أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالجبار الرفاعي - مواجع الكتابة















المزيد.....

مواجع الكتابة


عبدالجبار الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 00:41
المحور: سيرة ذاتية
    


د. عبد الجبار الرفاعي

يقول الجاحظ: "وينبغي لمن كتب كتابًا ألا يكتبه إلا على أنّ الناسَ كلهم له أعداء وكلهم عالم بالأمور وكلهم متفرغ له، ثم لا يرضى بذلك حتى يدع كتابه غُفلاً ولا يرضى بالرأي الفطير فإن لابتداء الكتاب فتنة وعُجبًا فإذا سكنت الطبيعة وهدأت الحركة وتراجعت الأخلاط وعادت النفس وافرة أعاد النظر فيه، فيتوقف عند فصوله توقّفَ من يكون وزن طمعه في السلامة أنقص من وزن خوفه من العيب" . تردني بين حينٍ وآخر تعليقاتٌ لاذعة، لا تخلو من سخرية، يكتبها قراءٌ على هامش نصوصي. اتألم وأغضب مما يُقال أو يُكتب إن كان افتراء، لا أردّ على ما يكتب. هاتفني قبل سنوات صديقٌ فقال لي: عثرتُ على عددٍ من المجلة الفلانية صادر قبل ثلاثة أعوام، خصّص كلمةَ التحرير ضد افتتاحيتك في مجلة قضايا إسلامية معاصرة. قلتُ له: نعم أعلم، قرأتُه لحظةَ صدور المجلة، وقرأتُ افتتاحيةً بمجلة أخرى خصّصها كاتبُها للتحريض ضد قضايا إسلامية معاصرة، وتصلني على الدوام رسائل على الخاص تتضمن كلامًا جارحًا، من أشخاص يختفون خلف أسماء شبحية. اندهش، وهو الشجاع الذي خاض بكتاباته معارك مفتوحة، فتسائل مستنكرًا: ماذا فعلت؟ أجبتُه: لن أكتب حرفًا واحدًا، على أي اتهام وتحريض مغرِض. ازدادت دهشته وتسائل: لماذا؟ أجبتُه: لا أجد عقابًا أقسى من الإهمال لمن يخرج على أدب النقد العلمي ويسرف بالهجاء، وأقسى من الإهمال ألا تكترث بالاتهام والتحريض، وتواصل عملَك وتثابر عليه، ويتحدث المزيدُ من إنتاجك نيابة عنك للقراء. واصلتُ عملي وأخلصتُ له وثابرتُ عليه أشدّ من السابق، أعمالنا إن كانت ذاتَ قيمة تفرض حضورَها، ولم تحتج لمن يتحدث ويدافع عنها. تعلمتُ من تجارب غيري أن الزمانَ يتكفل بمحو كلِّ الاتهامات والافتراءات والازدراء، لن يبقى إلا المنجزُ إن كان قادرًا على البقاء.‏ لستُ أولَ أو آخر كاتب يتعرض للهجاء، كلُّ كتابةٍ مشغولة ببناء معرفة علمية تخرج على المعرفة العامية لن يهادنها مَن يدركون تأثيرها، ويهرول إليهم أبواقٌ ممَن لا يقرأون ولا يكتبون، يُستدرجون في معارك ليست معاركهم. المنجز النوعي مزودٌ بإمكانات ذاتية للدفاع ومقاومة أية ضربات موجِعة، وامتصاص آثارها ولو كانت جارحة. الكاتب الذي يترقب أن تمكثَ أعمالُه في الذاكرة عليه أن يستعدّ للاتهامات في زمانه من كتّاب حانقين يستفزهم إنتاجُه. الافتراءاتُ ضريبةٌ باهضةٌ يدفعها مَن يثابر على الكتابة المغايرة للمألوف شاء أم أبى. تصدر على الكتابة المغايرة للمألوف أقوالٌ تتضمن اتهاماتٍ وأحكامًا باطلة، لن تتوقف مثل هذه الشائعات مادمتَ تصغي لنداء عقلك، وتنفرد بصوتك الخاص. لو انشغلتَ بملاحقة الافتراءات يتوقف عملُك، ولن يكفَّ هؤلاء عن ملاحقتك مهما كتبتَ ونشرتَ لفضح أكاذيبهم.