أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - من أجل تعزيز المسعى الديمقراطي في العالم العربي















المزيد.....

من أجل تعزيز المسعى الديمقراطي في العالم العربي


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ تعزيز مسعانا العربي الى الديمقراطية يستوجب التمسك بروح الديمقراطية واستلهام دلالاتها العميقة، التي تقوم على حرية الانسان وكرامته، وتسمح بالتعددية السياسية التي تتيح المجال للتناوب على السلطة. ويبدو أنّ الحل الصحيح لمسألة التعددية السياسية يفتح الأفق واسعاً أمام حلول وفاقية للتعدديات الأخرى، خاصة منها القومية والثقافية والدينية والطائفية. وخاصة إذا ما تجاوزت التيارات الفكرية والسياسية انعزالها، واتجهت نحو بلورة توافق على مشروع مجتمعي بناء على رباط المواطنة في إطار مجتمع مدني، تطلق فيه مبادرات الأفراد والجماعات لما يخدم وحدته التوافقية.
وفي هذا السياق، وكي لا تبقى دعوتنا الى الديمقراطية فضفاضة، ندرج المعايير والمواصفات التي اتفق عليها أكثر المشاركين في " ورشة عمل " عن كيفية تعزيز المساعي الديمقراطية في العالم العربي، لعلها تساعدنا على تعزيز مسعانا إلى الديمقراطية:
1 ـ احترام حقوق الإنسان باعتبار أنه هو هدف وغاية أي نظام مجتمعي.
2 ـ التأكيد على المشاركة الشعبية في الحكم باعتبار أنّ الشعب هو صاحب السيادة.
3 ـ السماح بالتعددية الحزبية باعتبارها وسيلة المشاركة الشعبية.
4 ـ تداول السلطة بأسلوب سلمي بين الأحزاب والجماعات السياسية.
5 ـ تأمين العدل والمساواة، فلا تكون الديمقراطية نظاماً يسمح لفئة صغيرة من المجتمع باحتجاز ثرواته وإدارة شؤونه على نحو يتعارض مع مصالح الأكثرية.
6 ـ توطيد الحريات الخاصة والعامة التي لا ديمقراطية من دونها.
7 ـ الفصل بين السلطات، واستقلال القضاء بصورة خاصة، كي يؤمن للناس حقوقهم ضد طغيان السلطة التنفيذية.
ولأنّ معايير الديمقراطية ليست سوى مؤشرات دالة على وجود عملية ديمقراطية من عدمها فإننا نورد المعايير الخمسة التي ذكرها روبرت دال:
1 ـ المشاركة الفعالة، وتتحقق المشاركة السياسية الفعالة في عملية اتخاذ القرارات الجماعية الملزمة بقدر ما يتاح على أرض الواقع من فرص متساوية، وتتوفر معطيات كافية، تسمح للمواطنين بالتعبير عن اختياراتهم، حول ما يجب أن تكون عليه القرارات الجماعية الملزمة. وتتيح لهم وضع تساؤلاتهم حول الخيارات المتاحة، والحصول على المعلومات المتعلقة بها، والتعبير عن الأسباب التي تجعلهم يفضلون خياراً على آخر.
2 ـ تساوي الأصوات في المراحل الحرجة، وهذا يعني أن يكون وزن صوت كل مواطن مساوياً لوزن صوت غيره من المواطنين، عندما يكون القرار المطلوب اتخاذه قراراً حرجاً، يتوقف وجود الممارسة الديمقراطية على قبول نتائجه. ومن أبرز المراحل الحرجة مرحلة إقرار الدستور، وما يماثلها من قرارات هامة، تعتبرها الجماعة قضايا يؤسس عليها النظام الديمقراطي. ويرد على هذا المعيار ملاحظتان: أولاهما، أنّ معيار تساوي أوزان الأصوات في المراحل الحرجة، ومنها مرحلة إقرار الدستور، لا تنفي إمكانية بل ضرورة بذل جهود سياسية للوصول الى إجماع كافٍ بين القوى السياسية الفاعلة. وإنما المطلوب هو أن يكون إقرار الدستور وما يماثله من قرارات حرجة في نهاية المطاف بأغلبية مطلقة. وثانيتهما: أنّ هذا المعيار لا يتطلب الأخذ بمعيار أغلبية الأصوات دائماً في المراحل اللاحقة لأي من القرارات الحرجة، ومثال ذلك نص الدستور على أغلبية مرجحة لاتخاذ قرارات هامة أو ذات طبيعة خاصة.
