أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزالدين غازي - بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا السياسية العربية














المزيد.....

بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا السياسية العربية


عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 08:31
المحور: كتابات ساخرة
    


لبني العرب حضارة كرم وعوائد وأيام ودهاء وذكاء... أصابها الوهن والضعف و قدر الزمن المعتوه أن قلب الأعالي في حضيض الدخلاء الفاسقين ، فجعلوا أعزة أهلها أذلاء يركعون ، متملقين متلهفين يتسابقون ،عن من سيسعد بيوم مُهين مُشين ،غرضهم أن يعضوا بالنواجذ على كراسي عروشهم ، طموحهم إقصاء بني عشيرتهم وأملهم الولاء لشيخهم الكبير الظالم المستبد ، شيخ الصهيونية والتوحش ولا يهمهم المستضعفون الكُدًح، ولا يوم فيه تسطع شمس كاشفة للناظرين بجلاء مبين ما هم يفعلون ، فيحسب أن التاريخ بهم رحيما ، فلا يعلمون من الديموقراطية والعدالة إلا لغوا جهورا. زيغهم كبير في تحمل عبأ هذه الحضارة الجميلة فهم ماردون أنوكون لا يسخرون رعاياهم الا ليركعوهم كما هم راكعين ، فها هو الولاء الذي ما ان يكشف عن سره حتى يولد من المريدين من هم أشد في خدمة الولاءات ، فنقول بلغة القدر ان طبقات المجتمع مغلوبة عن امرها بذرائع شتى و لكن ليس كمن بنى تاريخ مليء بالحفر كمن اراد ان يسويها فذلك الفارق عظيم ولتتمعن في منطق الانثروبولوجيا للمجتمعات العربية بتجلياتها التالية:

التجلي الأول :
ويظهر تحت قناع أقلام مستأجرة لا لون لها ، حر بائية ، لا صنف لها ، وصولية تدس الكرامة...تستعير أقنعة بدون ألوان ولا أوزان ، تنطق أصواتا مبحوحة هي من أفواه مكممة ، قد يكونون مغلوبين على أمرهم أو ربما فوضوهم بعد أن سلبوهم وقل أفلا يسلبون ؟
إنها خصلة من فضائل ثقافتنا العتيدة في "ديمقراطيتهم" الولوعة بالتحايل على أصوات الآخرين لذلك فهي لا نغم لها ولا طرب ، إنها ميزة من شيم التسلط العظيم في الموروث الثقافي .
ولأن أقلام بني هؤلاء البشر تترك بصماتها فوق أوراق متآكلة بفعل الزمن وأي زمن ؟ أوراق كتبت عليها قوانين حمو رابي الستة عشر ، لا بل تسعة عشر...
تصوروا كم هي شديدة الحلكة لتسود في أعين هؤلاء البشر. ليغمى عليهم بحبر أزرق حتى صاروا أبلد من بني الولاء في عتي الهمم .
وهم من عشيرة بني آدم يا حصرتاه ، تاريخهم الأقوى في الذاكرة ، لذلك لم يجرؤ أحد من بني هؤلاء البشر على استبدال ثقافتهم المناضلة في أساليب الإقصاء فقط لأنها مكتوبة في الذاكرة الأنثروبولوجية محفورة تحت عناوين العوائد والأيام .

التجلي الثاني :
يكاد الكلام الصاخب يطبق أسماعهم وأي آذان؟ . ولو وعد العالمون بأمورهم وجميعهم بنورهم وهم على كثرتهم قليلون طرق وسبل هؤلاء لا يفتأ غباء هم إلا أن يستبشر طمسا وأن يبدع في صرع العقلانية وإحلالها بما يحلو لهؤلاء من أوهام البلادة التي في اعتقادهم أدهى طرق الولاء . وترى المارد الأنوك في سلب الإرادة ينحني كنبات الديس ، فإن مر غثاء السيل نهض فأبرع وأبدع في التظلم والاستبداد وقمع الارادة .
فلو وعد العالم من حولنا بشعارات لكسر أقلام أصحاب الأقنعة المغمورة بكرامات وغرائب بل وعجائب الدنيا التي تحكينا عن الحبر الأسود ، صاحب الحلكة والظلام والظلم ، تاريخ عجائب قدرَ على فعل ما لم يقدر عليه حتى أصحاب الكرامات النبوية !. ربما هنا أيضا ستصبح لألوان البحار والسماء معاني أخرى لثقافة كونية أصيبت مع هؤلاء بالعماء اللامتناهي .فها هي كذاك أصواتنا المبحوحة سرقت فزركشت بعد أن زخرفت بخطابات معسولة تشنف أسماع الطامعين وتعجز ألسنة العالمين على وصف أغراضها البلاغية والإبلاغية . كم هي مصيبتنا كبيرة حين سيصاب المبصرون أنفسهم من المقت والكراهية إن هم تجرؤوا على تفكيك ألغاز عجائب ثوابتنا وعوائدنا من أيامنا الجميلة في النحس والغباء ، وسيتأثرون كذلك بطبائع بني هؤلاء البشر البدائية وربما ستعطل أقلامهم حين تجف حبرا أو ستصبح أصواتهم هم أنفسهم خرساء.

