أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد الدين محسن - مثال الآلوسي هل يمكن أن يكون مثالا؟














المزيد.....

مثال الآلوسي هل يمكن أن يكون مثالا؟


عماد الدين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:17
المحور: سيرة ذاتية
    


مثال الآلوسي رجل عراقي بملامحه السومرية وسحنات وجهه الآشورية بكلماته التي تفوح منها الطيبة الجنوبية ونسائم شلال كلي علي بيك العذبة وزقزقات العصافير المرتجفة على نواعير هيت, بعفوية القروي العراقي حينما يتحدث فتنساب كلماته من بين فمه كعذوبة صوت داخل حسن وبصفاء عينيه الدامعتين اللتين تعانقان النخيلات المشرئبة على شط العرب , بقلبه المفعم بالحب والكرم كقلب ابن البادية المطلة على تخوم الرمادي ,بالوجع والألم العراقي المرتسم على محياه الحزين ,هذه بعض ملامح هذا الرجل العراقي الذي ضحىّ بولديه فلذتي كبده من أجل وطنه دون أن يستسلم لإرادة الشر وفلول الظلام القادم من القرون الوسطى , اتخذ من العاطفة النبيلة محورا للدفاع عن المظلومين والمقهورين العراقيين وارتقى مركبا صعبا حينما أنفرد لوحده متخندقا بقوة الكلمة وجرأة العبارة وصراحة التعبير في مواجهة الإرهاب الأسود دون خوف أو وجل ولم يثني عزيمته استشهاد ولديه كما لم يركن لليأس بل زاده استشهادهما قوة وصلابة وتحد فقد انبرى متألقا بتحديه الصارخ والصريح لكل القوى الشريرة مسميا الأشياء بأسمائها بلا تورية أوتصحيف .
أنه الرجل الذي لايتحدث الا بأسم العراق ولا يعمل إلا من أجله وفي سبيله , راميا خلف ظهره كل الشعارات الفارغة التي تشدق بها الساسة العرب مثل((بلاد العرب أوطاني)) و(( الأرض بتتكلم عربي)) رغم حبه لعروبته لأنها لاتعبر عن حقيقة إيمانهم بها وإنما اتخذوها وسيلة لقهر شعوبهم وإشاعة الرعب والخوف بينهم , فمن يتخطى هذه الشعارات فهو في عرفهم إما خائن أومتآمر يستحق الموت شنقا أو كافر وزنديق يستحق الموت رجما أما مثال فأنه يؤمن بها بوجدانية حقيقية بلا نفاق أو تزلف ,أنه يؤمن أنه عربي ولكنه لايريد من جنس العروبة أن يكون هو الجنس الذي يجب أن تنحني اليه بقية الأجناس طائعة مطيعة , وان تطأطئ له الرؤؤس راضية مرضية , بل أنه جنس كباقي الأجناس له ماله وعليه ما عليه . أن الإنسانية ترفض مثل هذا التعالي مثلما رفضت من قبل دعوات اليهود بأنهم شعب الله المختار كما نبذت شعار النازيين الألمان الذين اعتبروا الجنس الآري في الدرجة الأولى من سلم الإنسانية أما بقية الأجناس فتأتي تحت أقدامهم.
لقد فرح الكثير من العراقيين على نجاح هذا الرجل في الحصول على مقعد في البرلمان العراقي ,حتى بعض الذين لم ينتخبوه فرحوا بذلك وربما ندموا على عدم انتخابهم له .
(( أنا عراقي إذا أنا موجود)) (( لو لم أكن عراقيا لما تمنيت أن أكون الا عراقيا )) أكاد أجزم أن العبارتين السالفتين تعيشان في وجدان وضمير مثال الالوسي .
أن مثال الالوسي إنسان رائع ,ربما يخطئ أحيانا وقد يصيب أحيانا أخرى فلا عيب في ذلك فهو إنسان لا ملاك وعلينا أن نغفر له أخطاءه ونثني على عراقيته فمن أجلها يعمل ومن أجلها ضحى ويضحي , إلا إننا نعتب عليه لأننا نلمس وكأنه توارى خلف الكواليس ,ربما ليستجمع قواه ,أو ربما يناضل بالبحث عن أسلوب جديد لإذكاء روح الحب والولاء للعراق ولا غير العراق , ولكن ماهو مؤكد أن مثال الالوسي بعد أن أصبح عضوا في البرلمان أضحت لديه رؤى جديدة عن الوضع في العراق استوجبت عليه إعادة النظر بأطروحاته بما لا تتناقض مع ثوابته التي لا يحيد عنها , أو ربما انه محاصر داخل البرلمان ولم يجد موطئ قدم بعد للوثوب من أجل نشر فكره الاشو-سومري المعفر بماء دجلة والمعمد بأمواه الفرات والمتضمخ برائحة البخور والمسك والحناء المنتشرة بين أضرحة الأئمة الأطهار والأولياء الصالحين التي قدست أضرحتهم أرضنا الطاهرة.
أنه نصف البرلمان أو ربما البرلمان كله..... وننتظر منه الكثير , ومانتمناه عليه أن لا يخفف الوطء بالتصدي للبعثيين ,و أسيروا القرون الوسطى من السلفيين والقتلة ,وان لايترك لهم مجالا إلا كان له معهم سجال ليدحض حجتهم ويهوي بتفكيرهم ألظلامي إلى مهاوي الهوان.
نتمنى أن يكون سكوت مثال الالوسي استراحة المقاتل , وليس الشعور بالتقهقر أمام قوة الخصم فخصمه واضح وصريح وان ارتدى بزة القسيس أو عباءة التقي ا أنه ذات الخصم الذي دفننا في المقابر الجماعية وشيد لنا ألاقبية المظلمة والسجون الرهيبة , ولكنه جاء هذه المرة ليستبدل بدلته الزيتوني برداء القديسين أو ان يطيل لحيته كما كانت تطول مقالاته في الصحف الصفراء تمجيدا لقائده المغوار أو أن يعود من ملاهي وبارات لندن وباريس مناضلا عنيدا الى أرض العراق التي كان قد غادرها بعد أن كلت يداه من التصفيق والنفاق الى السلطان وحاشيته , .



#عماد_الدين_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يقتل المتنبي مرتين
- الاسلام بين فتوى الزرقاوي ومحاضرة الحبر الاعظم


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد الدين محسن - مثال الآلوسي هل يمكن أن يكون مثالا؟