أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر السامرائي - حوار بين بوش وبلير حول العراق















المزيد.....

حوار بين بوش وبلير حول العراق


عمر السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 04:43
المحور: كتابات ساخرة
    


حصل قبل ايام حوار بين بوش وبين بلير حول امور مختلفة ومنها الشأن العراقي وكان الحوار كالاتي:

بوش: مرحبا عزيزي بلير كيف حالك.
بلير: شكرا يا صديقي العزيز انا كما تعلم ساترك السياسة بسبب ما يتهمني به الشعب البريطاني من الكذب والتدليس حول برنامج العراق النووي الذي استخدمناه انا وانت كذريعة لاحتلال العراق.
بوش: اها، لاعليك يا عزيزي بلير فانت صديقي العزيز ولن ننسى من ساعدنا.
بلير: في الحقيقة يا عزيزي بوش انا نادم لانني ساعدتكم في موضوع العراق.
بوش: نادم! لماذا يا بلير ان قضيتنا عادلة واعداء الديمقراطية هم من يتحمل المآسي التي يتعرض لها الشعب العراقي وليس نحن، فكما تعلم نحن كنا نريد المحافظة على السلام العالمي من الديكتاتور صدام!
بلير: لا ادري يا بوش ولكن يبدو اننا تسرعنا فلا تنسى ان ديقراطيتنا تكلف العراق حرب اهلية، امن مفقود، انهيار للدولة العراقية، كل مخابرات العالم تعمل في العراق، بنية تحتية مدمرة اكثر مما كانت مدمرة زمن الحصار الذي فرضناه نحن على صدام ولم يتضرر منه سوى الشعب العراقي كالعادة اضف الى ذلك ستمائة وخمسين الف قتيل عراقي زائدا ثلاث الالاف من جنودنا وخاتمة الامر ستكون تقسيم العراق.
بوش: همممم، حقيقة يا عزيزي بلير ان نظرتك متشائمة جدا فالعراق الان افضل حالا من ايام صدام فالعراقيون يعيشون في ديمقراطية وحرية وهذا امر مهم ويستطيعون ان يقولوا اي شيء يريدونه امام العلن ليس كما كان الحال في ايام صدام.
بلير: بوش، لنتكلم بصراحة انت تعرف ان هذا غير صحيح فالميليشيات المسلحة اصبحت تنخر العراق من الداخل ولايجرأ احد على الكلام بما يخالف توجهات هذه المليشيات ولم ولن نستطيع السيطرة على العراق ناهيك عن نفوذ القاعدة الذي لم يكن موجودا اصلا في العراق قبل غزونا له.
بوش: ههههه، لاعليك يا بلير انت فقط بحاجة الى هذا الكأس من الويسكي لكي تنسى هذا الامر ولاتنسى اننا سنلعب التنس في المساء، فهل ستغلبني كما كل مرة ههههههه.
بلير: انا اسف عزيزي بوش ان حالتي النفسية لاتسمح لي بالمرح واللعب فسارجع الى لندن بعد ساعتين. عليّ ان اكون صادقا هذه المرة مع شعبي وسأحاول ان اخرج القوات البريطانية من هذه اللعبة باسرع وقت. فالمسألة يا عزيزي لم تكن بين الديمقراطية والديكتاتورية فنحن ندعم العديد من الديكتاتوريات لانهم يعملون حسب مصالحنا الا ان المشكلة كانت بينك انت يا بوش وبين صدام لانه تحدى عائلتكم ووضع صورة ابيك على ارضية فندق الرشيد وكان صدام غبيا عندما فعل ذلك لانه لم يفهم كيف يفكر الغربيون ولم يفهم اننا ممكن ان نتصرف كالاطفال ونحب الانتقام احيانا لمجرد الانتقام لا ليشء اخر. فلو كان صدام ذكيا لما حصل ما حصل.
بوش: ارايت، ها انت تقول انه لو كان ذكيا لما حصل ماحصل اذن لاتاسف فلقد خلصّنا العالم من غبي وعدو لمصالحنا الا يكفي هذا.
بلير: لكننا خلقنا الف عدو واصبح العالم يكرهنا ومصداقيتنا اصبحت في الحضيض ناهيك عن الدولة التي دمرناها ولم نعد نعرف كيف سنبنيها ولاتزال تستنزف ميزانياتنا واموال دافعي الضرائب تذهب لتمويل حرب ،كنا في غنى عنها، لو كنا فكرنا قليلا قبل القيام بها. اصارحك القول يا بوش لقد كنت غبيا عندما اتبعتك واتمنى ان يعود الزمن الى الوراء لكي اصحح هذه الغلطة.
بوش: انا اسف يا عزيزي بلير فعليّ ان اذهب الى البيت الابيض الان لامر هام الى اللقاء عزيزي.

بعد ذلك ضل بوش يفكر في كلام بلير وكيف ان كلامه مقنع وان الحرب كان لاداعي لها وانها كلفت الامريكان والعراقيين اموال ودماء ولم تخلق سوى ساحة جديدة للارهاب بعد ان كان العراق بعيدا عن الارهاب.

بعد ان عاد بوش الى البيت استقبلته زوجته لورا وفي غرفة النوم دار هذا الحوار.

