عبد الفتّاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 22:28
المحور:
الادب والفن
قد كانَ ليْ قمــرٌ أراقبُ مَطلعَهْ
وكأنَّ روحي فيهِ كانت مودَعَة
فإذا تبَســّــــمَ أشـــرقَتْ أنوارُهُ
يُغوَى الفؤادَ يُغـــرُّهُ ليُشــَجّعَه
مِرْسالُهُ النّظراتُ سِربُ حَمائِمٍ
تأتي وتذهبُ بالإشارةِ مسرعَةْ
حتّى استوى عنقودُهُ في غصنهِ
فسقاهُ كأســاً بالصبـابةِ مترعَةْ
لمْ يصحُ من سكرٍ تجاوزَ حدَّهُ
طوبى لصانعِ خمرهِ ما أبرعَهْ
طوبى لبنت الكرم وهي كريمةٌ
رقصت على شفةِ الحبيب متعتعةْ
فاستوطنَ الأضلاع بعضُ بهائهِ
لمّا إليهِ رَنا وأرهــفَ مسمعَهْ
فوقعتُ في فخّ الجمالِ وهالني
أني فقدتُ ســلامَ روحي أجمعَه
طلبَ الودادَ فكنـتُ أولَ مانحٍ
أغدقتُ من قلبـي عليهِ لأشْبِعَهْ
فأتى بمِدْيةِ واثــــــــقٍ متمكنٍ
مما يريد فجــــالَ فيهِ وقطّعَهْ
أطلقتُ طيرَالعشق نحو سمائه
فإذا بصقر الهجرِ طارَ وروَّعهْ
كم زاجــــــلٍ أرسلتهُ بمودتي
ليرد بالغربانِ تعبــثُ بالدِعَةْ
أدري بأن العشقَ بحرٌ واسعٌ
إن لم تكـــنْ نوتيُّهُ لن تقطَعَهْ
وظننتُ من بعد المشيب بأنني
أطفأتُ في رؤيـاه ناراً مولَعَةْ
لكنه لمّــــــا تمكّــــــــنَ أمرُهُ
مني وأيقــــنَ أنني لن أمنعَهْ
شدّتْ أناملُهُ على قوسِ النَّوَى
فإذا بغدران التنـــائيَ مترعَةْ
وأعدّ للقــلبِ المعنّـــى سهمَهُ
ورماهُ رميةَ حاذقٍ كي يصرعَهْ
حتى إذا التفتَ الفؤادُ تداركتْ
عيناه ما يخشـى فأسبلَ أدمعَةْ
فخشيتُ أن يَشفي غليلَ عواذلي
فبعثتُ كفّي كي تُكَفْكِفَ أدمُعَهْ
#عبد_الفتّاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