أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حنين الهندي - نحو دخول مدرسي مجتمعي بالمغرب














المزيد.....

نحو دخول مدرسي مجتمعي بالمغرب


حنين الهندي
باحث وكاتب

(El Hindy Hanine)


الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 04:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ترددت غير ما مرة في الكتابة عن هذا الدخول المدرسي (2022- 2023) بالمغرب، والذي لم يختلف عن سابقيه إلا في الشعار ولهيب الأسعار، ترددت رغم شدة وخزه وخزيه... لكن، لغة الاستفزاز كانت أكبر ولا ضير. فحينما تجد صفحات مختلف مديريات الوزارة تتباهى في عرض صور لمؤسساتها، وقد تشمّقت وتنمقت كالعروس بشتى صباغ، مما يزعمونها تأهيلا لفضائها واستعدادا لاستقبال متعلميها، فيما لا يعدو الأمر عن طلاء واجهات المدارس دون قاعاتها، حينها تدرك التمثل البئيس لمفهوم استقبال المتعلم عند أهل الشأن. ورغم إيجابية المبادرة إلا أنها غارقة في الاستفزاز؛ فهل ينحصر استقبال المتعلم في طلاء واجهات المؤسسات، بقرار فوقي لا يعلم حتى مجلس المؤسسة بحيثياته في أحايين كثيرة، فكيف بالمتعلم؟ وإن سلّمنا بقيمة نظافة بيئة التعلم فلما تُستثنى قاعات الدرس التي يقضي فيها المتعلم غالبية وقته؟ فهل هو استقبال للمتعلم أم تلميع لواقع لا يرتفع؟ وأين باقي الفضاءات ضمن هذه البيئة المدرسة المادية: هل سيتم فتح مكتبات مدرسية؟ وقاعات متعددة الوسائط؟ ومراكز للنسخ؟ أم أننا لا زلنا نأمل في توفير حجرات تحد من الاكتظاظ، أو مرافق صحية حتى؟
كيف سيكون استقبال متعلّم تعوزه وسائل الوصول إلى المؤسسة، وإن بلغها لم يجد حضنا تربويا واجتماعيا ونفسيا لائقا، فالتكوين الفعلي للأساتذة ومختلف الفاعلين بالمؤسسة تعطل منذ سنوات، والأدوات والأطر المعينة لهم في التدبير والتدريس شبه مفقودة، وقطاع عريض منهم هذه السنة زاد غضبه: بين من ينتظر مستحقات تفننت وزارته في تعذيبه دونها سنوات، و 120 ألف أستاذ(ة) يئن تحت شبح التعاقد المفروض، وبين من يأمل فقط في الإفراج عن نتائج مباريات بما فيها الامتحان المهني الذي مضت عليه سنة كاملة ولا زال يُترقب. فمن أولى بالعناية الجدران أم الإنسان، ومن يمثل الحضن الحق للمتعلم هل الفاعل التربوي الذي تم إهماله أم الجدار الذي تمت زخرفة واجهته، في عناية بالمظهر دون الجوهر. إن المؤسسة التي ازّينت لاستقبال هذا المتعلم هي التي ستُعذب والديه بين ناظريه من فحش غلاء محافظها، فأنى للصباغة أن تخلق إقبالا أو استقبالا في ظل هذا الواقع.
فمع الضجة الإعلامية التي حفّت الرؤية الاستراتيجية، والمرافعات الهيستيرية التي حظي بها القانون الإطار الخاص بمنظومة التربية والتكوين (51.17)، والأفق المثالي الذي رسمه، كنا ننتظر دخولا مدرسيا مخالفا، دخولا رَسا على إنجازات أكبر ورسم أفقا أفضل (بشريا، تقنيا، ماديا وفنيّا، حكامتيا)، لكن يبدو أن الإنجاز الوحيد الذي تحقق من هذا القانون هو فرنسة التعليم الذي تم في رمش العين، حتى قبل أن يخرج هذا القانون.
قد يفهم قارئ أني ألقي بكامل المسؤولية على الدولة، لكني وإن أوضحت أن حظها من ذلك كبير، فلا. إنَّ حدث الدخول المدرسي ينبغي أن يكون حدثا مجتمعيا، بدء بالنقاش العمومي المثمر والمُغير للواقع الذي يجب أن يصحب لحظة هذا الحدث الجلل، في تقييم للاختيارات والقرارات السابقة، وهذا دور النخبة المثقفة، إلى خطابات التحفيز على قيمة العلم ومركزية من يدور في فلكه التي ينبغي أن يروجها الإعلام، إلى العمل الخيري الذي يجب أن يكون مؤثرا في دعم الأسر والمؤسسات التعليمية، مما كان معتادا في بلدن حيث كانت مؤسسات تعليمية كبرى وغيرها تعيش على أوقاف أهل الإحسان، واليوم تجد من يبني مسجدا ويشد الرحال معتمرا مرات دون ان يلتفت إلى يتيم أو معوز انقطع عن الدراسة لمانع مادي، بل لربمّا هناك من لا يرى أجرا ولا خيرا في اقتناء حاسوب لطالب، أو طابعة لمؤسسة تعليمية، والحال أن العبادات المتعدية والمرتبطة ببناء الإنسان أثقل في ميزان الدين والدنيا. وقبل ذلك كله أين دور الجماعات الترابية؟ التي يجب أن تفقه أنها لن تتقدم بدون قدرتها على خلق الثروة، وأن هذه الأخيرة منوطة بالإنسان المتعلم. فلا تحسبن الاستثمار في أبنائها هدرا، فتبخل حتى بحضورها لاجتماعات مجالس المؤسسات التعليمية، ولا تُخضع ذلك لأي حساب سياسي مقيت، بل يجب أن ترعى أبناءها ووتتعهدهم كما يرعى فُلُوَّه أو من يقوم عل فسيل مثمر.
إن لحظة الدخول المدرسي لا يجب أن تكون حدثا عاديا داخل مجتمع يريد أن يرتقي في سلم التحضر والتنمية، ولا أن تبقى عملا وزاريا، ولا أن تتحول إلى لحظة عذاب أو اغتراب جماعي، بل يجب أن يكون حفلا بهيجا يفيض عن أسوار المؤسسة، وطربا متناغما تعزفه مختلف حساسيات المجتمع، بعيدا طبعا عن منطق الزواق والنفاق.



#حنين_الهندي (هاشتاغ)       El_Hindy_Hanine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: امتحانات الموسم الدراسي الحالي، التحدّي الوبائي وسؤا ...
- مشروع منتزه رياض العنبري بمكناس، إجهاض لمبادئ المجال العمومي ...


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حنين الهندي - نحو دخول مدرسي مجتمعي بالمغرب