محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:24
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
" مين ؟ " ... " افتح بوليس " ..توقعتهم من قبل ، ولكن توقعت أن يبدأ الأمر باستدعاء ، ثم استفسار ، ولكن أن يحدث هذا بلا مقدمات ، فهذا هو العجب العجاب ..
المهم . فتحت الباب ... وجدت عددا لا بأس به من الجنود والضباط ... ( يكفي لاحتلال مدينة صغيرة وإعلانها منطقة مستقلة ) - هذا الزخم من الشرطة صار مدعاة لفخري أمام كل زملائي المسجونين ، وتلك النجوم الساطعة والنسور البراقة على أكتافهم جعلتني كلما اشتد التفاخر والمزاح حول أفضلية أحدنا أتحدى قائلا مقولة الراحل فؤاد المهندس : " إنت اعتقلك سبع ضباط وعشرين عسكري وثلاثة سيارات شرطة ؟ " ... فيجيب الآخر متأسفا حاقدا على حظي - البمب طبعا - : " لا " ، فأرد : " تبقى مش من مستوايا " ، وأعيد الكرة ثانيا سائلا محتدا : ""وانت انضربت من رتبة رائد فما فوق ؟" ، فيجيب بكل تحسر " لا " ، فأجيب " تبقى مش من مستوايا " .
+ "إزيك يا ابو حميد ؟ " ... عرفت فيما بعد أن صاحب الصوت هو رائد بالمباحث العامة " ونسميها أيضا مباحث أمن الدولة وبندلعها ساعات سويسرا البلد ... " أهلا باشا .خير ؟ " ، أبدا عاوزينك في كلمتين وهترجع على طول " ، وفي لحظة واحدة وبقدرة قادر ، كأن علاء الدين دعك مصباحه السحر فخرج المارد ، وقد كان الأمر هذه المرة جمع كل كتاب ومجلة وكراسة وورقة في الحجرة .
+ كان أبي مسافرا في هذا الوقت ... سألت أمي : " لماذا تأخذونه ؟ " ... أجاب بصلف : " اسكتي خالص عشان لو حد نطق بكلمة واحدة كرسي في الكلوب وهاقلبها ضلمة " ... كل هذا وأنا - نصف نائم - ، فقد كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا ، وحتى ذلك الوقت كنت ما زلت أنام مبكرا ، ومن يومها حرمت النوم على نفسي مستغرقا قبل الفجر .........
يتبع
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