أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهرة الطاهري - نظرية الحقول الدلالية















المزيد.....

نظرية الحقول الدلالية


زهرة الطاهري
أستاذة باحثة

(Zahra Ettahiri)


الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 22:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد بدأ الاهتمام بالحقول الدلالية سنة 1924 مع إبسين وتطور مع "تريي" في كتابه:” ألفاظ المعرفة ” فهؤلاء يرون أن معجم لغة ما يتكون من أنظمة صغرى أو من حقول، ويعتبر تريي أن الحقل يطابق وحدة تصورية أو فضاء مفهوميا.
ويعرف الفاسي الفهري الحقول الدلالية بقوله: “يبدو أن كل لغة تنتظم في حقول دلالية وكل حقل دلالي له جانبان: حقل تصوري وحقل معجمي، ومدلول الكلمة مرتبط بالكيفية التي تعمل بها مع كلمات أخرى في نفس الحقل المعجمي لتغطية أو تمثيل الحقل الدلالي وتكون كلمتان في نفس الحقل الدلالي إذا أدى تحليلهما إلى عناصر تصورية مشتركة وبقدر ما يكثر عدد العناصر المشتركة بقدر ما يصغر الحقل الدلالي.
إن نظرية الحقول الدلالية تبنى على المفهوم الحقلي، وهو المفهوم الذي يندرج تحته مجموعة من العناصر التي تربطها علاقة ما، لأن المفهوم قاعدة تصنيفية، تصنف من خلالها أشياء الكون وعناصره وفق قواعد معينة.
ويعرف الدكتور عبد السلام المسدي الحقول الدلالية بما يلي:
أما الحقل الدلالي لكلمة ما فتمثله كل الكلمات التي لها علاقة بتلك الكلمة، سواء كانت ترادف أو تضاد أو تقابل جزئي أو كلي ... فكل مجموعة نسميها الحقل، والحقل هو المعنى العام الذي يشمل كل الوحدات.
وتعتبر منهجية تحليل الحقول الدلالية هي الأكثر حداثة في {علم الدلالة} فهي لا تسعى تحديد البيئة الداخلية لمدلول الكلمات فحسب، وإنما إلى الكشف عن بيئة أخرى تسمح بالتأكد من أن هناك قرابة دلالية بين مدلولات عدد من الكلمات، ولا تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول دلالية مبنية على الترادف والتماثل فقط، وإنما تكون كذلك مبنية غلى التضاد أو علاقة التدرج أو علاقة السبب بالمسبب بالإضافة إلى ذلك فقد تكون العلاقة في الحقل الدلالي مبنية على الأوزان الاشتقاقية ...وهذا ما سنفصل فيه فيما بعد.
المبادئ التي تعد أساس هذه النظرية
يتفق أصحاب هذه النظرية الدلالية غلى عدد من المبادئ التي تعد أساسا للنظرية. وتمثل في:
• لابد أن تنتمي كل وحدة معجمية كلمة إلى حقل دلالي معين.
• لا يصح انتماء وحدة معجمية واحدة إلى أكثر من حقل دلالي واحد.
• لا يمكن السياق الذي ترد فيه الكلمة.
• لا يمكن دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النحوي
كما أنهم يعرفون معنى الكلمة من منطلق مفهومهم لهذه النظرية، معنى فيقولون معنى الكلمة هو محصول علاقتها بالكلمات الأخرى في الحقل الدلالي نفسه، وهذا هو تعريف "لويتر" في كتابه” المعنى والأسلوب“.
ويقوم تصنيف قائمة المجالات الدلالية على النظام التفريعي، فيبدأ اللغوي بتحديد حقول دلالية عامة، ويفرع من كل حقل منها حقولا أدق وأكثر خصوصية.
إن الكلمة تكتسب معناها من خلال علاقاتها بالكلمات الأخرى داخل الحقل الدلالي الواحد مثلا:
كلمة "فاتر" التي لا يمكن فهم معناها إلا من خلال فهمنا لكلمة حار ودافئ وبارد فتضع كلمة فاترفي تسلسلها الصحيح.
ومثل ذلك في تقديرات الطلاب الجامعية، فإن المرء لن يعرف كلمة "جيد" مثلا إلا من خلال مقارنتها بالتقديرات الأخرى، نحو ممتاز، جيد جدا، مقبول، وضعيف... الخ.
أنواع العلاقات الدلالية:
لا يقف دور علماء اللغة من أصحاب نظرية الحقول الدلالية على مجرد تصنيف مفردات اللغة تحت حقول دلالية محددة المعالم، بل يمتد ذلك إلى بيان أنواع العلاقات الممكن وجودها في حقل واحد فوجدوا أنها لا تخرج غن خمس علاقات هي:
علاقة الترادف: يكون (أ) و(ب) مترادفين إذا كان (أ) يتضن (ب) و(ب) يتضن (أ) ومن ذلك: ابن ونجل أم ووالدة.