لا أتحدث عن النقد العلمي، الذي أتعلم منه، ويرشدني إلى شيءٍ من وهن كلماتي وثغرات أفكاري. أتحدث عن الذي يتهكم ويتكلم بسخرية مبتذلة، لا شك أنه يزعجني ويؤذيني، لكنه يعمل على ترويج ما أكتب. الكلامُ المتواصل عن أيِّ كاتبٍ وإن كان هجاءً يؤشر إلى قوةِ حضوره واشتدادِ تأثير كتاباته. يخرس هؤلاء عندما يفرض منجزُك حضورَه ولو بعد حين، وتتردّد أصداؤه لدى القراء الأذكياء، ويهتمّ به الخبراء.
‏لم يألف ذهنُ القارئ كتابةً تعتمد العقلَ مرجعية، ولا تنسى متطلبات الروح والقلب والعاطفة، ولا يعرف أن الكتابةَ العقلانية تتطلب الوعيَ بالاحتياجات العميقة المتنوعة الأخرى للإنسان بكليته. عقلُ الجمهور أقربُ لقبول الأضداد في كلّ ما يسمعه، يصعب عليه جدًا تصورُ حالة خارج الثنائيات المتعاندة. ذهنُ القارئ أُحاديٌ مبرمجٌ على النفي والإثبات، لا يرى شيئًا خارجها، مَن يرى العقلَ لا يرى القلبَ والعاطفة والخيال، مَن يرى القلب لا يرى العقل، وهكذا. في تطور الفكر البشري كلُّ فكرة لا تكرّر المألوفَ تحدث ضجةً لحظةَ اطلاع القراء عليها، وتتعرض للكثير من الهجاء والتهكم والازدراء. على مَن يعتنقها أو يكتبها أو يتحدث بها أن يدفع ضريبةً باهضة. بعد أن تصبح مألوفةً، يزعم بعضُهم أنه تبناها، ويدعي آخرون أنهم قالوا بها من قبل، وبعد زمن يمسي أتباعُها كثيرون، ومَن يرفضها يعدّ متخلفًا.
واحدةٌ من ضرائب الكتابة الموجعة أنها تضعك في مواجهة أقرب الأصدقاء ممن يظهرون أحيانًا مودةً مفتعلة، وتخلق لك نماذجَ من الأعداء، بعضهم شبحيون يتقنون فنونَ المراوغة والاختباء. أكثر الناس يفرحون بما يصيب غيرَهم من أذى، هذه طبيعة البشر لن نستطيع تبديلَها مهما فعلنا، وإن تظاهر كثيرٌ منهم مجاملةً بالاحتفاء بمنجزك. ما عدا الأبوين، وبعض الاخوان، وقليل جداً من الأقرباء والأصدقاء، فإن أكثرَ الناس بطبيعتهم يستفزّهم أيُّ مُنجَز يقدّمه غيرُهم، وتؤذيهم نجاحاتُهم، خاصة مَن يمتهنون مهنتَهم، ومَن هم أقرب إليهم.
