أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - أزمة السيولة والائتمان العالمية عام 2008 ، الأزمة الأشد عنفاً منذ بداية العولمة المالية














المزيد.....

أزمة السيولة والائتمان العالمية عام 2008 ، الأزمة الأشد عنفاً منذ بداية العولمة المالية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 10:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تعد الأزمة المالية العالمية 2007–2008 التي انفجرت في أيلول/سبتمبر 2008، الأسوأ من نوعها منذ زمن الأزمة العالمية الكساد الكبير سنة 1929، ابتدأت الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم امتدت لتشمل الدول الأوروبية والدول الآسيوية والدول العربية ومنها دول النفط الخليجية وكافة الدول النامية التي يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2008 إلى 19 بنكاً، كما توقع آنذاك المزيد من الانهيارات الجديدة بين البنوك الأمريكية البالغ عددها 8400 بنكاً.
اشتدت حدة أزمة السيولة والائتمان العالمية مع نهاية عام 2007، والتي كانت قد بدأت في شهر آب المنصرم. والسبب الرئيس لهذه الأزمة هو الفرق المتزايد بين مؤشر (ليبور) (وهو سعر الفائدة الذي تستخدمه البنوك في إقراض بعضها البعض الإنتربنك) وسعر الفائدة المطبق، فقد اتسعت المسافة بشكل كبير بين مؤشر (ليبور) لأسعار الفائدة وبين أسعار الفائدة طبقاً للبنوك المركزية - بالإضافة إلى السندات الحكومية- وما زالت في اتساع منذ بدأت الأزمة في الولايات المتحدة، ومنطقة اليورو، والمملكة المتحدة. الأمر الذي أدى إلى انعدام الثقة بين المؤسسات المتماثلة.
مما لا شك فيه أن البنوك المركزية الرئيسة لم تتردد في ضخ عشرات المليارات من الدولارات من السيولة إلى المصارف التجارية، كما سارع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك إنجلترا، وبنك كندا إلى تخفيض سعر الفائدة. إلا أن تفاقم الظروف المالية يؤكد أن الاستجابة كانت فاشلة على نحو مثير للشفقة.
ليس من المدهش إذاً أن تصبح البنوك المركزية في موقف اليائس في مواجهة الأزمة الأشد عنفاً منذ بداية العولمة المالية أزمة السيولة والائتمان. وأستطيع أن أقول إن الإعلان الأخير عن تنسيق عمليات ضخ السيولة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وأربعة بنوك مركزية كبرى أخرى، جاء بعد فوات الأوان.
لن تنجح هذه الإجراءات في تقليص اتساع الفجوة مع الإنتربنك بصورة ملموسة وخلال وقت قصير، ذلك لأن السياسة النقدية عاجزة عن التعامل مع المشاكل الأساسية التي أدت إلى الأزمة. فالمسألة ليست في السيولة فحسب، مؤسسات مالية ذات ديون قصيرة الأجل وأصول سائلة أطول أجلاً، بل هناك العديد من القضايا والمشاكل الاقتصادية الأخرى المرتبطة بأزمة الائتمان والسيولة الخطيرة ومن أهمها:
أزمة ملايين من الأسر في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو، مع الرهن العقاري المفرط،
المئات من مقرضي الرهن العقاري الثانوي المفلسين،
أعداد متزايدة من شركات بناء المساكن المتأزمة،
العديد من المؤسسات المالية المتأثرة، وقطاع الشركات.
(فهل يستطيع الضخ النقدي أن يحل مشكلة انعدام الثقة التي تمكنت من النظام المالي العالمي وقد أدت العولمة وشراء سندات القروض إلى انعدام الشفافية فيه. وحين يفقد المرء الثقة في نظرائه الماليين، فلن يكون راغباً في إقراضهم أياً كان حجم ثروته).
