أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - معاد الجحري - في المهام العاجلة للعمل النقابي















المزيد.....

في المهام العاجلة للعمل النقابي


معاد الجحري
عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي. المغرب


الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 09:56
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



تعمقت الاختلالات المزمنة للحركة النقابية المغربية وتراجع أداؤها النضالي الضعيف أصلا. وتوطدت مظاهر البيروقراطية والفساد في صفوف القيادات المتنفذة في المركزيات النقابية الأساسية وذلك بتفاوت طبعا. وينتهك مبدأ الاستقلالية بشكل فج وصارخ. فإذا كانت الكدش قد اعتادت على الاصطفاف وراء فيدرالية اليسار الديمقراطي وتدعو جماهير الشغيلة إلى التصويت لفائدتها في مختلف المحطات الانتخابية، فان الاتجاه المتنفذ في قيادة الامش، ضدا على خطاباته الطنانة حول الاستقلالية، اصطف دون خجل وراء الأحزاب الإدارية (الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار).

ساهمت هذه الوضعية بشكل رئيسي في نفور عام من النقابات، بل ومن العمل النقابي المنظم نفسه. ويبدو من الملاحظة العينية أن القاعدة النقابية ازدادت انكماشا.

كما تفشت الفئوية الضيقة حيث كل فئة تناضل بمفردها، الأمر الذي يستنزف الطاقات ويشتت الجهود دون مكتسبات تذكر.

في هذا المشهد يضيع مبدأ التضامن النقابي، أحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها العمل النقابي، إلا ما نذر. ويغيب الانخراط في النضال العام من أجل الديمقراطية وضد الصهيونية والامبريالية.

فالامش غير منخرط كمركزية نقابية لا في الجبهة الاجتماعية المغربية ولا في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع. وحدها الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تنقذ ماء وجه هذه المركزية.

لكن، مع ذلك، فالصورة ليست سوداء. إذ توجد في الحقل النقابي جزر ديمقراطية ومكافحة ساهم في تشييدها، مساهمة معتبرة، جيل من الشيوعيين/ات من النهج الديمقراطي. وتم هذا رغم أنف البيروقراطية والمخزن، بفضل العمل الدؤوب، المسترسل مع العمال والشغيلة بشكل عام والمراكمة، وخوض الصراع مع البيروقراطية لكن بشكل جماعي وفي قلب الحركة وإلى جانب الشغيلة وليس بدلها وتجنب الصراع الفوقي والمعزول وبدون هوادة.

هذه التجارب تجد اليوم صعوبات في رفع التحديات المطروحة في ظل موازين القوى المرتبطة بالحركة النقابية نفسها أو الموضوعية والمتمثلة في تغول المخزن وطغيان الباطرونا في إطار هجوم الرأسمالية المتوحشة، حيث أصبح العمل النقابي شبه ممنوع في القطاع الخاص وصعبا للغاية في القطاع العمومي حيث يتم التضييق على الحق في ممارسة الإضراب بفعل الاقتطاعات من أجور الموظفين.

ينشط النهج الديمقراطي في مركزيتي الامش والكدش وكل استثناء تفرضه الظروف (وجود مؤسسة إنتاجية او خدماتية أو مرفق عمومي منضوي تحت لواء نقابة غير نقابات هاتين المركزيتين) يخضع لتوجيه من طرف قيادته.

كما يعمل في الجامعة الوطنية للتعليم/ التوجه الديمقراطي وفي النقابة الوطنية للتعليم العالي وفي الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة.

إن الوضعية التي توجد عليها الحركة النقابية مقلقة للغاية وتتطلب تدخلا إراديا وسريعا من لدن القوى الجذرية وخاصة منها المعنية ببناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعلى رأسها النهج الديمقراطي.

إن أولى المهام العاجلة هي إعادة الاعتبار للعمل النقابي المنظم. يجب ترسيخ فكرة أن العمل النقابي ضروري وأن النقابة تعد أداة أساسية في يد الطبقة العاملة لخوض النضال الاقتصادي. ونقطة الانطلاق هي انخراط جميع المناضلين/ات في النقابة المناسبة لهم والأهم وضخ دماء شابة جديدة للعمل اليومي في الاتحادات المحلية والقيام بعمل مخطط وإرادي لتكوين الأطر النقابية لقيادة هذا العمل.

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة محاولات جدية لتوسيع العمل النقابي ليشمل الفئات الكادحة غير العمالية لعل أبرزها وأهمها على الإطلاق تأسيس النقابة الوطنية للفلاحين التي يجب أن تحظى بعناية خاصة.