بدأتْ ردودُ أفعالي حيالَ الشرِّ الأخلاقي الصادر عن الإنسان أخفّ وطأة، ‏منذ أدركتُ سببَ مثل هذا السلوك الذي كان يصدمني سابقًا. القراءةُ المزمنة المتأملة الصبورة، ومعاشرةُ الناس،كشفتْ لي شيئًا مما هو مختبئ داخل النفس الإنسانية، وأرتني ما يثير الذعرَ أحيانًا من صراعٍ للخير والشرّ في أعماق الإنسان.كنتُ أجهل تركيبَ الإنسان جهلًا تامًا، بعد دراسةِ الفلسفة ومواصلة مطالعةِ علوم النفس والمجتمع الحديثة، والعيشِ في بلدان ومجتمعات متنوعة، أمسيتُ أعرف شيئًا عن هذه الطبيعة المركبة الغاطسة.كانت حياتي توجعها أحيانًا كلماتٌ عنيفة أتجرعها بمرارة، ومواقفُ لئيمة يجرحني فيها صديقٌ أحسبه مخلصًا، ولم أدرك آنذاك أن مثل هذا الإنسان تتحكم في مواقفه غيرةٌ مضاعفة، وعقدٌ تربوية، وأمراضٌ أخلاقية مزمنة، تسوقه كرهًا للحطّ من أيِّ منجز لأيِّ إنسان قريب أو بعيد منه. رأيتُ بعضَ الناس كأنه مدرّبٌ على العنف اللفظي، محترفٌ لجرح القلوب بكلمات كسهام. ‏لفرط الحياء الموروث من بيئة القرية البريئة، وجهلي بنزعة الشرّ الأخلاقي العميقة داخل الإنسان،كنتُ سابقًا أبتلع كلماتِ أمثال هؤلاء كمن يبتلع السمّ وأصمت وهي تأكلني من الداخل.
أحاول إكراهَ نفسي على المواقف الأخلاقية مع هؤلاء، على الرغم من أن النفسَ تنفر بشدّةٍ ممن يواصل الإساءةَ إليها باستمرار، وهي تواصل الإحسانَ إليه. يحتاج الإنسانُ الإحسانَ لتكريس تربية الذات أخلاقيًا، مع أن ذلك شديدٌ على النفس. الإحسانُ إلى المُحسِن لا تسامي فيه، الإحسانُ إلى المسيء، والإصرارُ على العفو والغفران في التعامل معه، هو ما تسمو فيه الذاتُ وتتكامل.
بمشقةٍ بالغة، وبعدَ مخاضِ علاقات واسعة مع الناس المختلفين في أديانهم ومذاهبهم وهوياتهم، والعيشِ في مجتمعات متنوعة، تراكمتْ لدي خبراتٌ مكنتني من ممارسة أقل الطرق كلفةً لإدارة العلاقات الاجتماعية بالأخلاقيين والمزعجين. الأخلاقيون قليلون في الحياة، المزعجون تركوا جروحًا عميقة في داخلي، تجاوزتها بصعوبةٍ شديدة واستطعتُ أن أتعامل معهم بإحسانٍ ورفق، وتعلمتُ كيفيةَ العيش وإدارةَ العلاقات بأقلّ ما يمكن من وجع. يبتهج مَن يعيشُ الرحمةَ بوصفها حالةً يتذوقها، والإحسانَ بوصفه مواقفَ نبيلة تصنعها أرواحٌ تجيد التغافلَ والصمتَ وكتمانَ الغضب. الإنسانُ تسعده الرحمةُ ومواقفُ الرفق والإحسان، بغضِّ النظر عن شخصية مَن يرفق به ويرحمه ويحسن إليه. وجدتُ لهذا النمط من السمو الأخلاقي تأثيرًا سحريًا في بناءِ الضمير وإيقاظه، واكتشافِ أن الأخلاق تحمي الإنسانَ من طيش نفسه ونزقها، مثلما تحميه من شرورِ غيره. رأيتُ المواقفَ الشريرة تنقلب على فاعلها فتعاقبه.
