أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف النكاوي - اسالوا جارتي عن صمتي وبارق الفجر عن غضبي!














المزيد.....

اسالوا جارتي عن صمتي وبارق الفجر عن غضبي!


عبد اللطيف النكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 15:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم أكن أتوقع لحظة ان تحية هذا الصباح مصحوبة بتهاني السنة الجديدة، ستتحوّل الى زلزال يشلّ فيّ القول والفعل معا.
جاءني ردّها كالصفعة:" لا خير يرجى من سنة صار فيها العرب يلهثون وراء صداقات وعلاقات تُقام صروحها على أجساد وحقوق إخوانهم!"
وهنا افتح قوسا عزيزي القارئ لأعترف لك بان لغتي العربية لا تفي بشحنات كلماتها التي كانت في معظمها خليط من العربية والفرنسية أو العكس.
تظاهرت بالسهو وعدم الفهم فصفعتني بسؤالها:
"أما سمعت عن التطبيع الذي اسميه أنا التضبيع !؟"
كنت اعرف لها هذا الاهتمام بالسياسة وخاصة ما تعلق منها بالعرب ولكني هذا الصباح لم أكن أتوقع ان تبدأ اللقاء بهذه التسديدة المباشرة وفي موضوع بتلك السخونة.
استيقظت من سهوي اتجول في بساتين العروبة والعربية: التطبيع من الطبع وان شابه هنا بعض التعسف والافتعال. وشيم العرب المروءة والشهامة والكرم والوفاء. وقالوا آفة المروءة الغدر. اما ما تسميه جارتي التضبيع فهو من جذر الضبع الذي يحفظ له ديوان العرب هذا البيت الذي صار عنوانا لغدر الضباع وخيانتها:
ومن يصنع المعروف في غير أهله ## يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقـــــــربه ِ## طعامًا وألبان اللـــقاح الدرائر
أفقت من تجوالي على سعال جارتي المفتعل وكأني بها تستعجل الجواب:
ـ لعل في هذه الصداقات والعلاقات خير للعرب والفلسطينيون منهم! ولعل فيها حلا لقضية بتنا نتوارثها جيلا عن جيل!!
ردّت وفي لهجتها بعض التشنّج وفي نبرة صوتها حدّة ممزوجة ببعض السخرية:
ـ فليردّوا الأرض والحقوق قبل ان نبدأ أمورا أخرى!
حدّقت فيّ مليّا ثم واصلت:
ـ ثم لماذا لا يٌطبّعوا أوّلا مع أصحاب الأرض والحقّ!
حمّسني ردّها لفضول أكثر:
ـ هي صداقات وعلاقات ستجلب استثمارات ومعها فرص عمل وفي هذا خير لشبيبتنا...!!
حرزتني وعيناها الجاحظتان تستشيطان غضبا وقالت:
ـ شبيبتنا تفضّل ألف مرة الفقر والجوع على ان تقتات من استثماراتهم.
بدا وكأن كلامي بدأ يثقل عليها فقد عهدت مني ردودا من طينة أخرى في مقابلاتنا السالفة. فلنا عاداتنا في نقاشات وجدالات لا تسلم منها أمور الدنيا والآخرة أحيانا. أردت أن أجرّب طلقة أخرى:
ـ لكن هذه العلاقات ستسمح لأشخاص هم من هذه البلدان لكي يزوروا أهاليهم الذين فضلوا البقاء وجيرانهم القدامى واصدقائهم ومقابر اجدادهم ومزاراتهم .....
ردت هذه المرة وفي كلامها بعض القسوة والحسرة معا:
فليعودوا الى اوطانهم الأولى ويردوا لأهل الأرض ممتلكاتهم واراضيهم وبهذا يصيرون مواطنين وجيرانا وأصدقاء.
ما عادت تنتظر مني ردا فقد خيبت آمالها بردودي السابقة. اغلقت الباب دون ان تودعني وهذا ليس من عادتها ولعل في هذا السلوك الجديد عربون خيبة وغضب وامتعاض.
انصرفت اجر خطاي في طريقي الى المعهد من وقع الصفعة وفي راسي تطن وقائع وأقوال وأصداء مواقف لعهد قريب:
تناساني الاصحاب الا عصيبة ## ستلحق بالأخرى غدا وتحول
من ذا الذي يبقى على العهد انهم ## وان كثرت دعواهم لقليل
سؤال واحد ظل يحاصرني طيلة المشوار: كيف تتمادى أنظمة عربية في السطو على رأي عام تجسده جارتي ويستمر هذا الأخير في غليانه الداخلي الذي سيقود حتما في لحظة من اللحظات الى انفجار لا أحد يستطيع أن يتنبأ بعواقبه واثاره ؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون الحلقة الأخيرة في مسلسل التدجين أو على حد قول جارتي التضبيع ولكن هذه المرة بمفهومه الدارج!!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معطف بني وشعر أشقر.. إطلالات لافتة لأنجلينا جولي في تورونتو ...
- ميلا الزهراني تتألق بتصميم سعودي على السجادة الحمراء لمهرجان ...
- عبر ميكروفون مفتوح.. تفاصيل حديث رئيس الصين مع بوتين وكيم جو ...
- مقتل 5 على الأقل بإطلاق نار في القدس.. مراسل CNN يفصّل ما نع ...
- الإمارات تُعلق على إطلاق النار في القدس: نستنكر الحادثة -الإ ...
- اليوم الـ703 للحرب: كاتس يُهدّد بتدمير كل غزة وإطلاق نار في ...
- رحلات الظل الأوروبية.. أي مصير للتونسيين العائدين قسراً؟
- تونس تحتضن -أسطول الصمود العالمي-: استقبال شعبي ورسائل تضامن ...
- قتلى وجرحى في القدس وتنديد ألماني بـ -هجوم إرهابي جبان-
- تحذيرات بوتين.. هل تعيد الحرب في أوكرانيا إلى مربعها الأول؟ ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد اللطيف النكاوي - اسالوا جارتي عن صمتي وبارق الفجر عن غضبي!