أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الجلولي - -مهسا ايميني- تتحول إلى أيقونة وحرائر إيران تصنعن التاريخ














المزيد.....

-مهسا ايميني- تتحول إلى أيقونة وحرائر إيران تصنعن التاريخ


علي الجلولي

الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 13:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعرف إيران في الأيام الأخيرة تحركات احتجاجية متنامية اندلعت حين تدخلت "شرطة الأخلاق" لمنع الشابة "مهسا ايميني" التي كانت "سافرة" أي لا تحمل "التشادور" أو الحجاب الفارسي الذي يجب أن يغطي كامل شعر الرأس باعتباره "عورة"، والتي تجرأت على لبس سروال ظل لعقود حكرا على الذكور فحسب. تعرضت " مهسا" إلى الاعتداء ولم تٌحمل إلى المستشفى بالسرعة المطلوبة فوصلته جثة هامدة. لكن إعلان الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي كان سببا في اندلاع احتجاجات سرعان ما توسعت وشملت أغلب مدن البلاد واستهدفت رموز السلطة من مراكز الأمن وسيارات البوليس، ولم تقف عند ذلك بل استهدفت أيضا الرموز السياسية وعلى رأسها خامئني "مرشد الثورة" كما يسمى في النظام السياسي الإيراني، الذي أحرقت صوره وأسقطت من الجدران.
اتسعت التحركات وتوسعت احتجاجا على سياسة القتل والمنع والاضطهاد الذي يشمل كل مكونات إيران العرقية والثقافية والدينية، وفي مقدمة الجميع جمهور النساء الذي تطبق عليه "أحكام الشريعة" والتي تستهدف خاصة اللباس والاختلاط ومجمل الحقوق المرتبطة بذلك رغم الكفاءة والجدارة التي تثبتها المرأة الإيرانية التي خرجت أكثر من مرة للاحتجاج، بل يمكن الجزم أن أكثر من تحدى سلطة الملالي هو النساء اللاتي قدن في أكثر من مناسبة حركة الاحتجاج الشعبي التي لم تنطفأ في إيران رغم القمع السافر لقوات النظام الذي يتربع على البلاد منذ ثورة 1979 التي قادها الشعب وسطت عليها الرجعية الدينية بقيادة الخميني الذي أقام نظاما رجعيا متغلفا بالدين وبنظرية ولاية الفقيه الشيعية التي مكنته ومكنت جماعته من الحكم المؤبد لإيران بالحديد والنار. ورغم إمكانياتها النفطية والزراعية والحرفية الهائلة، فان هيمنة سلطة البازار أي الاليغارشية الفارسية التي ظلت تتحكم في اقتصاد البلاد والتي تتمركز في النشاط التجاري باعتباره شريان النشاط العام ومن ثمة التحكم في مفاصل القرار الاقتصادي والسياسي في تحالف مقدس مع آيات الله. والطابع الديني للنظام كأساس للشرعية القائمة كانت ضحيته جماهير النساء التي تمنع من مجمل حقوقها باسم الدين والأخلاق والهوية. كما تضطهد الأقليات العرقية والدينية بما فيها المسلمون السنة والعرب (في الأهواز خاصة) وتنتهك حقوقها الدنيا خاصة فيما يهم التعبير عن خصوصيات مميزة ومختلفة عن العرق والمذهب السائد وهو مذهب الامامية الاثناعشرية التي تنظر للفقيه/ الحاكم (علي خامئني اليوم) على أنه "روح مقدس". وكما هو معلوم فان المذاهب الشيعية في أغلبها محافظة ورجعية في موضوع النظرة للمرأة، و"الإسلام السياسي" الشيعي مثله مثل شقيقه "الإسلام السياسي السني" تقوده نظرة موغلة في الرجعية للمرأة ، لذلك تعاني المرأة الإيرانية اليوم الأمرين تحت نظام حكم الملالي خاصة بصعود الغلاة مثل الرئيس الحالي" إبراهيم رئيسي" المعروف بتشدده خاصة في القضايا الاجتماعية بما فيها التعاطي مع قضايا النساء. ضمن هذا السياق تتحرك نساء إيران اليوم اللاتي توجهن مباشرة إلى قلب الموضوع وهن اليوم بصدد صنع ملحمة بأتم معنى الكلمة، فلفيف واسع من حرائر إيران تخرجن للتظاهر بوجوه مكشوفة وتجرّأن على خلع خرقة القماش المفروضة على الرؤوس لترمى في النار على أنغام أصواتهن الهادرة وأزيز المقصات وهي تقصّ شعر الحرائر في حركة لها من الرمزية المكثفة الكثير من المعاني، فتطويل الشعر وستره هو ميزة "الفتاة الشريفة العفيفة الأصيلة" أما قص الشعر وتعريته فهو عنوان الانبتات والخروج عن الملة. لقد أعلت نساء إيران الصوت بكونهن قررن الخروج عن الملة التي ليست سوى الخضوع لنظام الملالي.
وفيما تحوز تحركات حرائر إيران وأحرارها تعاطف لفيف واسع من الشعب، وإعجاب و متابعة أحرار العالم لجرأتها وشجاعتها وتقدمية محتواها الذي يستهدف ضرب المظاهر القروسطية لاضطهاد النساء، فقد تحولت "مهسا" إلى أيقونة ورمز لا في إيران فقط، بل في العالم وفي المقدمة البلدان التي لازالت المرأة فيها تنوء تحت كلاكل الاضطهاد والحرمان والقهر وخاصة في منطقتنا العربية والإسلامية حيث يُغلّف الظلم بجلباب المقدس الديني.
لقد تحولت قضية حرية المرأة وحقها في إعلاء صوتها و تعرية شعرها إلى قضية ملايين النساء في إيران واللاتي اختطفن اللحظة التاريخية للتحرك وخوض معركة التحدي رغم حجم القمع الذي تواجه به السلطة الإيرانية جماهير المحتجات والمحتجين سواء بالإيقافات الواسعة والاعتداءات العنيفة على المتظاهرين ما فيها إطلاق الرصاص وأيضا بقطع الانترنيت وتنظيم حملة إعلامية شعواء لتخوين حركة الاحتجاجات – كما تفعل أنظمة الاستبداد عموما - بادعاء ارتباطها بأطراف خارجية تناوئ النظام وتضغط عليه في إطار المفاوضات النووية. إن هذه الحملات لا تنطلي على محتجات المدن الإيرانية ومحتجّيها الذين خرجوا ضد النظام الذي يقهرهم ويحرمهم الحرية منذ عقود، وهم يتحركون دون أي وهم على مكاييل الدول والمؤسسات الامبريالية التي لا تتوانى على توظيف نضالهم المشروع من أجل الضغط على النظام، وهي ذات الدوائر التي تغض الطرف عن أوضاع شبيهة بل وأفظع تعيشها النساء في بلدان الخليج وأفغانستان...، فطالما أنظمة هذه البلدان طيعة وخانعة فان الدول الامبريالية لا تنقدها و "تتدخل في شؤونها" .
إن هذه التحركات الجماهيرية والعارمة تمثل دقا لإسفين في تابوت الأفكار الرجعية الظلامية التي تحكم نظام ولاية الفقيه في إيران التي تستحق شعوبها نظاما ديمقراطيا حداثيا يحقق العدالة والمساواة بنفس القدر الذي يتصدى فيه لمظاهر ونوايا الهيمنة والتدخل الامبريالي والصهيوني.
في 23 سبتمبر 2022



