جحا شيعيا لا قردا ايرانيا

غريب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مثلما كان البعثيون يطاردون معارضيهم بتهم الدعوة، والخيانة، والجاسوسية، والتخابر مع الدول المعادية، امسى عراق اليوم والرأي فيه يقابل بأتهامات التكفير، وازلام النظام، والصداميون والبعثيون.
واصبح ملاحقة الراي الاخر بهذه التهم قضية يومية، لكل من يخالف اطاريح (المعصومون) من امراء الحرب الاهلية في العراق اليوم.
وهكذا فالمعارض للفدرالية المذهبية صدامي حقير، او بعثي سابق، او تكفيري قذر، او في اقل الاحوال جاهل لايدرك مقاصد السياسة!!.
وحتى يحترموك كونك مثقف تقدمي، وحتى لا تتهم بالتخلف، واذا كنت تخاف ان تطعن في عقلك، ولا يضحك عليك الاخرون، عليك ان تقول بالفدرالية حتى لو كانت امرا ايرانيا ينفذه اصحاب المعالي في الجادرية.
واذا كنت تريد ان لا تبدوا بعثيا قذرا، او (جحا شيعيا) عليك القول بالفدرالية.
وحتى لو كان الشعية يسيطرون على غالبية مقاعد البرلمان وبأستطاعتهم ان يرسموا سياسات العراق المستقبلية عليك ان تترك كل لك خلفك وتؤمن بالفدرالية حتى لا تكون (جحا شيعيا) مثلما يقول احد الذين يضع حرف الدال امام اسمه الوهمي.
اما ان تثقف باتجاه ان الامور عال العال، وان العراق لا يعاني من اية ازمة، واما ان تكون من مخلفات البعث.
اياك ثم اياك، ان تقول بان الاكراد يؤسسون لدولتهم.
اياك ثم اياك ان تقول ان الاكراد اخذوا دولة ونصف دولة.
اياك ثم اياك ان تقول الاكراد سرقوا الدولة العراقية عن بكرة ابيها
والا ستكون شوفينيا مقيتا ومن مخلفات البعث وازباله النووية.
يجب ان نؤمن بما تقوله المرجعية السياسية، حتى تكون مواطنا شيعيا مخلص القلب واللسان لا (جحا شيعيا )لا يعرف مصلحته .
ان تؤمن بفدرالية جمهورية الحكيم الاولى.
ومؤسسة الزهراء لعدي الحكيم الثانية.
وحرس الثورة الايراني.
وولاية الفقيه.
ودستور العراق الهزيل.
وان الدين المصدر الاساس للتشريع.
ان تؤمن بالزناجيل.
وجيش المهدي
وجيش الرب
وحزب الله ويد الله
وكل ما يمت الى الله بصلة
حتى لا تكون (جحا شيعا)
كيف تكون شيعيا ووسطيا ولا تؤمن بالفدرالية؟؟!!
كيف تكون مظلوما وتريد حقك ولا تؤمن بالفدرالية؟؟
كيف تكون مضطهدا ومتضراا ولا تؤمن بالفدرالية؟؟
وكأن الفدرالية هي ما تبقى لتعود الحقوق المسلوبة للشيعة؟
وكأن وكلاء الامام المهدي ينتظرون تطبيق الفدرالية ليمنحوا الحقوق للمظلومين؟؟
وكأن هؤلاء يقرون انهم غير قادرين على ادارة دولة بحجم العراق، فعمدوا لتفتيته حتى تسهل ادارته!
وكأن كل ما يقولوه عن عجزنا عن القيادة، نوافق عليه ونبصم بالعشرة.
واذا كان الوقوف ضد مبدأ الفدرالية المذهبية سيجعلني جحا شيعا فلا بأس
واذا كان الوقوف ضد تفتيت العراق للمرة الاخيرة والى الابد سيجعلني جحا شيعيا فلا بأس
فأنا اقبل ان اكون جحا شيعيا بدل ان اكون قردا ايرانيا.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات