أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعوم تشومسكي - يرون العالم من خلال منظار قصف القنابل















المزيد.....

يرون العالم من خلال منظار قصف القنابل


نعوم تشومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في لبنان هدنة قليلة الشأن مستمرة – الا انها هدنة اخرى من سلاسل هدنات طوال عقود بين اسرائيل وخصومها في حلقة كما لو كان قدرا محتوما ان ترتد الى الحرب والمذابح والبؤس البشري. دعنا نصف الازمة الحالية بما هي عليه: غزو اسرائيلي امريكي للبنان، فقط تحت دعاوي خسيسة من الشرعية. وسط كل الاتهامات والاتهامات المتبادلة، العامل الاكثر مباشرة خلف هذا العدوان هو الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

تلك هي المرة الاولى التي تهاجم فيها اسرائيل لبنان من اجل انهاء خطر مزعوم. الغزو الاكثر اهمية في اجتياحات اسرائيل المدعومة امريكيا للبنان، غزو عام 1982، وصف بشكل واسع في اسرائيل كحرب من اجل الضفة الغربية.

قامت اسرائيل بهذا الغزو لانهاء نداءات منظمة التحرير الفلسطينية المزعجة من اجل تسوية دبلوماسية. رغم العديد من الظروف المختلفة، يقع غزو يوليو في نفس الشريحة.

ما الذي يكسر مثل تلك الحلقة؟ الخطوط الاساسية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تدعمت باجماع دولي واسع منذ 30 عام: تسوية الدولتان طبقا للحدود الدولية، ربما مع تعديلات طفيفة ومتبادلة.

قبلت الدول العربية رسميا هذا الاقتراح في 2002، كما ارتضاه الفلسطينيون قبل ذلك بزمن طويل. وقد اوضح السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله انه رغم ان هذا الحل لا يفضله حزب الله، الا انهم لن يعملوا ضده. "القائد الاعلى" لايران اية الله خامينيئي اعاد مؤخرا تأكيد ان ايران ايضا تدعم مثل هذا الحل. وقد اشارت حماس بوضوح انها مستعدة للتفاوض حول تسوية بهذه الشروط ايضا.

لا تزال الولايات المتحدة واسرائيل تسد السبل اما هذه التسوية السياسية، كما فعلا دائما طوال 30 سنة، باستثناءات قليلة ودون أي تبعات. الرفض قد يكون مفضلا في الداخل، ولكن الضحايا لا يتمتعون بمثل هذه الرفاهية.

الرفض الاسرائيلي الامريكي ليس فقط بالكلام، ولكن وهو الاكثر اهمية بالافعال. اسرائيل بدعم امريكي حاسم وضعت رسميا خطط برنامجها للضم، وتفكيك وتقليص المناطق الفلسطينية وحبس ما يتبقى منها بالاستيلاء على وادي الاردن – برنامج "التمايز والانفصال" وللدهشة يسمى برنامج "الانسحاب الشجاع" في الولايات المتحدة.

نتيجة لذلك، يواجه الفلسطينيون تدميرا وطنيا. الدعم الملموس بشكل اكثر لفلسطين يأتي من حزب الله، والذي تشكل كرد على غزو 1982. ولقد اكتشب مكانة مرموقة بشكل معقول بقيادته للجهود التي اجبرت اسرائيل على الانسحاب من لبنان عام 2000. ايضا، مثل أي حركات اسلامية اخرى ومن ضمنها حماس، كسب حزب الله دعما شعبيا عن طريق تقديمه لخدمات اجتماعية للفقراء.

وقد بان لواضعي الخطط في اسرائيل والولايات المتحدة ان حزب الله يجب اضعافه او تدميره بشدة، بالضبط كما كان يجب اخلاء لبنان من منظمة التحرير الفلسطينية في 1982. ولكن حزب الله منزرع بعمق في المجتمع اللبناني بدرجة لا يمكن اجتثاثه منه دون تدمير الجزء الكثير من لبنان معه. من هنا كان اتساع الهجوم على سكان البلد وبنيته التحتية.

هذا العدوان، محافظا على نفس النمط المعتاد، قد زاد بشكل حاسم من التأييد لحزب الله، ليس في العالمين العربي والاسلامي فقط، ولكن داخل لبنان ايضا. في اواخر الشهر الماضي، كشفت الاستطلاعات ان 87% من اللبنانيين يدعمون مقاومة حزب الله ضد الغزو، منهم 80% مسيحيين ودروز. حتى البطرياركية المارونية الكاثوليكية، الزعيم الروحي للقطاع الاكثر موالاة للغرب في لبنان، التحق بالزعماء الدينيين السنة والشيعة في اصدار بيان يدين "العدوان" ويبارك "المقاومة التي يقودها حزب الله". اكتشفت الاستطلاعات ايضا ان 90% من اللبنانيين ينظرون الى الولايات المتحدنة باعتبارها "متواطئة في جرائم الحرب الاسرائيلية ضد الشعب اللبناني".

