أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيسى مانا - التحليل الخطابي للخطب المنبرية















المزيد.....



التحليل الخطابي للخطب المنبرية


عيسى مانا

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


التحليل هو بيان أجزاء الشيء ووظيفة كل جزء فيها ويقوم على الشرح والتفسير والتأويل والعمل على جعل النص واضحًا جليّاً، ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيه واضحَين، من حيث يعتمد التلخيص لما فيها من تنظيم المعلومات بشكل منطقي، وقدرةً على فهم النص، لذا فإنّ قراءة النص على عَجَلٍ لا تعد تحليلا، فإذا وقف القارئ على النص وقفة سريعة وفهم فيها النص وأدرك مغزاه، وقرأ ما بين السُّطور، وكان على وعي بالدلالات الاجتماعية للألفاظ، وعرف عناصر الجمال والقبح فيه، دخل في منطقة النقد والتذوق الأدبي.
عملية التحليل الفني: عملية التحليل الفني فإنها تحتاج إلى جهد ووقت وخبرة وبحث وتنقير. والخطاب هو مراجعة الكلام بين طرفين أو أكثر، بحيث يتم تبادل رسائل لغوية.
الخطاب هو الكلام الذي يقصد به الإفهام، إفهام من هو أهل للفهم، والكلام الذي لا يقصد به إفهام المستمع، فإنه لا يسمى خطابا. وأما التحليل الخطاب هو أحد المنهجيات المتقدمة في دراسة الخطاب والتي تتعامل مع اللغة كأحد أشكال الممارسات الاجتماعية وتدرس كيف يساهم النص والكلام على خلق السلطة الاجتماعية والسياسية, بناء على ما سبق من القول سنتناول نقطتين أساسيتين لإتمام هذا العمل بأحسن وجه, وهما: تحليل الخطاب والتعريفات المختلفة لتحليل الخطاب من قبل علماء اللغة
تأصيل مفهوم الخطاب: الخطاب هو مراجعة الكلام بين طرفين أو أكثر، بحيث يتم تبادل رسائل لغوية، وبمعنى الآخر هو توجيه الكلام نحو الغير للإفهام, و الخطاب هو الكلام الذي يقصد به الإفهام، إفهام من هو أهل للفهم، والكلام الذي لا يقصد به إفهام المستمع، فإنه لا يسمى خطابا.
الخطاب في التراث العربي: من هذه التعاريف نستنتج أن التراث العربي تحسس أهمية الخطاب و الدور التداولي الذي يعتبر أهم شروطه، فإذا كان هذا الحقل الحديث اليوم قد اعتبر الجملة أصغر وحدات الخطاب، والكلام هو المعنى المركب الذي فيه الإسناد التام أو ما تضمن كلمتين بالإسناد؛ وهذا المعنى المركب له دلالات هي التي يتم تبادلها بين أطراف العملية التخاطبية التواصلية كما يؤكد على ذلك النقد العربي الحديث الذي خرج من عصور الانحطاط، واحتك بالنقد الغربي في مدارسه المختلفة وبالاتجاهات الفكرية و الفلسفية المواكبة لظهورها.
التعاريف الحديثة للخطاب: أنه مظهر نحوي مركب من وحدات لغوية، ملفوظة أو مكتوبة، تخضع في تشكيله وفي تكوينه الداخلي لقواعد قابلة للتنميط و التعيين مما يجعله خاضعا لشروط الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه كان أم شعريا، بل إن الخطاب يخضع للحقل المعرفي الذي ينتمي إليه، لذلك نجد الخطاب الأدبي و الخطاب النقدي، والديني، و الفلسفي، و السياسي، الاهتمام بالخطاب، اهتم به بشكل علمي جماعة الشكلانيين الروس، الذين دعوا إلى تأسيس علم الأدب بالتركيز على الأدبية، الاهتمام بالخطاب باعتباره متتالية من الجمل، بجعله يتعدى دراسة الجملة على دراسة الخطاب، يعتبر الخطاب عبارة عن ملفوظ، أو مجموعة من الجمل المنغلقة يمكن من خلالها معاينة بنية سلسلة من العناصر، بواسطة المنهجية التوزيعية
حدود الخطاب: فهو اللغة في طور العمل، ويعتبر الخطاب مقابلا للنص، حيث ورد فيه أن مفهوم الخطاب يتحدد ككلية من العلاقات و الوحدات و العمليات التموضع في المحور التركيبي للغة، والخطاب هو المجال الذي تكتسب فيه الوحدات اللغوية قيمتها الدلالية الملموسة، بعد أن كانت كيانا نظريا دالا بالقوة، فالمتكلم يلجأ إلى الجهاز اللغوي لبناء المعرفة التي يريد إرسالها إلى المتلقي عبر شبكة من التراكيب البنيوية المضبوطة في ظروف مادية معينة.
فالخطاب عملة واحدة ذات وجهين متلازمين و متكاملين، الأول أنه نظام من العلامات و الرموز أي أنه يهم جانب اللغة الموظفة وطبيعتها وتراكيبها، ويتضمن محتوى أي مجموعة من المضامين و الأفكار والأحاسيس، فهو رسالة من المرسل إلى المتلقي يهدف إلى تحقيق التأثير و التواصل، وتحليل الخطاب نحو قراءة ما وراء الكلمات بناء على نوع الألفاظ والمصطلحات الموظفة وصيغ التعبير، مع المراهنة على التلقي والتأويل.
أبرز مجالات لتحليل النص
1- الأدب: يلجا الكتاب في أسلوبه الخاص يصور فيه مشاعره وانفعالاته نحو الأحداث والأشياء ولكل أديب وجهة نظر فيما يحدث حوله يتناول الحديث عنها لا لغرض سياسي أو اجتماعي وإنما من اجل إبراز قيم جمالية وفنية دون مراعاة للموضوعية أو مطابقة الواقع
2- –النقد: ترتبط بالأدب فتحلله وتقومه فتذكر ما فيه من ايجابيات وسلبيات ديوان شعر أو قصة أو قصيدة أو أي عمل أدبي آخر.
3- –السياسية: دعت إليها ظروف الوطن العربي وما يعانيه من حيف وجور واستعمار
تحليل نصوص الخطب المنبرية: الخطب المنبرية في مدينة ماروة بجمهورية الكاميرون، يتم على نهج المعروف في العالم الإسلامي والعربي، ولها ضوابط الخطبة، وعادة الخطب المنبرية في مدينة مروة بجمهورية الكاميرون يبتعد عن السخريةن والسباب ويهتم بالقضايا والحوادث، والنوازل العامة، وتذكير الناس بأمور دينهم، ويسعى إلى تعزيز وتثبيت الأخوة في الأمة الإسلامية، وتبتعد عن ما يثير الفتن الطائفية في المنطقة، ولها أساليب جذابة تؤثر في النفس، يبدأ الخطب بالسلام على الناس قبل الخطبة ثم يؤذن المأذن ثم يقوم الخطيب ويلقي خطبته بدأ بالحمدلة والثناء على الواحد القهار، ثم الشهادتين ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الوصية بتقوى الله تعالى ويذكر الخطيب الناس بما أراد بيانه لهم في الخطبة، باستشهاد بآيات من القرآن الكريم واحاديث النبوية، ثم الدعاء للمسلمين والمسلمات عامة.
