدموي الذي تفجر ? وكيف لها ان توقف هذا الاعصار المدمر المتعدد الجبهات والجهات والذي عجزت عن ايقافه الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها حتى الان مع ضخامة آلتها العسكرية والامنية ?



#خالد_العلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتغير المبادئ


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - كفاءة شرطي العالم