أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الصمد المجوطي - الصحراء الأمازيغية الإنسان و المجال















المزيد.....

الصحراء الأمازيغية الإنسان و المجال


عبد الصمد المجوطي

الحوار المتمدن-العدد: 1713 - 2006 / 10 / 24 - 05:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"ربما لن نعيش إحساسا تراجيديا بالحياة في أي يوم أخر عدا أيام الحرب هده، والتي هي صراع بين تصورين واحساسين بالحياة وبالحرية وبالعدالة"
ميخيل دو أونامونو

إن ما دفعني لفض الغبار عن تاريخ وماضي الإنسان و المجال في الصحراء المغربية بالخصوص،وأولا إبراز البعد الأمازيغي لهده الصحراء ،ثم ثانيا محاولة توضيح قدر الامكان الروابط الثقافية والحضارية بين مختلف مناطق ثامزغا (شمال إفريقيا).علما بأن ا لفضل كل الفضل في حثي على البحث في هدا الموضوع يرجع إلى الشاعرة والمناضلة الأمازيغية مليكه مزان.
إن ما يعمق من الروابط الحضارية بين الأمازيغ في شمال افر يقيا ،هو الإحساس بالانتماء إلى ماض واحد وحضارة واحدة كانت نتاج ثقافة أمازيغية أصلية ،وهو ما يغبر عنه الشهيد/الطائر الحر معتوب لوناس في سيرته الذاتية المعنونة بالمتمرد،في معرض حديثه عن المغاربة ويقول"تجمعنا جذور مشتركة بهم ،كانوا من أمازغيين الجنوب المغربي ،بالأطلس الكبير في أعماق جبال القبايل ،اكتشفت مع بني جلدتي أن ثمة مغاربة نتحدث وإياهم لغة واحدة "(م.لوناس المتمرد ،الفصل الثاني:الجندية وتجربة الاهانة ت.عبد الله زارو).هدا الإحساس بالانتماء الذي ينقلب إلى المقدس عند الأمازيغ،أكبر ر بكثير من أن تنال منه بعض الأقلام المأجورة ،أو الأفكار المستوردة التي تحاول صناعة ماض لها من أجل استرزاق سياسي باسم التحرر وتقرير المصير
*البعد التاريخي لأمازيغية الصحراء:
إن التقنيات الأثرية والباليونطولوجية ،تكشف لنا عن وجود الإنسان بالمغرب مند مليون سنة.وهدا ما يظهر من خلال وجود الانسان منتصب القامة . وهو المرحلة التطورية الثانية للبشر بعد الاسترالوبيتيك أو الإنسان القردي الجنوبي من خلال استخراج من نماذج هدا الإنسان كانسان سيدي عبد الرحمان المكتشف سنة 1998 . حوالي مليون سنة (مصطفى أعشي،جذور بعض مظاهر الحضارة الأمازيغية من العصور ما قبل التاريخ،ص12) .وردا على العروبيين من مريدي البوليزاريو الدين يربطون عن جهل الصحراء بأصولها العربية /المشرقية."فانه لم يعثر لحد الآن في كل الجزيرة العربية بما فيها اليمن على أية بقايا بشرية تعود لهده المرحلة الغابرة ،اد أن أقدم البقايا البشرية في اليمن لا تتجاوز 24000سنة ق.م (م.أعشي.ص13)
وادا تقدمنا في تاريخ تطور الإنسان في المغرب ،فنجد أن إنسان جبل ايغود الذي يعود إلى أكثر من 130000سنة ق.م هو الإنسان العاقل العتيق الذي سيعطيننا الإنسان العاقل العاقل الحالي،وهو الإنسان الذي أعطانا الحضارة المغربية الأصلية المعروفة بالحضارة العاطرية (نسبة إلى موقع بئر العاطر الواقع شرق الجزائر)،التي عرفتها شمال إفريقيا ما بين 45000و20000سنةق.م. وقد عثر على إنسان هده الحضارة في مواقع متعددة من المغرب ،منها مواقع محيطة بمدينة السمارة .(م.أعشي ص 15). وهده صفعة جديدة لعروبيي البوليزاريو الدين يتحدثون عن أصولهم الخليجية والمشرقية.
وتؤكد الحفريات أن الإنسان الايبيروموري،الذي عاش في شمال إفريقيا ما بين20000و8000سنة ق.م وجدت بقايا في منطقة السمارة مما يعني أن العلاقات والصلات بين شمال إفريقيا والصحراء ظلت مسترسلة ولم تنقطع انطلاقا. وهذا ما يفند الأطروحة الانفصالية التي تحاول خلق كيان هوياتي وحضاري و ثقافي منعزل عن باقي المناطق المغربية.من خلال هذا الاستعراض لتسلسل النماذج البشرية في المغرب فانه أصبح من غير المقبول علميا البحث عن أصول الأمازيغ وعن مناطقهم الأصلية ،كمحاولات السيد قصي لبيب البحث عن أصوله خارج مجاله الحضاري والثقافي والتاريخي .