والخطيب يتسلّح بالوعي والإيمان. ومعرفة طبيعة العلاقة بينه وبين ومجتمعه، وفي يقيني إنها علاقة توجيهية قياديّة نظرا لما يملكه من صفات وإمكانات تؤهِّله على تحمُّل المسؤولية ويلتحم بقضايا مجتمعه وهو الذي يملك وسيلة مؤثرة، فكل شيء يمكن أن يزول إلا أثر الكلمة، فالخطيب يربط الماضي بالحاضر ويكشف وترسيخ قيم الخير للأمة، و تربط بين أجزاء شخصيتها ومراحل تطورها، وله قدم تسعى إلى مستقبل أرحب، وهذا لا يتحقق إلا بتوفُّر أدباء ناضجين مسؤولين واعين لقضايا أمتهم ومؤمنين بمعالجتها، فالخطيب المنبر له رسالة، وهذه الرسالة تتطلب منه زادا ثقافيا وفكريا يغني تجربته ويعمق رؤيته للمجتمع والإنسان ولا نفهم علاقة الخطيب بمجتمعه أنها انخراط بمشاكل المجتمع، بل نفهمها إحساسا صادقا مفعما بالحب والغيرة والرغبة في تطوّر مجتمعه، فعلاقة الخطيب المنبر بمجتمعه علاقة تفاعليّة يتأثر بالمجتمع وأحداثه ويتأثر بالوسط الاجتماعي ويتفاعل معه مما يزيد انتماءه وإحساسه.
إن العلاقة بين الخطيب والمجتمع لا يمكن أن تحكمها قوانين التشابه السطحي الساذج، ولا حتى مفاهيم الانعكاس المختلفة وإنما تتشكل أواصرها على مستوى أعمق من هذا بكثير، هو مستوى هذه الأبنية العقلية، اتساقاً مع منهج التحليل الاجتماعي، فهو لا يركز بشكل سطحي في محاولة ربط نتاج هذا الخطيب بالمجتمع بشكل ضعيف دون أن تضع في اعتباره بنيوية المنهج الخطابي، والتقاط كليات الظاهرة وأقسامها، يفهم أن الخطيب لا يعبر عن رؤيته الفردية للعالم، بل يعبر عن الرؤية الجماعية للعالم، ذلك أن الوعى الفعلي هو الوعى الناجم عن الماضي ومختلف حيثياته وظروفه وأحداثه، وتسعى إلى فهم الواقع انطلاقا من ظروفها المعاشية والاقتصادية والفكرية والدينية والتربوية
وأسلوب الخطيب هو نبراس للنصوص الأدبية، ورؤية نقدية، وهو الفن أو المذهب أو الوجه ، يختص بالتدابير الحياة اليومية، رصد الملامح المميزة للخطاب الأدبي، ويعبر عن شخصيته الأدبية المتميزة واختيار المفردات، وصياغة العبارات، والتشابيه والإيقاع، والملكة اللغوية ذات القواعد النحوية والصرفية الثابتة لتكوين العمل الفني والأدبي، إن أساليب الكلام عند العرب كثيرة ومتنوعة لكل أسلوب من هذه الأساليب مقامه الخاص وتركيبه المحدد، ذا مغزى منشود لدى المتكلم إلى المخاطب، وهناك أسلوب إنشائي، وأسلوب خبري، في تقسيم البلغاء، ومن النوع الأول ينقسم أيضا إلى أسلوب استفهامي ، أو تعجبي، أو تقريري، أو إن شئت هناك أسلوب أدبي، وأسلوب خطابي دعوي، ومن النوع الأخير قد استفاد العرب منه عند استعداد الحرب، حين يقوم المتحدث بحرارة حادة بهدف إيقاظ نفوس الناس تجاه عمل معين وهو يتطلب إقناع هؤلاء الناس بأسلوب سلس ومرن، هنا يأتي دور الخطباء في دعوة الناس إلى مجابهة الحروب والوقوف معها دون فرار. وعندما جاء الإسلام جعل الخطبة وسيلة من وسائل إيقاظ نفوس المؤمنين تجاه ربهم ترغيبا أو تحذيرا حثا أو جزرا. فأصبحت الخطب وسيلة من وسائل تطوير النثر حيث يتميز الخطباء فيما بينهم في إعداد هذه الخطب بفنيات مختلفة مصحوبة بمراعاة المقام والمقال ونفوس المستمعين عند توجيه الخطاب، فمن هنا يضع الخطيب في تصوره العام حالات الناس ومستواهم في الإدراك وعليه يحرر خطبته بالجاذبية الحارة الحادة، تأثر الفن النثري بعاملين رئيسيين، هما: القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ومنهما استقى الخطيب التأثر بالمصطلحات والمعاني والتراكيب، في هذا العصر و للدعوة إلى القيم والأصالة الاسلامية، متجنبا القيم الجاهلية التي لم تعد تتلاءم والعقيدة الاسلامية، شارك الشعر الاسلامي في الدعوة الى الاسلام والذود عنه، ودحض آراء الخصوم، فبدأ الشعراء يستخدمون ألوانا إسلامية جديدة
وتسلسل تلك الدعوة إلى العالم منها شمال إفريقيا ووسط إفريقيا وتسلسل إلى كاميرون والخطباء في مدينة ماروة بجمهورية الكاميرون لهم حسن اختيار في موضوع المنابر، ويتفاعلون مع السامعين ويهز شعورهم ويناسب الزمن الذي يطرح فيه موضوعهم، ويركزون على أسس القضايا الكلية التي تهم المجتمع، لذلك نجد أن خطبهم لها علاقة بالواقع، فالخطبة تعكس فنا من الفنون الجميلة يعكس مظهرا من مظاهر الحياة الاجتماعية. والتعبير عن قيمها، فالخطيب يهتم بدور الكلمة وأثرها في التعبير ومكانتها لما فيها من سحر وقوة مؤثّرة في نفس المتلقي
خطبة خليل بعنوان: الحياة فرصة
الْحَمْدُ للهِ الذِي خَلَقَ الإِنْسَانَ وَجَعَلَهُ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً، وَبَوَّأَهُ فِيهَا مَكَانًا عَلِيًّا وَمَنَازِلَ شَرِيفَةً، وَجَعَلَ مِنْ سَعَادَتِهِ الإِيمَانَ بِاللهِ، وَعِمَارَةَ دُنيَاهُ وأُخْرَاهُ، وَالتَّفَاعُلَ مَعَ أَحْدَاثِ الحَيَاةِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، حَثَّ عِبَادَهُ عَلَى العَمَلِ فِي شتَّى صُوَرِهِ وَمَجَالاَتِهِ، وَأَمَرَ بِالحُكْمِ عَلَيْهِ بِاحتِسَابِ بَواعِثِهِ وَغَايَاتِهِ، وَأًشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرسَلَهُ رَبُّهُ بِدِينٍ يَكْفُلُ لِلإِنْسَانِ حَيَاةً مُعتَدِلَةً لاَ شَطَطَ فِيهَا وَلاَ قُصُورَ، تَحقِيقًا لِلتَّوازُنِ وَالاعتِدَالِ فِي كُلِّ الأُمُورِ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ أَجمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ الإِسلاَمَ دِينٌ يَدْعُو النَّاسَ وَيحُثُّهُمْ عَلَى عِمَارَةِ دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ عَلَى السَّواءِ، تَحقِيقًا لِلتَّوَازُنِ المَنْشُودِ الذِي جَعَلَهُ اللهُ سِمَةً بَارِزَةً فِي هَذَا الوُجُودِ، فَفِي الاهتِمَامِ بِالعَاجِلَةِ وَإِغْفَالِ الآجِلَةِ أَو العَكْسِ بُعْدٌ عَنِ التَّوازُنِ وَشُرُودٌ، وَإِعْرَاضٌ عَنِ المَنْهَجِ السَّوِيِّ وَصُدُودٌ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- يَسأَلُ رَبَّهُ أَنْ يَعْمُرَ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ، فَمَا أَكثَرَ مَا كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ القُرآنِيِّ الكَرِيمِ: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ، لأَنَّهُ دُعَاءٌ جَامِعٌ لِخَيْرِ الدَّارَيْنِ، وقَصْدٌ صَالِحٌ نَافِعٌ فِي الحَيَاتَيْنِ، فَإِنَّ حَسَنَةَ الدُّنْيَا تَشْمَلُ كُلَّ مَطْلُوبٍ دُنْيَوِيٍّ مِنْ صِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَدَارٍ رَحْبَةٍ وَزَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، وَرِزْقٍ وَاسِعٍ وَعِلْمٍ نَافِعٍ، وَعَمَلٍ رَشِيدٍ وَقَولٍ سَدِيدٍ، أَمَّا حَسَنةُ الآخِرَةِ فَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَمَا يَتَرتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ دُخُولِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَالحُصُولِ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ خَيْرٍ عَمِيمٍ وَنَعِيمٍ مُقِيمٍ وَعِزٍّ وَتَكْرِيمٍ.: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) إِنَّ اليَوْمَ الذِي يَستَقْبِلُهُ الإِنْسَانُ هُوَ لَهُ رَصِيدٌ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمُرَهُ بِعَمَلٍ نَافِعٍ مُفِيدٍ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- يَستَقْبِلُ كُلَّ يَوْمٍ جَدِيدٍ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ مُنِيبٍ، وَابتِهَالٍ إِلَى اللهِ السَّمِيعِ المُجِيبِ أَنْ يَرزُقَهُ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا فِيهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ مُبَارَكًا بِالعَمَلِ الخَلاَّقِ، وَالالتِزَامِ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ: يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَصبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصبَحْـنَا وَأَصْـبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ)، وهكذا تنتقل بَرَكَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا مَعَ المُؤمِنِ المُعَمِّرِ لِدُنْيَاهُ إِلَى أُخْرَاهُ مَا دَامَ مُلاَزِمًا لِلإِيمَانِ بِالله
أَيُّها المُسلِمُونَ :إِنَّ انقِطَاعَ الإِنْسَانِ عَنْ دُنْيَاهُ وإِغْفَالَهُ لَهَا بِعَدَمِ العَمَلِ فِيهَا وَإِغْفَالِ السَّعْيِ فِي مَنَاكِبِها تَصَرُّفٌ خَطِيرٌ، لأَنَّهُ تَخْرِيبٌ لَهَا وَتَدْمِيرٌ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَنا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ وَخَلَقَها لَنا لِنُعَمِّرَها لاَ لنُدَمِّرَها، فَإِغْفَالُ أَيِّ يَومٍ مِنْ أَيّامِ حَيَاتِنَا خَسَارَةٌ لاَ يُمكِنُ أَنْ تُعَوَّضَ، وَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: (مَا مِنْ يومٍ يَنْشَقُّ فَجْرُهُ إِلاَّ وَيُنَادِي: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا يَوْمٌ جَدِيدٌ، وَعَلَى عَمَلِكَ شَهِيدٌ، فَاغتَنِمْنِي وَتَزَوَّدْ مِنِّي بِعَمَلٍ صَالِحٍ، فَإِنِّي - إِنْ ذَهَبْتُ - لاَ أَعُودُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) إِنَّ زِيَادَةَ يَوْمٍ مِنْ عُمرِ الإِنْسَانِ المُؤمِنِ يَكْتَسِبُ فِيهِ ثَوَابَ صَلَواتٍ وَأَذْكَارٍ وأعمال خير وطاعات، كَمَا يَكْتَسِبُ فِيهِ أَجْرَ عَمَلٍ دُنْيَوِيٍّ يُعِفُّ بِهِ نَفْسَهُ وَأَهلَهُ وَعِيَالَهُ، وَيُنمِّي فِيهِ بِالرِّزْقِ الحَلاَلِ مَالَهُ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَأَهلَهُ وَوَلَدَهُ، وَيَنْفَعُ وَطَنَهُ وَبَلَدَهُ، فَيَنَالُ أَجْرَ المُنْفِقِينَ المُتَصَدِّقِينَ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ) إِنَّ طُولَ الحَيَاةِ يُمْـكِنُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرَ خَيْرٍ كَثِيرٍ، وَمَنْبَعَ عَطَاءٍ غَزِيرٍ، فَالزَّعْمُ بِأَنَّ الحَيَاةَ شَرٌّ وَأَنَّ المُغَادَرَةَ مِنْها أَفْضَلُ مِنَ المُعَالَجَةِ هُوْ زَعْمٌ لاَ يَمُتُّ إِلَى الإِسلاَمِ بِصِلَةٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَجُلَيْنِ أَخَوَيْنِ ....
إن الإسلام الحكيم يدعو إلى ضرورة المشاركة في التَّقَدُّمِ بِجُهْدٍ وَعَزِيمَةٍ وَقُوَّةِ إِرَادَةٍ، إِنَّ الذِي يَهْرُبُ مِنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِعَدَمِ المُشَارَكَةِ فِي عِمَارَتِها تَقَاعَسَ عَنْ أَدَاءِ وَاجِبٍ مَحْـتُومٍ، وَالتَّقَاعُسُ تَصَرُّفٌ سَيِّئٌ مَذْمُومٌ،وَلَيْسَ حَقًّا القَولُ بِأَنَّ الانْزِواءَ وَالانْطِواءَ عِبَادَةٌ، وَأَنَّ نَفْضَ الإِنْسَانِ يَدَهُ مِنَ الدُّنْيَا يُحَقِّقُ لِلْمَرْءِ سَعَادَةً، وَلَيْسَ حَقًّا القَولُ بِأَنَّ الانْصِرَافَ عَنِ العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ زُهْدٌ، بَلْ هُوَ جُنُوحٌ عَنْ أَوَامِرِ الإِسلاَمِ وَبُعْدٌ. ومَنْ أَرَادَ الوُصُولَ إِلَى الآخِرَةِ سَالِمًا فَلَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا إِلاَّ مُرُورًا بِالحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَإِنْ عَمَرَ الإِنْسَانُ حَيَاتَهُ مُتَسَلِّحًا بِالإِيمَانِ؛ وَصَلَ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ بِسَلاَمٍ وَأَمَانٍ.
باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم ،أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.
