أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الداودي - في الحاجة إلى الأدب














المزيد.....

في الحاجة إلى الأدب


أحمد الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


في زمن الأوبئة والحروب بات الوضع أكثر تعقيدا وتركيبا. فالفكر الإنساني أصبح متجها إلى المجهول الذي قد يؤدي – لا محالة- إلى هلاك العالم و تدميره. وهذا هو نتاج الحداثة وما بعد الحداثة. لعل متأمل الفكر الإنساني منذ الثورة الصناعية خاصة نجده نحا تجاه المادية التي استولت على الإنسان فحولته إلى كائن مادي بعد أن كان كائن ميتافيزيقي. كائن أحيا العقل على حساب إماتته للقلب. هذا التطور الإنساني في اتجاه المادية ولد نزعة نحو تدمير كل شيء مقابل حصوله على رغباته الفرية. وهذا ما عبر عنه عبد الوهاب المسيري في فلسفته بالإنسان المتمركز حول ذاته أو الإنسان المعادي للتاريخ.
كذلك نجد أن الفكر الإنساني منذ الثورة الصناعية اتجه إلى تقديس العلم على حساب القيم. هذه الأخيرة يقدمها لنا الأدب من خلال أعمال العظماء من الشعراء و الأدباء... وخير مثال نسوقه هنا رائعة الكاتبة الانجليزية ماري شيلي "فرنكنشتاين" التي تجسد الإنسان ما بعد الثورة الصناعية الذي تحول إلى وحش عديم الإحساس. في مؤلفها قدمت لنا عملا خياليا صور لنا أثر العلم -السلبي- على الإنسان. إن العلم مبني على حقائق مادية واقعية وهو بذلك يحيلنا إلى عالم صلب قائم على حسابات لا تخطئ في منظوره. هذا العالم أفرز نوعا من البشر مفرغ من إنسانيته و أحاسيسه و مفرغ تماما من الخيال – الذي يقوم عليه الأدب. ذلك أن العلم لايعترف بالخيال.
ومن الأهمية بمكان أن نحيل في مقالنا هذا إلى أحد أبرز الفلاسفة الألمان الذي يعتبر برفقة غوته من مؤسسي الحركة الكلاسيكية في الأدب الألماني. هذا الفيلسوف نظر إلى بناء مجتمع مثالي بالانفتاح على الأدب . يرى فريدريك فان شيلر بأن الأدب هو الطريق نحو بناء مجتمع جميل. بالنسبة للفيلسوف الألماني الإنسان يعيش في حالة الحاجة المادية وما أن يبدأ بقراءة أعمال الأدباء فهو يعرف تحولا أي أنه يتطور إلى حالة أسمى عبر عنها شيلر بحالة الإرادة الأخلاقية. وبهذا تكون وظيفة الأدب هي التأثير على الفرد ايجابيا. الأدب يجعلنا قادرين على رؤية العالم من وجهات نظر الآخرين. هؤلاء الآخرين ليسوا فقط آخرين عاديين , هؤلاء بالإضافة إلى تطورهم إلى حالة أسمى, حالة الإرادة الأخلاقية فقد استطاعوا بقوة بصيرتهم أن يقدموا قراءة جديدة للعالم, قراءة تساهم في بناء عالم القيم. لذلك يرى شيلر أننا من خلال نافذة الأدب فنحن قادرين على أن نصبح أفراد جميلين, أفراد متوفرين على روح جميلة و بواسطتها يمكن بناء مجتمع جميل.
بالنظر إلى هذه الرؤية فالعقل الحداثي ومابعد الحداثي -العقل الذي لا يؤمن إلا بالعلم و لا شيء غير العلم- لا يتجه نحو بناء مجتمع القيم بقدر ما هو متجه إلى بناء مجتمع متمركز حول ذاته مجتمع بلغة الغرب براغماتي- نفعي يقوم على إلغاء الأخر... مجتمع فارغ من الخيال, هذا الأخير يعتبر ركيزة الابتكار والتغيير. ولا يتسنى لنا ملامسة الخيال إلا من خلال نافذة الأدب. في عالم الأدب هناك تجد القيم التي ما أحوجنا إليها في هذا الزمان. يقول عبد الوهاب المسيري في رحلته الفكرية " أنا أذهب إلى تشجيع الخيال, هو تشجيع للعقل الإنساني على أن يفكر و يبدع فالإنسان الذي يعيش عالم الحقائق المادية الواقعية و حسب يعيش في عالم صلب يميت الوجدان و الشعور و يجعل الإنسان شخصية متزمتة تور في إطار ما هو قائم وموجود بالفعل بدلا من أن يحاول تجاوزه وتغييره وتبديله."






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعات العربية.. أين هي؟


المزيد.....




- بعد وفاة بطلته ديان كيتون.. العمل على إنتاج جزء ثانٍ من Fami ...
- البرلمان يقر تشديد شروط تعليم اللغة السويدية للمهاجرين
- انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب بشعار -عاصمة الثقافة.. وطن ...
- -عين شمس- و-بغداد- تتصدران الجامعات العربية في -الأثر البحثي ...
- في ترجمة هي الأولى وغير مسبوقة: ‎الشاعر والمترجم عبد الله عي ...
- الوكيل؛ فيلم وثائقي يروي حياة السيد عيسي الطباطبائي
- تهديدات بن غفير.. استراتيجية ممنهجة لتقويض السلطة والتمثيل ا ...
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن تشكيلة لجنة تحكيم دورته ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالشاعر عذاب الركابي
- من أرشيف الشرطة إلى الشاشة.. كيف نجح فيلم -وحش حولّي- في خطف ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الداودي - في الحاجة إلى الأدب