أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نصير الحسيني - المهن الطبية في العراق إلى أين؟














المزيد.....

المهن الطبية في العراق إلى أين؟


نصير الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 15:11
المحور: الطب , والعلوم
    


أثارت التصريحات الأخيرة من قبل نقابة الصيادلة ونقيب أطباء الأسنان تساؤلات عدّة حول المستوى العلمي للأقسام الطبية أعلاه؛ بسبب الكليات الأهلية التي غايتها الأساسية الربح المادي على حساب المستوى العلمي، وهذا ليس شكاً بل حقيقة، ولهم الحق بذلك بسبب النتائج والفائض في هذا الجانب، ولم يكن الفائض فقط في هذا الجانب بل شمل كل الاختصاصات الأخرى.
ومن الطريف والمخجل أن الذين يتحدثون عن ذلك هم ذاتهم المحاضرين في تلك الكليات!! ناهيك عن أن الكليات الأهلية برمتها تعود إلى متنفذين من سياسيين وقادة أحزاب وكان الأجدر من الجميع أن يبتكروا الحلول بدل الكلام غير النافع، والذي يؤشر إلى ضعف الحال وقلّة الحيلة والوسيلة.
وهم الأدرى بواقع البلد الطبي الذي يثير الشفقة أكثر مما يثير التساؤل، لأنه حوَّل المهنة إلى أسواق عطارين، وعماهم المال والسحت الحرام إلى درجة متدنية دون إنسانية، وحولتهم إلى فاسدين يتناسلون ويتفاخرون بهذا السحت، وتحميهم عصابات شتى تعود إلى ميليشيات وسلطات، وابتكروا طرقاً كثيرة في صناعة الخراب، وتحول البعض من أصحاب هذه المهن إلى جزارين منزوعي الإنسانية، وعلى سبيل المثال تحولت الصيدليات والمذاخر إلى أماكن تعشعش فيها تجارة الأدوية وسواها من المواد الممنوعة، وبلغ الحال إلى تغيير صلاحية الدواء والمتاجرة بالأدوية الفاسدة التي تتحول إلى سموم بدل الدواء، وتعاون الطبيب مع الصيدلي ومع المختبر على المريض الفقير الحال، ويتلاعبون به حتى بلغ الانحطاط الأخلاقي بالطبيب إلى أخذ نسبٍ محددة من الصيدليات ومن المختبرات ومن الأشعة، وترميز وتشفير الوصفات بلا رقابةٍ أو تفتيش، وإن وجدت فهي باب أخرى للفساد والنهب، وتحولت المستشفيات إلى وسيلة لدعم عياداتهم وصيدلياتهم، فضلاً أن ما يجري في العيادات من انحدار اجتماعي وتحرش أساء لهذه المهنة كثيراً، ولو كشفت الستار عن هذا الموضوع فستجد ما يخجل، وربما أسوأ من دور البغاء.
أما جشع بعض الأطباء فيتعدى إلى ممارسة عدة مهن في وقتٍ واحد، من تدريس في الجامعة وعيادة خاصة وعمليات في المشافي الخاصة، فضلاً عن تنسيب إلى المشافي العامة، وفي النهاية لا يخلص في واحدة، وربما فقط في العيادة.
أما الصيادلة فبعضهم لا يقنع بصيدلية له ولزوجته بل تعدى إلى امتلاك مذاخر وصيدليات لا عدَّ لها!! أما المختبرات فحديث يطول بسبب ما يجري تحت الطاولة من اتفاقات وبيع إجازات حتى بلغ بالبعض إلى امتلاك عدد لا يحصى من المختبرات، وهو يلهث وراء منصب حكومي لحماية مختبراته، وجميع الفاسدين هؤلاء في الحقيقة عبارة عن عصابات منزوعة الإنسانية.
ونعود إلى أصل الموضوع، فبدل أن نتكلم عن الفائض يجب ابتكار الحلول، وأول الخطوات التي يجب أن تقررها مؤسسة الدولة هي فصل القطاع العام عن القطاع الخاص، وأصبح هذا الموضوع من الأهمية القصوى التي لا تتحمل تأخير، فقد كان العذر سابقاً وجود نقص، والآن فائض في كل الاختصاصات، وإجازات المختبرات يجب أن تمنح فقط لغير العاملين في القطاع العام، ويجب أن تعمل المختبرات صباحاً ومساءاً، لأن إيقاع الحياة قد تغير ونفوس العراق تقترب من الخمسين مليون في العقد القادم.
أما إجازة الصيدليات يجب أن تكون فقط للقطاع الخاص، وتعمل من الصباح إلى المساء بثلاث شفتات، وفق قانون محدد ويسجل الأسم في دوائر الدولة والتخطيط والضريبة بدل الفوضى المقصودة.
ثم أن النقابات التي كان الغرض من تأسيسها وفق مبادئ الاشتراكية يجب أن تحل لأنها بؤر للفساد ولحماية الفاسدين، ولك في كل نقابات العراق مثلاً صارخاً لا يحتاج إلى إشارة.
وبعد كل ذلك عملية تسعير الدواء أصبحت ضرورية وحاجة ماسة بدل العصابات في المذاخر والصيدليات، ويجب وضع قانون تجريم اللصوص وسحب الإجازات والشهادات بدل أن نصنع مجرمين وعصابات فساد وانحلال أخلاقي، والنتيجة الكل متضرر من هذا الأسى الذي لا حدود له، آن الأوان أن تلتفت الدولة بكل مفاصلها وأجهزتها إلى هذا القطاع المريض، الذي دمر مشافينا وحولها إلى خرائب، فمن غير المعقول أن تبنى مشفى بمبلغ 150 مليون دولار ولا توجد فيها سرنجة أو كف لإجراء العمليات، وتصبح عملية الفصول العشائرية سمة في هذا القطاع المريض، وهذا ما يجري في مراكز المدن، فما بالك في القرى والارياف، والسؤال الأهم هو متى تصحى الدولة من غفلتها عن هذه المجاميع من اللصوص والعصابات التي خربّت حتى النظيف، وأبن العائلة وحولته إلى مجرد جزار بشري يعتاش على مصائب الناس بدل أن يكون ملاكاً جميلاً تحترمه الناس.
ورغم كل ذلك بقيَّ في هذا القطاع ناس شرفاء لم يغريهم كل ذلك بشيء!! وانحدر العراق انحداراً مؤسفاً بعد أن كان مصدراً للعلم وتعليم الآخرين في هذا المجال وبالأخص الدول العربية، لا بل حتى الأجنبية التي يتفاخر فيها من تخرج من العراق بالرصانة والكفاءة، وختاماً قال الشاعر:
كنت اسقى واغنى صرت أسقي وأغني

