أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسين اغلالو - وهم التخلص من التقويم الهيكلي وإجماع واشنطن














المزيد.....

وهم التخلص من التقويم الهيكلي وإجماع واشنطن


ياسين اغلالو

الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 00:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


وهم التخلي عن التقويم الهيكلي وإجماع واشنطن
منذ سنة 1980 لم يعد صندوق النقد الدولي والبنك العالمي مرحبا بهما من طرف شعوب دول الجنوب، منذ ذلك الحين أضحت صورتهما في تمثلات الشعوب سيئة للغاية لكونهما علة الإجراءات اللاشعبية المفروضة على الحكومات التي ما فتئت تبرر فشلها بتبعيتها لتلك المؤسسات المالية الكائنة بواشنطن.
اعتادت المؤسسات المالية السالفة الذكر، فرض إجراءات جهنمية من قبيل خفض الميزانية الاجتماعية بشكل كبير وخصخصة المقاولات العمومية، ورفع أسعار الضروريات الأساسية. كما اعتادت مواجهة الانتفاضات الشعبية المناهضة لها من خلال دعم الأنظمة الديكتاتورية.
في سياق مناهضة سياسة التقويم الهيكلي لعب الرأي العام دور كبير في ممارسة الضغط على الحكومات ومطالبتها بالتراجع عن املاءات صندوق النقد الدولي لأن الشعوب لم تعد قادرة على تجرع سم هذه المؤسسات المالية. هذا الوضع دفع بصندوق النقد الدولي والبنك العالمي إلى نهج سياسة مالية جديدة في تسعينيات القرن الماضي شعارها الأساسي تقليص الديون ومحاربة الفقر. لكن ذلك لم يغير أي شيء في مضمونها الليبرالي على أرض الواقع، حيث لازالت تلك الإجراءات المرتبطة بالتقويم الهيكلي سارية المفعول والتي وجهت بمقاومة شعوب دول الجنوب. ولنا أمثلة عديدة على ذلك نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر دولة سريلانكا، حيث رفضت الحكومة قرضا بقيمة 389 مليون دولار مشروطا بإصلاحات سياسية مثل التقاعد وخصخصة الموارد المائية. وفي غانا رفض الرئيس السابق جيري رولنغز الانضمام إلى مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، لكن منذ مجيء الرئيس أغيكوم كوفور إلى السلطة في عام 2001 خضعت غانا لإملاءات صندوق النقد الدولي، ومن بين الشروط التي فرضت عليها نجد طلب صندوق النقد الدولي باستراد ما يكلفه قطاع الماء بالكامل، بمعنى يجب على الأسر دفع تكلفة الماء كاملة بدون دعم الدولة، ويجب أن يكون سعر متر مكعب من الماء عند مستوى تغطية التكلفة الإجمالية لاستغلال الماء وتدبيره. بنفس المبدأ تم التعامل مع الكهرباء ، مما أدى إلى ارتفاع سعر الماء % 95. وفي عام 2004 قدم البنك العالمي قرضا بقيمة 103 دولار مقابل بيع توزيع الماء للشركات المتعددة الجنسية ، لكن كل هذا لم يمنع من ظهور مقاومات محلية ك الإتلاف الوطني ضد خوصصة الماء بجانب مقاومات أخرى عالمية تصب في مناهضة الخوصصة.
لم تسلم دولة التشاد هي الآخرى من إملاءات صندوق النقد االدولي، إذ دعم هذا الأخير مشروع خط الأنابيب الذي يربط دوبا الغينية بالنفط وبين محطة كريبي البحرية بالكامرون على مسافة 1070 كيلومتر، والذي قبل في البداية بمعارضة شديدة من قبل المنظمات الحقوقية والبيئية نظرا للمخاطر البيئة التي يمكن أن تترتب عنه. غير أن صندوق النقد الدولي والبنك العالمي برر ذلك المشروع باعتباره مجرد برنامج تجريبي يمكن أن يجني الشعب التشادي منه أرباحا كبيرة، حيث فرضا على الرئيس إدريس ديبي إنفاق 90 في مائة على الخدمات الاجتماعية وعلى استثمارات دوبا وحجز 10 في مائة لصالح الأجيال القادمة التي تم إداعها في ستي بنك في لندن تحت سيطرة صندوق النقد الدولي، غير أن الوضع سيختلف تماما عندما سيلجأ الرئيس إدريس أبيي إلى وضع يده على الأموال المخصصة للأجيال القادمة و سرقة جزء منه لمراكمة ثروته وتخصيص جزء الأخر لصالح تقوية الجهاز الأمني والعسكري من أجل مواجهة التوترات الاجتماعية القوية ومحاولات الانقلاب بدعم من المؤسسات المالية. بعد توقيف منح القروض من طرف المؤسسات المالية لدولة التشاد نظرا لما عرفته الدولة من توترات سياسية واجتماعية، استأنف البنك الدولي دعم المشروع بعد منح حكومة إدريس أبيي السلطة التقديرية في 30 في المائة بدل 10 المائة بمقابل استحواذ الشركات المتعددة الجنسية على الثروة الطبيعية وتضاعف ثروة الديكتاتور إدريس أبيي.
لقد أبانت هذه التجارب وتجارب أخرى تهافت المزاعم التي كانت مدخلا لاستغلال الشعوب الإفريقية وغيرها، إذ زادت الشعوب فقرا وتسلطا وتنامت الديكتاتوريات بدل سيادة الديمقراطية . ورغم انطلاق مباردة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون ومطالبتها بمحو الديون عن 18 دولة فقيرة مستحقة للبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي، لكن بعد مرور أربع سنوات على هذه المبادرة حتى وجدت تلك الدولة نفسها مجبرة مرة أخرى على إجراء إصلاحات اقتصادية نيولبيرالية تماشيا مع سياسة التقويم الهيكلي، إنها أربعة تدابير هيكلية ليست في مصلحة الشعوب، وهي، الخصخصة، تحرير الاقتصاد، وفرض منافسة غير مشروعة بين الشركات المتعددة الجنسية على المنتجين المحليين، إنها "جزرة إلغاء الديون بعد عصا التكيف الهيكلي".
المرجع: إريك توسان، طغيان صندوق الدولي، الفصل الواحد والعشرون، ترجمة أطاك المغرب



#ياسين_اغلالو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة التاريخ على ضوء فايروس كورونا
- المستبد الخفي (كوفيد 19 )
- النقابات ومشكل التموقع في المغرب
- النقابات التعليمية المغربية تحت المجهر
- التنسيق النقابي الخماسي تكبيل أم تثوير للجامعة الوطنية للتعل ...
- الاسلام دين أم دولة
- المرأة العربية الإنسان
- الدولة في مواجهة حرية التفكير


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسين اغلالو - وهم التخلص من التقويم الهيكلي وإجماع واشنطن