الرمز في قصة خندق النار (في التوحد قوة والاستسلام للخوف ضعف وتفرق)

سحر ماهر

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 20:36
المحور: الادب والفن
    

كتبت القاصّة البحرينية مجموعة قصصية بعنوان "خندق النار"، وسأتناول تحليل الرمز في هذه القصة القصيرة التي اختارتها لتكون عنوانًا لمجموعتها.
تناولت قصة خندق النار موضوعًا في غاية الأهمية، لا يقتصر على زمن دون زمن، ولا يدور في مكان محدد بل يمكن أنْ يحدث هذا في أي مكان يسيطر على أصحابه الخوف والخضوع للوهم، قصة خندق النار تعج بالكثير الكثير من العبر رغم اقتصارها على صفحتين فقط.
تدور أحداث هذه القصة حول خندق النار، الذي يجلس بجواره شيخ كبير، يعزف على نايه المصنوع من الخيزران أنغامًا حزينة، تثير الشجن وتحرك المشاعر، يأتي في الصباح ويعود في المساء، هذا الفعل الغريب شدَّ انتباه طفلين صغيرين، يتركان الأطفال يلعبون ويأتيان إلى هذا المكان الحزين الموحش بكل تفاصيله، بدءًا من خندق النار مرورًا بالشيخ الحزين وانتهاءً بأنغامه الحزينة، اقتربا من هذا الشيخ، وهما يقتربان حركا مشاعر الشيخ الذي اختفت ملامح السعادة من قلبه، ليحاول الابتسامة لهما، ونزع الخوف من قلبيهما الصغيرين، يريدان معرفة سر هذا الخندق، فقام بسرد القصة، قصة هذا الخوف والوهم في آن واحد، حيث كانت قريته آمنة يعمها الهدوء والسّلام فأتت مجموعة من السَّحرة لتقلب موازين السّلام، وتحاول الاستيلاء عليه، ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، إلا أنها قامت بحفر الخندق وإشعال نار أبدية فيه، حتى تنقطع عن العالم، وتبقى محاصرة حزينة للأبد، إلا مَنْ يستطيع العبور إلى الجهة الأخرى بسلام، فإنها تنطفئ للأبد، وينتصر الأمل والإصرار على الوهم والخوف، والشيخ منذ صغره لم يستطع العبور وينتظر مَن ينقذه وينقذ القرية بأكملها. مرّت سنوات وكبر الطفلين ويديهما ما زالت تمسكان ببعضهما البعض ويحاولان عبور الخندق ويحترقان.
لنعد إلى ما تحدث به الشيخ، لماذا انتصرت القرية على السَّحرة، ولم تستطع إخماد هذه النار؟ نرى التفرق، ونرى أنَّ كل شخص يقوم بمحاولة فردية دون أنْ يمسكوا بأيديهم وينتصروا جميعًا، إنَّ التفرق والاستسلام للوهم والخوف من المغامرة هو الذي جعلهم في هكذا حال، فلو أنهم كانوا موحدين وقلوبهم مجتمعة ومصرين على الدفاع عن مستقبلهم لنجوا جميعًا هم وأبناءهم وانفتحوا على الضفة الأخرى، ومضوا إلى طريق القوة والأمل، وعاش أبناؤهم في سلام وأمان وسعادة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل