أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بيير روسيه - بعد ثلاثين سنة: وفاة ماو تسي تونغ الثالثة














المزيد.....

بعد ثلاثين سنة: وفاة ماو تسي تونغ الثالثة


بيير روسيه

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في زمن الإصلاحات الرأسمالية المضادة تفادت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بعناية الاحتفال بالذكرى الثلاثين لوفاة ماو.

مات ماو تسي تونغ يوم 9 سبتمبر 1976 في بيكين. بعد ثلاثين سنة لا تشير السلطة الصينية إلى ذكرى وفاته إلا على نحو سري: حفل أغاني ثورية بقصر الشعب وبعض المقالات التاريخية في مجلات... لا احتفالات رسمية، وصمت ثقيل في كبريات وسائل الإعلام. ما زال صعبا على الحزب، الذي يحافظ على اسم "شيوعي" ويعتبر نفسه قوميا، القطع بصراحة مع الشخص الذي جسد ثورة 1949 الاجتماعية والقومية في الآن ذاته. لذا كيف يمكن للدولة، في زمن الإصلاحات الرأسمالية المضادة، والانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة، أن تمتدح ماوية تجنح راديكاليتها المساواتية اليوم إلى أن تكون راية للمعارضات الشعبية؟

وقت الإدانة لم يحن بعد، ووقت الامتداح مضى، لذا تُمحى الآثار كبداية. ومع توالي عمليات إعادة الكتابة، تختفي السياسة – والسياسة الثورية بالمقام الأول- واضطراباتها من الكتب المدرسية لصالح تاريخ ملطف ومصقول لصين قومية تبني قوتها الاقتصادية. وهكذا يصبح ماو مجرد ملاحظة على هامش الصفحة. إنها الوفاة الثالثة للقائد الكبير Grand Timonier.

أيمكن القول إن وفاة ماو الجسدية سنة 1976 كانت مسبوقة قبل 10 سنوات بموته السياسي الأول في خضم الثورة الثقافية؟ كان نصر 1949 قد منح النظام الجديد والحزب الشيوعي الصيني شرعية هائلة. وعلى مر الأزمات تبددت تلك الشرعية. أدت خيانة حركة التصحيح عام 1957 لللبرلة التي شُرع فيها باسم سياسة "المائة زهرة" إلى قطيعة أولى مع المثقفين النقديين. وكان إخفاق "الوثبة الكبرى إلى أمام" المكلف جدا في السنوات اللاحقة قد حل روابط الحزب مع الفلاحين وأثار أسئلة عديدة داخل الجهاز: يمكن إذن للقائد الكبير أن يخطأ، ويرتكب حتى أخطاء كبيرة؟

طابو

في بداياتها كانت الثورة الثقافية لسنوات 1965-1969، ودعوة ماو إلى "إطلاق النار على القيادة"، بقصد إعادة إطلاق الدينامية الثورية قد أثار تطلعات عديدة. وكانت الخيبة أكبر عندما علم الحرس الأحمر إلى أي حد جرى التلاعب به من طرف مختلف كتل الجهاز، و عندما اصطف القائد الكبير ذاته إلى جانب الجيش لتأمين عودة بالقوة إلى النظام بوجه الفوضى التي غاص فيها البلد. هذا قبل إخلاء المكان ل"عصابة الأربعة" ذلك الكاريكاتور القمعي للماوية – والذي كانت منه زوجة ماو شيانغ شينغ. كانت القطيعة بين ماو وجناح الشبيبة والعمال الجذري عميقة آنذاك.

كما عصفت الثورة الثقافية بالنواة القائدة للحزب الشيوعي. فأيا كانت مكانة ماو الخاصة، كانت تلك النواة مشكلة من شخصيات قوية، أمثال شوان لاي، وليو تشاوتشي، و تشودة، و دينغ كسيابينغ، ولين بياو ... وكان وجود هكذا فريق جماعي عاملا أساسيا من عوامل نجاح الحزب الشيوعي الصيني. وكان تمزقه إلى كتل نهاية حقبة ونهاية دور ماو الرئيسي. وبدأت كتابة تاريخ الصين من دونه.