تتوجه الولايات المتحدة الآن نحو الركود، رغم الجهود التي يبذلها بنك الاحتياطي الفيدرالي. والحقيقة أن تراكم المشاكل الحقيقية والمالية أدى إلى حدوث أسوأ أزمة ركود شهدها قطاع الإسكان في الولايات المتحدة على الإطلاق، كما أن ارتفاع أسعار النفط إلى حوالي مائة دولار للبرميل، وأزمة الائتمان الحادة، وهبوط الاستثمارات من جانب الشركات الكبرى، وتضاؤل معدلات الادخار وتزايد أعباء الديون الضاغطة على المستهلكين الذين تضربهم الصدمات السلبية بلا توقف، يجعل من الركود الاقتصادي أمراً لا يمكن تجنبه. ولسوف يتراجع النشاط الاقتصادي في أماكن أخرى من العالم مع انتقال العدوى إليها من الولايات المتحدة.
(في الإجمال، أثبت مصدِّرو النفط في المنطقة (بلدان مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الجزائر وليبيا) قدرة على الصمود، بفضل أسعار النفط المرتفعة بصورة متواصلة في الطفرة التي سبقت الأزمة، والإجراءات الحكومية التي ساعدت على التخفيف من آثار الانكماش. وبين عامَي 2005 و2008، سهّلت أسعار النفط المرتفعة النمو الاقتصادي القوي، بما في ذلك جهود التنويع المختلفة في الاقتصادات النفطية، مما أدّى إلى نمو غير نفطي متزايد بين 2005 و2008. وساعدت هذه التطورات البلدان المصدِّرة للنفط على زيادة الأصول الأجنبية وخفض الديون الحكومية، مما ساهم في تهدئة أنظمتها المالية على الرغم من أنها تكبّدت خسائر من الاستثمار في الأصول الأجنبية).
وعلى الأرجح فإن معافاة اقتصادات الدول العربية من هذه الأزمة المالية العالمية ستكون بطيئة ومطوَّلة ومرتبطة حكماً بالمعافاة العالمية. كي تخرج حكومات المنطقة أقوى من الأزمة، يجب أن تفكّر في المدى الطويل وتنشئ مؤسسات اقتصادية قوية وتنظر في تطبيق إصلاحات اقتصادية جدّية.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر العلمي الأول حول “اقتصاد المعرفة لسورية ما بعد الحرب ...
- نظريات جوهر الربح ومصدره في الاقتصاد الرأسمالي
- جائزة نوبل في الاقتصاد 2022 لثلاثة اقتصاديين بن برناركي، ودو ...
- برامج التصحيح وسياسات التكيف وإعادة الهيكلة في الدول العربية
- الحدود القومية والاقتصاد ودين العولمة
- التنمية الإدارية في الجمهورية العربية السورية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 399/ 2022، الأحد 28 آب، ...
- متى تستطيع الدول العربية تحقيق الأمن الغذائي؟
- الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الأسباب والتداعيات أزمة ...
- أزمة السيولة والائتمان العالمية عام 2008 الأزمة الأشد عنفاً ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 399/ 2022 الأحد 28 آب، ...
- هذا ما سيحدث للاقتصاد البريطاني عندما تموت الملكة إليزابيث ا ...
- مجموعة العشرين الكبار واستقرار الاقتصاد العالمي
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 398/ 2022، الأحد 21 آب، ...
- مصر ورياح العولمة كتاب من تأليف: أ. د. محمود عبد الفضيل
- الفكر الاقتصادي في اليونان القديم (أرسطو)
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 397/ 2022 الأحد 14 آب، ...
- رواد الفكر التنويري العربي – الإسلامي، أبو نصر الفارابي، لقّ ...
- أبو يوسف الانصاري الإمام العلامة المحدث صاحب كتاب الخراج
- الترجمة أحد أهم أدوات التواصل بين الشعوب


المزيد.....




- أحسن من الواتساب الرسمي.. تحديث واتساب الذهبي 2024 أحدث إصدا ...
- “ميزات جديدة” جرب تنزيل واتساب الذهبي 2024 اخر تحديث WhatsAp ...
- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا
- وزير النفط العراقي: جولات جديدة للتراخيص في 30 حقلا للنفط
- أسعار عقود القمح تتجه لتحقيق أعلى تسوية منذ أغسطس 2023
- بهذه القيمة.. ماكدونالدز تطرح وجبات مُخفضة لجذب منخفضي الدخل ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
- أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - أزمة السيولة والائتمان العالمية عام 2008 ، الأزمة الأشد عنفاً منذ بداية العولمة المالية