أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسن العاصي - -من أرشيف محمد زفزاف- كتاب جديد عن مثقف -المهمشين والتابعين-















المزيد.....

-من أرشيف محمد زفزاف- كتاب جديد عن مثقف -المهمشين والتابعين-


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 23:54
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


محمد زفزاف كاتب عظيم، مثقف مثير للقلق والفضول، أديب مجدد ومفعم بالتحدي، رائد من رواد الرواية والقصة القصيرة المغربية، فارس من فرسان المقالة الأدبية بمختلف أنواعها. أطلق عليه البعض لقب الروائي الروسي "فيودور دوستويفسكي" بدعوى أنه اقتدى به في استرسال اللحية، وفي التشبث بأهداب الواقعية لتمثيل القضايا المعيشة. عُرف محمد زفزاف باتشاح "الكوفية الفلسطينية" في معظم الأوقات دفاعاً عن القضية الفلسطينية ونُصرةً لمساعيها التحررية. تُعتبر كتاباته من أبرز التجارب الروائية في المغرب التي هتكت حجاب "التابوهات"، مُستمدةً نسغها من التفاصيل الواقعية اليومية.
وفي هذا السياق، صدر حديثاً كتاب هام "من أرشيف محمد زفزاف" لجميلة حمداوي، وسعيد الزياني، بإشراف ومراجعة وتقديم الأكاديمي والناقد المغربي الدكتور محمد الداهي الذي سبق له أن أحرز السنة الماضية على جائزة الشيخ زايد العالمية للآداب ( فرع الفنون والدراسات النقدية)، وخصص جزءا من مساعيه و مبادرات العلمية للتعريف برموز الأدب المغرب، ورد الاعتبار إلى الذاكرة المغربية الحية ( نذكر أساسا مؤلفاته الجماعية عن محمد برادة، وعبد الله العروي، ومحمد عابد الجابري، ومحمد مفتاح، ومحمد بنطلحة).
صدر كتاب "من أرشيف محمد زفزاف" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في حلة قشيبة من 358 صفحة، ويتألف من خمسة أقسام (المقالات، والمسرحية، والترجمة، والقصة القصيرة، والرسائل).
يقول محمد الداهي في تقديمه للكتاب ما يلي:
"شاركت-بدعوة من الصديق العزيز أحمد المديني- في تخليد الذكرى السادسة عشرة لرحيل محمد زفزاف (لقاء الوفاء) بالمكتبة الوطنية يوم الجمعة 2 مارس 2018 م، وآثرت حينها جملة من الأسئلة حول اهتماماته المتعددة (القصة القصيرة والرواية والشعر والترجمة والمسرحية والنقد والأدب الشخصي والحوارات)، وحول أعماله الكاملة القصصية والروائية التي صدرت عن وزارة الثقافة بالمملكة المغربية سنة 1999م ثم عن المركز الثقافي للكتاب سنة 2017 م دون أن تستوعب الأرشيف جميعه الذي ما فتئ مرقونا أو مبثوثا في المجلات والصحف العربية. بادر محمد زفزاف قبيل رحيله بنشر الجزء اليسير منه".
بيّن د. محمد الداهي أن محمد زفزاف قبل وفاته بسنوات معدودات قام بطبع جزء من أرشيف منجزاته الثرية (ترجمة مسرحية "رسم على الخشب" لإرنست إنغمار برغمان، دار البوكيلي 1998م، و"نقد الكتابة دراسة في الأدب"، دار البوكيلي،1999)، واضطلع د. محمد الداهي بتكليف طالبين باحثين بجمع أرشيف محمد زفزاف ودراسته، ثم أضاف إليه عينة من الترجمات والرسائل التي وفاه بها ثلة من الكتاب، ويوسف محمد شفقي وزوج نجلة محمد زفزاف ( سهام زفزاف).
تطلب جمع أرشيف محمد زفزاف جهداً في جمع مواده بتفقد المكتبة الوطنية، وأرشيف المملكة المغربية، واستدعى جهداً مضاعفاً وصبراً مضنياً بالتحقق من صحة الألفاظ بسبب الخروم والأخطاء المطبعية التي طالت المجلات والصحف إلى أن استوفى المنجز حقه من الجوانب جميعها.
تضمن الكتاب في البداية- علاوة على تقديم د. محمد الداهي- كلمة باسم عائلة الراحل محمد زفزاف، أعدها نيابة عنها/عنهم يوسف محمد شفقي لشكر المبادرين على صنيعهم بجمع إرث الراحل محمد زفزاف، ولبيان قيمة الكتاب وراهنيته في الدفاع عن المقهورين والمهمشين دون الاستناد إلى سقف إيديولوجي، واعتماد الأدب أداة لإثارة النقاش العمومي حول الوضع البشري وأشكال الحياة المحلوم بها.

