أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة قاسم أبو غوش - قراءة وتحليل رواية على أجنحة الحلم للكاتبة نزهة الرملاوي














المزيد.....

قراءة وتحليل رواية على أجنحة الحلم للكاتبة نزهة الرملاوي


نزهة قاسم أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


"ذاكرة على أجنحة الحلم" للكاتبة المقدسيّة، نزهة الرملاوي
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش
19.10.22
في روايتها " أحلام مبتورة" أخذتنا الكاتبة ن نزهة الرملاوي في رحلة جميلة عشنا معها بخيالنا لحظة بلحظة، وخطوة فخطوة.
استطاعت الكاتبة بلغتها الغنيّة بكلّ جماليّاتها البلاغيّة من تجسيد، واستعارات وتشبيهات واطناب وتفصيل ووصف دقيق للأحداث والأماكن؛ أن تجعلنا نعيش تفاصيل الرحلة منذ خروجها من القدس حتّى العقبة وعمّان، ثمّ طريق العودة,
يمكننا أن نصنّف هذه الرواية أنّها من أدب الرحلات؛ حيث أنّ الرواية ركّزت على الأماكن السّياحيّة، والأثريّة في العقبة والبتراء ومدينة عمّان وغيرها؛ ثمّ أنّها أبرزت جماليّات الأماكن في المدن بجبالها وصخورها ورمالها وبداوتها، ولم تنس أن تشرح حضارات تلك المدن وثقافاتها وتاريخها.
في لغتها، جعلت الكاتبة للأشياء حركة خاصّة مميّزة، فيها البحر يتنهّد والجبال تتألّم والرّمال تشكو والعصافير تروي حكايات، والمدن حزينة متعبة من تاريخها المفعم بالحروب الّتي أنهكتها. والقدس هي جنّة الله على الأرض.
نجد في لغة الرّواية لونا أدبيّا مميّزا دخلت به الكاتبة من خلال رحلتها الطويلة، حيث استطاعت أن تروي قصصا اجتماعيّة تمسّ حضارتنا العربيّة وتنقد حالات اجتماعيّة تحدث مع مراهقين يجهلون عواقب تصرّفاتهم العشوائية، وفلتانهم من معايير مجتمع ضيّق الآفاق لا يرحم الأنثى على الأغلب.
تعتبر الرّواية إِنسانيّة بالدرجة الأولى، فقد برزت من خلال علاقات المسافرين ببعضهم خلال الرحلة من الدّرجة الأولى، كما أنّ لرّاوية كانت تحزن وترأف وتساعد مراسلتها لصديقتها المعجبة، عبير، وذلك عبر التواصل الاجتماعي، الّتي وقعت بأزمة أسرية، كذلك عطفها مع الأسرى" ألا يحقّ للأسير أن يكون له قلب ينبض؟ لقد آلمني صراخ المعتقلين في الزنازين"
مشاركة الفرح والحزن والدّموه مع النّازحين، والثائرين" هم الثائرون من يمتلكون القلوب المرهقة ويتقنون فنّ العشق"؛ ثمّ أنّ الرّواية تحدّثت عن لفن والفكر والنجاح والسعادة، وأهميّة القراءة " فهي الشّمس الموجّه للأفكار" التضامن مع الكاتب والروائي الّذي يستشير القرّاء. رفض الراوية للسياسات الحمقاء والتصفيق الأعمى لهم، وللقادة الّذين يعتريهم النفاق. سلّطت الكاتبة نزهة في روايتها على الصّراعات الّتي يعيشها الفلسطيني على أرض أجداده؛ الصّراعات الدّينيّة، والسّياسيّة، والاجتماعيّة وما يعانيه الانسان من متاعب وانتهاكات لأرضه وبيته وأبنائه وحياته اليوميّة الّتي يعيشها بخوف وترقّب وحذر.
سردت الرّاوية الأحداث بلغة أخلاقيّة لا تخدش الحياء ولا تتطرّق إِلى المواضيع الجنسيّة، بل تناولتها بحرفيّة من خلال الإيحاء في حالة التّعبير عن العلاقات الّتي كانت بين المراهقين؛ كما أنها كانت تلجأ إِلى الله بالاستغفار والاستعانة به على حلّ المشاكل المختلفة.
كان انتماء الرّاوية للأرض والوطن والقدس بشكل خاصّ بارزا في الرواية " القدس منارة عشق وتراتيل محبّة وأسطورة عشق." تساءلت الراوية سؤالا يلفت انتباه القارئ" هل حبّ القدس يورّث في الجينات؟" قالتها على لسان احدى الشخصيّات الّتي لم تعش بالقدس، بل بالغربة، لكنّها أحبّت القدس كما أحبّتها والدتها الّتي تركت أسرتها وعادت لتعيش في بلدها القدس؛ لذلك غفرت الفتاة لوالدتها؛ لأنّ القدس تستحقّ أكثر، هنا يتّضح الجواب: نعم حبّ القدس يورّث في الجينات.
أمّا من ناحية العاطفة، نجد أنّ لغة الرواية قد سيطرت على العاطفة وكأنّ اللغة هي من تخلق العاطفة وليس العكس, من بين السّطور لمسنا العاطفة الجيّاشة الصادقة المفعمة بالأحاسيس؛ حيث أنّ الراوية استطاعت أن تعبّر بلغتها عن فرحنا وحزننا وألمنا وقهرنا وانكساراتنا، وانتصاراتنا الصّغيرة؛ وأحلامنا المدفونة تحت الرّمال.
أمّا الخيال فهو أيضا قد اعتمد على اللغة التّعبيريّة في الرّواية، فمن خلال التشبيهات والاستعارات ظهر خيال الكاتبة الّذي رسم لنا صورا جميلة ملوّنة دخلت إِلى الأذهان بطريقة سهلة وجميلة.
من ناحية الصّراع، نجد أنّ الكاتبة قد صوّرت في كلّ حدث صراعا قائما بالفعل؛ لكنّي لم أجد أنها قد خلقت صراعا موحّدا على طول الخط القصصي للرواية؛ من أجل ربط الأحداث، ربّما لأنّها تناولت مسار الرّحلة المشتركة في الحافلة، كخطّ روائي من البداية حتّى النهاية، فقد تغلّب هذا على خلق خطّ ثنائي آخر.
لقد بدى واضحا نظرة الكاتبة للزمن الماضي، والحاضر؛ ولاحظت الكثير من التّساؤلات الّتي لا جواب لها عن الغموض المستقبلي في فلسطين ومنطقتنا العربيّة؛ ولم توضّح الرّملاوي عن نظرتها وتوقّعاتها المستقبليّة والصراعات القائمة في المنطقة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة قاسم أبو غوش - قراءة وتحليل رواية على أجنحة الحلم للكاتبة نزهة الرملاوي