أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان سعيدان - من بقر علال الى جاموس عزيز















المزيد.....

من بقر علال الى جاموس عزيز


حنان سعيدان

الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" فكر في الصحافة على أنها لوحة مفاتيح رائعة ، يمكن للحكومة أن تلعب عليها "
جوزيف جوبلز

في إشارة جد سلبية ، و ارتداد ديمقراطي جلل ، و إساءة لصورة المغرب الحقوقية ، و قفز صارخ على مضامين الدستور ولا سيما فصله 28 ، وضرب عرض الحائط مقتضيات المادة 54 من القانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة ، صادق المجلس الحكومي على مشروع قانون يهم إحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة و النشر لتحل محل أجهزة المجلس الوطني للصحافة حيث تم تحديد مدة انتدابها في سنتين ابتداء من تاريخ تعيين أعضائها ، و ذلك بعد أن أقدمت الحكومة على التمديد الاستثنائي لانتداب المجلس الوطني للصحافة لمدة ستة أشهر، فها هي إذن تقفز على ضرورة تنظيم انتخابات المجلس، وتعلن ما يشبه بحالة استثناء طويلة المدى داخل القطاع ، وهي الخطوة التي لا يمكن تفسيرها إلا في اتجاه محاولة السطو على المجلس الوطني للصحافة بناء على مشروع قانون يفتقد للشرعية الدستورية ، و القانونية و الأخلاقية و الديمقراطية ، بل و يسمح لها بالتدخل المباشر في تسيير مؤسسة مستقلة للتنظيم الذاتي ، كما أن الحكومة و استنادا إلى مشروع القانون هذا أسندت للجنة “المؤقتة” كل صلاحيات اللجان الخمس المكونة للمجلس و أقصت منها لجنتين بدون مبرر منطقي معلن و صريح ، وهو ما يعطي تفسيرا على أن القانون الجديد الذي يؤطر الصيغة الجديدة للمجلس يروم إرضاء خواطر البعض و الانتقام من البعض الآخر نظير مواقفهم ، وهو ما يثبت موقفا سياسيا واضحا سيتم تصريفه في مؤسسة مهنية عمومية و مستقلة ، ممولة من المال العام و تمثل أحد ركائز الديمقراطية التي عهد اليها الحرص على صيانة المبادئ التي يقوم عليها شرف مهنة الصحافة ، و التقيد بميثاق أخلاقياتها و القوانين و الأنظمة المتعلقة بمزاولتها والسهر بوجه خاص على ضمان وحماية حق المواطن في إعلام متعدد حر صادق مسؤول و مهني مما يبعث بإشارة سلبية للجميع .
إضافة لذلك فقد صادق المجلس الحكومي كذلك على مشروع قانون يعفي بعض المنتجات و الآليات الفلاحية من الضريبة على القيمة المضافة و التي تعتبر هدية لكبار الفلاحين و زيادة في ريع وأرباح هذه الفئة على حساب الصالح العام عملا بالمثل " زيد الشحمة فظهر المعلوف" حيث تم إسقاط المنتجين الصغار والمتوسطين الذين يشكلون 80 بالمئة من مفكرتها في تغييب تام لمفهوم العدالة الضريبية بمفهومها الحقيقي العام ، ودون أن يمس هذا الاعفاء الضريبي كذلك قطاع المحروقات الذي كان سببا رئيسا و مباشرا للتضخم الذي يعانى منه السوق الداخلي ، زد على ذلك تعيين كاتب عام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والرياضة رغم أنه كان خارج المرشحين الخمسة الذين تم قبول ملفاتهم لإجراء مقابلة التعيين في هذا المنصب ، والذين اجتازوا المقابلات الشفهية في 17 فبراير الماضي .