لورا: ماذا بك يا بوش. اراك منزعجا هل من امر يزعجك. هل ازعجك الديمقراطيون في الكونغرس؟
بوش: كلا كلا، انما التقيت بتوني (يقصد بلير) وتحدثنا عن العراق ولقد ازعجني الحوار وليتني لم اسمع منه ما قال.
لورا: لماذا يا حبيبي وماذا قال توني هذه المرة، ارى ان ابتعاده عن السلطة سيسبب له الجنون.
بوش: بل قولي صحوة الضمير.
لورا: ماذا؟ صحوة الضمير، ماذا تقصد؟ وهل ضمائرنا ميتة لتحتاج الى توني لكي يعيد لها الحياة؟
بوش: لورا، حبيبتي، كفاك تهكما فانا بدأت ارى الامور بمنظار اخر وبدأ الاحساس باليأس يلاحقني بسبب موضوع العراق، فهذا البلد اللعين لايريد ان يهدأ، انهم لايريدون السلام، لماذا لايتركوننا نعمل مانريد بسلام لماذا.
لورا: وهل تركناهم نحن ليعيشوا بسلام، اليس ابوك من فرض عليهم الحصار الذي مات فيه مليوني طفل وعندما سألت (بضم السين) اولبرايت وزيرة خارجية كلنتون عن ثمن الحصار هذا قالت انه يستحق ان يموت ملايين الاطفال من اجل ان نمنع صدام من التسلح. يا عزيزي جورج (تعني بوش) انا لاارى شيئا يستحق ان يقتل بسببه ثلاث ملايين بين شيخ وامرأة وطفل. ناهيك عن اننا دمرنا الانسان العراقي وحولناه الى وحش يسعى للحصول على لقمة العيش ليطعم اطفاله الجياع بعد ان كانوا يعيشون حياة رخاء قبل الحصار.
جورج: وهل كنت تريدننا ان نسكت على غزو صدام للكويت. كان لابد من الحصار.
لورا: لكننا دمرنا بنيته التحتية والتي بنوها خلال سنين ثم اجبرنا صدام ان ينسحب من الكويت واستمر الحصار مع ذلك يا جورج. لقد نسي العالم العراقيين لمدة ثلاث عشرة سنة ثم تذكرناهم فجأة بحرب جديدة وفتحنا حدودهم للارهابيين والغينا جيشهم الذي كان يعد احد اهم الجيوش في المنطقة والغينا كل اجهزة الامن والان نتباكى على الامن المفقود في العراق. عزيزي، انني لااستطيع النوم بسبب مايجري بل ان عيون الامريكيين تلاحقني كل يوم كانهم يريدون ان يسألوني ماذا بعد، كيف سينتهي موضوع العراق؟ هل سنتفرج على مقتل العراقيين بيد بعضهم وبيد المخابرات الاجنبية التي سمحنا لها بالدخول للعراق والعبث بامنه وهل سنتفرج على صناديق الموت التي تحمل جثث جنودنا الى الابد.. الى متى الى متى.. هنا بدأت لورا بالبكاء.
بوش: حبيبتي لورا، لاتبكي ارجوك صدقيني ساعالج الامر صدقيني ساحاول بكل جهدي.
لورا: لو كنت اعرف ان عندك مستشارين كفوئين لصدقتك ولكني اراك تتخبط بسبب حفنة الفاشلين الذين يحيطون بك. ثم تصيح قائلة .. لن تجد حلا لن تجد.
بوش: هنا يتنهد بوش بعمق ويقول لها لقد اعددنا هذه المرة خطة لتسليم السلطة للجيش العراقي وهو سيتحمل المسؤولية لااقصد الجيش الطائفي الذي انشاناه بل اقصد الجيش العراقي السابق.
لورا: ارجوك يا عزيزي لاتستعمل اي شيء او اي احد جئنا به بل ارجع الى العراقيين الذين كانوا سابقا في الجيش فهم من سيعيد السلام الى بلدهم وساعدهم من بعيد واخرج من هذا البلد اللعين، اخرج بسرعة.
بوش: سافعل يا لورا سافعل فقط لا تنزعجي ولاتبكي فكل شيء سيعود كما كان.
لورا: كما كان نعم اكيد، فنحن فشلنا في كل شيء. ولو اننا تركنا كل شيء كما كان لكنا مرتاحي الضمير الان.

هنا يعود بوش الى البيت الابيض ليلتقي بمستشاريه العسكريين.

بوش: ها يا ايها الاصدقاء ماذا لديكم اليوم من اخبار حول العراق.
احد المستشارين: سيدي الرئيس، الاخبار كالاتي:
النفوذ الايراني يتزايد
نفوذ القاعدة يتزايد
نفوذ اسرائيل يتزايد
القتل العشوائي على الهوية بمعدل مئتي جثة في اليوم.
الامن مفقود تماما.
العراقيون يهاجرون من العراق باتجاه سوريا والاردن ومصر بمعدل ثلاثمائة الف في الشهر وسمعنا ان مصر اغلقت الابواب على العراقيين والاردن كذلك وبقيت سوريا فقط ملاذا للعراقيين. الاطباء هاجروا بسبب قتلهم من قبل عصابات مسلحة متخصصة وكذلك اصحاب المؤهلات العالية. لم يبقى في العراق الكثير يا سيدي.

بوش: هممم، هنا يسهو بوش قليلا ثم يعود لاجواء الاجتماع ويقول وما اخبار جنودنا.
المستشار: نعم سيدي الرئيس:
الهجمات تسببت بمقتل مايقرب من ثلاثمائة جندي امريكي هذا الشهر.
تم تدمير ثلاثين عربة همر وثلاث دبابات واربع طائرات سمتية ومدرعتين هذا الشهر.
كلفة الحرب اكثر من ثلاثمائة مليار دولار والحرب تكلفنا في كل ثانية ثلاث الالاف دولار.

بوش: كفى، لقد سمعت الكثير اليوم.

يتبع ....

هذه قصة درامية لكاتبها لكن تشابه الاسماء فقط للضرورة الدرامية وليس له علاقة بالواقع



#عمر_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مخترع الاسطرلاب الزرقاني ومخترع الارهاب والزرقاوي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر السامرائي - حوار بين بوش وبلير حول العراق