أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الأحول - الفلسفة الإسلامية















المزيد.....

الفلسفة الإسلامية


مصطفى الأحول
كاتب وشاعر

(Mustapha Elahoual)


الحوار المتمدن-العدد: 7424 - 2022 / 11 / 6 - 16:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تحمل الفلسفة كما حضرت داخل الثقافة الإسلامية تاريخا طويلا يعود الى فلاسفة أثينا وربما قبلهم بقليل.وقد إكتشف الفلاسفة الإسلاميون الفلسفة الإغريقية عبر نصوصها وكتبها الأساسية ،كما تمت ترجمتها إلى اللغة السوريانية ثم اللغة العربية.وقد لعبت الترجمة خصوصا أيام العباسيين في بيت الحكمة دورا هاما في دخول المصنفات الفلسفية إلى العالم الإسلامي ،برع فيها مترجمون من النصارى والمسلمين أتقنو اللغات اليونانية والسوريانية والعربية.وقد اتجهت الترجمة في أول الأمر إلى كتب الطب والكمياء والرياضيات والموسيقى ،ثم توسعت لتشمل علم المنطق والفزياء وعلم الفلك والميتافيزيقا أو مابعد الطبيعة وعلم الأخلاق والسياسة،غير أن الاهتمام الفلسفي داخل الثقافة الإسلامية لا يرجع لعامل الترجمة وحده،بل لا يجب انكار قدرة الفلاسفة الإسلامين على البحث والاكتشاف العلمي والفكري في مجالات المنطق والفزياء أو مابعد الطبيعة.
إن ترجمة النصوص الفلسفية اليونانية إلى العربية لم يكن مجرد مسألة تقنية أو عملا فرديا بل كان عملا حضاريا أشرف عليه ملوك الدولة العباسية ،ووفروا لأجل انجاحه كل الوسائل المادية والمعنوية والواقع أن الترجمة قد لبت حاجة سياسية وإجتماعية لدى الدولة الإسلامية لإشاعة علوم ومباحث فكرية قائمة على العقل وأسئلته وإجتهاداته.وقد نتج عن هذه الترجمة تلاقح حضاري بين الفكر اليوناني والفكر الإسلامي أفرز مفكرين لازالت الإنسانية تذكرهم حتى اليوم.أمثال : جابر بن حيان في مجال الكيمياء ،وابن زكرياء الرازي في الطب ،والكندي في الطب والفلسفة ،وابن الهيثم ،والفرابي،وابن سينا ،وابن باجة ،وابن رشد،وابن خلدون............الخ.
كما أن الجدور العربية الإسلامية للثقافة الفلسفية كما ظهرت عند فلاسفة الإسلام غنية بما فيه الكفاية،الى درجة أنها شكلت عاملا آخر لا يقل أهمية عن عامل الترجمة.فقد نزل القرآن الكريم في بيئة فكرية كثر فيها الجدل الديني بين الطوائف الدينية حول مبادئ العقيدة.ولم يحمل و الاسلام عامة شرائع وأفكارا عملية تحكم تنظيم الحياة بين البشر بل حمل أيضا عقيدة ورؤية وتصورات حول الله والكون والإنسان والعدل والمجتمع وغير ذلك.وقد شكل بذلك مصدرا أساسيا من مصادر الفكر الفلسفي في الثقافة الإسلامية وقد تشكلت حول القرآن مجموعة من العلوم الخاصة تسعى إلى تفسيره وشرح آياته وأسباب نزوله (علم التفسير), وإستنباط أحكامه حول المعاملات (علم الفقه), وتحديد الأصول الشرعية لهذا الإستنباط (علم أصول الفقه)،وتحديد الأصول الشرعية للعقيدة (التيولوجيا أو علم الكلام). تلك بشكل عام هي العلوم الشرعية أو الدينية التي اعتبرت أحد مكونات الثقافة الإسلامية المعتمدة في التربية والتعليم والتكوين الثقافي للمفكر الإسلامي غير أن اعتبار هذه المباحث علوما دينية لا يعني غياب الفكر العقلي فيها فقد قامت على أساس بحوث وإجتهادات عقلية وقد اعتبرها الفقهاء محدودة بالمجال الشرعي للقرآن تتناقلها أجيال المسلمين تاريخيا.غير أن مجمل هذه العلوم الشرعية لا يغطي وحده خريطة الفكر الاسلامي فقد شكلت العلوم الفلسفية مكونا ثقافيا آخر سعت إلى أن تخلق توازنا بين مبادئ العقيدة ومبادئ العقل وإن اصطدم ذلك برفض فرق فكرية متشددة إعتبرت الأصول الشرعية وحدها مجالا للفكر الإسلامي.
