أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى چوارتايي - تحذيرات الطالباني















المزيد.....

تحذيرات الطالباني


مصطفى چوارتايي

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زيارته الاخيرة للأمم المتحدة و امريکا، مثل الزيارات السابقة سواء کانت برغبته الخاصة من أجل لقاءات صحفية، أم في سبيل عقد مؤتمرات صحفية عامة، مرة أخرى سلطت الاضواء على الرئيس العراقي"جلال الطالباني".
الطالباني صاحب تأريخ سياسي يتعدى النصف قرن، لايستطيع و ليس بإمکانه أن يفکر مثل نماذج نظير صالح المطلک و عدنان الدليمي و حارث الضاري، وسواء کان في العراق أم امريکا، يقيم المواقف ويعلم کيف يطرح المطاليب و يتخذ القرارات، ولذا فلتقل الحکومة العراقية إن سلطته رمزية، في الولايات المتحدة الامريکية طالب ببقاء أطول للقوات الامريکية، وبعدها وجه تحذيرا شديدا لدول الجوار التي تتدخل بطرق مباشرة أو غير مباشرة في الشأن الداخلي العراقي و هم سبب العنف و القتل و الدمار.
الملفت للنظر، تحذير الطالباني لم يکن هذه المرة موجها لدولة واحدة، وإنما لثلاث دور دول لها تأثير في الاحداث، وهي، سوريا، ترکيا، إيران. في السابق، کان هناک الکثيرون الذين کانوا يعارضون دوما تصريحات الطالباني و کانوا يعتبرونها بإنها تکون مسايرة للمکان الذي يجلس فيه يطلق العنان لکلامه، ولکن في الوضع الحالي للعراق، والذي يحترق فيه الاخضر و اليابس، فإن تحذيرات الطالباني تستحق التأمل.
الجهة الاولى التي تشنجت من تصريحات الطالباني و ردت عليه بشکل مباشر، کانت ترکيا وعلى لسان رئيس وزراءها رجب طيب أردوغان الذي شجب تصريحات الطالباني و طلب توضيحا و تصحيحا للموقف مع تذکيره لحکومة العراق بأنها يجب أن تحسم مشکلة حزب العمال الکوردستاني سريعا. المهم من وجهة نظر المراقبين السياسيين، هو أن الطالباني في بلد مجزأ إثنيا و مذهبيا، والذي لم يبق منه کدولة سوى إسمه و رئيسه، بجيش ضعيف و مسلوخ منه الانتماء الوطني و ملتزم بالانتماء المذهبي و الاقليمي، ليس بمقدوره أن يتصدى لبضعة مجاميع إرهابية، کيف بإمکانه أن يهدد جيرانه الذين يمتلکون أکثر من مليوني جندي و ترسانات لا يستهان بها من الاسلحة و الذخيرة؟ وواحدة من هذه الدول إيران، التي مدت أطرافها کالاخطبوط لکل الدول و الاقاليم! في وقت وفي کل الاحوال، يحتاج العراق الى عون مادي و معنوي و تجاري من کل تلک الدول بغض النظر عن المدى الذي تتدخل فيه کل واحدة منها في الشأن العراقي!
ماهي الاوراق التي يستند عليها الطالباني لمنع تدخل الجيران في الشأن الداخلي؟

للدول الثلاث على حد سواء، هي الورقة الکوردية فيها، والتي تتواجد في کوردستان الاحزاب و المنظمات المعارضة الخاصة بها و ينشطون في تطوير أعمالهم السياسية و العسکرية، هذا إذا لم نبتغي أن نضع ضمن ذلک الاطار منظمة مجاهدي الشعب الايرانية المعارضة. کوردستان حين تم تجزأتها في حينها، کانت بمثابة ورقة ضغط ضد للغرب تستخدم ضد الدول التي أنشأت حديثا، والتي لو إنحرفت عن مصالحهم فإن الورقة الکوردية جاهزة، ترى هل من المعقول ان نغدو مرة أخرى ورقة مربحة لمصالحهم و خاسرة لنا نحن الکورد؟

کيف تتم إستخدام تلک الاوراق؟

أولا، في مواجهة سوريا:

سوريا لم تعد تمثل ذلک الطريق الاستراتيجي المهم بالنسبة لکورد الجنوب والذي کانوا من خلاله يذهبون الى الخارج و طريق تنفسهم الوحيد، سوريا الان قد طردت من لبنان و تعيش في غمار دوامة داخلية و دولية، کل جيرانها أقوياء ماخلا العراق، وليس بإمکانها مواجهتهم، نتيجة تحقيق رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري الذي تم إغتياله، تحيي قضايا إغتيال رئيس و رؤساء وزارات آخرين والتي هي في کل لحظة بمثابة ذبحة صدرية خفيفة للمسؤولين السوريين. الاحزاب الکوردية في سوريا، على الرغم من عدم توحدهم و إمتلاکهم لإستراتيجية واضحة، لکن الجماهير کوردستان في ذلک القسم متعطشون للحرية و في سبيل ذلک مستعدون للتضحية، ولو تصلهم معونات خارجية، فإنه بمقدورهم أن يزعزعوا إستقرار البلد، وإن حقبة الانفال و أحداث حمص و حلب قد ولت، وإن الانترنيت و الستلايت يوصل المعلومة لکل أرجاء المعمورة، ولذا فإن تهديد الطالباني لو وضع حيز التنفيذ، فإنه سوف يستهدف سوريا بالدرجة الاولى، و ليست هناک علاقات أقتصادية ذات أهمية مع سوريا بحيث تؤثر على العراق، الخاسر الاول و الاخير سوف تکون سوريا.

