أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العثماني - كيف نُجهز على التّمرّد؟ (معرّب)














المزيد.....

كيف نُجهز على التّمرّد؟ (معرّب)


إبراهيم العثماني

الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[قنتر أندرس(1902-1992) فيلسوف وصحفي وكاتب ألماني، تلميذ الفيلسوف هيسرل (1859-1938) وصديق الفيلسوف هيدغر(1889-1976). عُرف بنقده اللاّذع للتّكنولوجيا، وهو من الأوائل الّذين كتبوا عن الحركة المناهضة للسّلاح النّووي، وأبرز مواضيع كتاباته هي دمار الإنسانيّة. وفي الكتاب الموسوم ب"دمار الإنسان" والصّادر سنة 1956 يرسم أندرس لوحة للإنسانيّة مهانة، مسحوقة في وجه التّقنية ومنه أُخذ هذا النّصّ الّذي ارتأينا تعريبه لتعميم الفائدة إذ يكشف أفضل الأساليب الّتي تستعملها القوى المتنفّذة لخلق إنسان خاضع خانع عاجز عن التّمرّد، وعنوان النّصّ من اختيارنا .إ.ع.]
لإخماد أيّ تمرّد قبل وقوعه لايجب مواجهته بطريقة عنيفة. فالأساليب البالية كالّتي استعملها هتلر ولّى زمانها. [ لذا] يكفي خلق تكييف جماعي له من القوّة ما يجعل مجرّد التّفكير في التّمرّد أمرا لن يخطر ببال أحد مرّة أخرى
إنّ الهدف الأسمى يكون في قولبة الأفراد منذ نعومة أظافرهم وذلك بالحدّ من استعداداتهم البيولوجيّة الفطريّة وبعد ذلك يستمرّ تكييفهم بتقليص مستوى التّعليم بطريقة جذريّة حتّى يستحيل شكلا من أشكال الاندماج المهني. إنّ فردا جاهلا لايكون أفق تفكيره إلاّ محدودا وأكثر من ذلك سيقصر اهتمامه على الرّداءة ويصبح قليل التّمرّد. ويجب وضع العراقيل[ أمام أبناء الشّعب ] حتّى يزداد الوصول إلى مدارج العلم عسرا شيئا فشيئا ويصير نخبويّا. ولتتّسع الهوّة بين الشّعب واكتساب العلم، وليخل الإعلام الّذي يقدّم إلى أوسع الجماهير من أيّ محتوى ذي طابع يدعو إلى التّمرّد.
يجب بالخصوص تحجير تدريس الفلسفة . وهنا أيضا يجب الالتجاء إلى الإقناع وليس إلى العنف المباشر: وسيتمّ، عبر التّلفاز وبشكل مكثّف، نشر وسائل اللّهو الّتي تُشيد بلا انقطاع بما هو مثير للانفعالات أو الغرائز. وسيتمّ إلهاء العقول بماهو تافه وصبيانيّ. ومن المجدي إعاقة الفكر عن التّفكير بواسطة الفاشوش والموسيقى الّتي لا تتوقّف. وسيكون موضوع الجنس في مقدّمة اهتمامات النّاس، وباعتباره مخدّرا اجتماعيّا فليس هناك ما هو أفضل منه.
وبصفة عامّة سيتمّ العمل على إقصاء كلّ ما هو جدّيّ من وجود الإنسان، واستهجان كلّ عمل ذي قيمة سامية وتوطين النّفس على تمجيد السّذاجة بحيث تُصبح نشوة الدّعاية معيار السّعادة البشريّة ونموذج الحريّة. وهكذا سيُفرز التّكييف من تلقاء نفسه مثل هذا الاندماج، وإنّ الخوف الوحيد- الّذي يجب أن نحترس منه – سيكون الخوف من الإقصاء من المنظومة وإذن من العجز عن تحقيق الشّروط الضّروريّة للسّعادة.
وهكذا فإنّ الإنسان البسيط الّذي تمّ خلقه يجب أن نتعامل معه كما هو أي باعتباره إنسانا بليد الذّهن. ويجب مراقبته كما يراقب القطيع. وكلّ عمل يسمح بتخدير الوعي هو مستحسن على المستوى الاجتماعي، وكلّ عمل قد يهدّد ببثّ الوعي يجب أن يكون محلّ سخرية واستهزاء ويُخمد ويُقاوم، وكلّ نظريّة تطالب بنقد المنظومة يجب أن توسم أوّلا بأنّها مدمّرة وإرهابيّة وثانيا يجب أن يُعدّ كلّ مسانديها إرهابيّين.
المؤلف: قنتر أندرس



#إبراهيم_العثماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذاكرة: -الطّليعيّة- هي -الواقعيّة-
- الفنّ
- الثقافة
- الوضع الاقتصادي بفارس والبروليتاريا الفارسيّة
- الثّورة الاجتماعيّة
- لتّعدّديّة النّقابيّة في قطاع التّعليم العالي إلى أين؟
- الجامعة التّونسيّة بين مطرقة السّلفيّين وسندان النّهضة
- أحداث الجامعة التّونسيّة بين تنديد النّقابيّين وصمت وزارة ال ...
- قيادة الاتحاد وتدمير قطاع التعليم العالي
- الفصــــل العــــــــــاشر والعكـــــــــاكيز الــنقــــــــ ...
- قيادة الاتّحاد وطاحونة الشّيء المعتاد
- قيادة الاتحاد والتداول على المسؤوليات؟
- الأساتذة الجامعيون والإصلاح الجامعي
- الحرّيات الأكاديميّة في الجامعة التّونسيّة: الواقع والآفاق
- الجامعة التّونسيّة في خمسينيّتها: واقع مرير وآفاق ضبابيّة
- شريط -مطار حمّام الأنف - أو الهجرة السّرّية والحلول المؤجلة
- غسّــان كـــــــنفاني يتـــــــكلّم
- النّضال النّقابي في الجامعة التّونسيّة إلى أين؟
- الوضع النّقابي في الجامعة التّونسيّة والمهام المطروحة
- العمل النّقابي في الجامعة التّونسيّة والإضافة النّوعيّة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم العثماني - كيف نُجهز على التّمرّد؟ (معرّب)