امل سعد غريب، الباحثة الاكاديمية اللبنانية الخبيرة في حزب الله، لاحظت ان "تلك النتائج الملموسة تصبح اكثر مغزى عندما تقارن بنتائج استطلاع مماثل اجري فقط من خمسة اشهر مضت، والذي اظهر ان 58% فقط من اللبنانيين يعتقدون ان حزب الله لديه الحق في الاحتفاظ بسلاحه، وبالتالي لديه الحق في الاستمرار في العمل المقاوم".

تلك المسارات معتادة. رامي خوري، محرر الديلي ستار اللبنانية، كتب ان "اللبنانيون والفلسطينيون ردوا على هجمات اسرائيل الهمجية المستمرة والتي لا تتوقف ضد السكان جميعهم بخلق قيادات موازية او بديلة تستطيع حمايتهم وتقديم الخدمات الضرورية لهم".

مثل هذه القوى الشعبية سوف تربح مزيدا من السلطة وتصبح اكثر تطرفا باستمرار تدمير اسرائيل والولايات المتحدة لاي امل لهم في تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي تدمير لبنان.

حتى الملك عبد الله ملك العربية السعودية، اقدم حليف لواشنطن في المنطقة، اضطر الى القول: "لو رفض اختيار السلام بسبب العجرفة الاسرائيلية، اذا فقط اختيار الحرب هو الذي سوف يبقى، ولا احد يعرف التبعات التي سوف تنكب بها المنطقة، بما فيها الحروب والصراعات التي لن توفر احدا، ومن بينهم اولئك الذين تغويهم قوتهم العسكرية باللعب بالنار".

وليس سرا ان اسرائيل قد ساعدت على تدمير تيار القومية العربية العلماني وساعدت على خلق حزب الله وحماس، بالضبط كما سرع العنف الامريكي من نهوض الاصولية الاسلامية المتطرفة والارهاب الجهادي. تلك المغامرة الاخيرة على الارجح سوف تخلق اجيال جديدة من الجهاديين الاكثر غضبا ومرارة. بالضبط كما فعل الغزو الاخير في العراق.

لاحظ الكاتب الاسرائيلي يوري افنيري ان رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتز، القائد السابق للقوات الجوية الاسرائيلية، "يرى العالم في الاسفل من خلال منظار قصف القنابل". ونفس الشيء مع رمسفيلد وتشيني ورايس وواضعي الخطط الاخرين في ادارة بوش. وكما يخبرنا التاريخ، تلك النظرة على العالم من اعلى ليست نادرة وسط هؤلاء الذين يمتلكون وسائل العنف هذه.

تصف امل سعد غريب العنف الحالي "بالفاظ تستخدم في وصف يوم القيامة"، محذرة بان من الممكن "ان ينفرط عقد الجميع" لو تركت الحملة الامريكية الاسرائيلية وضعا "تحتقن فيه الطائفة الشيعية بالسخط والغضب على اسرائيل، والولايات المتحدة والحكومة التي يشعرون بانها خانتهم".

لب القضية – الصراع الفلسطيني الاسرائيلي – يمكن تسويته دبلوماسيا، لو تخلت الولايات المتحدة واسرائيل عن قناعاتهم الرافضة للتسوية. المشاكل الداهمة الاخرى في المنطقة قابلة ايضا للحل بالدبلوماسية والتفاوض. نجاح الحلول لا يمكن ان يضمنها احد. ولكن يمكننا بشكل له اسبابه ان نكون واثقين من ان النظر الى العالم من خلال منظار قصف القنابل سوف يجلب مزيد من البؤس والمعاناة، وربما حتى بمقاييس "كارثة يوم القيامة".

الجارديان، 2 سبتمبر 2006.
كفاية زي نت العربية



#نعوم_تشومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل/فلسطين
- نستطيع حل الازمة النووية الايرانية
- التغيير الاجتماعي اليوم محاورة بين نعوم شومسكي وستيفن ديوريل
- دروس أزمة الغذاء في أفغانستان
- علينا التحرك الآن لمنع هيروشيما أخرى – أو أسوأ
- اللجوء إلى الترويع
- الدولة والكوربوريشن
- الإمبراطورية المنطوية على نفسها
- بدون وجه حق وبالقوة العالم الأمثل في نظر واشنطن
- ليس العراق إلا اختبارا
- مجازر صبرا و شاتيلا
- تلخيص كتاب: الحادي عشر من أيلول والعولمة
- الولايات المتحدة بين الافراط في القوة وفي السيطرة الارهاب، س ...
- حول موضوع التفجيرات الأخيرة


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نعوم تشومسكي - يرون العالم من خلال منظار قصف القنابل