ثانيا: في مواجهة ترکيا:

على الرغم من ان ترکيا عضوة في حلف شمال الاطلسي"الناتو" و هي حليفة امريکا، فإنه في نفس الوقت لا تمضي المصالح الاستراتيجية للبلدين بصورة متوازية و منتظمة و في کثير من الاحيان يخلقان المعوقات لبعضيهما، بالاخص في العراق، ترکيا على الرغم من إنها وفي ظاهر أمرها تدعي إنها لاتتدخل في الشأن العراقي و إنها مع وحدة التراب العراقي، لکنها عمليا وعن طريق بعض الاطراف الصغيرة الترکمانية و البعثية نظير"الجبهة الترکمانية"مثلا، فإنها تؤدي دورا سلبيا و توسع من هوة الخلافات بين الاطراف السياسية، خاصة إنها تتدخل في قضية کرکوک و تهديداتها بإجتياز الحدود مع جنوب کوردستان قائمة بصورة مستمرة، وفي أحيان کثيرة تقوم طائراتها المقاتلة بقصف القرويين على الحدود المشترکة، وفي الوقت ذاته لها مصالح إقتصادية کبيرة مع العراق ومن ضمنها إقليم کوردستان. تشتري البترول من العراق وبعد تکريره، تقوم ببيعه للعراق بأسعار مرتفعة جدا، مع إنها تستلم أثمان منتجاتها مقدما. وهي تختلق المشاکل لإرسال المحروقات و مرور المواطنين عبر الطرق الجوية. وبالتزامن مع کل ماتقوم به، تطالب بشکل مستمر من امريکا و الحکومة العراقية غلق مکاتب حزب العمال الکوردستاني و أن يحاربونه معا. قبل مدة، ومن أجل طمأنة ترکيا، قامت الولايات المتحدة الامريکية بإرسال مبعوث لها للمنطقة، ذلک المبعوث، بحث القضيـة مع زعماء الجنوب ولم يحصل على جواب شاف، وعوضا عن ذلک، ومن امريکا قام الطالباني بتحذيرهم و تهديدهم بإستخدام نفس الورقة، وذلک ليس فقط بمثابة ضوء أحمر، بل إنه قد أطار صواب ترکيا من شکوکهم بخصوص سياسات امريکا لتغيير المنطقة، وإن شکهم بات يقترب من اليقين.

ثالثا: في مواجهة إيران:

إيران القوة الاقليمية الوحيدة الفاعلة و، لحد الان تتعامل بذکاء يکاد يبز الجميع مع الاحداث، ومع إن لها دور من آسيا الوسطى والى العراق و الخليج و جنوب السودان و لبنان و فلسطين، فإنها في ذات الوقت، فإنها تؤدي ذلک الدور على صعيدين متباينين، ففي ظاهرها تتعاون من أجل الاستقرار و الامن في دول المنطقة، وفي نفس الوقت لها علاقة مع المنظمات و الجماعات الارهابيـة المتطرفة و تساندهم بالمال و السلاح و تحقق من خلالهم اهدافها. ولو نظرنا الى دورها في العراق بعين ثاقبة، فإن المحتل الاصلي للعراق هي إيران وليست امريکا، رغم إن امريکا لها أکثر من100الف جندي في العراق وفي کل الاوقات يدعو قسم من العراقيين لخروجهم، بيد أن لاأحد يطلب من إيران أن تخرج من العراق، بل إن إيران قد حشرت نفسها في الشرايين الرئيسية للاحزاب و المنظمات وحتى الاطراف الحکومية نفسها، هذا من غير تعاطفها الطائفي مع الاغلبية الشيعية في العراق، فإن ورقة الضغط على إيران، هي الاحزاب الکوردية و منظمة مجاهدي الشعب، وبالامکان خلق صداع لإيران من جراء إستخدام هذه الورقة، إلا ان إيران لحد هذه اللحظة تبدو أقوى منهم، ذلک إن الدعم الذي تقدمه واشنطن للمعارضة الايرانية أقل من المطلوب و لاتتعدى الدعم المالي لبضعة قنوات تلفزيونية تعمل لبضعة ساعات فقط.

على أية حال، فإن تصريحات الطالباني لم تکن تلقائية و لا من عندياته ولو لم تريه امريکا ضوئا اخضرا أو توعز له، ليس بالامکان أن يصرح من تلقاء نفسه بهکذا تهديدات کبيرة!! الحلقة المفقودة و مبعث السؤال هنا هو، الطالباني کان يقصد أي من الدول الثلاث التي أتى بذکرها؟ بتصوري و بالدرجة الاولى؛ موجهة لسوريا، والتي تتعاظم عليها الضغوط يوما بعد آخر، بعض المصادر الموثوقة بينت في الآونة الاخيرة إن الرئيس السوري أعرب في السر ثلاث مرات عن إستعداده للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل و الاعتراف بها، لکن إسرائيل ترغب في المزيد من الخنوع السوري، ولهذا فقد صرح يهود أولمرت بأن مرتفعات الجولان جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل.
وکيفما يکون، فإن الاحداث سوف تتخذ مساراتها، والذي لاترغب في معرفته حکومات المنطقة المتخلفة عن روح العصر، هو إنها مستمرة على سياساتها العوجاء و يتصورون إن بمقدورهم إيقاف عجلة التأريخ.



#مصطفى_چوارتايي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق البابا واسأتم فهمه
- خفايا کارثة 11سبتمبر
- احتفلوا بالهزيمة تجدوا النصر
- قرر الامين العام
- من يحمل وزر الحرب الاهلية
- تعالوا نهدمها سوية
- بالروح بالقات نفديک يا صالح


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى چوارتايي - تحذيرات الطالباني