يشتمل القسم الأول من الكتاب على المقالات التي كتبها الأديب الراحل محمد زفزاف في الصحف الوطنية المغربية وخاصة جريدة "العلم". والقسم الثاني تضمن ستة عشر نصاً من القصص القصيرة. والقسم الثالث المسرحيات. وخُصص القسمُ الرابعُ للترجمة، فيما يستوعب القسم الخامس عينة من الرسائل التي تبادلها الراحل مع أصدقائه الكتاب في المغرب وخارجه. وهي – فضلا عن طابعها الحميمي- تعطينا فكرة عن طبيعة القضايا الاجتماعية والأدبية التي كانت تستأثر باهتمام الأدب وقتئذ.
تحلى الراحل محمد زفزاف بالجرأة في تمثيل أمراض مجتمعه وعيوبه ومشكلاته، وإبراز مظاهر الغرابة والاستلاب التي يعاني منها الإنسان المقهور في الأحياء الهامشية. كان-قيد- كاتباً حقيقياً صادقاً مهموما بتفاصيل الحياة والوضع البشري، ومتفرداً بأسلوبه الخاص في تمثيل الواقع والكتابة عنه بطرائق فنية مستوحاة من قمم الإبداع العلمي (السهل الممتنع، الابتعاد عن البهرجة، الحرص على الاقتضاب والسخرية والغرابة والكروتيصك Grotesque ).
ترجمت أعماله إلى لغات عديدة. عندما قرأ ملك إسبانيا الراحل خوان كارلوس رواية "المرأة والوردة" المترجمة إلى اللغة الإسبانية، أرسل له رسالة تهنئة احتفظ بها محمد زفزاف معلقة في منزله.
يكتشف القارئ في هذا الكتاب " من أرشيف محمد زفزاف" جملة من القضايا أجملها فيما يلي:
1-جُمعت أعمال الراحل من قبل في الإعمال الكاملة، وهي بادرة تشكر عليها وزارة الثقافة للملكة المغربية ويشكر عليها المركز الثقافي للكتاب. وتدخل مباردة الباحثين الشابين تحت إشراف د. محمد الداهي في إطار جمع الأرشيف غير المنشور ضمن الأعمال الكاملة، وإعادة طبعه حتى تطلع عليه الأجيال الجديدة، وينقذ من طي النسيان والإهمال.
2- يدرج هذا العمل الهام في إطار تأثيث الذاكرة المغربية، والتعريف بمنجزات روادها وصُنَّاعها، والحفاظ على التراث اللامادي وصونه من الضياع والتلاشي. تحتاج هذه المبادرة إلى رقمنتها بالطرائق المهنية الحديثة خشية تعرض الصحف والمجلات والكتب بمرور الوقت إلى الخرم والتلف.
3- يتضح من محتويات الكتاب أن محمد زفزاف كل يحمل طاقيات متنوعة(الرواية، القصة القصيرة، المقالة، المسرحية، الرسالة، الترجمة) مؤديا دور المثقف العضوي والمستنير الذي يناصر القضايا العادلة بطريقة أدبية وفنية، ويشيع بين الناس القيم الإنسانية والجمالية النبيلة، وينفتح على الآداب العالمية (خاصة الأدبين الروسي والفرنسي) سعيا إلى تجديد جلد الأدب ومواكبة العصر.
4- استلهم محمد زفزاف البوهيمية في حياته ونمط عيشه، وفي عمله الفني وطريقته في تصوير الوضع البشري إلى أن أضحت فلسفة مُتأصِّلة في موقفه من الوجود. إن أجبرته على معاشرة الناس العاديين والمهمشين، والإصغاء إلى أنينهم وتوجُّعهم وألمهم ، وتنبي أشكال حياتهم وأنماطها، لم تصرفه عن الانطواء في عوالمه الخاصة لإعادة النظر في الظواهر المعيشة، وتتْبيلها بمقادير فنية وجمالية، وإثارة النقاش حول محتوياتها ورهاناتها مع أصدقائه الخُلَّص، وفي مقدمتهم محمد شكري وإدريس الخوري.



