أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين موسى البناء - الديمقراطية الفاسدة














المزيد.....

الديمقراطية الفاسدة


حسين موسى البناء
أكاديمي وكاتب

(Hussein Albanna)


الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية الفاسدة!

كثيرون هم المؤمنون بقيم الحرية على اختلاف أشكالها، بدءًا بالحرية السياسية والمشاركة ضمن مفهوم الديمقراطية، مرورًا بالحرية الاقتصادية كنيوليبرالية اليوم، وليس انتهاءً بالحرية الدينية والفكرية وغيرها من امتدادات هذا المفهوم الجذاب والمثالي أحيانًا.

جاءت الديمقراطية نتاج قرون مظلمة من التسلط والقمع واحتكار السلطة والنفوذ والموارد بيد نخبة ضئيلة تقليدية في المجتمعات، لكن الملفت هو أن الحرية السياسية كلصيق للحرية الاقتصادية قد تحمل في طياتها مخادعة عميقة؛ حيث أن الديمقراطية تنشر السلطة والنفوذ والقوة على عموم الناس بدون احتكار، ولكنها تحتكر الثروة في يد نخبة ضئيلة من المجتمع، وكأن عموم الناس يتمتعون بجانب ويفقدون جانبًا آخر! وهنا تتجلى بداية النقد لتطبيقات مفهوم الحرية ابتداءً.

لم تكن الديمقراطية يومًا مثالية، والثابت أكثر هو أن الدكتاتورية هي الخيار الأسوأ عمومًا؛ فالديمقراطية تحمل آليات تصحيح ذاتي وتعلم تراكمي للشعوب تجعل منها نموذجًا جذابًا لإدارة الحياة، أما الدكتاتورية فإنها قرينة القهر والظلم والتعسف والتهميش والاحتكار.

الديمقراطية الاشتراكية هي أكثر النماذج من حيث الاتساق الذاتي؛ ففيها يتم نشر وتعميم السلطة والقوة على الشعوب بنفس مقدار تعميم ونشر الثروة. وهذا الشرط لا يتوافر في الديمقراطية النيوليبرالية ولا في أي نظام آخر دكتاتوري أكان رأسماليًا أو اشتراكيًا.

النظام الديمقراطي يحتمل الفساد، وهناك من تجارب التاريخ والأمم ما يؤكد ذلك؛ فالحزب النازي فاز بالانتخابات الديمقراطية في ألمانيا، والرئيس الأمريكي الشعبوي دونالد ترمب هو إفراز للديمقراطية، وجيورجيا ميلوني ذات الميول الفاشستية هي إفراز للديمقراطية، والسلطة في العراق ولبنان وإيران واليمن هي كذلك إفراز للديمقراطية، وهذه كلها صور واضحة تثبت بأن ثمة صيغة فاسدة للديمقراطية، بذات الوقت الذي تحقق فيه الصين كدولة مركزية سلطوية أكبر صور الازدهار الاقتصادي والتنمية وإدارة الموارد وضبط الأمور كما شوهد في جائحة كورونا الأخيرة كمثال.

ثمة جملة شروط موضوعية لصلاحية النظام الديمقراطي للأمم، وبدون توافر هذه الشروط فإن ديمقراطية مشوهة هي النتاج الطبيعي والمتوقع، من هذه الشروط والتي تختص بدول العالم النامي تحديدًا هو وجود هامش تقدم اجتماعي واقتصادي يتمثل بتعليم واسع ودخل فرد مقبول، بحيث يجعل ذلك الأمر صعبًا على المتاجرين بقوت الناس وجهلهم من القفز على السلطة كرجال الأعمال مثلًا. مضافًا لذلك تحرر الناس من هيمنة ثقافة وعقلية الطائفة الدينية وعصبة دم القبيلة، بحيث يجعل ذلك الأمر صعبًا على زعماء القبائل وقادة الطوائف من تسويق قيم تناقض مفهوم المواطنة والمساواة.

الشعوب التي ينتشر فيها الفقر والجهل والأمية والطائفية والقَبَلية هي المرشحة أكثر من سواها لبناء هيكل ديمقراطي هش وفاسد لن يحقق التنمية ولا الكرامة للإنسان، والشواهد تملأ الدنيا.

د. حسين البناء
كاتب في الاقتصاد السياسي



#حسين_موسى_البناء (هاشتاغ)       Hussein_Albanna#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما نموت على مراحل
- الوظائف والتقنيات الحديثة والرأسمالية
- هرميّة المعرفة والمستوى المعرفي الفردي وارتباطهما الزماني وا ...
- الاحتكار والمنافسة كمفهوم اقتصادي سياسي
- الدهشة العقلية كمدخل لصناعة الفيلسوف
- النموذج الواقعي لاشتراكية ديمقراطية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين موسى البناء - الديمقراطية الفاسدة