وفي تفاعل الإنسان الأمازيغي بواقعه الجغرافي والبيئي حاول التأقلم مع محيطه في إطار ما يسمى بحضارة الحصاة أو الحصاة المشندبة "وهي أدوات حجرية بدائية مصنوعة من الحجر يرجع تاريخها إلى ما يزيد مليون ونصف مليون سنة" (م.أعشي ، ص 18) ، والتي وجدت بالسمارة،بالصحراء المغربية ،في إطار ما يسمى بالحضارة الوهرانية التي أاعتبرت بمثابة امتداد للحضارة العاطرية في شمال إفريقيا،أما قي المجال الزراعي وتربية الماشية فهذا النشاط الحضاري عرفه الأمازيغ قبل أوروبا وهو ما تؤكده الكرات الحجرية المفقودة التي تستعمل كثقالة للعصا الحفرة،التي وجدت في بعض مواقع الحضارة الايبرومورية التي عرفها المغرب ما بين 20000و8000ق.م.إضافة إلى النقوش والرسوم الصحراوية التي وجدت في جبال الأطلس وكذا الصحراء الكبرى .وعرفت الصحراء كذالك الزراعة منذ القدم وهو ما يؤكده العثور على غبار الطلع في موقع منيات 3450ق.م.وامنكي بالصحراء الجزائرية .وه الأمر الذي يؤكد غابريال كامبس .ومن خلال هذا التزامن التاريخي في وجود النشاط الزراعي بكل من الشمال و الصحراء،يظهر جليا وجود عناصر ثقافية مشتركة بين المنطقتين حسب تعبير أعشي دائما.
فحتى على المستوى الديني فالإله أمون الصحراوي الأمازيغي كان العامل المشترك بين الصحراء وأقصى شمال إفريقيا قبل أن يعرف في مصر،وهذا ما تؤكده "النقوش الصخرية التي تمثل الكبش المزين بالقرص والقلائد والعقود،والمنتشرة في كل النقوش ورسوم النقوش الصخرية التي تغطي شمال إفريقيا و الصحراء "(م.أعشي ص46).وهناك بعض القبائل التي تحمل اسم الكبش رمز الرب أمون ،دون ذكره بالاسم،منها الكيتولي وتقطن في المناطق المتاخمة ل لصحراء .واذا ما حاولنا تفكيك اسمها فان كايت التي تعني ايت و،وولي تعني الغنم أي آل الغنم ،من هنا يظهر الترابط الثقافي و الحضاري من خلال اللغة الأمازيغية المشتركة .
أما اللغة الأمازيغية التي تعتبرمن المكونات الأساسية للشخصية الأمازيغية في كل أبعادها فقد كانت إحدى العوامل المشتركة بين مختلف مناطق المغرب العميق ،هذه اللغة التي تفردت حسب اللساني الأمازيغي سالم شاكر ما بين 7000و8000سنة ق.م. بمعنى في مرحلة الإنسان القفصي الذي يلي الإنسان الايبيروموري ،هذا الإنسان ذو الجذور الصحراوية ترك الصحراء بسبب التغيرات المناخية و تعاقب الجفاف على الصحراء،ويعود الإنسان القفصي إلى 5000 سنة ق.م. واللغة الأمازيغية من التفريعات اللغوية الأولى للغات الأفراسية بالرغم من استقلاليتها وبعدها سنكرونيا.
أما في العهد الإسلامي فيكفي أن نذكر بعض الدول الأمازيغية التي كان لها نفوذ على كل المغرب ،شمالي و جنوبه منها المرابطون(صنهاجيون)ما بين 1043م_1147م_أسسوا مراكش وحكموا المغرب الأقصى وغربي المغرب الأوسط والأندلس وموريتانيا الحالية .الموحدون (مصامدة وزناتيون )1147م_1269م_عاصمتهم مراكش حكموا المغرب الكبير كله الى طرابلس والأندلس وغيرها من الإمارات التي تعاقبت على حكم المغرب الكبير (م.شفيق لمحة عن 33قرنا من تاريخ الأمازيغيين "ص49_50.
إن من لا يمتلك ماضيا لا يمكن أن يؤسس حاضرا و أن يبني مستقبلا،وهذا هو حال بعض المرتزقة السياسيين الذين يحاولون صناعة /فبركة ،كيان عربي فوق أرض يثبت التاريخ والجغرافيا أنها أمازيغية.



#عبد_الصمد_المجوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الأمازيغية: أطروحات لخطاب أمازيغي جديد
- الخطاب السياسي الأمازيغي الحقل والمفاهيم
- الهرمينوطيقا والخطاب الأمازيغي!
- الزوايا السياسية بالمغرب بين غياب النظرية السياسية والعداء ل ...
- االأمازيغية والوثيقة الدستوريا ا لمجلس الاقتصادي والاجتماع و ...
- الأمازيغية والمقاربات الممكنة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الصمد المجوطي - الصحراء الأمازيغية الإنسان و المجال