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يخشى الغرب من الإسلام ولا يخشى من الأديان الأخرى؟
- قياس جديد لمواقف الأوروبيين تجاه الهجرة واندماج المهاجرين
- تمثيلات الصور النمطية في وسائل الإعلام
- المعتقدات الخاطئة للغرب حول المهاجرين
- انتظر أربعة عقود ليعانق والدته.. الأسير الفلسطيني ماهر يونس ...
- العمل الجبري، والزواج القسري .. صناعة الرق الحديث
- كتاب القتلة السياسيون.. ستالين نموذجاً
- لا يمكن الدفاع عنهم.. القتلة السياسيون
- خير جليس للشباب الغربي.. شاب مسلم لا يشرب الخمر
- كيف ينظر الأوروبيون إلى المسلمين.. التجريد الصارخ من الإنسان ...
- طفولة فلسطينية مكبلة بالأصفاد الإسرائيلية.. الأسير أحمد المن ...
- طفولة فلسطينية مكبلة بالأصفاد الإسرائيلية الأسير.. أحمد المن ...
- العولمة والاديان
- نار الصحراء المغربية تحرق ديكتاتور تونس
- الوعي المزدوج لدى أبناء المهاجرين.. الدنمارك نموذجاً
- كتاب السارد وتوأم الروح بصيغة أخرى شهادات أكاديميين
- كتاب السارد وتوأم الروح يحصد جائزة الشيخ زايد
- بداية التفكير في إنشاء دولة لليهود؟
- المجتمعات الفردية.. الدنمارك نموذجاً .. هل تتنصر الهوية الاس ...
- عن الحدود.. إلى أين نتجه؟ الجزء الثاني


المزيد.....




- بمحاولة لمراضاة ترامب.. شركة ميتا تكشف تبرعا ماليا لصندوق تن ...
- المعارضة السورية تعلن سيطرتها على دير الزور وريفها وتتفق مع ...
- كاميرا CNN ترصد الأسلحة التي خلفها الجيش السوري في دمشق.. شا ...
- كيف حكمت عائلة الأسد سوريا بسجلات المراقبة والتجسس؟
- مراسلون بلا حدود: مقتل أكثر من 50 صحافياً في العالم عام 2024 ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالتضخم المالي بناء عل ...
- بيل كلينتون: منفتح على التحدث مع بايدن بشأن العفو الاستباقي ...
- 8 دول تستأنف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق
- بوتين يتلقى أكثر من نصف مليون سؤال قبل أسبوع من -الخط المباش ...
- تقارير: الجيش الإسرائيلي يعزز انتشاره بالقنيطرة ويجلي قسريا ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - حسن العاصي - -من أرشيف محمد زفزاف- كتاب جديد عن مثقف -المهمشين والتابعين-