أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم ثابت العبيدي - هل هناك علاقة بين الصوفية والسلطة السياسية














المزيد.....

هل هناك علاقة بين الصوفية والسلطة السياسية


مريم ثابت العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7579 - 2023 / 4 / 12 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتقد اغلب الباحثين في التصوف في اول وهلة، ان التصوف ظاهرة لا يتعدى كونها مجرد فعل مقصور على جملة من السلوكيات النمطية وبعض الشطحات الرياضية، كما يتجلى شكلها الخارجي في مجموعة افراد اعتزلوا المجتمع وزهدوا في الدنيا،وقد اتهم البعض التصوف بالانهزامية في الحقل السياسي، فقيل (المرء يتصوف حتى ينهزم)،لأنه حين يفقد سنده في عالم المادة " السياسة" يذهب فيتلمس الغوث في عالم الروح، ويقرر البعض ان المتصوفة اشد حرصا على عدم الانشغال بالسياسة فأي انشغال للمتصوفة بأحوال السياسة العامة يبدوا في كثير من تاريخ التصوف الإسلامي امر غير عادي يثير التساؤل، مع انه امر واقعي تماما، على الأقل باعتباره الثورة الروحية في الإسلام حيث يخيل للبعض ان السلطة والتصوف خصمان لا يلتقيان، فالسلطة عملية اجتماعية حركية، فيما التصوف، تجربة انكفائية، تناءى عن الحياة وشواغلها وعن السياسة وتوابعها بصفة خاصة، لكن مثل هذا الادعاء قد يصدق على التصوف الفردي او على الزهد في جانبه السلبي، اما التصوف الإسلامي فقد كان منذ البدء بمثابة رد فعل على الأوضاع السياسية والاجتماعية المتردية ، ومنحى معارضة ضد السلطات الزمنية القائمة بكل أنواعها حيث شجع على ظهور الزهد وانتشاره بعد ما عاناه المسلمين من تعسف الحكام واضطهاد المستبدين الذين يملون ارادتهم واراءهم الدينية على غيرهم ،فأضحى الميل الى الزهد مرتبطا بالثورة على السلطة فنشأت التجربة الصوفية، نتيجة إحساس عميق في نفس الصوفي بالاغتراب عن العالم وعن الذات، نظرا لما يستغله في عالمه من نقص ونشاز وقبح، متمثلا بسلطة جبرية، مظهرية زائفة بعيدة عن روح الإسلام وحقيقته وفي الواقع وبعد التعمق يبدوا ان لهذه الظاهرة، ابعاد واسعة النظر، في أرقي صورها في وجود تنظيم اجتماعي وسياسي دقيق يدل على وجود فكر حركي تنظيمي غاية في التعقيد ولعل من نافلة القول ان الاجتماع الإنساني فطرة موجودة في نفس الانسان، فهو في هذه الحياة لا يمكن ان يعيش بعيدا عن بني جنسه، او بمعزل عنهم، ومن ثم كان لازما ان ينشد الاجتماع معهم ليتبادل معهم العون والكفاية، فللناس حاجات كثيرة لا يمكن اشباعها الا حين يكمل بعضهم بعضا واذا كان الاجتماع ضروريا للنوع الإنساني فمن ظواهره ما يحدث فيه من عوامل تؤدي بأفراده الى التصادم والتصارع نتيجة ما تكشفه المعاملات بينهم من اختلافات، بسبب المكانة والمنزلة والثروة ، ولان دواعي الظلم والتظالم قائم ابدا بين الناس، ولا يمكن تخلفها لأنها من غرائز الانسان، تضحى السلطة ضرورة، ووجوبها امر لابد منه ولمعرفة ماهية هذه السلطة بشكل عام، لابد لنا من تناول ابعادها، ففي اللغة العربية تأتي كلمة (السلطة) مشتقة من السلاطة، أي القهر()، وهو ينفذ الى صميم وعي فعل القهر بوصفه سلطة، ومن معناها( والسليط، الطويل اللسان) وله مظهران، فأما ان يكون صخبا او ضجيجا، و( أمرأه سليطة، أي صخابة)، والمظهر الاخر بمعنى فصاحة حادة( سليط، أي فصيح حديد اللسان)، فسليط اللسان يمتلك قدرة تسلطية بتوسط سلطة الفصاحة، ومنه سمي الولي سلطانا، لما يتمتع به من شدة وحدة وسطوة وقوة، وقد عرفت بمعنى القدرة والقوة، فالسلطة اسم من السلطان، وهو الولي وجمعه سلاطين، والسلطان، صاحب الحجة، او صاحب الشدة والسطوة، والحدة، او صاحب القدرة، وهو اسم فاعل مجرد يعني السلطة والحكم، وكان يستخدم في الأصل كمعنى مجرد، فلم يكن قط دلالة على شخص ما ، إذا فالسلطة في اللغة تحمل عدة معاني وهي الحجة والبرهان والشدة والسطوة، والقدرة والنصرة وما يستضاء، ويستنار به، والسلطان في معناه اللغوي وسيلة احقاق الحق سواء اكان الحق ماديا ام اعتقاديا ، اما في الاصطلاح فان تعريف ( السلطة) ينطوي على إشكالات شتى بطبع ضمنها وضع تحديد شامل لها، حيث يتضمن التعريف بحد ذاته جانبا سلطويا، فإعطاء مفهوم للسلطة ربما سيكون أكثر سلطوية لأنه يستدعي لا محالة انه القويم السليم، وذلك سيتضمن بل يمارس قهرا ملحوظا، فالتعريف ليس فقط هو تحديد العلاقة بين الدال والمدلول، وانما هو أيضا فرض المفاهيم على الأشياء ،واهم تعاريف السلطة هي" الحق في الامر، وهي تستلزم امرا ومأمورا وامرا، انها علاقة بين طرفين متراضين، يعترف الأول منهما بان ما يصدره من امر الى الطرف الثاني ليس واجبا عليه الا لأنها صادر له عن حق له فيه، ويعترف الثاني منهما بان تنفيذه للأمر مبني على وجوب الطاعة عليه وحق الطرف الأول في اصدار الامر"وهناك من يعرف السلطة باعتبارها " قدرة او قوة يرتكز عليها مجال النفوذ، كل نفوذ"،يلاحظ مما سبق ان التعريفين السابقين يركزان على تحديد السلطة (power)، لذلك فهي تعني، القدرة على تحقيق ما هو مرغوب فيه سواء وجدت مقاومة او لا ،ولها عدة مسميات منها: الحكم، الملك، الخلافة، الامامة، الامارة، السلطنة، الرئاسة، وكلها على اختلاف مدلولاتها اللغوية ترمي في الشرع الى معنى واحد، هو قيادة الامة وحكمها ،لقد كان للتصوف أسهام وفهم خاص بالتصوف بشأن السلطة بمختلف ابعادها …سنتناولها في مقال آخر



#مريم_ثابت_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم ثابت العبيدي - هل هناك علاقة بين الصوفية والسلطة السياسية