3 ـ الفهم المستنير، أي مدى امتلاك متخذي القرارات الديمقراطية للمعرفة والدراية السياسية التي تتطلبها سلامة اتخاذ القرارات واطّلاعهم على المعلومات المتعلقة بالقرارات المطلوب اتخاذها. وهذا المعيار يتحقق بقدر ما يمتلك كل مواطن فرصاً كافية ومتساوية لأن يتعرف على المعلومات ويقدّر احتمالات نتائج الخيارات المتاحة، ويتوصل حسب وجهة نظره، إلى أي من الخيارات المتاحة لاتخاذ القرار الديمقراطي الذي يخدم المصلحة العامة بشكل أفضل. ومما لا شك فيه أنّ فرص تحقيق هذا المعيار أفضل في مجتمع تنخفض فيه نسبة الأمية، وتنتشر فيه الثقافة الديمقراطية، وتتنوع مصادر المعلومات وتشجيع مصادر المعلومات البديلة على الانتشار.
4 ـ سيطرة متخذي القرار الديمقراطي على جدول أعمال العملية الديمقراطية ، وهذا المعيار يعني أن تكون هناك مشاركة فعلية من قبل متخذي القرار الديمقراطي، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تحديد القضايا والمسائل المطروحة لاتخاذ قرارات ديمقراطية بشأنها. وهذا يتطلب أن لا يترك أمر اختيار القضايا والمسائل المطلوب حسمها ديمقراطياً، لفرد أو لقلة، وإنما يجب أن يكون للشعب أو الكثرة منه رأي في تحديد القضايا والمسائل الواجب طرحها، وتعيين الوقت المناسب لطرحها. إذ إنّ جدول الأعمال في الممارسة الديمقراطية يجب تحديده والموافقة عليه قبل الشروع في مناقشته، وما يقترح من جدول أعمال قبل إقراره، هو مشروع جدول أعمال. وغني عن البيان أنّ من يحدد جدول الأعمال يوجه المناقشة حول الأولويات التي يرى أنها أحق بالعناية.
5 ـ نطاق من يشملهم حق المشاركة في اتخاذ القرارات الديمقراطية ويختص هذا المعيار بتحديد نطاق اتساع المشاركة في العملية الديمقراطية، ويتحقق الشمول الكامل عندما يتسع نطاق المواطنة، وتمنح حقوق المشاركة السياسية للبالغين من الجنسين كافة.
ولعلَّ من أهم مسلمات ومقوّمات الديمقراطية هو إيجاد آليات مقبولة لتداول السلطة من خلال الوصول إلى نوع من " التراصّ العام" بين معظم فئات وقوى المجتمع دون إرهاب أو تزوير للإرادة الشعبية. فإذا سلمنا بوجود التعددية السياسية، واختلاف الاجتهادات والرؤى للقوى السياسية المختلفة حول القضايا الكبرى، فلا بدَّ من وجود قواعد وآليات مستقرة (ومقبولة من معظم الاطراف المتنازعة) تسمح بالتداول السلمي للسلطة، وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال التنوّع. ولعلَّ غياب تلك الآليات الواضحة والمقبولة لحل الخلافات السياسية هي التي تدفع إلى حرب اهلية مدمرة.
وتلك القضية يجب أن تلقى حلاً مرضياً في إطار ما يسمى بـ " العقد الاجتماعي الجديد "، بمعنى بناء أسس " مشروعية " الحكم على أسس ترتضيها غالبية أفراد المجتمع. ولنجاح مثل هذا الرهان، يقتضي الأمر توافر ثلاثة شروط:
1 ـ قبول جميع القوى بمبدأ تداولية السلطة، دون التعلل بأية شرعية دينية أو ثورية للمكوث بالسلطة ومصادرة الآليات الديمقراطية لتداول السلطة.
2 ـ تحصين المجتمع المدني وتنظيماته ضد الاختراق الخارجي، إذ إنّ تجربة لبنان أثناء الحرب الأهلية وتجارب المعارضات العراقية، وتجربة العديد من المنظمات السورية، تثير كثيراً من الشكوك والقلق بهذا الشأن.
3 ـ تطوير علاقات تعامل ديمقراطية حقيقية وصادقة بين القوى السياسية والاجتماعية العديدة.
