أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماري الدبس - مجزرة قانا تتجدد بعد سبعة وعشرين سنة














المزيد.....

مجزرة قانا تتجدد بعد سبعة وعشرين سنة


ماري الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


... ومرّت الأيّام والسنين، الواحدة تلو الأخرى، بطيئة وملئ بالعبر.
سبع وعشرون سنة من عمر قرية جنوبية صامدة في وجه الشدائد والخذلان، وبالرغم من المجازر المتتالية والمتعددة الأشكال...

إنها قانا النازفة دما منذ ذلك اليوم المشؤوم المؤرّخ في الثامن عشر من نيسان 1996، حين انهمرت عناقيد الحقد الصهيوني، من عيار 155 ميليمترا، على أطفالها العزّل الذين اتخذوا من خيمة قوات الطواريء الدولية ملاذا لهم، فلاحقتهم المنية وقضت على أكثر من مئة منهم، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين تحوّلت أجسادهم الندية إلى أشلاء دامية... هذا، عدا عن الحروق والتشوهات التي أصابت أغلبية الناجين.
حاول العدو الصهيوني كعادته التملّص من المسؤولية، فادعى شمعون بيريز، الذي كان يترأس ما يسمى بمجلس وزراء الكيان الغاصب آنذاك، أن قواته لم تكن على علم بوجود مدنيين تحت سقف مقر الأمم المتحدة وبحماية جنودها؛ غير أن التحقيقات والتقارير أفادت قاطعة أن ما جرى ليس سوى مجزرة ضد الانسانية، وأن تلك المجزرة الرهيبة تمت عن سابق تصور وتصميم، وهي تتطلب بالتالي إدانة صريحة. غير أن فيتو الامبريالية الأميركية أفشل إمكانية اتخاذ القرار، سامحا بذلك للعدو بارتكاب مجازر جديدة ضد شعب لبنان، وأبناء قانا بالتحديد. وكلنا يذكر ما جرى في 30 تموز 2006، يوم قصفت قوات العدوان الصهيوني أحد مباني القرية وقتلت خمسة وخمسون مدنيا بينهم سبعة وعشرين طفلا.
لماذا نستعيد اليوم ذكرى مجزرتي قانا، وبالتحديد الأولى والأكثر عنفا؟
لأن قانا اليوم عادت إلى الواجهة بفعل أحداث أليمة سجلها تاريخ الوطن في السابع والعشرين من تشرين الأول من العام الماضي 2022. هذه الأحداث التي تقع تحت الصفقة المسماة "اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل"، وبالتحديد في الحقل الغازي الذي يحمل اسم قانا، والتي تشكّل - كما جاء في نص الاتفاقية – "حلا دائما ومنصفا لنزاعهما البحري" عبر التخلي للعدو الذي قتل أبناء قانا مرتين عن 1420 كيلومترا مربعا من مياهنا الاقليمية؛ هذا، عدا عن "الحصة" التي ستعطيها شركة توتال لهذا العدو تحت مسميي"الحقوق الاقتصادية لإسرائيل في المستقبل" و"تعويض إسرائيل من قبل مشّغل بلوك 9"، وخاصة عن وضع تنفيذ "الاتفاقية" تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية، التي يتردد اسمها مرات عديدة في النص المكتوب، الأمر الذي يشكل الخطر الأكبر على سيادتنا واستقلالنا، وحتى على وحدة اراضينا، خاصة إذا ما عدنا في الذاكرة إلى العام 1982 وكل الجرائم التي ارتكبها العدو بدعم من واشنطن، ناهيك عن "مشروع الشرق الأوسط الجديد" بنسختيه الأميركية والصهيونية، واسبابه والأهداف الكامنة وراءه.
وهكذا، حلّت المجزرة الثالثة على القرية الشهيدة، وعبرها على كل الوطن، إنما هذه المرّة من قبل القيّمين على النظام اللبناني، الذين تناسوا أن الكيان الصهيوني ليس مجرد "منازع" بل عدو لا يزال يحتل قسما عزيزا من أرضنا. كما إنهم وضعوا جانبا ما تنص عليه المادة الثانية من الفصل الأول من دستور الوطن التي تحمل اسم "في الدولة وأراضيها"، التي تؤكد أنه " لا يجوز التخلي عن أحد أقسام الأرض اللبنانية أو التنازل عنه".
بمعنى آخر، إن التخلّي طوعا عن أرض الوطن يعتبر خيانة عظمى...



#ماري_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليندا مطر: المرأة التي حلمت بإنسانية جديدة
- العنف ضد المرأة في لبنان :انواعه واسبابه وكيفية مواجهته
- مئة عام من النضال النسائي في مواجهة نظام العنف الطبقي والطائ ...
- صعود الفاشية الجديدة في أوروبا
- الازمة الراسمالية.. تحاكي قصة الموت


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة ...
- بالصور.. بدء تسليم المساعدات لغزة عبر الرصيف البحري
- زيلينسكي يرفض -هدنة أولمبية- يريدها ماكرون ويتحدث عن أكبر مي ...
- مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن ا ...
- مستشار الرئيس الإماراتي يعلق على لقاء بن زايد وبن سلمان والن ...
- وكالة: كوريا الشمالية تختبر صاروخا باليستيا تكتيكيا بنظام تو ...
- مقتل فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمنزل برفح
- أنور قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
- كيف يعمل دماغك فعليا؟
- طبيب يشرح أسباب الأقدام المسطحة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماري الدبس - مجزرة قانا تتجدد بعد سبعة وعشرين سنة