الخطبة الثانية: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :لَقَدْ أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَتَعَدَّدَ أَوْجُهُ النَّشَاطِ البَشَرِيِّ مِنْ زِرَاعَةٍ وَصِنَاعَةٍ وَتِجَارَةٍ وَحِرَفٍ وَأَعْمَالٍ أُخْرَى حَتَّى يَتَيَسَّرَ لِلإِنْسَانِ الإِسهَامُ فِي البِنَاءِ وَالعُمْرَانِ بِالنَّشَاطِ الذِي يُلاَئِمُهُ وَيُوائِمُ قُدُرَاتِهِ، وَالإِسلاَمُ يَنْظُرُ إِلَى أَيِّ عَمَلٍ يُسْهِمُ فِي العُمْرَانِ وَالرُّقِيِّ وَالبِنَاءِ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ طَيِّبٌ وَبَنَّاءٌ، فَلَيْسَ هُنَاكَ عَمَلٌ مُحْـتَرمٌ وَآخَرُ أَقَلُّ احتِرَامًا، فَالعَمَلُ فِي كُلِّ مِهْنَةٍ حَلاَلٍ وَفِي أَيِّ مَجَالٍ طَيِّبٍ شَرَفٌ يُعْـتَزُّ بِهِ، لأَنَّ الإِنْسَانَ بِهَذَا العَمَلِ مِنْ جِهَةٍ يَستَغْنِي عَنْ ذُلِّ الحَاجَةِ، وَهُوَ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى يَخْدِمُ وَطَنَهُ وَبِلاَدَهُ، وَلَقَدْ ضَرَبَ الرُّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- مَثَلاً عَلَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ حَيْثُ زَاوَلَ مِهْنَةَ الرَّعْيِ وَهُوَ صَغِيرٌ، كَمَا ضَرَبَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ مَثَلاً بِمِهْنَةِ أَخِيهِ نَبِيِّ اللهِ دَاودَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَالذِي كَانَ يَعْمَلُ فِي الحِدَادَةِ فَقَالَ: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاودَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ)
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا.
الشيخ خليل حمدو، خطيب ينشر الدعوة ويطلع علي أحوال الشعب ونفسانياتهم وتطرّق فيها بالدين وأحكام الشريعة بل فصل فيها كلّ ما يتعلّق بالمجتمع، ظروفه وملابساته ، وقد بني الخطبةَ علي أساليب مختلفة، لكي يلقي رأيه علي الناس ويقنعهم ويخضعهم من خلال هذه الأساليب الحمدلة في الخطبة، وليعالج موضوع الصيام ثم تطرق (خليل حمدوا في خطبته بعنوان: وسائل المداومة على العمل الصالح 18/09/1442هـ الموافق 30/04/2021م ) 1
وسائل معينة على المداومة على العمل الصالح
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن أحب العمل إلى الله ما دوام عليه صاحبه وإن قلَّ، لكن السؤال المهم هنا هو: ما هي الوسائل التي تعين المرء على المداومة على العمل الصالح؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذه الأسطر بإذن الله تبارك وتعالى، فنقول:
إن ثمة وسائل تعين المرء على الاستمرار والمداومة على العمل الصالح منها:
أولاً: العزيمة الصادقة، والثبات عليها: يحدثنا عن أهمية ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله فيقول: "كمال العبد بالعزيمة والثبات، فمن لم يكن له عزيمة فهو ناقص، ومن كانت له عزيمة ولكن لا ثبات له عليها فهو ناقص، فإذا انضم الثبات إلى العزيمة أثمر كل مقام شريف، وحال كامل"1، وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد)2؛ يقول ابن القيم رحمه الله: "وهاتان الكلمتان هما جماع الفلاح، وما أتي العبد إلا من تضييعهما، أو تضييع أحدهما، فما أُتي أحد إلا من باب العجلة والطيش، واستفزاز البداءآت له، أو من باب التهاون والتماوت، وتضييع الفرصة بعد مواتاتها، فإذا حصل الثبات أولاً، والعزيمة ثانياً؛ أفلح كل الفلاح"3.
ثانياً:الاقتصاد في العبادة، وعدم الإثقال على النفس بأعمال تؤدي إلى المشقة، وتفضي إلى السآمة والملل من العبادة فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: "أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قلَّ)، وقال: (أكلَفوا من الأعمال ما تطيقون) رواه البخاري، وحذَّر صلى الله عليه وسلم من الغلوِّ والتشدُّد فجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة) رواه البخاري
فعلى المرء المسلم أن تكون عبادته قصداً لا إفراط ولا تفريط، بل تكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (لكل عمل شرة، ثم فترة، فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضلَّ، ومن كانت فترته إلى سنَّة فقد اهتدى)4 يقول ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذا الحديث: "قال له ذلك حين أمره بالاقتصاد في العمل، فكل الخير في اجتهاد باقتصاد، وإخلاص مقرون بالاتباع كما قال بعض الصحابة: "اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة"، فاحرصوا أن تكون أعمالكم على منهاج الأنبياء عليهم السلام وسنتهم"5، و لما دخل صلى الله عليه وسلم المسجد رأى حبلاً ممدوداً بين ساريتين، فقال: (ما هذا الحبل؟) قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا.. حلُّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد) رواه البخاري (1099)، ومسلم (784).
ثالثاً: قراءة القرآن بتدبر وتعقل: فإن القرآن يهدي للتي هي أقوم، وهو وسيلة من وسائل الثبات والتثبيت على المداومة على العمل الصالح، وهو الذي ربى الأمة َوأدبها، وزكى منها النفوس، وصفى القرائح، وأعلى الهمم، وغرس الإيمان في الأفئدة، وفي قراءته تثبيت لقلب القارئ المتدبر لما يقرأ؛ لأنه يقرأ آيات الترغيب في العمل الصالح، والترهيب من تركه كقوله تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المنافقون:10-11).
رابعاً: الإكثار من تذكر الموتِ: فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من ذكر الموت فقال: (أكثروا من ذكرَ هاذمِ اللذات)6 أي الموت، فمن أكثر من ذكر الموت نَشَط في عمله، ولم يغتر بطول أمله؛ بل يبادر بالأعمال قبل نزول أجله، ويحذر من الركون إلى الدنيا.
خامساً: صحبة الأخيار: الذين يعينون على طاعة الله عز وجل؛ فإن الإنسان ينشط للقيام بالطاعة حين يرى أن إخوانه من حوله مقيمون عليها، وقد يشعر بالخجل من نفسه إن رآهم على طاعة وهو مقصر، فلهذا كانت صحبة الأخيار، وأهل الفضل والصلاح الذين إذا رآهم الإنسان ذكَّرته رؤيتهم بالله عز وجل وبطاعته؛ محل اهتمام الإسلام.
سادساً: التعرف على سير الصحابة والسلف الصالح: من خلال القراءة للكتب، أو سماع الأشرطة، فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة، وقد أحسن من قال:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
سابعاً: الدعاء وسؤال الله الثبات، والاستمرار على العمل الصالح: فإن الله سبحانه قد أثنى على الراسخين في العلم أنهم يسألون ربهم الثبات على الهداية: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}(آل عمران:8)، وكان صلى الله عليه وسلم يكثر في دعاءه أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)7، وأوصى عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل رضي الله عنه بأن يدعو بعد كل صلاة أن يعينه ربه على ذكره وشكره فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: ((يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك))، فقال: ((أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك))8، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((رب أعنِّي ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ..))9، فالتوفيق والعون من الله وحده، وقد أحسن من قال:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده
ثامناً: المحافظة على النوافل: ولو كانت قليلة، وذلك بعد المحافظة على الفرائض، لأن في المحافظة على النوافل صيانة وحماية للفرائض.
تاسعاً: الإكثار من ذكر الله، والاستغفار: فإنه عمل يسير، ونفعه كبير، يزيد الإيمان، ويُقوي القلب، ويبعد عن الغفلة.