أكثر من ذلك يجب ربط العمل النقابي بحركة المعطلين ومختلف الحركات الاحتجاجية وهذه مسؤولية تقع بالأساس على عاتق النقابات من خلال الخطاب والمواقف والمطالب والممارسة الملموسة باحتضان هذه الحركات في مقراتها والتضامن الملموس معها. وهذا الربط يتطلب إعداد تصور أولي له يتجاوز الدعم المتبادل بين طرفي العلاقة إلى مستوى تمفصل من مستوى أعلى وأوثق.
ومن المهام الضرورية بناء التوجه الديمقراطي المرتبط بالامش والتوجه الديمقراطي المرتبط بالكدش والدمج بينهما. هذا التوجه ليس تيارا مهيكلا داخل كل نقابة ولا هو بديلا عنها بل قوة تجسد منظورا كفاحيا وعامل ضغط ومقاومة.

تحتل الجامعة الوطنية للتعليم/التوجه الديمقراطي وضعية خاصة لا بد من الوقوف عليها تنويرا لجيل الشباب الذي التحق بها في السنوات الأخيرة. هذه النقابة عقدت مؤتمرها الثاني عشر بعدما تعرض التوجه الديمقراطي داخل الاتحاد المغربي للشغل لأكبر عملية تصفية سياسية في تاريخه ابتداء من 5 مارس 2012 بسب انخراطه في حركة 20 فبراير المجيدة. وكان ذلك المؤتمر كما ورد في البيان الختامي الصادر عنه، إجراء مؤقتا ولكن ضروريا لتدبير الصمود في انتظار تصحيح الأوضاع داخل المركزية وفرض تراجع البيروقراطية عن إجراءاتها التصفوية. لم يكن القصد منه أبدا تأسيس نقابة دائمة الوجود بل دفاعا عن النفس في وجه العاصفة. نحن لم ننسحب من الامش بدعوى البيروقراطية، لأننا لسنا طهرانيين، إنما تم إغلاق باب النقابة في وجهنا.

لذلك فالمكان الطبيعي للجامعة الوطنية للتعليم /ت.د هو في الامش إلى جانب باقي المكونات وخاصة القطاعات العمالية الواسعة. وإذا كانت شروط ذلك غير متوفرة الآن بسبب خوف البيروقراطية الدائم من قطاع التعليم فإن النقاش حول هذا الموضوع يجب أن يبقى مفتوحا بهدوء وروية ومسؤولية.

ورغم الصعاب، يمكن للجامعة الوطنية للتعليم أن تلعب دورا مهما في تنقيب الفلاحين الكادحين والعمال الزراعيين نظرا لانتشارها الواسع بما في ذلك في الوسط القروي شريطة توفر الوعي بذلك.

وبالنسبة للتعليم العالي والإتحاد الوطني للمهندسين فالمطلوب تطوير تيار الأساتذة الباحثين التقدميين وبناء تيار المهندسين التقدميين وخوض الصراع الداخلي ضد الاتجاه الخياني الذي يناصر التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يتزعمه الاتحاديون في هاتين النقابتين.
إن مسؤولية حزبنا جسيمة في النهوض بالعمل النقابي التقدمي المنخرط في النضال العام لشعبنا ضد الاستبداد والحكم الفردي المطلق وضد التبعية والصهيونية الأمر الذي يتطلب القيام بمجهود فكري وسياسي لتسييس القواعد النقابية ونشر الوعي الطبقي في صفوفها وإقامة تمفصل سديد مع عملنا السياسي التنظيمي والمساهمة في بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة.



#معاد_الجحري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على مشروع قرار لليسار الفرنسي حول نظام الابارتايد الصهي ...
- الجبهة الاجتماعية المغربية كاداة لتوحيد النضالات الشعبية
- الانتفاضات الشعبية بالمغرب وبناء أدوات التغيير الثوري
- الذكرى الحادية عشرة لانطلاق حركة 20 فبراير المجيدة
- المخزن غير قابل للاصلاح
- انتخابات 7 أكتوبر 2016 البرلمانية
- أزمة المخزن، أزمة البديل اليساري الديمقراطي
- في تطور أزمة النظام المخزني
- حركة اجتماعية قوية تهز الهند تؤطرها النقابات المناضلة وجبهة ...
- هل تسرع جائحة كورونا انفجار الاتحاد الأوروبي؟
- السياسة المغربية في القارة الإفريقية
- التكتيك النقابي السديد بقطاع التعليم في الفترة الراهنة
- حزب طبقي عمالي، لماذا؟
- نحو أممية ماركسية جديدة
- في الذكرى 150 لتأسيس الأممية الأولى
- وجهة نظر حول ما يجري في العالم العربي من موجات ثورية
- البرنامج العام للنهج الديمقراطي وحركة 20 فبراير (1)


المزيد.....




- “عاجل بشرى سارة اتحدد أخيرا” موعد صرف رواتب المتقاعدين في ا ...
- مد سن المعاش لـ 65 لجميع موظفين الدولة بالقطاع الحكومي والخا ...
- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...
- “880.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- WFTU Declaration on Mayday 2024
- بيان اتحاد النقابات العالمي بمناسبة الأول من أيار 2024
- فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - معاد الجحري - في المهام العاجلة للعمل النقابي