أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي ثابت صبري - 108عام علي الإبادة الأرمنية















المزيد.....

108عام علي الإبادة الأرمنية


علي ثابت صبري

الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 00:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما تكون الإنسانية بلا ضمير
تحل علينا ذكرى إبادة الشعب الأرمنى فى 24 أبريل من كل عام ولكن دون جدوي ، حيث اعترفت دول كثيرة بأن ما حدث للأرمن على يد الأتراك العثمانيين هو جريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان ، وعززت هذه الصورة الدموية باعترافات الدول الكبرى آنذاك ( بريطانيا – فرنسا – ألمانيا – الولايات المتحدة - روسيا ) ، والتى كانت شريكة أساسية أو شريكة بالصمت أو المشاهدة أو التجاهل أو الإنكار ، لتحقيق مصالح جيوسياسية على حساب هذه القضية الإنسانية .
ورغم هذه الاعترافات المتوالية إلا أن الجاني الرئيس ( النظام التركى ) مازال منكراً لهذه الجريمة الكبرى ، ولم تتخذ ضده أية إجراءات حقيقية نظير ذلك ، بل يتجاهل كل ذلك ويمضى نحو إجراء إبادة أرمنية فى إقليم ناجورنو كاراباخ ، وكذلك هناك انتهاكات تركية فى العراق و سوريا على حساب شعوب المنطقة .
إلا أن مصير هذه القضية التاريخية مرتبط دائمًا بمجريات الأحداث على الصعيد الدولى ، لذا ، فإن الذكرى السابعة بعد المائة للإبادة الأرمنية ، تأثرت بشدة بالحرب الروسية على أوكرانيا ، وما أحدثته من خلل كبير فى النظام العالمي ، أو بالأحرى أثرت على معظم اقتصاديات دول العالم ، إيذاناً بميلاد نظام عالمي جديد ليس فيه الولايات المتحدة الأمريكية القائد الأوحد للنظام العالمي ، بل سيكون هناك دور كبير لقوى الشرق بقيادة روسيا سياسياً والصين اقتصاديًا ، وبدت ملامح نظام عالمي يرتكز على ثنائية القطب من جديد .
وإذا كان الشعب الأرمنى الحفيد هو الخاسر الوحيد من تلك التناقضات ، نظراً لتراجع القضايا الإنسانية التاريخية ، عندما يكون الصراع مصلحي ، فإن النظام التركى والذى طالما طالبته الكثير من الدول الاعتراف بخطيئته وتحمل نتائجها والتصالح مع تاريخه ، هو الرابح الأكبر ، لأن فى ظل هذه المجريات لن يهتم أحد بقضية إبادة الأرمن ، وغن كانت التصريحات عكس ذلك ، فنجد تصريح الرئيس الأمريكى جون بايدن "نجدد تعهدنا بالبقاء متيقظين ضد التأثير المدمر للكراهية بجميع أشكالها.. نجدد التزامنا بالتحدث علانية ووقف الفظائع التي تترك ندوبا دائمة في العالم". ورغم أن هذا التصريح قد أغضب الدوائر التركية ، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانًا جاء فيه: "إننا نرفض وندين بأشد العبارات بيان رئيس الولايات المتحدة بشأن أحداث عام 1915 الذي صدر بضغط من دوائر الأرمن الراديكاليين والجماعات المناهضة لتركيا". إلا أن هذا التصريح الأمريكى والرد عليه من قبل الجانب التركى ما هو إلا مناوراه سياسية ، أرادت بها إدارة بايدن لفت نظر تركيا بأن هناك ملفات يمكن الضغط على تركيا بها حال التعاون مع النظام الروسي ، فى ظل هذه التوترات الدولية التى تقودها روسيا .
وعلى هذا الأساس ، فإن النظام الدولى لن يُعيد أية حقوق للشعب الأرمنى ، وخصوصًا أنه الشاهد الذى رأى واشترك وخطط وتجاهل إلى أن راح ما يقرب من المليون ونصف المليون أرمنى ، أضف أيضاً إلى أنه نفس النظام الذى أنشأ تركيا الحديثة على أراضي أرمنية وعربية وكردية ، لتكون دولة حاجزة بين الشرق الغرب ، ومعبراً للغرب نحو الشرق ، لذا ، فالنظام التركى يعي ذلك جيدًا ويتصرف ويتحرك بناءًا على ذلك .
