أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - المرأة الحزينة














المزيد.....

المرأة الحزينة


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


أنا المرأة ـ أم البنت الحزينة ـ تنظر إلي ابنتي نظرات اتهام دائم, منذ أن رقد أبوها وتركني ـ ـ ماذا أفعل في رجل رقد دون أن يترك لي ما أدفع منه للطبيب, وأدويته الغالية الثمن ؟ ماذا أفعل وقد ترك لي فتاة في الثانوية العامة ؟ ماذا أفعل وقد ترك جسدي الذي ما زال في عزه تتملكه الرغبة ؟. أمد يدي أسفل بطنه فلا أقبض إلا علي الفراغ ,أعلم أنه يشعر بي وأنا أجز علي أسناني, أشعر به ينهنه بالليل وحين التفت إليه يدعي النوم حتى لا أرى دموعه . صار بيننا اتفاق غير معلن هو ـ العاجز عن كل شيء حتى عن إطفاء رغبتي بيديه ـ ماذا سيخسر لو أنه مد يده أسفل بطني ليريحني فقط بيده ؟ ـ وأنا ـ التي أبحث عن رجولة زوجي في ظلام حجرتي ولا أجدها ـ , وابنتي ـ التي تمزقني نظراتها ـ لم يجرؤ واحد منا علي الاعتراض أو التصريح بهذا الاتفاق . لم يرفع هو ولو إصبعا وحيدا في وجهي , ولم يفكر في مجرد الاعتراض الشكلي أمام البنت التي يأكل الشك قلبها .
5
أنا البنت الحزينة ابنة الرجل الذي لا يقدر علي الاعتراض علي تصرفات أمي أتمني أن أموت ولا ألمح ذلك الانكسار في عيون أبي حين تجلس أمي أمام المرآة تستعد للخروج . أسمعها تحادث رجلا آخر أتمني أن أمنعها من الخروج ولا أقدر. أنظر إليه أرجوه أن يمنعها ولا يفعل . كم أكرهها هذه المرأة هل تعيده إلي يا رب وتأخذها هي ؟ لا تغضب مني يا رب يمكن لك أن تعيده ولا تأخذها ولكن أصلح علاقتهما دعها تحبه ولا تهمس في التليفون وأعدك يا ربي أنني لن أرد علي الخطاب الذي وصلني اليوم أرجعه إلي وسأصلي لك دوما , ولن أترك ولو فرضا واحدا من الصلاة . إذا لم تعده إلي فعلي الأقل أعدها هي إلي يا ربي, وسأصوم لك كل الأيام التي تريدها .

6

يشهد الله وذلك الملاك الذي كان حاضرا الموقف أن ثريا أم البنت الحزينة لم تخن زوجها أبدا رغم أنها اشتاقت كثيرا لمرة تنفرد فيها بحبيبها , حلمت كثيرا أن تجلس معه , أن تلقي بجسدها ـ الذي تمناه طوال الوقت ـ في حضنه لا تريد غير ذلك أن تستريح في حضنه فقط لا تفعل شيئا سوي ذلك . سبعة عشر عاما مضت منذ أن جلست معه في حجرته فوق سطح قديم في الدرب الأحمر لتخبره أنها قررت الزواج بغيره هل أحبته حقا ؟ إذن لماذا اختارت غيره ؟ بكي لها . قبل يديها . رجاها ألا تتركه . سيتزوجها حالا إن أرادت لكنها اختارت عادل تزوجته هو أعجبها لبطولاته التي داوم علي حكيها عن ذكرياته في حرب أكتوبر . تعاطفت مع ألمه الخاص .


القاهرة 2003



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل السيوي يمارس لعبة المرايا المتقابلة
- ريهام


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هويدا صالح - المرأة الحزينة