أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد نجم الدين - مكافحة المحتوى الهابط وتعزيز الديمقراطية!














المزيد.....

مكافحة المحتوى الهابط وتعزيز الديمقراطية!


زيد نجم الدين
مهندس واكاديمي و كاتب مهتم بالحقوق و الحريات و تقيم الاداء الديمقراطي


الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 23:30
المحور: المجتمع المدني
    


اختلفت الآراء حول موضوع مساءلة صانعي المحتوى الهابط، ومعظمها انصبت في النقاط التالية:
النقطة الأولى هنالك جدل حول مدى سلامة الإجراءات القانونية.
النقطة الثانية يعتقد البعض أن ثمة انتقائية في اختيار الأشخاص الذين يؤدون محتوى هابطا، فهنالك حاجة لتعريف المحتوى الهابط.
النقطة الثالثة هنالك من يعتقد أن الإجراءات ينبغي أن تتسع لتشمل برامج تلفزيونية ممولة من فضائيات أيضاً.
النقطة الرابعة هنالك من يعتقد أن هذه الإجراءات يجب أن تخضع لرقابة مشددة حتى لا تستخدم لاحقا في قمع حرية التعبير.
النقطة الخامسة هنالك من يرى أن العلاج الحقيقي لهذه الأعمال هو رفع مستوى التعليم والثقافة في البلاد.
من جهتي اعتبر الديمقراطية في العراق ما زالت حديثة وتفتقر للقوانين الساندة التي تفصل في القضايا الاجتماعية والحقوق العامة، بصورة عامة الديمقراطية حتى تكون واقعية لا بد لها من أن تصمم لتناسب مجتمعها الذي ستقدم خدماتها فيه، على سبيل المثال؛ ليس من العملي أن يؤتى للعراق بنموذج ديمقراطي غربي ذي أبعاد قيمية (مختلفة مع ما لدينا) لترسم لاحقاً حدود الحريات الشخصية بما لا ينسجم مع ثقافة وأخلاقيات المجتمع العراقي، لذلك اكرر دائما الديمقراطية لابد لها ان تصنع محلياً.
ولكون أن صناعة وتطوير الديمقراطية في العراق ليس من أولويات النخبة السياسية وذلك لكونها (معظمها) تمارس الديمقراطية كواقع حال بلا اعتناق وإيمان مسبق، وحتى تلك الأحزاب التي تبدي اهتماما وتمسكا بالديمقراطية تجدها تفتقر للخبرة والنضوج الديمقراطي لغياب الميدان الذي يسمح بصقل المهارات ويعزز الخبرات بالتجربة. وبالنتيجة فإن هذه النخبة السياسية لا تؤدي أدوار تثقيفية من شأنها تحفيز المجتمع للوصول إلى حالة من النضوج الديمقراطي وبنفس الوقت هي غير قادرة (أو راغبة) في تعزيز ديمقراطية الدولة من خلال صيانة القوانين وتحضيرها لحسم القضايا (المتعلقة بالشأن الديمقراطي و الحريات) و التي قد تواجهها الدولة في مناسبة او اخرى.
مع ذلك من غير الدقيق القول بأن الديمقراطية في العراق لا تتطور والزمن فيها متوقف عند عام ٢٠٠٣، بل هي تتطور وأخلاقياتها تنتشر في المجتمع العراقي لكن برتم بطيء فالعوامل التي تأخذ بيدها نحو النضوج شحيحة والسبيل الوحيد لإحراز تقدم على مستوى إنضاج الديمقراطية في العراق هو المواجهة المباشرة للمشكلات المتفاقمة بسبب الإهمال والتي تتحول بفعل الإهمال المتكرر إلى قضية رأي عام شعبي، المواجهة المباشرة التي تفتعلها الحكومة بإجراءاتها تمثل نقطة الشروع في تحفيز الأجهزة التشريعية والرقابية والأوساط النخبوية نحو بلورة صيغة معينة تناسب العراق في معالجة هذه الظاهرة أو تلك المشكلة، مؤسسات الدولة العراقية لوحدها لا تملك القدرة على المبادرة في معالجة مشكلة ما قبل أن تتفاقم وتتحول إلى قضية رأي عام، الدولة العراقية تحتاج دائما إلى محفز يحفزها ويحثها على فعل شيء.
وعليه أرى أن مسألة متابعة المحتوى الهابط وما يتعلق به من إشكالات كتبيان المعايير الفاصلة بين حرية التعبير والمحتوى المسيء للذوق العام، وما مدى انسجام إجراءات الدولة مع المبادئ الديمقراطية للدستور، كل هذه التساؤلات ستبقى غير محسومة ما لم تحفز الأجهزة التشريعية والرقابية بإجراءات تجرها لحسم تلك النقاط والإشكالات التشريعية والتنفيذية التي تعيق معالجة هذه الظواهر.
ما يهمني في موضوع محاسبة مقدمي المحتوى الهابط أنه ثمة إجراء (محفز) اتخذ، هذا الإجراء (حفز) أشعل الأوساط النخبوية نقاشاً حول القضية وأبعادها القانونية والاجتماعية والتربوية.
النخبة السياسية منشغلة وغير مهتمة في تطوير الديمقراطية في العراق وتعزيزها بالقوانين. لذلك إنضاج ديمقراطيتنا دائما يحتاج لمحفز يثير المشكلات بوجه الدولة في سبيل حلها وتجاوزها بطرق ديمقراطية.



#زيد_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوادر الطبية بين القطاع العام و الخاص
- قراءة مقتضبة حول قرار اوبك بلص الاخير بتخفيض الانتاج.


المزيد.....




- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد نجم الدين - مكافحة المحتوى الهابط وتعزيز الديمقراطية!