أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي كاظم المجيد - ديمقراطية علي














المزيد.....

ديمقراطية علي


حسين علي كاظم المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عقاب مقتل اللادري سياسيًا عثمان بن عفان و انحياز المجتمع لعدة جهات متعددة الأفكار و التوجهات الفكرية و بسبب قلة المعرفة و التوعوية السياسية و انحدار الدولة نحو الانقراض و ظهور شمس الانقراض في أفق الكساد الشعبي العام و ما تلتهُ من اشاعات و فتِن و مؤامرات داخلية حيكت بدعمًا خارجي بتأييد من عدة ولايات و عصيان تخريبي بين رجالات الدولة و تشتت جمع الأمة نتيجة الإدارة الفوضوية التي قادها عثمان بن عفان مما أدت نتائجها إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال و ليست قيادة حكيمة ذات قواعد و أسس ترسيخية من شأنها تثبيت أركان الدولة و نمو اقتصادها التجاري و مبدأ تطبيق الاستيراد والتصدير و نمو أمن الحكومة و أزدهار اوضع شعبها و الشعوب المؤيدة لها في حقن الدماء و الاقتتال السلطوي بين أفراد الأسرة الواحدة . تم انتخاب علي بن أبي طالب في عام ٦٥٦م رئيسًا للبلاد بتوافق شعبي كامل لمدة ٥ سنوات في انتخابات أجريت بصورة ديمقراطية - دينية ، كانت نسبة الأصوات المؤيدة توصلت ما فوق ٩٠% ما بين المدن و الولايات و الأقاليم . انتهج عليًا سياسة محافظة جدًا حيث أخذ بتقدم المجتمع و زيادة وعيه و حقوقه ، فأعلى من شأن العملة حيث يعد اول من سك الدرهم الإسلامي الخالص و و على الجانب السياحي ، فتح مجالات عدة للمستثمرين بقوافل السياحة و مطالعة الثقافة و حضارة الأمة و كما قام بإنشاء مدارس تعليمية للقضاء على الأمية بنسبة عالية إذ فتح مدارس الفقه و النحو و جمع الكتب و تطوير الكتابة و التأليف ، و على الصعيد الأمني فأنهُ وضع خبرتهُ العسكرية ضمن التجربة الواقعية ، حيث قام بإنشاء مراكز  تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون ،  وكان يدير حكمه انطلاقا من دار الإمارة ، و فيما يخص معالم الازدهار فقد تطورت المدن بشكلًا حصاريًا ملموسًا و خاصةً في عاصمتهِ مدينة الكوفة ، بالرغم من أن علي لم يخضع اي فتوحات أو حروب خارج القطر طوال فترة حكمهِ إلا أنهُ بنى سياستهِ على نظرية " العدو الحقيقي هو بالداخل " فقامت حكومته على دحر الإرهاب و محاربة الفساد و المحسوبية و تشكيل فرق محاسبة الوزراء قبل المواطنين و لم يسلم من شدة الحكم و فرض القوانين حتى الرئيس نفسهِ و ذلك أفضل صورة قدمها علي للعدل ، في جميع أعوام حكمه قاتل علي الداخل على عكس الذين سبقوهُ في كرسي الحكم . فقد تشكلت لديه رؤية من خلال مواكبتهِ للسلطات السابقة بان الخطر الرئيسي هو الداخل اي نواة الفساد و الظلم و الجور و سلب الحقوق و مصادر النهبِ و الفقر كان منبعهِ داخليًا مما ادى الى شن عدة معارك عرفت خلال التاريخ بأنها أعنف محاربة بين السلاطين و رجال الدين منها معركة الجمل و النهروان و صفين و الضحايا لا تعد و لا تحصى . بهذهِ الفكرة السياسية حول علي إدارة الدولة من ( فوضوية - ترسلية - بيروقراطية ) إلى إدارة تتسم ( بالدبوماسية - الديمقراطية ) . و من خلال معرفتهِ بهذا المجتمع الشبه جاهليّ فقد كانت لديهِ مليكة سايكلوجية مما شكل برنامجًا يمزج بين أهم قطبين لواجهة الدولة ، الاول هو معرفة الرئيس بأبناءِ جلدتهِ و الثاني كان دور الصحافة و الإعلام . فقد تقدمت دولة علي دورًا بارزًا بتركبية نفسية - صحافية لنشر العلم و الثقافة و التاريخ و أبعاد المجتمع عن الأمراض النفسية بصورة مغايرة تختلف تمامًا عن الجذور التي نُبت عليها الناس و محاربة الإشاعات و التهم الوهمية الداخلة لتفتيت النظام . و فيما احتل علي المرتبة الأولى في تصنيف - جمع السياسية و الدين - فقد كان النموذج العربي الوحيد الذي استطاع جمع الدين و السياسة على هيئة دولة مدنية . قال الألماني ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسكًا بتعاليم دينهِ بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئهِ من أجل المنفعة السياسية . و هذا يدلُ على عدم انحياز الدولة لأي جهة تبعية من جانب و من جانب آخر فقد أبى في بداية تسلمهِ المنصب أن يكون رئيسًا للبلاد و إنما أراد أن يكون وزيرًا أو مستشارًا قومي . و من أجل تفنيد نظرية علي يعد أبًا الشيوعيين فعند قراءة حكمه بصورة حيادية تحليلية نجد أنهُ لم يكن يميل إلى شيوع نسب الإنتاج بين المواطنين ، هذه النظرية التي لازمت علي طول ذكره في الأوساط السياسية رغم عدم وجود أدنى فكرة حول شيوعية علي بل كان ضد أهداف الشيوعية من خلال محاربتهِ التاريخية في معركة صفين ، لقد كان عليًا ديمقراطيًا بشكلًا محافظ .



#حسين_علي_كاظم_المجيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة بائع الورد
- تركيا في مرمى النيران
- افكار خارج التغطية
- تداول السلطة ديمقراطيا
- هل هذا عمل رجال دين أم ماذا


المزيد.....




- ترددت أصداء الصراخ بطهران.. إيران: 90% من قتلى الغارات الإسر ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: حروب نتنياهو واستراتيجية -الك ...
- مقتدى الصدر يوجه بإطلاق موكب لتقديم المساعدات لإيران وخدمة ح ...
- مقتل نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة بالجيش الإسرائيلي بمعا ...
- وكالة -سي إن إن-: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرا ...
- خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذري ...
- من غزة لإيران.. إسرائيل توسع رقعة الحرب
- إيران وإسرائيل.. حرب الخيارات المفتوحة
- رصد إعصارين في سوتشي وهطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة
- وكالة مهر: الجيش الإيراني يصدر تحذيرا لإخلاء مناطق واسعة في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي كاظم المجيد - ديمقراطية علي