عاشراً: البعد عن المعاصي: فإن المعصية تجر إلى أختها، ومن عقوباتها أنها: تحرم العبد لذة العبادة، فتكون مدعاة لترك العمل.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الإيمان والعمل الصالح، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، لا ضالين ولا مضلين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الخطب المنبرية يعتني بالظاهرة الاجتماعية, ونفسية، وميتافيزيقية، لكنه من حيث هو عمل فني يتعدى كل تلك المقومات ويصدر عنها كلها فإذا هو شيء آخر مستقل يتجاوزها إلى طبيعة أخرى له، طبيعته كعمل جمالي لا تنطبق عليه إلا المعايير الجمالية.
الفن للفن، فالفن قطعًا ليس للفن, كما أنه ليس للتحليل النفسي, وليس للدعوة الاجتماعية، وإنما هو كل ذلك وشيء آخر فوق كل ذلك وغير كل ذلك, أي أن العمل الفني عملية معقدة متعددة الأبعاد، إن العلاقة بين الخطيب وبين المجتمع لها آليات معقدة جدا، من حيث تحوّل الهامشيّ إلى مركزيّ والعكس، ولكنني في الوقت نفسه وفي هذا الميدان بالذات أترك للخطيب حساسيته الخاصة وتكوينه، دورًا مؤثرًا, ففي النهاية مازال للفن سرّه الذي لا يُستباح, لا بوسائل التحليل النفسي وحدها، ولا بوسائل التحليل الاجتماعي, ولا بوسائل التحليل النصيّ وفي التغييرات الاجتماعية التي تهدف إلى تأكيد القيم الأساسية الحرية، العدالة والحب والكرامة ونحوها الخطيب، وله دور حيوي بمحض وجوده، بمجرد الكشف عن حقيقة ما للإنسان بمجرد السعي الدائب نحو الوفاء بحقيقة ما هي حقيقة له، هذا السعي قد يتخذ في المدى البعيد, وفيما نأمل, أشكالاً اجتماعية مختلفة، تحددها ظروف اللحظة المتغيرة, الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إن علم اجتماع يتميز بأنه يسعى من أجل إقامة علاقة بين الإبداع الخطيب وبين فترة من فترات هذا المجتمع أو ذاك، إذ يسعى الخطيب من أجل إظهار أبعاد الملامح الاجتماعية في خطبه المنبرية ، بل أكثر من ذلك ويحرص على ضرورة إحداث التغيير في هذا المجتمع غالباً ما يكون لصالح أبناء الطبقات المغلوبة وبطبيعة الحال فإن هذا المنهج لا يعد جديداً، وغيرهما سعوا من أجل ضرورة إظهار جوانب التأثير والتأثر بين المجتمع وجوانب الإبداع.
خطبة عن" معنى قول حسبنا ونعم الوكيل- فوائد قول حسبنا ونعم الوكيل"
قد حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام المسلمين على لزوم الذّكر فهو حصنٌ حصين وحرزٌ مكين، فما يزال المرء في خيرٍ ما زال لسانه رطباً بذكر الله تعالى، كما أنّ للذّكر آثاراً طيّبة في حياة المسلم، ومن الأذكار المأثورة المباركة "حسبنا الله ونعم الوكيل".. فما هو معنى هذا الذّكر ؟ وما هي فوائده ؟
أما المعنى فهو : الله وحده كافينا كلَّنا " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (7/204)
ومعنى ( وَنِعْمَ الْوَكِيل ): نعم الكافي جل وعلا ، فإنه نعم المولى ونعم النصير .ومعنى نعم الوكيل: أي: من أفضل من الله وكيلاً في نصرتي؟, ومن أعظم وكيلاً من الله في قضاء حاجتي؟ ومن أقوى من الله وكيلاً في رد كيد الكائدين, وظلم الظالمين؟
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " حسبنا الله ونعم الوكيل " ، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"..فهو دعاءٌ قاله المسلمون يوم أُحد{ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ } و ثبتهم الله رغم الجِراح. قال الإمام الجصاص –رحمه الله تعالى-: ( وفي ذلك تعليم لنا أن نقتدي بهم ونرجع إلى أمر الله والصبر عليه والاتكال عليه وأن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل وأنا متى فعلنا ذلك أعقبنا ذلك من الله النصر والتأييد وصرف كيد العدو وشرهم مع حيازة رضوان الله وثوابه).
يا عبد الله ، فإذا ظـُـلمت فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " ،و إذا أُبتليت فقل حسبي الله و نــِـعم الوكيل " و إذا ضاقت بك السُبل و بارت الحيل و لم تجد من الناس أنيساً و لا مؤنساً فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل و إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهار الحقيقة فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل "و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " و إذا أُغلق عليك في أمر فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " و إذا تعسرت الأمور فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " إذا أُرتجَ عليك و ضاق فُهمك و تعسّر إدراكك فقل " حسبي الله و نــِـعم الوكيل " ..فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيح عنك الكُربة و يجلب لك الرِزق و ينزل الفــَـرج والخير والبركات.
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم، واسألوه المزيد من فضله إنه جواد كريم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
وبعد،أيها المؤمنون عباد الله،إن" حسبنا ونعم الوكيل "كلمة استعانة بالله، وطلب الخير من الله تعالى ، فعلى المسلم أن يكثر منها، لا سيما في بعض الساعات والأحوال.. ولهذا المبارك فوائد عظيمة ، منها:
• دفع السّوء والأذى، فقد اجتمع المسلمون في حمراء الأسد بعد غزوة أحد فحاول المنافقون تثبيط هممهم عن ذلك بقولهم إنّ النّاس قد جمعوا لكم، فكان جوابهم ترديد عبارة حسبنا الله ونعم الوكيل ليكون نتيجة ذلك بفضل الله ونعمته ومنّه أن انقلب المسلمون إلى أهليهم وذراريهم لم يمسسهم سوءٌ أو أذى.
• استنزال النصر والخير.
• كسب رضا الرّحمن جلّ وعلا، فالله سبحانه وتعالى يحبّ العبد الذي يدعوه ويكل أمره إليه وحده فيرضى على العبد لأجل ذلك فيمنّ عليه برحمته وكرمه ويرفع له في درجاته عنده.
• بثّ الرّعب والخوف في نفوس الظّالمين والأعداء.
على أن هناك أدعية أخرى مأثورة مباركة.. فلا شك أن قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وإظهار التوكل عليه سبحانه.ولا شك كذلك في فضل الحوقلة فهي كنز من كنوز الجنة، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد ذكر ابن كثير في التفسير: قصة عوف بن مالك الأشجعي " قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه". عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف، ونزل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. رواه ابن أبي حاتم. اهـ، متى تُقال هذه الكلمة المباركة؟ أدعية أخرى مباركة.. حسبي الله كلمة استعانة بالله، وطلب الخير من الله تعالى ، فعلى المسلم أن يكثر منها، لا سيما في بعض الساعات والأحوال، ومن ذلك: في الصباح والمساء- عند الشدائد لرد كيد الأعداء، ففي سنن الترمذي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الْإِذْنَ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ»، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا»
قال الملا علي القاري رحمه الله: "قولهم: وما تأمرنا؟ أي: أن نقول الآن، أو حينئذ، أو مطلقا عند الشدائد، فلا شك أن قول: "حسبنا الله ونعم الوكيل" عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وإظهار التوكل عليه سبحانه.ولا شك كذلك في فضل الحوقلة فهي كنز من كنوز الجنة، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد ذكر ابن كثير في التفسير: قصة عوف بن مالك الأشجعي " قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه". عنها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف، ونزل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ. رواه ابن أبي حاتم.
وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء. رواه الترمذي، وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم وحسنه الألباني.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه أبو يعلى في معجمه من حديث سعد بن أبي وقاص، وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.
الخطيب الذي ينبع من المجتمع ويصب فيه فيكون صورة حية له، وذلك هو الأديب الذي يصهر عواطفه جميعَها في بوتقة الناس وحاجاتهم، فينفذ إلى أغوار مشكلاتهم فيصدق في الإحساس وفي التعبير عنها والمشاركة في إيجاد حلول لها.
فالخطيب الصادق ليس معزولا عن المجتمع، فعلى الأدباء أن يعيشوا تجربة عصرهم، ويعكسوها في أعمالهم متوخّين ترسيخَ الجديد ونفي الفاسد، وللخطيب وظيفةٌ اجتماعية نحو قضايا مجتمعه دون أن تخرجه عن إطار ومقومات العمل الفنية لأن ما يقوله ليس عاديا. ولو كان عاديا لما تميّز الأديب عن باقي أفراد الشعب ولا يمكن للأدب أن يؤدي وظيفته بعيدا عن مقومات الإبداع الفنية من خيال ورؤية وأسلوب مناسب وتصور لما يعبر عنه، ويرسمه بحريته بعيدا عن الإلزام فهو مسؤول أمام التاريخ عن كل كلمة عبّر عنها، والنفس بحاجة إلى رخاء في غذائها الفكري والعاطفي كحاجة الجسم إلى شيء من النعيم في حياته المادية، والأدباء والفنانون يجلبون هذه الحقيقة، ويقدّمون هذه الوجبة الغنية للمجتمع
خطبة خليل حمدو بعنوان: أهداف سورة آل عمران.
كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع واسم كل سورة مستوحى من هذا الموضوع. وهدف سورة آل عمران: الثبات، فبعد أن عرض الله تعالى لنا المنهج الذي يجب علينا ان نتبعه في سورة البقرة جاءت سورة آل عمران لتدلنا على الطرق التي تعيننا على الثبات على هذا المنهج سواء كنا من حديثي العهد بالمنهج او قديمي العهد كل المؤمنين يحتاجون الى الثبات على المنهج حتى لا يتخاذلوا ولا يخافوا أن يزيغوا او يضلوا.
وسورة آل عمران تنقسم الى قسمين اثنين:
1. القسم الأول من الآية 1 – 120) هذه الآيات تدلنا على كيفية الثبات فكرياً في مواجهة الأفكار الخارجية
2. القسم الثاني من الآية(121 – الى نهاية السورة) وفيها كيفية الثبات داخلياً ، وقد بدأت سورة آل عمران بالثبات فكرياً من الخارج لتجهيز البيئة المحيطة ثم انتقلت للثبات الداخلي للفرد. وسورة آل عمران تتمحور حول حادثتين:
1. حادثة وفد نصارى نجران الذي يمثل أول حوار للأديان في التاريخ وكيف نثبت في مواجهة الأفكار الخارجية من خلال المناقشة مع وفد نصارى نجران وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة
2. والحادثة الثانية غزوة أحد لتدلنا على كيفية الثبات العملي ورغم أن غزوة أحد وقعت قبل حادثة وفد نجران إلا أن ورودها بعدها انما هو لتحقيق فكرة الثبات الخارجي اولاً ثم الداخلي.
بداية السورة ونهايتها يدلان على ان الحق معنا وعلينا ان نتمسك به. (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ. آية 3) و(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . آية 200) ونستعرض سورة آل عمران ومحاورها:
الثبات على الحق: الآيات كثيرة في الثبات لكل الطبقات وكل الناس
• (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) آية 102
• (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)آية 103
وسورة آل عمران تُحذّر من الأشياء التي تضيع الثبات وتشكل عقبة في طريقه:.عقبات الثبات: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (آية 14)
ثم تتحدث السورة عن: عوامل الثبات:
1. اللجوء الى الله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) آية 8، وكذلك دعاء زوجة عمران (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)آية 35 وكذلك دعوة سيدنا زكريا (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (آية 38)
وسورة آل عمران هي أكثر السور التي ورد فيها دعاء لأننا إذا اردنا الثبات على المنهج علينا أن ندعو الله تعالى ونلجأ إليه حتى يعيننا على الثبات لأننا بأمسّ الحاجة إلى عون الله تعالى للثبات.
2. العبادة: وهذه السورة مليئة بنماذج عُبّاد. السيدة مريم وعبادتها- وسيدنا زكريا-الأنبياء والرسل الآخرون.
3. الدعوة إلى الله: لأنه لما يدعو أحدنا غيره إلى الله تعالى فهذا يعين على الثبات. (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آية 104، و(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) آية 110
4. وضوح الهدف: يجب أن يكون الهدف واضحاً في الحياة. (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) آية 191
5. الأخوّة: تركيز على الأخوّة في الدين بشكل شديد لأنها من أهم ما يُعين على الثبات. (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ).
النصف الأول من سورة آل عمران يدعو للثبات فكرياً ويتمثل في مناقشة راقية للرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل الكتاب ليعرض معهم أين الحق. وقد أقام وفد نجران في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وناقشهم فيه أيضاً. وعلينا ان نتخذ هذه التعاليم لمحاورة الذين اختلفوا معنا في
المعتقد ونقتدي بالرسول صلى اللع عليه وبارك وسلم
كيف تثبّت سورة آل عمران المؤمنين؟: تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاش.(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ -87)(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) إيجاد نقاط اتفاق بين المسلمين وأهل الكتاب (الآية 64 و84) (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت:من أسس الحوار والمناقشة بعد ما سبق أن نقيم الأدلة العقلية والمنطقية لإقناع من نحاورهم. (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) آية 59، (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) آية 65، (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) آية 66، (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)آية 79.
تحذير أهل الكتاب من التكذيب-التحدّي الشديد:- العدل في النظرة الى أهل الكتاب-الثناء على الأنبياء الذين أُرسلوا الى اليهود والنصارى(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آية 33، .
بعد كل هذه البراهين يثبت المؤمن فكرياً.
