احمد زويد
الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 20:57
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
سنوات السواد والرماد والاجساد
المنحورة
سنوات الصراع الطائفي الاسلامي
في احد صباحات بغداد من عام/2006/ كانت المفخخات
والانتحارين والاجساد المنحورة على الطرقات. تبزغ مع بزوغ الشمس بخيوطها الذهبية وهي تنسدل على اجساد الموتى المتفحمة معلنة إطلالة يوم جديد
مليء بالموت،
جاء النداء الى مقر القيادة العسكرية التي انتمي اليها
كان هناك صراع مسلح بين احد الطوائف الشيعية والطائفة السنية. كان الصراع صراع الجبابرة المتغطرسين يشبة افلام الخيال وصراع العروش
لا منتصر فيه ولا مهزوم. الجميع وقود لفتوى شيوخهم.
كنت اقود مجموعة من الجنود العاجزين عن فهم ما يحصل جنود في ريعان الشباب متسلحين ببنادق سوفيتية الصنع اشبه ان تكون بالخردة.
كانت اصوات ازيز الرصاص تشبه اصوات الموسيقى الجنائزية. ابحث عن مكان لاختبئ في من هول ماحصل.
لكن خرجت مجموعة من المسلحين وامطرتنا برصاصات الموت والخذلان انهم اخواننا بالوطن اسمائهم تشبة اسماء الاصدقاء ومن نحب..
اصواتهم اعرفها وافهمها
اصابتني كثير من الرصاصات وأسقطتني ارضاً اخذت احبو لكي اسند ظهري على شجرة قريبة مني. لكن بنادق الموت لم تمهلني كثيراً. اقدم احد المسلحين موجهاً سلاحه الى قلبي امطرني بكثير من الرصاصات التي اخترقت لحمي وهشمت عظامي دون ألم ودون احساس بأي شيء.. سال دمي ليروي بعض الحشائش الصغيرة على رصيف الشارع وكنت اراها فرحه بقدوم دمي الدافئ لكي ترتوي.. خرجت روحي من اسر جسدي الذي كان يحكمها كالقفص ابتهجت بخروجها لكي تحلق عالياً وهي تشاهد ماذا يحصل لسجنها المنخور من فعل الرصاص.. ارتفعت بين النجوم
وهي تتراقص على ضوئها الخافت.
تيبس جسدي وتعفن وصار تحت التراب تغيرت الاحوال واستقر الوطن تغنى الناس بحب الشهيد..
تغيرت الاسماء وتبدلت الشوارع اصدقائي قد هرموا جميعا وقد نساني الكثير منهم.. الجيل الجديد لم يعرف اسمي وبطولاتي.. اندرس قبري وتناسى الناس اسمي
كل شي قد تغير. الا تلك العجوز التي كانت تبكي ليلا ونهارا على فراق من تحب حتى ارتقت روحهها بروحي بعد الممات انها امي
#احمد_زويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