أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هودا آدم - صنّاع الرأي العام!














المزيد.....

صنّاع الرأي العام!


هودا آدم

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 00:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


جميع مشاهير العرب يتفنّنون في تجاهلهم لقضايا المجتمع، ولا يسلّطون الضوء إلا على تفاهاتهم. فتارة يستغلّون معاناتهم مع التنمّر وتارة يستغلّون حقوق المرأة وقضاياها والهدف من كل ذلك واحد؛ الإثارة وصناعة التفاهة.

إن الصمت العجيب من المشاهير حول القضايا الاجتماعية والحقوقية المهمّة، ليس صدفةً. ليس صدفة أن تظهر لنا (شمس) وهي تتهم الفتيات اللاتي يطالبن بحقوقهن البديهية "بالمخرّبات" وتتحدث وكأنها تعرف نساء حقوقيات، بل وتعرف كل تفاصيل حياتهن الخاصة التي ترى بأنها غير أخلاقية. ونسيت (شمس) حقيقة أن جميع الحقوقيات لا يسمحن للمنافقات أمثالها بالدخول في حياتهن ولو صدفةً، وأعتقد أن من كانت تتحدث (شمس) عنهن؛ هن أولئك اللاتي من حولها وفي محيطها.

ونرى هنا أحد مشاهير السعودية والملقّب بـ"ملك الإنسانية" وهو يستدرج وسام الهاربة التي لجأت لألمانيا بحثا عن الحماية بسبب القوانين السعودية التي لا تحمي إلا المغتصبين والمتحرّشين. ظهرت وسام وهي تقول أنها قد عانت في بلدان الغربة، ونست أن تذكر السبب الرئيسي في معاناتها وهروبها لتلك البلدان. نست أن السبب الحقيقي في هروبها هو انعدام الأمان وقوانين الحماية في السعودية.

وحاول "ملك الإنسانية" في المسرحية الهزلية مع وسام، التركيز على تهديد وإرعاب الفتيات الهاربات والتأكيد على أن مصيرهن سيكون غامضا، وأن لا أمامهن إلا خيارين؛ إما "الدعارة" أو "صندوق الزبالة".

لقد تنكّر فايز المالكي -وهو يعلم ذلك جيداً- للسبب في معاناة وشقاء كل مواطن مواطنة يهربون من البلد بحثا عن الأمان والحماية في بلاد بعيدة، تنكّر للسبب الأول والأساسي وهو (الحكومة المستبدة والفاسدة).

وأما حبيبة الوطن الصاعدة على الترند لفترة طويلة جدا بمساعدة الحكومة لتشتيت أنظار المواطنين في كل مرة ترتفع الأسعار فيها أو تزيد الضرائب. (هند القحطاني) التي أصبحت تملك قصر وسيارات فارهة في أربع سنوات فقط من ظهورها على السوشيل ميديا!!

تخوّن الهاربات وتقمع صوت النساء بالتعبير عن قصصهن وما يتعرّضن له من النظام السعودي الفاسد والمستبد. وتمارس التخوين علينا وعلى كل هارب من بطش السلطة، والسبب هو وطنيتنا الغير مزيفة ومطالباتنا بحياة حرة وكريمة، ودعوتنا لإسقاط الأنظمة المستبدة وعدم تقديس الملوك والرؤساء وتصويرهم كما لو أنهم هم "الوطن".

وفي الوقت الذي كان فيه (محمد بن سلمان) يُفرّغ عن غضبه وينتقم من رجال الأعمال وأقاربه الأمراء بسبب حقده وأمراضه النفسية المعروفة، حاول إظهار نفسه لنا بصورة "الصارم القاضي على الفساد". وظهروا بعض مشاهير العرب يُمجّدون ويصرخون (بدنا مثل محمد بن سلمان)!!

ورغم ما تمر فيه بلدانهم من دمار بسبب السعودية والإمارات إلا أنهم لا زالوا يطبّلون ويلمّعون من أجل كسرة الخبز. ولم يدركوا أن محمد بن سلمان لو كان في بلدانهم تلك، للجأوا لبلدان أخرى ليس بسبب الجوع والفقر وحسب، بل ولمجرّد كلمة كُتبت على التويتر!!

ومن لا يعرف رهف القحطاني التي اشتهرت بكلمتها المشهورة والسمجة (وذنكهة)؟ لقد تصدّرت بسرعة جنونية جميع منصات التواصل الاجتماعي بمساعدة الذباب الإلكتروني ومركز اعتدال لتنضم لجوقة مشاهير السلطة.

لقد ظهرت رهف القحطاني مؤخرا كـ"مؤثرة اجتماعية وملهمة للبنات في السعودية". وكان كل تأثيرها محصورا بما تريده السلطة، فمثلا حين وقعت جريمة اقتحام دار ايتام خميس مشيط وجلد البنات اليتيمات من قِبل رجال أمن الدولة والشرطة، ظهرت لنا رهف القحطاني في هاشتاق (#وذ_نكهة_تحب_الاستعراض) من خلال نشرها لصورة تثير المجتمع الذكوري الذي لا يراها إلا مجرّد أداة جنسية. حاولت هي والذباب الإلكتروني تشتيت أنظار الناس عن قضية أيتام خميس مشيط ولكن بشاعة الجريمة كانت أكبر من أن تُطمس.. وهنا نسأل؛ هل تزامن صورتها تلك مع قضية أيتام خميس مشيط صدفة؟

هذا ما يتصدّر ويُصدّر لنا على الشاشات؛ (مجرّد التفاهات) حتى أصبح المجتمع عاجزا عن تقبّل أي مشهور صاحب وعي وفكر.. هذه هي صناعة الحكومات. ففي الوقت الذي نرى فيه آلاف النساء يتم قتلهن -يوميا- باسم الشرف لا نسمع لهم صوتا، وفي الوقت الذي ينهار فيه جسر على رؤوس عائلة بأكملها لم نسمع لهم حسّا، وفي الوقت الذي كانت غزة تستغيث لم نسمع لهم حتى مجرّد الهمس.

وأين هم من فاجعة أيتام خميس مشيط أين هم عن واقعنا البائس؟ أين هم عن القضايا المأساوية التي لا تنتهي؟

المشاهير هم صناعة السلطة وهم من يصنعون ويقودون الرأي العام، مع بالغ الأسف، لذلك جميعهم مشاركين في الفساد والإجرام، ووجب التحذير منهم ومقاطعتهم بشكل تامّ.



#هودا_آدم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من معتقل منزلي إلى معتقل سياسي!
- كان صباحي يشبه كل شيء إلا الأمل يا فيروز!


المزيد.....




- سلطنة عُمان: الشرطة تقبض على 30 شخصا بينهم 21 امرأة وتكشف ما ...
- وفاة امرأة تبلغ 82 عاما في إيطاليا نتيجة إصابتها بعدوى فيروس ...
- دعم نسائي جزائري.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بقيمة 8 ...
- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هودا آدم - صنّاع الرأي العام!