أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار أسامة جبر - دجاجة حسين














المزيد.....

دجاجة حسين


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 23:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تمر اليوم الذكرى الثانية لسرقة الكيان الصهيوني لدجاجة الطفل اللبناني الجنوبي حسين شرتوني، هربت الدجاجة تجاه السياج العازل، فأثارت تحفز الجنود الذين ارتعدت فرائصهم خوفاً من حسين ودجاجته التي شقت السياج بسرعة فطرية، فهي -كدجاجة- لا تميز بين سايكس-بيكو، ولم يخبروها عن حازوقة ونستون، ولا تستطيع التحدث بلغة يفهمها الجنود المغتصبين، لتتعرض إلى الاعتقال! وتسعة رصاصات لم تفلح في اعدامها ميدانياً والى الان لم يعلن عن مصيرها البائس، هل ما زالت اسيرة أقبية التحقيق ام تحولت الى المحاكم الصهيونية التي حولتها الى فرن غاز او غرفة اعدام.

نواجه عدواً حقيراً لأبعد الحدود، سرق الأرض والهواء والماء، يقتلع ويجرف الأرض والشجر والبيوت، عدو لا يميز بين الجماد والانسان والحيوان، فهو يعتبر كل ما يمشى على هذه الأرض عدواً بلا تمييز أو أي انسانية ، لكن حسين كان في موقع المهاجم وصاحب الحق، يمثل الطفل العربي الذي لا يستكين لعدو مدجج بأسلحة لا تعرفها معظم دول المنطقة فهي محرومة منها بفيتو أمريكي وبحجة وجوب التفوق الصهيوني وحماية مدللة أمريكا في المنطقة.

لم يستكن حسين وجرى بكل عنفوان الطفل العربي الذي لم ينسى أرضه فهو الذي لم يفرط في دجاجته فكيف بأرض تعمدت بدماء الشهداء البواسل، ولم يعرف ثقافة الحدود والسياج المكهرب، ولم يدر في خلده أن يهاب الجندي الكذبة، حسين ركض رغماً عن الرصاصات الصهيونية التسع التي تخاف وترتعد من طفل ودجاجته، ليعري طفل ودجاجته كياناً هزيلاً لم يملك جنوده المدججون ذرة شرف أو شجاعة، ليدعوه ليمسكها والاحتفاظ بها، بل انطلقت اسلحتهم لارهابه وابعاده عن أرضه.

لربما هي سخرية الواقع المرير التي تفرض علينا البدء بإطلاق كوميديا سوداء، فتارة طالب البعض بتبادل دجاجة حسين مع رفات صهيوني هنا أو هناك أو تبادل الدجاجة بمعلومات عن جندي أسير أو معلومة ولو ضئيلة عن رفات أخر، لكن وراء هذه الكوميديا الكثير من الحقيقة المرة، الحقيقة التي تؤلم وتدمي المقل، حقيقة وجود الآلاف من أبطالنا الفلسطينيين والعرب في باستيلات الفاشية الصهيونية، والحقيقة المرة أن عدواً مثله لا يفهم إلا لغة القوة، لا يفهم أنه لو مات الكبار وأتى ألف جيل، فإن هذه الأرض لا تتكلم إلا العربية وتلفظ كل مستعمر وكل مستوطن عن أرضها الطهور.

في الختام " حتا جاجُنا يرعبهم"، وقبلها وتحديداً في تموز 1962 أرعبتهم أتان -أنثى الحمار- في كفر كلا التي تقع على الحدود اللبنانية-الفلسطينية التي هربت من عجوز تملكها فالاتان لم تعرف أن هناك مغتصباً وضعاً سياجاً حدودياً ليمنع التسلل، والتي استدعى تدخل الأمم المتحدة من أجلها ولأجل جحشها الرضيع لعام ونيف، مقدر للبشر والحيوان وحتى صخور الارض أن تبقى لعنة تطارد المحتل.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عمار أسامة جبر - دجاجة حسين