أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العقوبات الاقتصادية وشرعيتها الدولية















المزيد.....

العقوبات الاقتصادية وشرعيتها الدولية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 18:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تبنت السياسة الدولية كثرة من العقوبات الاقتصادية – الدبلوماسية الهادفة الى تلبية مصالح الدول الرأسمالية الكبرى فضلا عن محاصرة النظم الوطنية العاملة على مناهضة التطور الرأسمالي.
- رغم رؤيتي الرافضة للعقوبات الاقتصادية في العلاقات الدولية بسبب نتائجها السلبية على الدول الوطنية وتبدلات ابنيتها الطبقية وعدم فعاليتها في محاصرة الأنظمة الإرهابية وتشديد العزلة الدولية عليها الا انني ارى ان العقوبات الاقتصادية الدولية أصبحت اداة سياسية ضاغطة في العلاقات الدولية بغض النظر عن شرعيتها الدولية لذلك سأعمد الى دراسة نتائجها السياسية وفق العناوين التالية –
أولا - الشرعية الدولية والعقوبات الاقتصادية.
ثانيا – اثار العقوبات الدولية على الدول المستهدفة.
ثالثاً -التحالفات الديمقراطية وإعادة بناء الدولة الوطنية.
استنادا الى الموضوعات المثارة احاول التعرض الى مضامينها السياسية - الاجتماعية بكثافة بالغة.
أولا - الشرعية الدولية والعقوبات الاقتصادية..
- تشكل العقوبات الاقتصادية أداة سياسية في نهوج الدول الكبرى السياسية كونها وسيلة من وسائل الضغوطات الدولية على نهوج الدول الوطنية المناهضة للهيمنة الدولية التي تسعى مراكزها الكبرى اعتمادها كأحد الاساليب الدولية الضاغطة في السياسة الدولية.
-استخدام العقوبات الاقتصادية في العلاقات الدولية اثار جدلا سياسيا واسعا حول شرعيتها القانونية بعد ان أمست ممارسة سياسية تتجسد نتائجها في تخريب التشكيلات الاجتماعية في الدول المستهدفة واثارة التدخلات العسكرية في الشؤن الوطنية.
لمناقشة اشكال العقوبات الاقتصادية السياسية – الاجتماعية في العلاقات الدولية نعمد الى تناولها بأشكالها المترابطة -
1- عقوبات شرعية مفروضة على الأنظمة الاستبدادية.
يستند هذا الشكل من العقوبات الاقتصادية على القوانين والشرعية الدولية وما يتضمنه من الدفاع عن حقوق الانسان الاجتماعية - السياسية وما يشترطه من قوانين دولية قادرة على اجبار النظم الديكتاتورية باحترام خيارات مواطنيها واتجاهاتهم السياسية.
2- عقوبات اقتصادية غير شرعية.
تفرضها الدول الكبرى على بعضها فضلا عن فرضها على الدول الوطنية لغرض تعطيل قدرتها الاقتصادية واجبارها على الخضوع للاحتكارات الدولية. وتنبع هذه العقوبات من روح الهيمنة الدولية واضعاف الشرعية الدولية وسيادتها في السياسة الدولية.
- هذا الشكل من العقوبات الاقتصادية الدولية تلجا اليه المراكز الدولية في المنافسة الرأسمالية كما هو جار بين التحالف الأطلسي وروسيا الاتحادية في اوكرانيا.
- المنافسة السياسية بين المراكز الدولية الرأسمالية محفوفة بالمخاطر الامنية نظرا لامتلاكها -القوى الدولية المتنافسة- أسلحة نووية واحتمال اللجوء اليها في الصراعات الدولية.
- العقوبات الاقتصادية بشكليها الشرعية والاحادية المتبادلة بين الدول الكبرى تفضي الى تدهور الحياة المعيشية للناس وتؤدي الى انتهاك سيادة الدول الوطنية وتعطيل سعيها لتطوير نظمها السياسية ناهيك عن مخاطرها على السلم الدولي.
ثانيا – اثار العقوبات الاقتصادية على الدول المستهدفة.
تتميز العقوبات الاقتصادية في وحدانية التطور الرأسمالي بابتعادها عن الشرعية الدولية واعتمادها وسيلة لإخضاع النظم الوطنية واجبارها على سياسة التبعية والالحاق الاقتصادي.
- الرأسمالية في طورها المعولم تسعى الى استخدام العقوبات الاقتصادية لغرض تحقيق حزمة من الأهداف السياسية – الاقتصادية أهمها –
1 - تخريب الدول الوطنية.
تسعى الرأسمالية المعلومة الى تفكيك الدول الوطنية وتقسيم سلطاتها التنفيذية الى سلطات إقليمية - طائفية وما ينتجه ذلك من تفكيك هيمنة الدولة الوطنية على حدودها الجغرافية وثرواتها الوطنية.
2 - تخريب التشكيلات الاجتماعية الوطنية.
تهدف الرأسمالية المعولمة الى تخريب التشكيلات الاجتماعية للدول الوطنية وصولا الى
اضعاف وتفكيك مكوناتها الطبقية المنتجة فضلا عن اثارة الصراعات والنزاعات بين قواها الاجتماعية وصولا ًالى تمكين القوى الطبقية الفرعية من التحكم بسياسة البلاد الخارجية والتحالف مع الدول الرأسمالية.
3– الهيمنة في السياسة الدولية.