ونلاحظ أن القسم الأول من السورة اختتمت السور بآية تتكلم عن الثبات (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)آية 120 واختتمت آيات القسم الثاني بآية تتكلم عن الثبات أيضاً (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آية200
النصف الثاني من السورة: يتحدث هذا القسم عن غزوة أحد لأنها تركت في نفوس المسلمين أثراً شديدا من جرّاء عصيانهم لأوامر الرسول صلى اله عليه وبارك وسلم ونلاحظ تسلسل قصة غزوة أحد وتثبيت المسلمين تأتي على سياق غاية في الحكمة سبحانه، أولاً يذكر الله تعالى فضله على المسلمين (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ) (الآيات من 121 – 124) ثم يرفع من روحهم المعنوية فيخفف عنهم ثم يلوم المخالفين لوماً رقيقاً ، ثم يذكر أسباب الهزيمة والمعصية (الآية 152). مرتبط ببدايات السورة في قوله تعالى(زين للناس حب الشهوات) وهذه الشهوات هي التي تدفع للمعصية وكذلك الربا تؤدي الى الخلافات ولهذا وردت آية الربا في سورة آل عمران أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آية 130
أما تسمية السورة بـ (آل عمران) فهي إكرام لزوجة عمران والسيدة مريم ابنة عمران ( حنّة)فالسيدة مريم عليها السلام كانت رمزاً للثبات في العبادة والعفّة وزوجة عمران كانت رمزاً للثبات بنصرة الإسلام (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا)وحينها كان المسجد الأقصى مأخوذاً من المؤمنين فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد الأقصى ووضعتها أنثى وتقبلها الله تعالى منها. وكذلك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر زوجة عمران ومريم عليها السلام التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا فدعا ربه أن يهب له ذرية صالحة. وفي هذا إشارة أن رمز الثبوت هم النساء ولذا جاء ترتيب سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران. هذا والله أعلم
معنى لعل في كلام الله تعليقاً على كلام لابن القيم في معناها في قول الله تعالى : لعلكم تتقون في سورة البقرة ، وهذا نص النتيجة التي توصلت إليها :
تفصيل الكلام في لعل ومعانيها يطول (1)، ويهمنا هنا ذكر أشهر أقوال أهل العلم في معنى لعل في كلام الله ، مع بيان معناها في هذا الموضع في آية البقرة .
والذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة يمكن تلخيصه في النقاط التالية :
جمهور أئمة اللغة على أن لعل للترجي والإشفاق ، وأنها لا تصلح للتعليل . (2)
حملُ "لعل" في القرآن على معنى واحد لا يستقيم ؛ بل إن معناها يختلف من موضع إلى آخر حسب سياقها وموضعها فهي في ابتداء الكلام تفيد معنى غير المعنى الذي تفيده إذا جاءت بعد طلب ، ومعناها في كلام الله U ليس كمعناها في كلام غيره . ([3])
الجزم بالقول الراجح في هذه المسألة مما أشكل عليّ ، والذي ظهر لي أن إبقاء لعل على أصلها في الترجي والإطماع أولى الأقوال بالصواب للأسباب التالية :
1. أنه قول المحققين الحذاق من أئمة اللغة ، كما أنه قول جمهورهم ؛ وهذا من وجوه الترجيح .
2. أن الأصل في حروف المعاني حملها على المعنى الأصلي المشهور ، ولا يحسن حملها على غيره من المعاني إلا بقرينة واضحة تمنع من حملها على المعنى الأصلي ؛ ولا قرينة مقبولة هنا كما سيأتي إيضاحه في السبب التالي.
3. أن القرينة التي صرفوا لأجلها لعل عن معناها الأصلي ، وهي أن الترجي يستلزم الجهل بالعاقبة - وهذا لا يليق بالله U - قرينة ضعيفة بل مردودة ؛ لأنها مبنية على مساواة ما يوصف به الله U ، وما يضاف إليه بما يوصف به المخلوق ، وما يضاف إليه ؛ وهذا مما قرر أهل السنة بطلانه ، وأن القاعدة في مثل هذا أنه ) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ( (الشورى: من الآية11).
وقد وقفت على تفسير محرر ل" لعل " قاله أحد المتأخرين راعى فيه هذا الجانب ،فقال مفسراً لها : ( ترجية من الله واقعة لكماله، والترجية من غيره متوقعة لعجزه .) (4) وهذا هو معنى قول من قال: لعل من الله واجب
عند الخلاف تختفي مواطن الودِّ السابقة، وتَبرز نقاط النزاع، لكن التقوى تدفع صاحبها للعدل والتوازن؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237].
119- إلا الصلاة! لا ينبغي التهاون فيها والتقصير في حقها، مهما كانت الظروف؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا ﴾ [البقرة: 239].
120- من علامات التقوى مراعاةُ الحقوق، وخاصة حقوق الضعفاء؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 241].
121- ما لا بد منه فلا ينفع الفِرار منه، بل ينبغي الاستعداد له؛ قال تعالى: ﴿ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ﴾ [البقرة: 243].
122- أعلى درجات الكرم وكماله أن يُعطيك ثم يَستقرض منك، ثم يُضاعف لك في الرد؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245].
123- المال ليس كلَّ شيء؛ بل يسقط أمام كثير من المعايير والمواصفات؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾ [البقرة: 247].
124- من عوامل الثبات: اليقين بملاقاة الله تعالى، وقوة الإيمان باليوم الآخر؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 249].
125- الدعاء سلاح حتى في لحظات النزال وساعات الحرب؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا ﴾ [البقرة: 250].
126- التدافع بين الحق والباطل مع كونه سنَّة باقية فهو سبب من أسباب توقف الفساد في الأرض؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251].
127- الفرص لا تعود، والمبادرة في استغلالها دليل العقل والتدبير؛ قال تعالى: ﴿ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 254].
128- إذا تولى الله تعالى أمْرَك فقد جاءتك السعادة رغمًا عنها؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257].
129- فرقٌ بين أن تسأل للاطمئنان وبين أن تسأل للشك وزعزَعة الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ [البقرة: 260].
130- الطاعة قد يبطلها الأثر الناتج عنها والتصرف بعدها؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ ﴾ [البقرة: 262].
131- قد تَفضُل الطاعة عن غيرها بسبب ما يحصل بعدها مما يُفسدها؛ قال تعالى: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ﴾ [البقرة: 263].
132- تَبقى الأعمال والقربات مهدَّدة بما يُبطلها، فينبغي الحرص على بقائها خالصة صافية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة: 264].
133- الخوف من الفقر مانعٌ من موانع الإنفاق؛ ولذا يَستخدمه الشيطان في الصد عن الصدَقة؛ قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 268].
134- ليس الرزق محصورًا في الماديات، بل هناك ما هو أعظم من الذَّهب والفضة؛ قال تعالى: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 269].
135- قد يكون من المصلحة إظهار الطاعة؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271].
136- مسؤوليتك البلاغ، وليس الهداية؛ قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 272].
137- للتعفف لذَّة تُنسيك قَسوة الحاجة؛ قال تعالى: ﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ﴾ [البقرة: 273].
138- صاحب الهمة والنيَّة لا تختلف عنده الأوقاتُ والأحوال للقيام بما يريد؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾ [البقرة: 274].
139- البرَكة خيرٌ من الثمار؛ قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276].
140- كمال السعادة يكون بذَهاب الخوف والحزن؛ الخوف من القادم، والحزن على الماضي؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277].
141- ربَّ معصيةٍ فيها هلاك الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 279].
142- تفَهُّم حال الآخرين من مكارم الأخلاق؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾ [البقرة: 280].
143- افعل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 281].
144- الحقوق محترَمة، وتشريع ما يَحفظها يَزيدها احترامًا؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ﴾ [البقرة: 282].
145- ليس في حقوق الآخرين شيءٌ هين، فلكل شيء قيمته؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [البقرة: 282].
146- التقوى والعلم متلازمان؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282].
147- القلب المصدر الأول للإثم، والجوارح جنود له؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴾ [البقرة: 283].
148- من علامات الانتفاع بالسماع: الامتِثال والطاعة؛ قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [البقرة: 285].
149- التكليف بما في الوُسْع من النِّعم المنسيَّة، التي قَلَّ من يستَشعرها، فضلاً عن أن يشكرها؛ قال تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286].