هذا من باب الترادف التام الذي يتساوى فيه معنى الكلمتين تماما وهناك نوع آخر من الترادف يسمى شبه الترادف ويمكن التمثيل له بالناقة والضامر الناقة البدينة واللبون الناقة المدرة للبن والشعص الناقة التي ذهب لبنها.
علاقة الاشتمال: وهي أهم العلاقات، ويختلف عن الترادف في أن التضمن يكون من طرف واحد، فيكون أ مشتملا على ب في حين يكون ب أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي ومن أمثلة ذلك في الحقل الدلالي الخاص بالحيوان:
(حشرة) و(نملة) و(حشرة) و(بعوضة)و (حشرة) و(ذبابة)
لأن معنى كلمة حشرة يتضمن معنى كلمة نملة وهكذا مع البعوضة والذبابة...إلخ.
علاقة الكل بالجزء والعكس: مثلا علاقة اليد بالجسم، والفرق واضح بينها وبين علاقة الاشتمال، فاليد جزء من الجسم وليست نوعا منه، وكذلك مثلا: علاقة البيت بالحجرة أو علاقة البناء بالبيت ...
التضاد:
أـ في النقيض:
حي# ميت
متزوج # أعزب
إذا تأملنا الوحدات المعجمية في هذه الأمثلة نجد أنها متضادة تضادا حاداً، والتضاد الحاد يعني أنه غير متدرج، وليس بين اللفظين المتضادين درجات وسطية.
ب ـ التضاد المتدرج:
غال/حار /دافئ، معتدل/ مائل للبرودة/ بارد/ قارس/ متجمد...
ج ـ العكس:
باع #اشترى.
د ـ التضاد الاتجاهي
أعلى #أسفل / يصل# يغادر.
التنافر:
ومن أمثلة ذلك ما نجده بين معنى كلمة قط ومعنى كلمة كلب، فإنه ليس بينهما تضاد، بل إن كلا منهما ينتمي إلى جنس مخالف لجنس الأخر، مع وقوعهما في حقل دلالي واحد.
وعلى الرغم من أن هذه النظرية تقوم على فهم معنى الكلمة من خلال فهم مجموعة الكلمات المتصلة بها دلاليا إلا أن طائفة من أصحاب هذه النظرية قد توسعوا فيها، فأدخلوا إلى جانب حقل المترادفات وحقل الأضداد نوعا آخر وهو الأوزان الاشتقاقية أو الصرفية وأطلقوا عليه اسم:
الحقول الدلالية الصرفية مثلا: صيغة فعالة تدل على المهن والصنائع مثل: نجارة، صناعة، فلاحة...
وتدل صيغة مفعل على المكان مثل مسبح، منزل، /مرقد، مصعد، ملهى.
وهناك أيضا أنواع أخرى للحقول الدلالية، مثل:
المجالات التركيبية: أي مجموع الكلمات التي تربط فيما بينها عن طريق الاستعمال، نحو:
كلب ـ نباح / فرس ـ صهيل/ قط ـ مواء/ يسمع ـ أذن ـ أشقر شعر/ يرى ـ عين/ ينتقل ـ دراجة او سيارة ...
إن العلاقة بين هذه الكلمات لا يمن أن تكون مع غيرها من الكلمات، فنباح الكلب مثلا لا يطلق على حيوان اخر.
نظرية التحليل المكوني:
ظهرت هذه النظرية في أوربا مع هاريس وبلومفيلد، وهذا التحليل يعرف فالاصطلاح الانجليزي الأمريكي ب .... أما في أوربا فقد ظهر على يد بيرنارد بوتيي وغريماس ولغويين آخرين وعرف في الاصطلاح الفرنسي باسم ....
فالتحليل المكوني هو تحليل المعنى إلى مكونات أو وحدات دلالية صغرى لا تقبل التجزيء.
إن هذه النظرية هي تطوير للتحليل الذي ما قائما في الفونولوجيا البنيوية التي حللت الدال إلى مجموعة من السمات الصوتية المتنوعة. فجاء "همسليف" وقدم تصورا للدلالة اللغوية في مقال له بعنوان نحو دلاليات بنيوية ميز فيه بين صورة العبارة ومحتواها أو مادتها.
هذا التصور تم تطويره من طرف عدد من اللغويين أمثال بيرنار بوتيي وغريماس ليشكل إطارا في الأبحاث المنضبة على الحقول الدلالية ذلك إن التحليل المكوني يرتبط بنظرية الحقول الدلالية اشد ارتباط. بل انه يشكل التقنية الأساسية في دراسة حقل دلالي ما وذلك في إطار الدلاليات البنيوية. فما تقوم به نظرية الحقول الدلالية هو أنها تبين لنا النسقية على المستوى المعجمي ككل ثم تأتي نظرية التحليل المكوني لتبرز لنا النقية داخل الحقل المعجمي الواحد.
السمات الدلالية للجلوس لشخص واحد له ظهر له أرجل له يدين
حقل ألفاظ الكراسي
siège + + - + - + - +
chaise + + + + -
fauteuil + - + + +
tabouret + + + - -
canapé + - - + -


