أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - هل تتغير المبادئ














المزيد.....

هل تتغير المبادئ


خالد العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبادئ نوعان, اساسية وثانوية, والمبادئ الاساسية هي التي لا تقبل الشك ولا التعديل ولا التحديث والتي هي من صلب عقيدتنا الاسلامية, اما المبادئ الثانوية (الاعراف) فهي التي نشأت بواسطة الظروف او المحيط, ظرفي المكان والزمان, او التي استمدت من تعاملاتنا اليومية في الحياة او من ثقافتنا الخاصة, يبقى ان اقول ان القاسم المشترك بين المبادئ الاساسية والثانوية هو قاسم الخطوط الحمر التي يضعها المرء منا تحت هذه المبادئ والتي يحرم على نفسه وعلى غيره ان يتعداها او ينتهكها او يعدل فيها كل حسب دينه ومعتقده.
انا مع عدم المساس بمبادئ الدين الاسلامي العظيم من اخلاق وقيم واصول لانها مبادئ وقيم واصول مطلقة وضعها الله خالقنا العظيم الذي لا يخطئ ولا يخيب, لكني لست مع اولئك الذين لا يغيرون مبادئهم الثانوية حتى وان كانت على باطل, لست مع اولئك الذين لا يسمحون لكائن من يكون بان يقترب من مبادئ قامت بفعل البشر غير المعصومين من الزلل والخطا, لست مع اولئك الذين يرون في مبادئهم الثانوية مبادئ مطلقة لا تقبل الشك ولا النقد ولا التعديل ولا التحديث.
فانا استغرب حقا من اولئك الذين يتمسكون بمبادئ تحبط اكثر مما تحفز وتحط من القدر اكثر مما ترفع, استغرب حقا من اولئك الذين يعتنقون مبادئ لا مراعاة فيها لعامل الزمان والمكان, استغرب حقا من وضع هذه المبادئ التي قد تكون صحيحة في مرحلة من المراحل وخاطئة في المراحل التي تليها في وضعية قدسية مستمرة لا تقبل التصويب ولا تقبل المراجعة ولا تقبل التصحيح.
قالوا قديما : يتغير فقط من يعرف ان الزمن متغير, ومن لا يتغير فالزمن خصمه, شاء ام ابى, فالزمن سيتكفل بالتغيير والانسان الكائن الوحيد الذي يضع للزمن قيمة . فامرٌ طبيعي ٌ اذن ان تتغير المبادئ الثانوية وان لم تتغير فاقلها ان تكون قابلة للتعديل والتحديث لتراعي زمان ومكان المرء والا نكون فرطنا بالقيمة قيمة الزمن الذي نحن فيه, فليس صحيحا ان المبدا الذي كان يخدمنا بالامس قادر على ان يخدمنا في الغد, وليس صحيحا ان ما نعتنقه من مبدا اليوم سيكون صحيحا بعد غد, هناك حاجة للتعديل وللتحديث وللتطوير, هناك حاجة للمرونة لاننا في زمن متحرك ومتغير وغير ثابت, هناك حاجة للقيام بالتصويب والمراجعة لمواكبة حركة العصر الذي نحيا فيه, هناك حاجة الى عدم قتل الزمن وقيمته, فلا يعقل مثلا من انسان يعتنق مبدا السلام الدائم كمبدا مطلق ان يكون سلاما دائما ومطلقا والاعداء يحتلون بلده ويقتلون اخوته واسرته فيفر من البلاد من اجل مبدئه هذا, وليس من المنطق ايضا ان يمتنع الانسان من طلب العون من اخيه الانسان مثله وهو على وشك الموت جوعا من اجل انه يعتنق مبدا عزة النفس .
لاحظوا اني لا اتكلم عن تغيير او تعديل المبادئ الاساسية والرئيسية في الدين والعقيدة ولكني اتحدث عن المبادئ والقيم الوضعية التي نشات منا نحن البشر, فنحن لسنا انبياء ولا معصومين حتى نتصور اننا لا نخطئ او نعتقد ان كل مبدا نعتنقه وكل مذهب نذهبه سليم وصحيح على الدوام, فليس من الصواب ولا من المنطق ان يعتنق احدنا مبدا اساسيا نشا من العقيدة الاسلامية التي تراعي ظرفي الزمان والمكان ثم يعتنق مبدا ثانويا نشا من فلسفته الخاصة ازاء الامور ليجعل المبداين يضرب كلاهما الاخر ويصدم كلاهما الاخر .
فالدين يوجب على الانسان العاقل الراشد ان يعدل في مبادئه وان يصححها ان تعارضت مع العقل والمنطق والرشد, ان يوجهها لطريق الصواب ان انحرفت لطريق الخطا, فلا ينبغي على المرء ان يكون صلدا غير قابل للتغيير والتعديل والزمان نفسه متغير والسنون نفسها متغيرة والايام نفسها متغيرة والظروف نفسها متغيرة ونحن انفسنا نتغير ولا نبقى على حال ٍ واحد ْ, ليس من المعقول ان نفعل هذا فاذا كان قانون التغيير نفسه يقول : " كل شيء يتغير الا قانون التغيير نفسه " فلماذا لا تتغير المبادئ الخاطئة وتصوب ?.
اذن الاستمرارية المطلقة للمبادئ الثانوية لا تنفعنا بشكل مطلق في زمن متغير ومتطور وسريع, هناك حاجة للتعديل والتصويب والاضافة, هناك حاجة لمراعاة الظرف الزمكاني, لانه ليس من المنطقي ولا من المعقول ان نضع مبادئ اساسية مطلقة الصواب و تنفع لكل زمان ومكان مقابل مبادئ ثانوية نسبية الصواب لا تراعي لا زمانا ولا مكانا في وضعية الصواب المطلق والقدسية المطلقة ثم نحرم المساس بها ونحرم التعديل عليها في زمن متغير ومتحرك وهذا سبب من الاسباب الرئيسية لتخلف امتنا بين الامم ورجوعها الى الوراء وهي التي ساهمت في العصور السابقة في رقي الحضارات البشرية, اصبحت تجتر الماضي و تتنكر للحاضر و تعيش على هامش الحياة وتهرب من الحداثة التي لا بد منها و التي لا تتعارض مع الاصالة.
* إعلامي عماني



#خالد_العلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد العلوي - هل تتغير المبادئ