|
|
لن نتسامح مع الجمهورية الإسلامية
محسن شكاري
الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 14:31
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
من يدري کيف حال الغريب في وطنه؟ کيف حال السجين بداره؟ وکيف حال من يطير الموت فوق رأسه؟
آخر موجة من الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد الجمهورية الاسلامية اقتربت شهره الرابع. احتجاجات متواصلة بدأت من مقتل شابة کوردية مهسا اميني علي يد شرطة الاخلاق في طهران بکل البشاعة وتمّ انکاره حتي الآن بکل الوقاحة. هذا ليس أول احتجاجات شعبي ضد الجمهورية الإسلامية و لن يکون أخيرهم. في الأعوام السابقة قد نهض الشعب الإيراني ضد النظام وأطفئت الحكومة حماستهم المحدقة بإراقة دمهم في ساحات الشوارع.
منذ العشرينات في القرن الماضي الشعب الإيراني ليس غريبا عن الثورات الدموقراطية. أما بعض الشيء في الموجة الاخيرة من الاحتجاجات لقد فاجأنا أيضًا ويجدر بالالتفات.
إن استياء الشعب الإيراني من الجمهورية الإسلامية واسع للغاية. فالفقر العام الناجم عن العقوبات الدولية، والفساد المستشري بين المسؤولين الحكوميين، وارتفاع مستوي البطالة، والأضرار الاجتماعية الناجمة عن الانهيار الاقتصادي، وتدخل الجمهورية الإسلامية في شؤون الدول المجاورة، والحروب بالوكالة في سوريا والعراق ولبنان واليمن ودول أخرى، والفساد السياسي وهندسة الانتخابات بتوسط مجلس صيانة الدستور وتدمير الديمقراطية، وانتهاك حقوق المرأة والأقليات العرقية والدينية، وسجن الصحفيين و الناشطين في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة والنقابات العمالية وما إلى ذلك. شعب إيران لايغض النظر عما ما فعلته الجمهورية الإسلامية بشعبها و شعوب الدول المجاورة.
هذا الوعي العام حوّل الشعب الإيراني إلى برميل بارود. لكنه كان من المقرر أن يكون مقتل تلك الفتاة الكوردية بسبب الحجاب في أغسطس 2022 شرارة انفجار برميل البارود هذا.
في هذه الأشهر الثلاثة كان شعار (زن _ زندكي _ آزادي) "المرأة _ الحياة _ الحرية" هو الشعار الرئيسي الذي يمثل هوية هذه الاحتجاجات. كانت هذه الاحتجاجات ثورة لإحياء وتذكر ثلاثة مفاهيم كنا نسيناها لسنوات.
کثير من الشعوب العربية تخلصت من الإسلام السياسي منذ عقود، (على الرغم من بقاء الاعشاب الضارة التي خلفها فيها) لكن الشعب الإيراني لا يزال يعاني من هذا السرطان. الإسلام الاستبداد وفقهاء الاستعباد محوا هذه المفاهيم الثلاثة الجميلة من ذاكرتنا، وأنسونا أن الحياة لا قيمة لها إلا بالحرية، وأن الحياة والحرية لا قيمة لهما إلا بالمرأة. هذا الثالوث المقدس لا معنى له ان لم تكتمل كل مكوناته.
إن شعب إيران وشعوب العالم العربي لهما مصير مشترك. والمصير المشترك يقودنا نحو التعاطف والواجب المشترك. لو لم تكن هناك حكومات تتغذى على الخوف والانقسام بين الشعوب، لما كان الشرق الأوسط في هذا الوضع. نحن (نطالب بتخلي الجمهورية الإسلامية عن التدخلات الخارجية بالبلدان العربية) و إنهاء الحروب بالوكالة. نريد مصافحة الصداقة مع العالم.
نحن شعب الإيران سجناء في بيوتنا وغرباء في وطننا ونرى الموت يطير فوق رؤوسنا لكننا عززنا إرادتنا لاستعادة وطننا وتحطيم السجن وكسر أجنحة نسر الموت ورفع راية "امرأة حياة حرية".
كانوا يحزنون على ضرب ابنة النبي لكن قاموا بضرب النساء والفتيات في الشارع واغتصابهن في السجن. دماؤنا سفكت بسيف الفقه وكتم صوتنا على المشنقة بالأذان. وبينما كانت دماؤنا تسيل في الشوارع شاهدنا صمت الفقه وفقه الصمت.
قد يختلف الشعب الإيراني عن بعضه البعض في أشياء كثيرة. في الدين والمعتقد واللباس والعرق واللغة وما إلى ذلك. لكن لدينا شيء واحد مشترك وهو أننا لن نتسامح مع مثل هذه الحكومة مرة أخرى.
قد تكون هذه هي الرسالة الأخيرة من إيران. قد لا يكون مؤلفه قادرًا على الكتابة إليكم. نحن لا نطلب مساعدتكم. أنتم متورطون مع أعدائكم. وهذه حربنا وسننهيها بأنفسنا. إما أن ننتصر أو نموت موتاً شريفاً. "إحدي الحسنين"
فقط اعلموا أن إخوانكم وأخواتكم في إيران يقاتلون من أجل الحرية. إنهم يقاتلون من أجل غد نعيش فيه جميعًا بكرامة. نحن نحارب سرطان الشرق الأوسط. الإسلام السياسي. اعلموا أننا جميعًا في نفس الحرب. مصيرنا مشترك. واجبنا أيضا.
إذا كان بوسعکم بلّغوا صوتنا إلى مواطنوکم. أخبروهم عن أهدافنا و عن عدونا المشترك. نعدکم بمستقبل مشرق في الشرق الأوسط. قولوا عن "المرأة". قوموا ل"الحياة". وغنّوا عن "الحرية"
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة أوروبا الغربية
-
حزب التقدم والاشتراكية يُحذِّر من التراجعات الحقوقية في عهد
...
-
كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء
...
-
إستراتيجية أمريكية جديدة تثير قلق أوروبا وتغازل اليمين المتط
...
-
Converging Crises: Capitalism, Poverty, and the Failure of G
...
-
We Need to Know How Corporate Democrats Made President Trump
...
-
Iraq’s Sovereignty Cannot Grow While U.S. Power Only Changes
...
-
Homo Stultus: The Case For Renaming Ourselves
-
Socialism: Here, There, and Everywhere
-
لا.. لإحالة معتقلي فلسطين للقضاء
المزيد.....
-
ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا
...
/ بن حلمي حاليم
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|