ومن أهم الأعمال التي طبقت في هذا المجال ما قدمه اللغوي الألماني تريي في أطروحته التي أنجزها سنة 1931و هي دراسة دياكرونية للحقل المعجمي وكذلك العمل الذي قام به "بندكس" حول حقل الملكية سنة 1960 وأيضا العمل الذي قدمه بيرنار بوتيي حول نموذج الكراسي.
نظرة بريئة ممتد في الزمن مقصود البصر الإدراك السمات الدلالية
حقل ألفاظ البصر
+ - - + + أبصر
+ - - + + لمح
+ + - + + رأى
+ + + + + شاهد
- - + + + حدج
- - + + + خرر
+ + + + + عاين
+ + + + + حملق
+ + + + + حدق
+ + +- + + نظر
التحليل المكوني لألفاظ البصر

فنظرية التحليل المكوني تبرز لنا التمايز بين ألفاظ الحقل الدال للبصر وهذه الألفاظ لو لم يكن بينها تمايز وتكامل، لكان وجودها في اللغة من باب العبث والحشو والتكرار.
الانتقادات الموجهة لنظرية التحليل المكوني
من بين جوانب القصور في نظرية التحليل المكوني:
أنها درست العلاقات بين المفردات ولم تدرسها بين الجمل، مع أن أغلب الظواهر الدلالية تطرح أيضا على مستوى الجملة. فكما نتحدث عن ترادف
المفردات نتحدث أيضا عن ترادف الجمل.
والذي سيتجنب هذا النقض هو النحو التوليدي، فقد اعتمد تقنية التحليل المكوني وطرحها في مستوى البنية، وأصبحنا في هذا الإطار ندرس معنى والبنية والعلاقات الدلالية بين هذه البنى، فنقول هذه بنية منسجمة أو لاحنة دلاليا.
أنها لم تسع إلى بناء نظرية كلية تشمل سائر الحقول الدلالية فالتحاليل المنجزة قليلة ومحصورة في بعض الحقول المعينة. وبالنسبة لباقي الحقول الأخرى، فإن هذه المنهجية التحليلية غير مثمرة.
ومع ذلك، فقد مكنت نظرية التحليل المكوني من ضبط وصورنة العلاقات بين المفردات.
وبعبارة أخرى فقد مكننا التحليل المكوني من شيئين اثنين:
- إعطاء تمثيل دلالي للمفردات
- إعطاء تمثيل دلالي للجمل، بعد أن استغل في إطار الدلالة التأويلية. وأول من استغلها "كاتز" وفودور في كتاب بنية النظرية الدلالية سنة 1963
ختاما:
تعتبر نظرية الحقول الدلالية من أهم النظريات التي اهتمت بدراسة المستوى الدلالي للغة، فهي تحاول أن تشمل جميع مفردات اللغة بضم كل مفردة إلى حقل دلالي معين،
وكل حقل دلالي يتكون من مجموعة من المفردات التي تخضع في مجموعها لمعنى واحد عام تدور في فلكه، وتربط بينها علاقات دلالية معينة.
لائحة المراجع
اللغة العربية معناها ومبناها" تمام حسان عالم الكتب، ط3 1998
علم الدلالة أحمد مختار عمر: عالم الكتب، القاهرة، ط6، 2006.
فقه اللغة وسر العربية، تعليق خالد فهمي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1998.
اللغة والمجتمع، على عبد الوافي، عكاظ للنشر والتوزيع، الرياض، ط4، 1983



#زهرة_الطاهري (هاشتاغ)       Zahra_Ettahiri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاييم الزعفراني: مسار حياة وفكر


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهرة الطاهري - نظرية الحقول الدلالية