- يسعى الطور الرأسمالي المعولم الى تخريب الدول الوطنية انطلاقا من روح الهيمنة الدولية بعكس المرحلة الكولونيالية التي ساهمت في انشاء الدول الوطنية وتسيجها بسيادة وطنية (وهمية)خدمة لمصالحها الاقتصادية.
4 - المنافسة الرأسمالية والنزاعات الدولية.
تحول المنافسة الرأسمالية الى شكل من اشكال النزاعات بين التكتلات الدولية الامر الذي يشير الى ان المراحل اللاحقة من التوسع الرأسمالي ستشهد صراعات سلمية – عسكرية بين التكتلات الدولية.
ان إرساء العلاقات الدولية على قاعدة المساواة في السيادة الوطنية وعدم اللجوء الى الصراعات العسكرية يشترط انخراط العالم الثالث بكفاح وطني مناهض للهيمنة والتسلط يخدم تطور الإنسانية السلمي والمتوازن.
ثالثاً - التحالفات الديمقراطية وإعادة بناء الدولة الوطنية.
- انتقال مركز التناقضات الرئيسية في العلاقات الدولية بين الرأسمالية العالمية بين الدول الوطنية والحفاظ على استقلالها وسيادتها الوطنية يتمتع بأهمية فكرية – سياسية في الظروف التاريخية المعاصرة.
- بهدف تطوير كفاح العالم الثالث وتخليصه من الحروب الاهلية والاستغلال الرأسمال المعولم لابد من بناء اساليب نضالية جديدة قادرة على مناهضة هيمنة الرأسمال المعولم عبر تطوير المهام التالية –
أولا -- بناء تحالف شعبي وطني واسع يضم الطبقات الاجتماعية الراغبة في بناء دولة وطنية ديمقراطية.
ثانيا –ادارة التناقضات الطبقية بين القوى الوطنية سلميا واستبعاد النزعات التناحرية لغرض صيانة الدولة من التبعية والتهميش.
ثالثا – استبعاد الطبقات الفرعية من التحالفات الوطنية بسبب ترابط مصالحها ومصالح الرأسمال المعولم.
رابعا- مكافحة الأنظمة الاستبدادية وتحجيم تحالفاتها مع الدول الرأسمالية الكبرى.
خامسا – توطيد لحمة الكفاح المناهض للرسمالية المعولمة بين الدول الراغبة في إقامة علاقات دولية تستند الى قوانين الشرعية الدولية.
سادسا - الكفاح من اجل بناء علاقات دولية مناهضة للهيمنة والتدخل في الشؤن الداخلية لدول التشكيلة الرأسمالية العالمية.
سابعا – بناء علاقات دولية تستند الى الديمقراطية والمساعدة المتبادلة لاقتصادية بين الدول المختلفة.
ان الآراء والأفكار الواردة اجدها كفيلة بتطوير الكفاح الوطني - الديمقراطي المتشابك والكفاح الدولي الهادف الى بناء عالم متوازن قادر على تطوير حرية الانسان واستثمار كفاحه المناهض للتدخلات الخارجية وسياسة الأنظمة الديكتاتورية.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوعات في الوطنية العراقية والطائفية السياسية
- اليسار الاشتراكي ودولة الرعاية الوطنية
- الوطنية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة السياسية.
- التحالفات الوطنية والسياسة الدولية
- الرأسمالية المعولمة والشرعية الانتخابية
- الرأسمالية المعولمة ونزعتها التخريبية
- اليسار الديمقراطي وبناء الدولة الوطنية
- المؤسسات الاهلية وتراجع بنية العراق السياسية
- الرأسمالية المعولمة وقوانين التبعية والتهميش
- العلاقات الدولية وتناقضات بنيتها الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي وحزب اليسار الاشتراكي
- التيار الديمقراطي وإعادة بناء الدولة الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي والتناقضات الدولية
- فصائل اليسار الأممية والتدخلات الدولية
- وحدانية التطور الرأسمالي والتحالفات الدولية
- التدخل الروسي في أوكرانيا ودوافعه الدولية
- التوسع الرأسمالي وفعالية اليمين المتطرف
- الوطنية والاممية في فكر اليسار الاشتراكي
- وحدانية التطور الرأسمالي وأبنيته العسكرية
- المؤسسة العسكرية والفصائل المسلحة


المزيد.....




- نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟
- جورج عبد الله مناضل لبناني مسجون بفرنسا منذ عقود
- عام على «طوفان الأقصى» و«حرب 7 أكتوبر» / «الديمقراطية»: بالم ...
- ? أخبار الاشتراكي: 4/10/2024
- من مصر إلى تونس “مسرحية الانتخابات” تنطلق في تونس غدًا
- سمير لزعر// الصراع ضد البيروقراطية النقابية هو صراع ضد كل م ...
- تحرير القدس يبدأ بتحرير القاهرة
- كورال الشيوعي السوداني في خيمة طريق الشعب في اللومانيتيه
- محمد نبيل بنعبد الله ومناضلات ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية ...
- «الديمقراطية» تطلق مبادرتها لتشكيل الهيئة الوطنية لإدارة قطا ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - العقوبات الاقتصادية وشرعيتها الدولية