أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن عمارة محمد - السياسات اللغوية في الدول المغاربية














المزيد.....

السياسات اللغوية في الدول المغاربية


بن عمارة محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 04:32
المحور: الادب والفن
    


يجب على المثقف العربي اليوم أن يميّزَ بين حضور اللغة الأجنبية كمسألة معرفية ثقافية، وكمسألة تاريخية استعمارية سياسية خالصة، فالفركوفونية في الدول المغاربية تعكس الوصاية والنفوذ الذي تحظى به فرنسا في هذه الدول، وصدق ديغول حين قال: «كل فرنك نصرفه على اللغة الفرنسية سنجني من وراءه مئات الفرنكات من الدول التي تعتنق لغتنا»، وما يثير القلق في هذا الأمر هو أن الفركوفونية عززت مواقعها مؤخرًا في الدول المغاربية، وما زالت تطمح إلى المزيد، وخاصة على مستوى النخبة السياسة والثقافية والأدبية والإعلامية، مستدركة بذلك تراجعها عند نخبة الستينات بعد الدعوات التحررية التي قادت إلى مشروعات التعريب، ونتيجة إرادة شعبية وسياسية سعت إلى إقامة توازانات لغوية معقولة، ولعل ميلاد صيغ وأطر من قبيل القمة الفرنسية المغاربية والقمة الفرنسية الأفريقية والمنظمة الفرنكوفونية العالمية وسواها من الأدوات الني توسلتها فرنسا لصون مستقبل مصالحها خير دليل على العناية الفائقة التي توليها فرنسا لمشروعها الفرنكوفوني، ولاسيما في المغرب العربي عن طريق الحوامل الداخلية المحلية من النخب السياسية التي استلمت الإدارة، وهذه النخب هي التي ستهيئ شروط تمديد العمل بأحكام السيطرة الفرنسية على والاقتصاد الوطني في إطار ما عرف بالاستعمار الجديد، وهي التي سوف تعمل أيضًا على حماية مرجعية اللسان الفرنسي في الإدارة العامة وفي نظام التعليم والصحافة والإعلام وغيرها من المؤسسات المهمة والحساسة في هذه الدول.

وبناءً عليه يمكن القول: إن هذه النخب هي التي ستنوب مناب فرنسا في هذه الدول، لتمدد إقامتها بعد أن عجزت وسائل العنف العسكري الاستدماري في تأمين ذلك التمديد، فالولاء لفرنسا لسانَا وثقافةَ هو الولاء الذي راهن عليه المستعمر كي يكون له موطىء قدم بعد خروجه، والحق أن ما راهن عليه المستدمر الفرنسي لم يكن أملًا غامضًا، أو متروكًا للمجهول، وإنما أعد له العدة، وصرف له الجهد والمال للتخطيط للأمر بإحكام، ولقد كان ذلك في أساس العناية الفائقة لفرنسا، وإدارتها الاستعمارية في المغرب العربي، بتكوين نخبة حديثة من الإداريين والاقتصاديين والسياسيين، ونشر المدارس الفرنسية وتمكين أبناء الأعيان والأغنياء بها، وتمكينهم من متابعة تكوينهم في الجامعات والمعاهد الفرنسية، ثم تسليمهم أكثر الوظائف حساسية وأهمية بعد تخرجهم.

وبعد أكثر من نصف قرن على رحيل فرنسا، ما زالت هذه البنية الثقافية واللغوية تشتغل بطاقتها القصوى في سائر مرافق الدولة الحساسة، بالرغم من مشاريع التعريب التي فشلت فشلًا ذريعًا، لا لعلة أو عطب في اللغة العربية وقدرتها على مواكبة التطور المعرفي الإنساني، بل لحاجة في نفس يعقوب، وتصميم على إفشال مشروع التعريب وابتذاله وإسقاط حجج القائلين به، يجري ذلك كله فيما دساتير المغرب العربي تنص نصًا على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد؟ فهل نقول إن هذه الاختيارات الرسمية في مجالي التعليم والإدارة اختيارات غير شرعية؛ لأنها تتناقض مع مقتضيات القانون الأساسي للدولة وهو الدستور! لكن من يحترم الدستور في هذه الدول!

ها هي فرنسا بعد خروجها ذليلة تحت ضربات المقاومة الوطنية في الدول المغاربية، تعود إلى رحاب الوطن من خلال لسانها وجمهرة المتعصبين للسانها ولثقافتها باعتبارها مثالًا حضاريًا يجب الاقتداء به لتحقيق الازدهار والتقدم، والأهم من هذا أن فرنسا العائدة بمشروعها الفرنكوفوني الاستعماري تسلط مطرقتها على أهم مؤسسات الدولة وأكثرها حساسية، كالتعليم والإدارة والمعملات الاقتصادية.

وفي نهاية هذه التأملات الفكرية يجب أن نقول كلمة حق وهي أن المفرنسين كليًا أو جزئيًا ليسوا جميعًا في جملة المتعصبين للسان الفرنسي، فقد قادتنا تجربة الاحتكاك ببعض الزملاء المتخرجين من كلية الطب، والهندسة، والمعاهد العلمية، وأقسام اللغة الفرنسية، والإنجليزية تفاعلهم مع أفكار الأصالة والهوية الاسلامية والمرجعية اللغوية، وفي المقابل قادتنا تجربتنا مع بعض المعربين دفاعهم عن المشاريع الحداثية والانفتاحية على خلفية تمثلهم لتياراتها، وأنتجوا منابر تدعو إلى مثل هذه الفلسفات والأفكار التي تعكس تأثرهم وذوبانهم في المشاريع الفكرية الغربية عامة، والفرنسية خاصة، فالفركوفونية لم تنشأ في رحم المناخ الثقافي لفئة المثقفين المفرنسين حصرًا، وما كانوا ممثليها الوحيدين، بل وجدت أيضًا في أوساط مزدوجي اللسان وحتى المعربين تحت غطاء الدفاع عن الانفتاح الثقافي والفكري.



#بن_عمارة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثثف الجزائري وهاجس الوصاية الرمزية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بن عمارة محمد - السياسات اللغوية في الدول المغاربية