حلة يوم 4/11/2022



#نصير_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراء في رواية (ساعات اغتصاب شهرزاد)
- قراءة في رواية قيلولة للقاص والروائي سلام حربة
- قراءة في رواية (افاعي الشيطان) للروائي البحريني ناجي جمعة
- قراءة في كتاب التاج.. تجليات حلية
- قراءة في كتاب بواكير النهضة النسوية في العراق
- قراءة في كتاب (الشبك، أصلهم، لغتهم، عاداتهم) للكاتب نبيل الر ...
- قراءة في كتاب نبيل الربيعي (المسيحيون في العراق بين عراقة ال ...
- نبيل الربيعي واضواء على كتابه الموسوم (البابية والبهائية في ...
- هادي جبارة الحلي رائد المسرح الشعري الشعبي في العراق
- تاريخ الصابئة المندائيين للكاتب نبيل الربيعي
- يهود العراق ودورهم في نشأة التعليم وتطويره.


المزيد.....




- لمتابعة محتوى كرتوني.. ثبت تردد قناة توم وجيري 2024 على القم ...
- إنترسبت: مايكروسوفت عرضت أداة ذكاء اصطناعي لدعم أنظمة إدارة ...
- خريطة من دون الصحراء الغربية بملعب مغربي.. حقيقة الفيديو الم ...
- بوينغ تطلق الإثنين أول رحلة مأهولة لمركبتها -ستارلاينر- إلى ...
- نيبينزيا: قدمنا مشروع قرار روسي لمنع سباق التسلح في الفضاء ا ...
- كيف تتحكم في بياناتك التي يمتلكها غوغل؟
- عالم الخيال والمغامرة بين أيدك.. تحميل لعبة Empires & Puzzle ...
- تونس.. الإدارة العامة للحرس تصدر بيانا عقب تداول فيديو لاعتد ...
- أطعمة لضبط السكر والضغط بعد تناول الرنجة والفسيخ أبرزها التر ...
- -الآن يمكننا القضاء على السرطان لأول مرة-.. قصة اللقاح وسرطا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نصير الحسيني - المهن الطبية في العراق إلى أين؟