#علي_الجلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفتاء بأي أهداف ودستور بأي مضامين؟ أو في تهافت حجج الداعمي ...
- دستور سعيد من التضليل إلى التلاعب: انه العبث يا مولاي..
- معركة الدستور تتواصل ضد كل شقوق الثورة المضادة.
- دستور 30جوان: كسوة جاهزة على قياس سيدنا الرئيس
- الشعبوية وضياع بوصلة بعض النخب
- سعيّد يدفع البلاد دفعا نحو الأسوأ
- أفكار حول ظاهرة العنف صلب المؤسسة التربوية وضدها.
- الثورة والثورة المضادة في السودان وتونس: نقاط التقاطع، نقاط ...
- المؤتمر الاستثنائي استحقاق للتّموقع والفساد
- صراع أجنحة المنظومة: ماذا عن قيس سعيّد؟
- الصّراع السياسي في تونس: الأقنعة الزائفة
- المهمّشون يدافعون عن أنفسهم والخدم يدافعون عن السّلطان
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام: لماذا نناهض عقو ...
- من أجل تثبيت يوم 8 ماي يوما وطنيّا لمناهضة التّعذيب
- “أزمة الكورونا” وبشاعة الرأسمالية
- هل نحن متساوون أمام الكرونا؟
- أفكار حول التطبيع، والتطبيع الرياضي مع العدو الصهيوني
- الجزائر:الشعب يصرّ على التّغيير
- ملاحظات حول الحركة الاجتماعية الاحتجاجية في تونس


المزيد.....




- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي الجلولي - -مهسا ايميني- تتحول إلى أيقونة وحرائر إيران تصنعن التاريخ