أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاهر أحمد نصر - أمي!














المزيد.....

أمي!


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 06:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أرق طيف هني رعانا في حياتنا، وأرق نسمة هنية ودعتنا بلطف في مماتها؛ كومضة نجمة منيرة مستعجلة كيلا تتعب أحداً...
أمي، كأغلب الأمهات في ريفنا المعطاء وبلادنا عموماً؛ عنوان المحبة والالفة الصادقة... ما أكثر الذكريات الجميلة معهن، وما أحلاها؛ فحضورهن يحيل الوجود بأكمله ربيعاً...
وفي الربيع، حينما كنا نخط لأنفسنا دروباً في الطبيعة نذاكر دروسنا جيئة وذهاباً عليها بأصواتنا الجهورية العالية في الكروم، وبين الأزهار، تطلّ فجأة زنبقة من أقرب منعطف تحمل رغيفاً من خبز التنور - الذي سهرت الليل لتعدّ عجينه، وحملت الحطب فجراً على رأسها من أحراج بعيدة كي تخبزه، وتقمّره - وها هي ذي تناولنا إياه ملفوفاً يقطر زيتاً عبر وريقات البصل الخضراء في داخله؛ ولا تنسى الابريق الفخاري المليء بالمياه التي كانت قد نقلتها على كتفها في جرة من فخار من عين الضيعة بُعيد الفجر، إذ أنّ حدسها أنبأها أنّ أبناءها ربّما جاعوا، أو عطشوا، أو هم في حاجة إلى قسط من الراحة... إنّها دائماً في عجلة من أمرها، لتعود وتطعم الدجاجات، أو تعتني بمزروعاتها، أو تمضي إلى السهل لقطف الهندباء، ولتغسل الغسيل يدوياً، وتعدّ الطعام... وما إن تغيب عن نظرنا حتى أبدأ في التفتيش عنها بين تلك الأزهار...
لست أدري لماذا حتى الآن لا أستطيع أن أميّزها عن أجمل تلك الأزهار، ولا أميّز الأزهار عن طلتها البهية...
ولن أنسى حضورها الآسر، وسهرها المستمر للتأكد من راحتنا، فهي تنام بعد الجميع لتطمئن أنّ الغطاء لم ينحسر عن كتف أحد، أو جسده، كيلا يصاب بقرصة برد... وتستيقظ قبل الجميع كي توقد النار في موقد الحطب، وتسخن الماء كي نغسل أيدينا ووجوهنا بمياه دافئة مع نسمات الصباح الأولى، وهي تحيطنا برضاها الإنساني الصادق، ورعايتها، وحمايتها، وعمق محبّتها لنا، ولكلّ من عرفها، بدفء حنانها، وصدق دعائها...
وكبرنا، وربّما تباهى بعضنا بشهاداته، وبما أنجزه، وفي إحدى زياراتنا لها، وبينما كنا جالسين في أرض الدار المصبوبة بالبيتون لاحظت بعض الأعشاب تنمو في شقوق الأرضية البيتونية، فهممت لاقتلاعها، حينئذ نهتني بصوتها الدافئ الحنون قائلة برقة وعتب:
"لا، يا ماما، لا تقتلعها، هذه نبتة الطيون؛ هل نسيت أنّ "فيروز" غنّت للطيون؟!"
هذه هي الحياة، وهؤلاء هن أمهاتنا، وهذه هي أمي:
أرق طيف هني رعانا في حياتنا، وأرق نسمة هنية ودعتنا بلطف في مماتها؛ كومضة نجمة منيرة مستعجلة كيلا تتعب أحداً... "أم طاهر" لروحك السلام والرحمة.
26-1-2023
نشكر جميع الصديقات والأصدقاء حيثما وجدوا، ومن تكبدوا عناء السفر؛ وإذ تأخرنا في نشر هذا الخبر فالغاية هي عدم التسبب في عنائكم... ونشكر أهل بلدة ومنطقة الصفصافة وقراها الكرام، والجيران والأقارب على مواساتهم الكريمة والنبيلة.
دمتم، ودامت الأمهات جميعهن بألف خير.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعرية ثائر زين الدين
- الأدب الروسي في الفضاء الثقافي العربي
- دور الأدب الروسي الكلاسيكي في صياغة وعي الشبيبة العربية
- -محجبة بين جناحي باريس- قصة فتاة -علمانية- محجبة
- -أزهار الجليل- وعطرها
- -ميراث الإياب- ابحار في خبايا النفس البشرية انطباعات في شعر ...
- في المسألة الروسية الأوكرانية
- ظاهرة بلال حلوم وسمر سليمان
- لا للحروب، نعم لثقافة السلام والمحبّة!
- الترجمة رافعة للأدب – مدرسة -وجيه أسعد- أنموذجاً
- هل فقد فكر -لينين- حيويته
- في أهمية وفضائل تحرير المرأة
- عبد المعين الملوحي وكسر احتكار الترجمات الغربية إلى اللغة ال ...
- العَلمانية في الحضارة العربية الإسلامية (التحديات والآفاق)
- الهم الإنساني والرمز في شاعرية ريم البياتي
- ندوة طرطوس حول العلمانية
- في يوم من أثمن الأيام، ازددت غنى بلقاء درة من أغلى الدرر: ري ...
- باقة حب لكِ
- في التكريم
- الثقافة في مواجهة الموت


المزيد.....




- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...
- شوفوا باقي الفيديو على قناتنا وsubscribe عشان توصلكم فيديوها ...
- أهم النصايح للشعور بالنشوة الجنسية
- أمينة الفتوى: لا يوجد مانع شرعي في المصارحة بالمشاعر بين الش ...
- “اتفرج على كل اغاني لولو الحبابة”.. تردد قناة وناسة الجديد 2 ...
- “متضيعيش الفرصة من ايديك” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- هُـــنا “800 دينار بين إيديكي” التسجيل في منحة المرأة الماكث ...
- احصل على 400 ريال فورا.. منفعة الأسرة تعلن صرف 400 ريال عمان ...
- تعدد الزوجات.. فك غموض أنماط الجنس والزواج بإمبراطورية مرعبة ...
- كيفن سبايسي يواجه اتهامات جديدة من رجال بالـ-التحرش الجنسي- ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاهر أحمد نصر - أمي!