ولعل المثير للانتباه في هذا كله بالإضافة لكل ما سبق ذكره هو ارتداد بعض الأقلام التي نضب حبرها و هي التي لطالما تبجحت بكونها تمتلك فكرا حرًّا وضميرا حيا ، وعلى أنها تتصف بالصدق والأمانة والموضوعية والحيادية ، و لطالما أظهرت لنا وكأن أقلامها سلاح تناضل به ، تدافع عن الحقوق ، تقف في وجه الظلم و تبيِّن الحقائق الزائفة ، غير أن ما يؤسف له حقا هو أنها ارتكنت للصمت فلم تعبر ولم تحلل و لم تبد رأيا بما يجب أن يتوافر فيه من معاني الصدق والأمانة والموضوعية والحيادية وصحوة الضمير و التماهي مع واقع المجتمع و المطالب المشروعة للشارع إبان الغلاء الفاحش ، و ما تعرضت له القدرة الشرائية للمواطنات و المواطنين من ضرب سافر ، وكأن بأوراقها تساقطت ذات خريف ، و أقلامها قُدمت قرابين على أعتاب الرأسمالية ، فأصبحوا عبادا ناسكين خاشعين في محراب المال والسلطة ضدا في المبادئ النبيلة التي وجدت من أجلها الصحافة ، نفس الأقلام " هاجت على المباشر " كهيجان عجول البرازيل في شوارع العاصمة مباشرة بعد خروج تقارير المندوبية السامية للتخطيط و بنك المغرب واصفة إياها بكونها كثيرة اللبس و الضبابية ، و الرسالة المفتوحة لحزب التقدم و الاشتراكية ، ناعتة مضمونها بالاستعراضي و ذي اللغة المبالغ فيها ، في محاولة لتبخيسهن جميعا ، مقابل تلميع وتسويق وإيجاد الأعذار الجاهزة للحكومة و إن خارج منطق وحدود الوطن بهدف التغطية عن عجزها و انحيازها الصارخ للرأسمالية ، على حساب المصلحة العامة ، لتؤثر مجددا ابتلاع لسانها أمام مشاريع القوانين التي جاد بها المجلس الحكومي و كأن زمن الكتابة لديها قد ولّى ، أو أن لسان حالها يقول : " لا تحاول أن تكتب.. فالكتابة في بعض أزمان الهستيريا محفوفة بالمخاطر” ، و لأن الكتابة اولا و اخيرا انتصار لسلطة الحق فقد زاغوا و أقلامهم عن قول الحقيقة ، فغدو نشازا في وقت تشابه علينا فيه البقر واضعين الانتصار للحقيقة والمساهمة في تطوير الوعي الاجتماعي والسياسي للرأي العام تحت حوافرهم ، منتشين بكم اللايكات و الردود المائدة مع ما يحررونه تحت الطلب و إن كانت بذات البذائة التي تم التعليق بها على هروب عجول البرازيل ، فالمتماهون مع كسب الربح على حساب الانتصار للقيم و التحليل الرصين و تغليب المصلحة العامة ، إن لم أقل على وجع الحقيقة في ازدياد مطرد ، لا ضير إن شدهم هروب جواميس البرازيل أو شدتهم كتابات مدفوعة الأجر مسبقا لجواميس صحفية ، فانتقلنا قسرا من " بقر علال " الجملة التي قد توصلك لإيحاءات متعددة منها كل ما يخرج عن البعد الأخلاقي و المتعارف عليه و دون إعمال للمنهج التحليلي بسلوك أقرب إلى الرعونة منه الى المنطق الى " جواميس عزيز" أولئك الذين باعوا ضمائرهم في ساحة العرض و الطلب ، ذوو العقول الخاوية و القلوب المريضة ، عبدة المال و السلطة ، أولئك المرضى حد التعصب ممن لا يقبلون معارضة او انتقادا او مقترحا دون إدراك منهم أن الطبيعة تخشى الفراغ ، و لعلها مناسبة لأهمس في أذنهم أن ملء الفراغ خاصة فراغ المعارضة المؤسساتي ليس بالسيء الذي سترتعد له فرائصكم لهذا الحد ، لأن تكلفة الفراغ أمام ما نعيشه اليوم من سياسة الحكومة الامبرليالية ستكون عواقبه أغلى من بقرة جحا ، فارتقوا في خطابكم ، و ارحموا ضعف شعب من سياستكم ، و حري بنا أن نواصل النضال ونحن نعلم بقينا كما قال أرسطو " أنه حين تتكاثف الرداءة تتحول الى قوة "



#حنان_سعيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الخطاب الواقعي المبني على التشخيص الموضوعي و الخطاب ا ...


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان سعيدان - من بقر علال الى جاموس عزيز