أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد هروان - اغتصاب المفاهيم والمصطلحات














المزيد.....

اغتصاب المفاهيم والمصطلحات


محمد هروان

الحوار المتمدن-العدد: 7588 - 2023 / 4 / 21 - 01:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لطالما امن كل انسان بأن النمو والتقدم هو نتاج لتفكير مبني على أسس تجاوز القديم والمتعفن المتوارث الذي لم يعد يصلح لمواجهة تحديات الزمن الحاضر، ولطالما اتفقنا جميعا، بغض النظر عن مستوياتنا وتوجهاتنا الفكرية، بأن الديمقراطية أساس لبناء فرد ومجتمع قويمين، يمكنهما ذلك من الابداع والتعبير بأشكال شتى تغني الرصيد الفني والفلسفي والتراثي للمجتمع، بيد أن العقود الاخيرة شهدت أحداثا عديدة ترغمنا على طرح العديد من الاسئلة، التي لا تحصر في مقال او كتاب او حتى مجلدات عديدة، ذات الارتباط الوثيق بالاوضاع السياسية والسوسيوقتصادية خاصة في مجتمعات افريقيا والشرق الاوسط وبلدان اخرى عبر العالم. سنتحدث فيما سيأتي عن قضايا تاريخية وراهنية مرتبطة بشمال افريقيا والشرق الاوسط، ليس الا للانتماء والاهتمام الفكري قراءة وكتابة بهذه المجتمعات، مقارنة بغيرها مثلا في امريكا اللاتينية التي لم ننفتح بعد عن مظاهر تخلفها بشكل عميق، اللهم بعد الاصداء التي تصلنا بخصوصها على اعتبارها مجتمعات ايضا تعاني من التجاذبات السياسية والصراعات حول الارض ومشاكل العصابات. رغم ان احداثا تاريخية وشخصيات هامة تعطينا فكرة عامة حول ما حدث ويحدث هناك، كالثورة في كوبا، وشخصيات ككيفارا وفيديل كاسترو.
بخصوص شمال افريقيا والشرق الاوسط، موضوع هذا المقال، فإننا اولا امام اشكالية هامة تتنامى بشكل اضحى مقلقا، منذ بداية هذه الالفية، الا وهي اشكالية المصطلح الجيوسياسي والثقافي "العالم العربي الاسلامي". هذه التسمية اسالت الكثير من الحبر وهيجت مشاعر طائفية وعرقية ودينية عديدة، فما الاهم من كل ذلك؟
اولا، من حيث المبدأ، لا ينبغي قمع كل من ينادي باحترام انتماءه والاعتراف بثقافته، فذلك حق لا يختلف اثنان في شرعيته، ثانيا، يشكل توظيف بعض الشعارات المتعلقة بهذه المسألة ألية دعائية وتهييجية من أجل اغراض سياسية محضة، ثالثا، ينبغي الفصل بين ما يجوز وما لا يجوز من اجل تجاوز النقط الخلافية في هذه المسألة، تفاديا لاغتصاب مفاهيمي واستغلال عاطفي للجماهير التي لا تعي لب المشكل.
اذن، على اعتبار هذا المشكل يؤسس لصراعات سياسية ودينية وغيرهما وجب الوقوف مطولا عند هذا الاساس ونقده بشكل جرئ وموضوعي، ووجب علينا ان نعلن هذا المجتمع مجتمعا متعددا ونولي كل مكوناته الثقافية والدينية والعرقية حقها في المشهد العام، اما سياسة التهييج والاستغلال الانتخابوي فهي مجرد دعامة لإعادة انتاج هذه الصراعات التي لا طائل منها، وذلك لن يتأتى الا عبر خطاب جديد يتبنى ثقافة الاعتراف بالآخر وتقديس حقه في التعبير، وايضا عبر سياسة ثقافية تتبنى التعدد وتزاوج الثقافات والانتماءات في مشهد فسيفسائي يسوده الاحترام المتبادل والانفتاح الواعي، ويمكن للمدرسة والاعلام ان يلعبا الدور الاهم في هذا المبتغى.
لعل هذه الدعوة معبرة عن عمق ديمقراطي واضح المعالم، بيد ان هذا العمق الديمقراطي يوظف في سياقات اخرى لخلق خطابات تعتقد بوهم التفوق والاولوية، استنادا الى معايير لغوية او دينية او عرقية او غيرها، وهذا محض هراء وسياسة فاشلة من الاساس، لان الثقافات لا تتفاضل، والناس متساوون في الحقوق والواجبات، من حيث المبدأ. ويشهد عالم شمال افريقيا والشرق الاوسط اوهاما كثيرة في هذا الصدد، تارة تكون عفوية ناتجة عن اندفاع نفسي وتارة مقصود ولغاية في نفس يعقوب.
الديمقراطية اذن، هي المصلحة العليا والجماعية للوطن والمواطنين، وذلك لن يتأتى الا باشراك الجميع ومنحه حقوقه ومحاسبته، دون اي تمييز لأي سبب من الاسباب، كما نصت مبادئ حقوق الانسان في الثورة الفرنسية واعلان الامم المتحدة.
إضافة الى مفهوم الديمقراطية، نمت مفاهيم اخرى وشوهت صورتها واستغلت لأغراض معاكسة لما تنص عليها، كالنهضة مثلا حيث تولدت احزاب رجعية وتيارات ظلامية تنادي بها لكن ممارساتها نقيض تماما، والحداثة التي لا تشكل في الغالب الا صورة خارجية تخفي رجعية واصولية في العمق، ناهيك عن التنمية والعدالة والحرية....
في الختام ان توظيف مقولات تحمل في طياتها اقصاء للآخر مثل "العالم العربي الاسلامي" يعد اغتصابا لهذه المصطلحات، وهذا الاغتصاب يتجلى في التأثير النفسي السلبي الذي تحدثه عند الاخر، وكذلك في المرامي وراء توظيفها، وفي الغالب اهداف سياسوية، اظف الى ذلك عديد الشعارات التي لا تعبر عن حقيقة الايديولوجية المتشدقة بها. ينبغي الحرص اذن على روح التعددية الدينية والاثنية والثقافية وذلك لتجاوز اللغط المفاهيمي والمرور الى تنزيل برامج التنمية والنهوض الحضاري.



#محمد_هروان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء على تداعيات النكوص الحضاري للمسلمين من خلال مؤلف ماجد ...
- في الحاجة إلى فكر جديد ودور المثقف في عالم اليوم :


المزيد.....




- بايدن يتحدث عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات: - ...
- بايدن يكشف ما إذا كانت احتجاجات الجامعات ستُغير سياسته تجاه ...
- الاستخبارات الأمريكية: لم نجد أي دليل على تورط روسيا في الاح ...
- إيران تنفي التقارير حول -الاعتداء الجنسي على المتظاهرة نيكا ...
- توقيف 3 مشتبه فيهم بقتل شخص بمنزله وسرقته جنوب شرق الجزائر
- تحقيق لبي بي سي يظهر احتمالية ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب بقتل ...
- بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء الم ...
- من سيدفع المال لإعادة إعمار غزة بعد الحرب؟
- شاهد بالفيديو.. البابا فرنسيس والعاهل الأردني يتبادلان الهدا ...
- الاستخبارات الأمريكية تعترف بقدرة روسيا على تحقيق اختراقات ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد هروان - اغتصاب المفاهيم والمصطلحات