أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الملكاوي - رغم المطالبات والتشريعات.. عاملات المنازل المهاجرات يعانين أشكالا متعددة من العنف














المزيد.....

رغم المطالبات والتشريعات.. عاملات المنازل المهاجرات يعانين أشكالا متعددة من العنف


أحمد الملكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 23:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



تبحث الأوغندية سيرينا (اسم مستعار) عن طريقة لإيصال شكواها إلى الأمم المتحدة، بعد أن جاءت إلى الأردن عام 2017 لتكون عاملة منزل، لتقع في فخ انتهاك أصحاب العمل لحقوقها، وعدم دفع أجورها لعامين ونصف العام، ولم تعد اليوم تأمل في مستقبل يليق بها في بلادها أو هنا في الأردن.

تزامناً مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة (حملة الـ16 يوما). يكشف "المرصد العمالي الأردني" أوضاع عمل تتعلق بعاملات المنازل المهاجرات، اللاتي ما يزال العديد منهن يتعرضن للعنف الجسدي واللفظي، ومنهن من لا يحصلن على أجورهن أو العطل الأسبوعية التي يكفلها قانون العمل.

بالعودة إلى سيرينا، تروي لـ"المرصد العمالي الأردني" قصتها؛ حيث عملت في أحد المنازل أول مرة عام 2017، لتنتقل بعدها إلى صاحب عمل آخر ومعها 800 دينار وهو المبلغ الذي استطاعت توفيره من العمل السابق على أمل تأمين مبالغ أخرى تعود بها إلى بلادها لتدرس في كلية الفنون وتساهم في تعليم شقيقتها الصغرى.

إلّا أنّها تعرضت إلى اعتداءات جسدية من صاحب المنزل تمثّل في ضربها عدة مرات، فضلاً عن الصراخ والتعنيف اللفظي طيلة ثلاث سنوات، لم تستطع خلالها الحصول على أجورها أو ترك المنزل الذي تعمل فيه ويؤويها، وعندما طالبت صاحب المنزل بحقوقها اشتكى عليها بتهمة سرقة نقود من بيته، فأودعت أحد مراكز التوقيف 3 أسابيع، وشهراً كاملا في مركز للإصلاح والتأهيل، وعندما خرجت وجدت نفسها بلا عمل وبلا نقود ولا جواز السفر الذي بقي مع صاحب المنزل.

خرجت سيرينا من السجن وهي تعاني من آلام في صدرها نتيجة تعرضها للضرب من قبل صاحب المنزل، وعند وصولها إلى المحكمة، لم يُسمح لها بالحديث وكانت اللغة عائقا في ذلك.

وعلى مدى عام ونصف العام، ظلت سيرينا تعمل لدى إحدى مواطناتها الأوغنديات تساعدها في صالون تجميل وتحصل على أجور متقطعة لعدم قدرتها صحياً على الالتزام بعمل محدد.

اضطرت سيرينا قبل أشهر إلى الزواج، لأنها، وبحسب قولها، "لم يكن لديّ الخيار لإنقاذ حياتي سوى الزواج".

سيرينا ليست عاملة المنزل الوحيدة التي تتعرض إلى عنف لفظي وجسدي وحرمان من أجورها في العمل، فقد تكررت الحادثة المسجلة لدى مراكز مساعدة قانونية مختصة في الدفاع عن العمال.

صور التعنيف المتكررة بحق عاملات المنازل قادت "هانا" التي جاءت من الفلبين قبل عام 2010، إلى ترك الالتزام في العمل داخل المنازل والمبيت فيها، واعتمدت على العمل المستقل اليومي، حيث تعمل عدة ساعات ثم تغادر المنزل باتجاه سكن استأجرته بالشراكة مع عاملتين أخريين، وبخاصة بعد أن واجهت مشاكل التواصل اللغوي والتعامل وتأخير دفع الأجور بالإضافة إلى الشتائم بين الحين والآخر.

كذلك، كانت هانا في المنازل التي التزمت بالعمل الدائم لها، تبدأ العمل في السابعة صباح كل يوم وحتى الحادية عشرة ليلاً مع استراحات قصيرة لتناول الطعام، ولم تحصل على يوم عطلة أسبوعية في منزلين من أصل أربعة منازل عملت فيها.