وإذا كان الكثيرون منّا يندبون حظ العرب بعد التغيّرات التي شهدها العالم، متناسين أنّ هزائمنا الكبرى تمت في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين، خاصة منذ سنة 1967، فإننا نعتقد أنّ هذه التغيّرات، بالرغم مما حملته من ضرر لقضايانا العربية التي لم تكن على ما يرام أصلاً، قد جعلت المسألة الديمقراطية ، في العالم العربي، تتحرر من عائقين كبيرين كانا يحولان دون طرحها طرحاً جدياً: أولهما، النموذج السوفياتي، إذ إنّ انهيار هذا النموذج قد أدى إلى سقوط الأطروحات التي كانت تستبعد أو تؤجل الديمقراطية السياسية باسم تحقيق الديمقراطية الاجتماعية والتنمية الشاملة أولاً. لقد اتضح أنّ العمل من أجل التنمية الشاملة والديمقراطية الاجتماعية، على حساب الديمقراطية السياسية، لا يؤدي إلا إلى بيروقراطية قاتلة، أولى ضحاياها الديمقراطية الاجتماعية نفسها. وثانيهما، أنّ انسحاب الاتحاد السوفيتي من مركز القطب المنافس للغرب سيجعل هذا الأخير في غير حاجة إلى أصدقاء من النوع الذي نصّبهم من قبل حكاماً على أقطارهم، أو ساعدهم على ذلك، من أجل أن يكونوا هم وبلدانهم أتباعاً له في صراعه ضد الاتحاد السوفيتي.
ولا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة أنّ الديمقراطيات الغربية هي التي انتهجت سياسات استعمارية في أقطارنا، وأنها تستخدم الخطاب الديمقراطي الجذاب، لإعادة صياغة أقطارنا بما يتناسب مع مصالحها الاقتصادية والسياسية، والتخلّي عن مبادئها المعلنة حول الحرية والاخاء والمساواة.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقة بين الثقافة السياسية والتوجهات الرئيسية للدولة الوطن ...
- الشعبوية تعطّل سيرورة التحوّل الديمقراطي في تونس
- الحطام العربي في عالم متغيير
- مرتكزات العدالة الانتقالية في سورية بعد التغيير (3 - 3)
- مرتكزات العدالة الانتقالية في سورية بعد التغيير (2 - 3)
- مرتكزات العدالة الانتقالية في سورية بعد التغيير (1 - 3)
- التحديث السياسي مدخلنا إلى التقدم
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (4 - 4)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها(*) (3 - 4)
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (2 - 4)
- تحولات مفهوم الأمن القومي والشراكات الإقليمية
- نشأة الدولة السورية الحديثة وتحولاتها (1 - 4)
- مكانة الحوار الثقافي في بناء الحضارة الإنسانية المشتركة
- مقاربة الرواد العرب لمفهوم الديمقراطية الحديثة
- العرب بين حضور رقابة السلطة وغياب رقابة المجتمع
- خصائص الحامل الاجتماعي للثورة السورية
- جذور أزمة الديمقراطية في تاريخنا المعاصر
- مقاربة حول أزمة المشروع القومي العربي وآفاقه المستقبلية
- جامعة الدول العربية والشراكات
- العولمة وواقع ومستقبل الثقافة العربية (*)


المزيد.....




- سامح شكري يبحث مع نظيره الإيراني حل المسائل العالقة بشأن تطب ...
- بعد تلويح قطر بإغلاق مكتبها.. تشكيك بدور -حماس الدوحة- وحديث ...
- هل -فشلت- شركة تسلا على نحو غير متوقع؟
- في إطار مراجعة دورها - هل تغلق قطر مكتب حماس في الدوحة؟
- واشنطن تبحث عن نفوذها الضائع في ليبيا
- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنيين في مستوطنة شتولا شما ...
- مصر.. بيان من وزارة الصحة حول الإصابة بالجلطات بسبب -أسترازي ...
- فوز عمدة لندن صادق خان بولاية ثالثة
- الأرثوذكس الشرقيون يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في القدس ( ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - من أجل تعزيز المسعى الديمقراطي في العالم العربي