بعد أربعين سنة من وفاة ماو السياسية، وبعد 30 سنة من وفاته الجسدية، ها هو الحزب الشيوعي الصيني يود له موتا ثالثا، موت النسيان بالتخلص من جثته التاريخية المزعجة. إن كانت القيادة الصينية الحالية تريد تأكيد استمرارية الطموح القومي، فإنها تقطع جذريا مع الإرث الاجتماعي لثورة 1949 الذي بدأ مع الإصلاح الزراعي، وتغيير وضع المرأة، وسياسة "قصعة الأرز الحديدية" التي كانت تؤمن لعمال منشآت الدولة فرص العمل ومكاسب جماعية عديدة. جلي أن تعاظم الامتيازات البيروقراطية فند منذ أمد بعيد مزاعم الماوية المساواتية. لكن ذكرى ماو تصبح حاليا، إذ يجب إطلاق عنان الرأسمالية- مما يستدعي قلبا لكل العلاقات الاجتماعية على نحو لا مساواتي- تهديدا. إذ يمكن بالفعل أن تمد الإحالة إلى الماضي الماوي المقاومات الشعبية العديدة بشرعية وان تطبع النقاش السياسي الناشئ.

سياسات ليبرالية

من جهة بدأ هذا النقاش في سنوات 1990 بتعارض " الليبراليين الجدد" و"اليسار الجديد" حسب تعبير لونغ يو. يرى الأولون أن أشكال الانحباس من طبيعة داخلية أساسا. ويساندون بحماس عمليات الخصخصة، وتسريح عمال منشآت الدولة، والمنظمة العالمية للتجارة، والتدخل الأمريكي بالعراق. وهم مبتهجون لتفكك الاتحاد السوفيتي، ويدافعون عن السوق، وما هو أجنبي وغربي، معتبرين الاندماج بالعولمة السبيل الوحيد لتحديث البلد وولوجه الحضارة. أما التسمية الثانية فتشمل جملة لا متجانسة من "الاشتراكيين الديمقراطيين" وأنصار النزعة القومية الاقتصادية أو الماويين. ويجنح الناطقون باسمهم إلى التنديد بالمخاطر الخارجية: الامبريالية والعولمة. ويدافعون عن الدولة وعما هو قومي وشرقي. وعادة ما يعتمدون الإرث الماوي، أي السعي إلى طريق نمو خاص بالبلد، ودور الدولة الكبير، وقيم جماعية. ويخشون أن يكون تفكك الاتحاد السوفيتي مقدمة لتفكك الصين، ويولون أسبقية مطلقة للاستقرار.

وسواس الاستقرار هذا هو ما يفسر عدم تبني "اليسار الجديد" لحركة 1989 الديمقراطية. طبعا اشتد نقده للسياسة الرسمية في السنوات الأخيرة، لكنه إذ يندد بشروط انضمام الصين إلى المنظمة لعالمية للتجارة ليس ضد مبدأ انضمامها. وتقف أغلبية الناطقين باسمه من وجهة نظر الدولة أكثر ما تقف من وجهة نظر المقاومات الاجتماعية. لذا بإمكانها تبني نزعتها القومية. و وحدها أقلية صغيرة تتبنى خطابا جذريا أكثر، متضمنا المرجعيات الطبقية و النقد الأصلي للقومية البرجوازية من طرف الحزب الشيوعي الصيني.

لا تنعكس التقاطبات الاجتماعية الجارية إلا على نحو ناقص في النقاش بين "الليبراليين الجدد" و" اليسار الجديد". فإن كان الأولون يمثلون فعلا الأغنياء الجدد، فإن" اليسار الجيد" ليس صوتا للعمال والفلاحين المقاومين. قد يساعد الانتساب إلى ماو على إضفاء شرعية على معارضة السياسات النيوليبرالية. لكن إعادة بناء يسار ماركسي ستستدعي نقدا لإرث ما تسي تونغ ذاته.

أسبوعية روج - العدد 2174 -28 سبتمبر 2006

تعريب المناضل-ة




#بيير_روسيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الصينية الجزء الثاني -الفصل السابع
- الثورة الصينية-الجزء الثاني - ماوية يانان: الثورة والإكراه ا ...
- الثورة الصينية-الجزء الثاني - الفصل الخامس 1937- 1945 الحرب ...
- الثورة الصينية : امتحان المشروع الماويّ في النضال من أجل الس ...
- الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماويّة - الفصل الثالث- ...
- الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية - الفصل الثاني - ...
- الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية- الجزء الأول - ن ...
- الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماويّة - الجزء الأول- ...
- الثورة الصينية الثانية وتشكل الرؤية الماوية


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بيير روسيه - بعد ثلاثين سنة: وفاة ماو تسي تونغ الثالثة