بداية العمل المستقل كانت عام 2011، وكانت تحصل على أجر يبلغ 3 دنانير في الساعة الواحدة على أن تعمل ما لا يقل عن ثلاث ساعات يومياً للحصول على أجر يعينها على تأمين حاجاتها اليومية وإيجار المسكن.

تقول هانا لـ"المرصد العمالي الأردني" إنّ تركها للعمل والمبيت جاء من مبدأ أنها ترعى أبناء غيرها في الأردن مقابل تركها رعاية أبنائها في الفلبين دون الحصول على أجر أو معاملة جيدة، ما دفعها إلى الاستقلال والعمل بالمياومة لحفظ كرامتها.

وتؤكد هانا أنّها تعرف العديد من عاملات المنازل اللواتي ما زلن يعانين من العديد من المشاكل داخل منازل التي يعملن فيها، منها الضرب وعدم دفع الأجور والعمل طوال اليوم دون الحصول على استراحات، وبخاصة من هنّ من الجنسيات الأفريقية، اللواتي يعتبرن "الحلقة الأضعف" في سوق العمل المنزلي برأيها.

وجاء ذلك الانطباع حين فتحت هانا منزلها لاستقبال العاملات المعنَّفات اللواتي يتعرضن للاستغلال من قبل أصحاب وصاحبات المنازل، أو لا يحصلن على أجور، فيتحولن إلى العمل المستقل كما فعلت هي، فبات منزلها شاهداً على جلسات مليئة بالحديث عن ألم الغربة والتعرض لسوء المعاملة والصورة النمطية التي تتهمهن عادة بسلب أصحاب المنازل أو سرقتهم..

تطالب هانا اليوم بالرقابة الشديدة لتحصيل حقوق عاملات المنازل اللائي ما زلن يعانين شروط عمل سيئة مليئة بالعنف بمختلف أنواعه.

تقول مديرة جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان ليندا كلش إنّ عاملات المنازل المهاجرات يتعرضن لانتهاكات كتلك التي يتعرض لها العديد من العمال المهاجرين، كانتقاص الأجور أو عدم دفعها، وسوء المعاملة من قبل أصحاب العمل.

وتوضح الكلش، في حديثها إلى "المرصد العمالي الأردني"، أن من أكبر المشاكل التي تعاني منها عاملات المنازل منع انتقالها من صاحب منزل إلى آخر بعد انتهاء عقدها، حيث ما زال ذلك يشترط موافقة صاحب العمل الأول، فضلا عن عزلهن عن العالم الخارجي ومنعهن في كثير من الأحيان من الخروج وحدهن.

وتوضح الكلش أنّ أوضاع العاملات، وإن كان سيئة في الوقت الحاليّ، إلّا أنها أفضل مما كانت عليه قبل سنوات، حيث لم يكن لديهن وعي بمسائل الانتهاكات والقوانين، فيما الآن، "العديد منهن يَعينها ويطالبن بحقوقهن".

حالات عدة، عرضها "المرصد العمالي الأردني"، تمثل انتهاكات صارخة لقانون العمل تتعرض فيها عاملات المنازل لأشكال عنف متعددة، وقد تضع الأردن في لاحق الأيام أمام مسائلات منظمات حقوقية ودولية على رأسها منظمة العمل، لعدم وفائه بالتزاماته واتفاقياته.



#أحمد_الملكاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يؤثر تخفيض التعرفة الجمركية على سوق العمل؟
- دور المجتمع المدني في تعديل سياسيات العمل
- التنظيم النقابي لعمال الأردن.. حق ينقصه الاعتراف بالتنظيم


المزيد.....




- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...
- “هام وعاجل” Link التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجزائر 2 ...
- “سجلي بسرعة الآن” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- “800 دينار بعد الزيادة” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- ممرضة هندية تواجه عقوبة الإعدام في اليمن
- فضيحة جنسية تهز تايلاند: اعتقال امرأة بتهمة -الإغواء- وممارس ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 بالشروط الم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحمد الملكاوي - رغم المطالبات والتشريعات.. عاملات المنازل المهاجرات يعانين أشكالا متعددة من العنف