التجلي الثالث :
ومن طرق المبدعين في ثوابت الإقصاء من أهل البشر المتقدمين في صنع الحياة والحداثة واختراع السياسة ألا يبالون بمصابيح الشعارات الإنسانية في سائر بقاع الكون غير عابئين بأقاويل أعلامها تاركينها تتوقد كشمعة تحملها ثلة من المهمومين مصطفين في الانتظار إلى أن يحل حمو رابي صاحب الحل والعقد في إبداع القوانين .
شموع تنطفأ وتشتعل توقدها الأيادي البيضاء المسلوبة الذاكرة...
وما التي ما فتأت تنطفأ وتنقضي لا تستسلم ، فتترك آثارا كحفر،
ممتدة بلا نهاية وأوحال،
فتصنع السيل من جديد كإيزيس
وفي عز اشتداد العز والقر ،
سيول صنعتها الأوكار والزمر وآلام أخرى
بلا عناوين ولا حدود ولا حتى ردود
أو حتى ما يشفي الغليل .
إن لون هؤلاء من بني البشر على قدر تجردهم من القانية والنغمية لن يقدروا أبدا فيما يأتي على طبع ولحن حفر الأوكار ولا التشبث بها .
ما فيها من توغلات وفي مسافات بعيدة سيجعلها تستعد للمسير
ولو في وقت الهجر،
أو في صحراء بلا قدر .
يدوي في غياهبها صدى لغو
بعناوين وتصورات تكشف عن أحوالنا المتخلفة وعوائدنا المهترأة.

التجلي الرابع :
هكذا نجد من بني هؤلاء البشر
من يمضي في الإبحار وفي وخز الإبر
مع زيادة قصوى في سرعة الإيغال
آلامهم تعتصرها أصنام الغجر
وغرضهم ، طبعا ، التميز أكثر بالولاءات المتكررة التي لا تبدع إلا مزيدا من مكارم الغباء فلا تعمل عقلها ولا حكمتها في الدهاء إلا لإقصاء (في نظرها ) النتن منها وترك الجيد صونا للجهل من تلفه عند العقال .
إن ثوابت هؤلاء من بني البشر هنا عريقة في التصدي لذوي الحكمة الفذة والعلم الرصين والرأي السديد والفكر الو ضاء . فذوي العقل والحكمة عندهم بقدر عفتهم وطهارتهم بقدر إقصائهم وتهميشهم. والحقيقة المفوضة في خطاباتهم إنما هي موضة تقود العقل إلى لغة الخشب يريدون بها طمس الرأي في هذا البلد الأمين.



#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستويات التأويل في التراث من خلال - الكتاب لسيبويه
- الهرمينوطيقا أو علم تأويل الخطابات
- مفهوم قواعد المعارف
- الاستدلال بين البرهاني والرمزي
- اللسانيات الحاسوبية واللغة العربية
- استخدام اللغة العربية في البرامج المحوسبة : اية استراتيجية ؟
- خاطرة الحزين في فقدان رجل مناضل جهبذ وبن شهيد حرب الريف
- الصرافة الحاسوبية العربية: محاولة في التأصيل
- تكنولوجيا اللغة و الترجمة الآلية
- الذكاء الاصطناعي : هل هو تيكنولوجيا رمزية ؟


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عزالدين غازي - بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا السياسية العربية