تأتي آلامُنا الموجِعة غالبًا ممن نحسن إليهم وهم يسيئون إلينا، إثر التوهم بخيرية كلّ إنسان، والجهل الشامل بطبيعة البشر. تصير الحياة أكثرَ سكينة وأقلَّ ألمًا، حين نكتشف التركيبَ المعقد لشخصية كل إنسان وإن كان يبدو ذلك الإنسانُ لنا بسيطًا. شخصيةُ كلّ إنسان يتجاور فيها الخيرُ والشرّ، ويتغلّب فيها الشرُّ على الخير لحظةَ ينامُ الضميرُ الأخلاقي. شخصيةُ الإنسان الذكي أعمق وأشدّ تركيبًا من غيرها، العقلُ كلّما كان أعمق يكون أقدرَ على المكر وأكثرَ قدرة على حجب دوافعه وممارسة الأذى بمكر واحتيال، لا يحمي الناسَ من الإنسان الذكي إلا يقظةُ ضميره الأخلاقي. مازالتْ رحلتي في اكتشاف طبيعة الإنسان المذهلة مستمرّة، أعرف أن هذه الرحلةَ لن تصل مدياتِها القصوى حتى اليوم الأخير لحياتي.كلّما عرفتُ الإنسانَ أكثر عرفتُ اللهَ أكثر، وأدركتُ الحاجةَ الأبدية إليه مادمتُ حيًّا، وأدركتُ الحاجةَ لحضور القيم الأخلاقية السامية، والقوانين العادلة وضرورة التطبيق الصارم لها على الجميع مهما كانت مواقعُهم الطبقية ومقاماتُهم الاجتماعية.
اتخذتُ قرارًا منذ سنوات طويلة، كان اتخاذُه شديدًا على نفسي، أن أمزّق رسائل الأذى وكتابات الازدراء والهجاء الورقية لحظة تصلني، وأمحو كلَّ ما يزعجني من رسائل الكترونية.كلُّ شيء يمكن أن يورث كراهيةً أتخلص منه عاجلًا، كي أحمي قلبي وأطهّره من الضغائن، القلبُ حسّاسٌ جدًا تمرضه الضغائنُ والأحقاد. رسائل الكلام القبيح والافتراء وسوء الأدب أمزقها لئلا تمزّق قلبي. أتحدث عن ضرورة حماية القلب من الكراهية، لا أدعو هنا إلى محبةٍ جزافية غير واقعية، لا يطيق الإنسانُ محبة مَن يعتدي عليه ويطعنه ويغدر به مرات متوالية. يتمكن الإنسانُ من أن يتغاضى ويقطع صلتَه بمثل هؤلاء، غير أنه لا يطيق أن يحبّ شخصًا مؤذيًا يتمادى ويواصل الاعتداءَ عليه. لا يطيق ذلك إلا إن كان إنسانًا استثنائيًا أو قديسًا، وأنا لم أكن يومًا ما إنسانًا استثنائيًا أو قديسًا.



#عبدالجبار_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبذير العمر بكتابات تُفقِر العقل
- أنا مدين لكلِّ مَن يقرأ كتاباتي
- أن نكتب يعني أن نختلف
- الرهان على الكتابة
- تعلمت من الكتابة أعمق من القراءة
- الترجمة توطين المعنى في فضاء لا يغترب فيه
- غواية الكتابة
- لا قيمة لكتابة تتنكر للاعتراف
- الكتابة بوصفها امتحانًا للضمير الأخلاقي
- الكتابة بوصفها تجربة وجود
- الكتابة بوصفها مِرَانًا متواصلًا
- يولد النص بكل ترجمة ولادة جديدة
- الولاء والبراء ‏في ضوء الإنسانية الإيمانية
- فلسفة التديّن
- القيمُ ضرورةٌ لأنسنة الإنسان
- سبيلُ الله هو سبيلُ الإنسان
- فعل الخير في ضوء مقولة الولاء والبراء
- فعلُ الخير ليس مشروطًا
- القرآنُ الكريم كتابٌ واقعي
- مفتاحُ تفسيرِ الكتاب الكتابُ نفسُه


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالجبار الرفاعي - مواجع الكتابة