150- مع قيام العدل لا غنى لنا عن الفضل؛ قال تعالى: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة
رابط الموضوع: وأما: لعل ـ فهي في اللغة حرف ترج وتوقع وإشفاق وتعليل واستفهام، وبما أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب - كما أشرنا - فإن: لعل ـ تأتي فيه بهذه المعاني حسب السياق الذي وردت فيه، قال ابن هشام في أوضح المسالك شرح ألفية ابن مالك: لعل ـ وهو للتوقع وعبر عنه قوم بالترجي في المحبوب نحو: لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ـ أو الإشفاق في المكروه نحو: فلعلك باخع نفسك ـ قال الأخفش: وللتعليل نحو: أفرغ عملك لعلنا نتعدى ـ ومنه: لعله يتذكر ـ وللاستفهام نحو: وما يدريك لعله يزكى.
والله أعلم.
://www.alukah.net/sharia/0/85386/#ixzz5I2hdanXU
تحليل خطبة خليل حمد: خليل حمد من الشخصيات الخطابية وله بعد النظر وعمق التفكير وتقدير الأحداث المتوقعة، متأثّراً في خطبه في المجتمع ومؤثراته المختلفة، ولقد نجح كونه خطيباً ينشر الدعوة، كان شديد الاطّلاع علي أحوالهم الشعوب ونفسانياتهم
تأثّر خطبة خليل: تطرّق فيها بالدين وأحكام الشريعة بل فصل فيها كلّ ما يتعلّق بالمجتمع، ظروفه وملابساته لذلك قمنا بتحليل هذه الخطب، وبنيةُ الخطبة إنّه قد بني الخطبةَ علي أساليب مختلفة، لكي يلقي رأيه علي الناس ويقنعهم ويخضعهم من خلال هذه الأساليب هي الأولي: الحمدلة وعبارة. أيها النَّاس بأسلوب النداء، وموضوع الخطبة ورغبته في إجراء المقابلة بين الأضداد لتوضيح الفرق بين الطاعة والمعصية وبين الثواب والعقاب والفروق السائدة بين أجيال المجتمع علي الإطلاق
غرض الخطبة الأساسي: الخطبة ترينا علي أنّها تستتبع غرضاً مهماً بأساليب عديدة منها التهديد الرهيب، والوعيد، والإقناع
فالعمل الإبداعي للخطيب يكون ذو صلاحية فلسفية وجمالية بمقدار ما يعبر عن رؤية منسجمة عن العالم إما على مستوى المفاهيم وإما على مستوى الصور الكلامية أو الحسية وإننا لنتمكن من فهم تلك الأعمال وتفسيرها تفسيرا موضوعيا بمقدار ما نستطيع أن نبرز الرؤية التي تعبر عنها، فالبنية الدالة هي التي تسعفنا في إضاءة النص الأدبي وفهمه، كما تساعدنا في تحديد رؤية المبدع للعالم ضمن تصور جماعي.
يهتم الخطيب بالوعي القائم والوعي الممكن يرتبط بالحلول الجذرية التي تطرحها الطبقة لتنفي مشكلاتها، وتصل إلى درجة من التوازن في العلاقات مع غيرها من الطبقات أو المجموعات البنية الدالة هي عبارة عن مقولة ذهنية أو تصور فلسفي يتحكم في عمل الخطيب.
تحليل الخطاب يكشف الروابط القائمة بين مكونات الحمول محاولة تحليل الجملة باعتبارها أصغر وحدة تمثل الخطاب، لا ينبغي أن يتوقف الخطاب عند الحدود اللسانية للجملة أو الفقرة أو النص، بل أن يتجاوز إلى المضمون والمحتوى، ثم إلى الخطاب انطلاقا من خصائصه الفنية المتمثلة في درجاته الأدبية، فإن الخطاب يراعي اجتماع الخصائص القضايا الفكرية والاعتبارات النفسية والفنية. وهو الخطوة الأساس لفهم النص، ونعتقد أن تحليل الخطاب يجب أن يتجاوز هذا إلى ما هو أعمق باعتماد الاستقراء والاستنباط والتأويل وفتح سبل الإشارات والدلالات والتأويلات التي تربط النص بالأجواء الخارجية، والتي يتعلق معظمها بنفسية صاحبه وبخلفياته الفكرية والمعرفية، والتقاط شذرات المعاني والأفكار المشتتة بين ثناياه؛ وهذا ينطبق على الملفوظ الشفوي والخطاب المكتوب، بل على وسائل التعبير والتواصل باللغة والصورة و غيرهما.
رغم أن العملية صعبة جدا وتستلزم شروطا لعل أقلها هو سعة الاطلاع إضافة إلى المواهب الذاتية التي يمكن أن تصل إلى حد الفراسة، وأن يتم صقلها بالتمرن والمراس.
والجملة توصل إلينا رسالة من خلال انسجام مكوناتها الداخلية، تحليل الخطاب عملية هامة ومعقدة لا تتوقف عند حدود القراءة النحوية والتركيبية، بل إلى علوم ومعارف متعددة، والتي تمدنا بما يكفي من أدوات وآليات لقراءة الخطاب وتحليله، ويدفعنا إلى تأسيس روابط دلالية تجعلنا نبحث في الحفريات المعرفية والأصول اللغوية الخاصة به في التراث اللغوي العربي، ومصطلح الخطاب معتمد في تراث اللغوي العربي، وبمعنى أن الخطاب والمخاطبة مراجعة الكلام، وقد خاطبه بالكلام مخاطبة وخطابا، وهما يتخاطبان، فقد دل على معنى يخص الكلام، وقد يحيل مصطلح "خطاب" على مفهوم النص، حيث ورد مفهوم النص على أنه يؤدي معنى الظهور والانتصاب، فدلالة النص تحيل دائما على البروز والظهور، وتستبعد التأويل، وتلغي أي دلالة مستترة قد يتضمنها المفهوم، ولقد كان ظهوره في الثقافة العربية متصلا بأدلة الأحكام من قرآن.
المصادر والمراجع
1. خليل حمدوا في خطبته بعنوان: وسائل المداومة على العمل الصالح 18/09/1442هـ الموافق 30/04/2021م )
2.رواه أحمد (17155) ، وابن حبان في صحيحه برقم (935).
3.محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة دار الكتب العلمية - بيروت (1/142)
4.رواه ابن خزيمة في صحيحه برقم (2105 )، وأحمد في مسنده برقم (23521)، وقال محقق و المسند ومنهم شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح".
5. محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/108) تحقيق: محمد حامد الفقي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط. الثانية (1393-1973).
6 رواه الترمذي برقم (2307)، والنسائي برقم (1824)، وابن ماجة برقم (4258)، وقال الألباني: "حسن صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3333).
7 رواه الترمذي برقم (2140)، وقال الألباني: "حسن" كما في السلسة الصحيحة برقم (2091).
8 رواه أبو داود برقم (1522)، وأحمد برقم (22179)، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب برقم (1596).
9 رواه أبو داود برقم (1510)، والترمذي برقم (3551) وابن ماجة برقم (3830)، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الأدب المفرد برقم (665).



#عيسى_مانا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -فنان العرب- محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان
- ترام الإسكندرية و-أوتوبيس- القاهرة..كيف يستكشف فنان الجمال ا ...
- تردد قناة بطوط كيدز Batoot Kids 2024 بجودة HD وتابع أجدد الأ ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عيسى مانا - التحليل الخطابي للخطب المنبرية