إذا تتبعنا تعريف الفلسفة عند فلاسفة الإسلام فسنجد أن معناها قد توسع بالتدرج من كونها دراسة خاصة بالطبيعة إلى كونها نسقا معرفيا شاملا لعلوم كثيرة يعرف جابر بن حيان الفلسفة كالتالي إن حد الفلسفة أنها العلم بالأمور الطبيعية.اما أبو إسحاق الكيندي فقد اعتبر الفلسفة أسمى العلوم البشرية وأشرفها مرتبة إن علم الأشياء بحقائقها بحسب طاقة الإنسان لأن غرض الفيلسوف في علمه إصابة الحق وفي عمله العمل بالحق و يظهر من تعريف الكندي أنه يضع الفلسفة في قمة المعارف البشرية فهي علم غرضه إكتشاف الحقيقة والعمل بها عبر الفلسفة و يريد الكندي أن يجعل من الفكر البشري مصدرا للحقيقة ومشرعا لحياة البشرية انطلاقا منها لأجل ذلك قسم فلاسفة الإسلام علوم الفلسفة إلى جزئين جزء نظري يستهدف إكتشاف الحقيقة وجزء عملي يستهدف تنظيم الحياة البشرية إستنادا إلى ما يكتشفه العقل من حقائق تهم دراسة الطبيعة والنفس البشرية والأخلاق والمجتمع والدولة وهذه العلاقة بين الفلسفة والحياة البشرية هي بالذات ما جعل فلاسفة الإسلام يعتبرونها حكمة بشرية أي تنظيما خاصا للفكر والحياة يستند إلى حقائق مردها إلى الطبيعة البشرية.
ويعتبر الفرابي الفلسفة تفكيرا عقليا يستهدف معرفة حقائق الموجودات على ماهي عليه ،والحكم بوجودها تحقيقا للبراهين لا أخذا بالذم والتقليد بقدر الوسع الإنساني مع تنظيم العالم تنظيما عقليا على حساب الطاقة البشرية." وهكذا تهدف الفلسفة إقامة تصور عقلي منظم للأحداث والظواهر يضع كل شيء في موضعه بحسب تعبير أبي حيان التوحيدي أي تسعى إلى إكتشاف النظام المعقول للأشياء والأفعال غير أن الوعي الفلسفي بالفلسفة كان مزدوجا فهو يجمع بين التحديد التاريخي والتحديد النسقي.
من الناحية التاريخية لم تكن الفلسفة هي أقدم العلوم إذ ساد قبلها فنون وعلوم أخرى كالخطابة والشعر وفنون الجدل وعلم التاريخ وعلم اللغة وفنون المسرح غير أن السبق الزماني لهذه العلوم على الفلسفة لا يقلل من شأنها وقد ظل الفيلسوف الإسلامي واعيا بالطابع التاريخي للفلسفة ،فقد كانت حاضرة في رأي الفرابي في حضارة العراق القديمة وإنتقلت الى الحضارة المصرية ثم اليونانية وانتهت إلى العرب.
غير أن الوعي التاريخي للفلسفة لم يلغي بعدها النسقي لذلك عملوا فلاسفة الإسلام إلى إكمال الصورة التاريخية التي يقدمونها عن الفلسفة بصياغة لوحة شاملة تتضمن علومها وموضوعاتها وقد قسموها إلى نوعين:
1 العلوم النظرية وهي التي تستهدف إكتشاف الحقيقة لأجل معرفتها وتشمل هذه العلوم العلم الطبيعي ويدرس الاجسام المادية برصد ظواهر حركاتها وسكونها ويشمل عدة مباحث اهمها الفزياءوعلم الفلك ،والبيولوحيا التي تهتم بظواهر الحياة الحيوانية والنباتية.
2 العلم الرياضي: ويهتم بالكم والمقدار ويشمل علم العدد والهندسة والبصريات وعلم الموسيقى.
3 الميتافيزيقا: وتهتم بالوجود في عموميته وتشمل ثلاث مباحث:الأول يبحث في الموجودات وانواعها ويسمى الأنطولوجيا ، والثاني يبحث في أساليب التفكير والمناهج البرهانية المستعملة في العلم الطبيعي والعلم الرياضي.والثالث يبحث في أصل الكون ويسمى الثيولوجيا.