وهل هذا معناه أن ينتابنا اليأس كلا ، فإننا مستمرون فى المطالبة باعتراف الجاني وعودة الحق للمجنى عليه ، فإن الإنسانية وإن مرضت فإنها لن تموت ، وفى السياق ذاته جاء بيان الرئاسة الأرمنية حيث أصدر فخامة رئيس جمهورية أرمينية فاهاكن خاتشاتوريان بياناً بمناسبة الذكرى الـ 107 للإبادة الجماعية الأرمنية جاء فيه:
"اليوم يحيي الشعب الأرمني وأصدقاؤه وكلهم تقدميون إنسانيون ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية. مستفيدين من اضطرابات الحرب العالمية الأولى وتواطؤ القوى العظمى خطط قادة تركيا الشباب للإمبراطورية العثمانية ونفذوا أعنف المذابح وإبادة السكان الأرمن في أوائل القرن العشرين. وقد وقع أكثر من مليون ونصف المليون أرمني ضحية لهذه المأساة وأجبر مئات الآلاف من الأرمن على مغادرة وطنهم ونفوا وحرموا من وطنهم وممتلكاتهم وسلكوا طريق الهجرة. بعد الموت وفقدان الأقارب وجد مواطنونا المنتشرون في جميع أنحاء العالم ملاذهم الجديد على الشواطئ الأجنبية وفي مختلف البلدان المضيفة وأظهروا إرادة غير قابلة للكسر في العيش والخلق ، أنشأوا العائلات وبنوا المدارس والكنائس والمجتمعات القائمة والنقابات الوطنية والمنظمات المتنوعة. أثرى أرمن الشتات اللوحة الاجتماعية والتجارية والثقافية للبلدان التي عاشوا فيها وأظهروا المواهب الأرمنية والقدرات الاستثنائية وجلبوا المجد والشرف لشعبنا.
اليوم اعترفت العشرات من الدول والمنظمات الدولية الرسمية بالإبادة الجماعية الأرمنية وأدانتها. نحن مقتنعون بأنه لو كان الناس قد أدانوا الإبادة الجماعية الأرمنية في الوقت المناسب، لكانت قد حالت دون وقوع المزيد من الإبادة الجماعية ولهذا السبب تكافح جمهورية أرمينية باستمرار على الساحة الدولية لإدانة جريمة الإبادة الجماعية ومنعها. من خلال جهود أرمينية أصبح التاسع من ديسمبر هو اليوم الدولي لإحياء ذكرى وكرامة ضحايا جريمة الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة. تعتبر الذاكرة التاريخية والتعليم المستمر ونشر المعلومات الدقيقة حول ما حدث مهمة لمنع تكرار الإبادة الجماعية.
نحن ندرك أن أفضل طريقة لإحياء ذكرى أبناء وطننا الشهداء هي إقامة أرمينيا الديمقراطية القوية وضمان رفاهية شعبنا وتأمين حدود بلدنا وتعزيز مكانة أرمينيا الدولية" يريفان 24 أبريل 2022 .
وعلى نحو ما تم سرده نجد أن مسئولية تركيا عن ارتكاب جريمة الإبادة ضد الشعب الأرمنى عبر مراحل منظمة وممنهجة ، لا تعفى القوى الكبرى آنذاك وحالياً من مسئولية الشراكة فى تلك الجريمة النكراء ، حيث ضحى الكبار بالأرمن وتركوهم فريسة لوحش كان على حافة الهاوية ، من أجل تحقيق مصالحهم الإمبريالية على حساب الشعوب الأصلية فى هذه المناطق ، ولا ننسى أن التاريخ القديم يرصد حضارات أقامتها شعوب المنطقة ، وكأن صراع الحضارات ارتكز على محو حضارات كاملة بشعوبها وثقافتها وهويتها ، إلا أن تلك الشعوب ومنها الشعب الأرمنى تشبث بتاريخه وثقافته وأرضه وهويته ، لذا ، فإن كانت القوى الكبرى هى من تمثل الإنسانية ، فهذا نموذج للإنسانية عندما تكون بلا ضمير . إلا أن الإنسانية التى تمثلها الشعوب هى الإنسانية الحية التى لن تكف إلا أن يعترف الجان بجريمته ، وهى من تعيد للإنسانية قيمتها ودورها . وسنظل نتذكر ونطالب بالاعتراف وعودة الحقوق للشعب الأرمنى وكل شعوب المنطقة التى هضمتها وذوبتها الإمبريالية .



#علي_ثابت_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواد صناعة الدبلوماسية المصرية فى القرن التاسع عشر
- رواد صناعة الدبلوماسية المصرية فى القرن التاسع عشر : ديكران ...


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي ثابت صبري - 108عام علي الإبادة الأرمنية