ب- العلوم العملية: وهي التي غايتها معرفة حقائق الأفعال والطباع البشرية وتشمل هذه العلوم: العلم المدني أو علم السياسة ويبحث في أنظمة الدولة وفي القوانين والأحكام السياسية ومايرافقها من أفعال مدنية وعلاقات إجتماعية. ثم علم الأخلاق ويبحث التربية الأخلاقية ومبادئها وتدبير الإنسان لذاته عن طريق تحصيل الفضائل الأخلاقية. ثم علم الإقتصاد ويبحث في طرق الكسب والمعاش والمعاملات بما يضمن للحياة البشرية إستمرارها داخل الدولة.
لكن البحث الفلسفي في مجال العلوم النظرية والعملية لا يكتمل إلا إذا سبقه تعلم علم المنطق للبحث عن الحقيقة بحثا برهانيا يقتضي التحكم في العمليات المنطقية إبتداءا من تكوين المفاهيم والتصورات وإنتهاءا بإستدلالات وبراهين.لهذا اعتبر الفيلسوف الإسلامي المنطق علما أساسيا بالنسبة لعلوم الفلسفة فهو يعطي بتعبير الفرابي " القوانين التي شأنها أن تقوم العقل وتسدد الإنسان نحو طريق الصواب والحق وتحفظه من الخطأ." وهكذا وراء الإهتمام الفلسفي بالفلسفة وتعليمها داخل العالم الإسلامي وضع الفلاسفة العقل كأساس لإكتشاف الحقيقة فقد أراد فلاسة الإسلام أن يكون العقل سلطة للمعرفة الشاملة وللتدبير العملي لذلك لا يجب على الإنسان أن يتعاطى لمختلف العلوم الإنسانية لكي يتمرن عبرها على إستعمال العقل إستعمالا منطقيا برهانيا.أما هدف تعلم هذه العلوم الفلسفية فهو حسب الفرابي تجاوز المعارف المغلوطة والتحرر من الأوهام الذاتية التي يعتقد الفرد في صحتها مع أنها مجرد أوهام مأخوذة من الحواس التي تغالطنا عن المعقولات الصحيحة.ولقد قامت الفلسفة الإسلامية وأقامت أسئلتها على أساس تمجيد العقل بإعتباره قاعدة كل إعتدال في الممارسة والحياة.يقول إبن زكرياء الرازي" إنه أفضل نعم الله عندنا وأنفع الأشياء لنا فبي العقل فضلنا على الحيوان حتى ملكناها وسوسنها فبي العقل أدركنا جميع ما يرفعنا ونحسن به عيشنا وبه نلنا الطب الذي فيه الكثير من مصالح أجسادنا وسائر الصناعات النافعة لنا وبه عرفنا شكل الأرض والفلك وسائر الكواكب وأبعادها وحركاتها وبه وصلنا إلى معرفة الله عز وجل الذي هو أعظم ما إستدركنا وأنفع ما أصبنا وفي الختام لأنه الشيء الذي لولاه لكانت حالتن



#مصطفى_الأحول (هاشتاغ)       Mustapha_Elahoual#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل في فلسفة فريديريك نيتشه
- الفلسفة فن البحث عن الجواب ، وليست فن إثارة السؤال.


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى الأحول - الفلسفة الإسلامية